«مصدر دبلوماسي»
مقالات مختارة_ «بوابة اللاجئين الفلسطينيين»
أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) “فيليب لازاريني”، أن سكان قطاع غزة الذين يتعرّضون لقصف متواصل منذ أسابيع من قبل جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، لم يعد لديهم الوقت أو الخيارات، ويواجهون أحلك فصل في تاريخهم منذ عام 1948.
وفي الوقت نفسه، حذر المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ” فيليبو جراندي” من “حدوث المزيد من التهجير في منطقة الشرق الأوسط بسبب الصراع في غزة”، وأعلن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن قطاع غزة يواجه كارثة صحية عامة بعد انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض وسط هجوم “إسرائيلي” ضرب المستشفيات، وتسبب في نزوح مئات الآلاف من الأشخاص.
أحلك فصل في تاريخ الفلسطينيين منذ عام 1948
وقال المفوض العام لـ “أونروا” “فيليب لازاريني” في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف يوم الأربعاء 13 كانون الأول/ ديسمبر: “في مواجهة القصف والحرمان والأمراض، في مساحة ضيقة بشكل متزايد، يواجه الفلسطينيون أحلك فصل في تاريخهم منذ عام 1948، مع أنه تاريخ مؤلم”، موضحاً أن سكان غزة يتجمّعون الآن في أقل من ثلث الأراضي الأصلية، بالقرب من الحدود المصرية.
وأضاف أنه رأى شاحنة مساعدات أوقفها السكان الذين طلبوا الطعام و”ابتلعوه في الشارع”.
وتابع قائلاً: “من غير الواقعي التفكير بأن الناس سيظلون صامدين في مواجهة مثل هذه الظروف المعيشية، خصوصاً عندما تكون الحدود قريبة جداً”.وأشار “لازاريني” إلى أن مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية، وحيث يوجد المعبر الوحيد المفتوح أمام المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة، قد ارتفع عدد سكانها من 280 ألف نسمة إلى أكثر من مليون شخص.
وأكد لازاريني، على أن الاستجابة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية تعتمد إلى حد كبير على قدرات وكالة “أونروا” ولكنه أضاف إنها “على وشك الانهيار”.
كارثة إنسانية كبرى في القطاع
في سياق متصل، حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “فيليبو غراندي” من “المزيد من النزوح في منطقة الشرق الأوسط الأوسع، بسبب الصراع في غزة”.
وقال “غراندي” خلال المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، والذي يعقد كل أربع سنوات: “هناك كارثة إنسانية كبرى تتكشف في قطاع غزة، وحتى الآن فشل مجلس الأمن في وقف العنف”. وأضاف “نتوقع سقوط مزيد من القتلى من المدنيين وزيادة المعاناة وكذلك المزيد من النزوح الذي يهدد المنطقة”.
ورغم ما قاله عن الوضع الكارثي في قطاع غزة دعا المجتمع الدولي إلى عدم نسيان أزمات أخرى تسبب النزوح، بحسب وصفه وقال: “بينما لا يزال هناك تركيز قوي على غزة، ولا بد أن يبقى ذلك، أدعوكم فضلاً ألا تغفلوا الأزمات الإنسانية وأزمات اللاجئين الملحة الأخرى”.
وعبّر “غراندي” عن أمله في أن تكون هناك أيضاً تعهدات بتمويل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تعاني عجزاً يبلغ 400 مليون دولار لعام 2023. وأضاف أن هناك “حالة ضبابية هائلة” بشأن المبلغ الذي يمكن أن يقدمه المانحون للمفوضية، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا، في عام 2024.
وأسفرت حرب الإبادة “الإسرائيلية” على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر إلى نزوح 85 بالمئة من سكان القطاع داخلياً.
“أوتشا”: قطاع غزة يواجه كارثة صحية
في سياق ذي صلة، قال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، الأربعاء: إن قطاع غزة يواجه كارثة صحية عامة بعد انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض وسط هجوم “إسرائيلي” ضرب المستشفيات، وتسبب في نزوح مئات الآلاف من الأشخاص.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة “لين هاستينغز”: “نعلم جميعاً أن نظام الرعاية الصحية ينهار أو انهار… لدينا مرجع للتعامل مع الأوبئة والكوارث المتعلقة بالصحة العامة”.
وأردفت: “أن الناس في غزة يضطرون للانتظار في صفوف بالساعات لمجرد الوصول إلى المرحاض”. مضيفة: “يمكنكم أن تتخيلوا ظروف الصرف الصحي”.
وذكرت المنسقة الأممية أن “ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة موجودون الآن في رفح في الطرف الجنوبي من القطاع هرباً من القصف الإسرائيلي”، قائلة: هذا لا يؤدي إلا إلى أزمة صحية.
ودقت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة ناقوس الخطر فيما يتعلق بانتشار الأمراض المعدية في غزة، حيث تسبب النزوح الداخلي لنحو 85 بالمئة من السكان في اكتظاظ الملاجئ وغيرها من مرافق المعيشة المؤقتة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع كبير في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال وحشرات الرأس والأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض سريعة الانتشار.
وقالت المنظمة، الثلاثاء: إن 11 فقط من بين 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي، واحداً في شمال القطاع وعشرة في الجنوب.