“مصدر دبلوماسي”- خاص
وفي اليوم الثالث للحرب بلغت الحصيلة من المدنيين وكانت اسرائيل رفعت وتيرة استهدافاتها واستدعت عشرة آلاف جندي من الاحتياط وكثفت غاراتها متسببة بمقتل 1247 لبنانيا و5278 جريحا بحسب ما اعلن منسق حطة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين خلال مؤتمر صحافي في السراي الحكومي أمس الاربعاء.
وتكثفت الجهود الدبلوماسية، إذ نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين ومسؤول اسرائيلي أن ادارة بايدن تعمل على مبادرة دبلوماسية جديدة لوقف التال في لبنان وتعدّ خطة لوقف نار مؤقت بين اسرائيل وحزب الله.
وبحسب الموقع ناقشت اميركا على مدى يومين خطة التهدئة في لبنان مع دور عربية وفرنسا واسرائيل، وأشار اكسيوس الى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعطى الضوء الاخضر لمناقشة مبادرة التهدئة. ونقلت رويترز عن مسؤول لبناني أن حزب الله منفتح على أية تسوية بشأن لبنان وغزة. ولكن وسائل اعلام اسرائيلية افادت مساء ان فرص نجاح المبادرة الاميركية ضئيلة وفق التقديرات الاسرائيلية.
الرئيس ميقاتي يلقي كلمته امس في نيويورك
اتصالات
على صعيد الاتصالات، قامت فرنسا منذ يومين بإيعاز أميركي بالاقتراح على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التوجه إلى نيويورك حيث حضر أمس جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي دعت اليها فرنسا، كما قام فريق مستشاري السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي والجهاز الدبلوماسي الفرنسي بالتواصل مع الأميركيين وبدء العمل للتوصل إلى وقف اطلاق نار خلال ثلاثة أيام على يكون التفاوض عبر الرئيسين ميقاتي في نيويورك و رئيس المجلس النيابي نبيه بري في بيروت من أجل وضع إطار زمني للتفاوض و نقاط الأولويات و على أن يؤخذ بالاعتبار موضوع وقف إطلاق النار في غزة. وقال مصدر دبلوماسي لبناني مواكب للنقاشات: “يوجد تناول لإمكانية تعيين وقف إطلاق النار مساء الأحد”. إلا أن دبلوماسيا من دولة عربية وازنة قال لنا :” لا شيء مضمونا مع نتنياهو وهذا ما اعتدنا عليه”.
بيان مشترك بايدن ماكرون
وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون بيانا جاء فيه
لقد حان الوقت للتوصل إلى تسوية على الحدود بين إسرائيل ولبنان تضمن السلامة والأمن لتمكين المدنيين من العودة إلى ديارهم. إن تبادل إطلاق النار منذ السابع من أكتوبر، وخاصة على مدى الأسبوعين الماضيين، يهدد باندلاع صراع أوسع نطاقًا وإلحاق الضرر بالمدنيين، لذلك عملنا معًا في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف إطلاق النار المؤقت لإعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب المزيد من التصعيد عبر الحدود. وقد أيدت الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر البيان الذي تفاوضنا عليه. وندعو إلى تأييد واسع النطاق والدعم الفوري من حكومتي إسرائيل ولبنان.
بيان مشترك أميركا استراليا كندا الاتحاد الأوروبي فرنسا المانيا ايطاليا اليابان السعودية الامارات قطر
إن الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر 2023 لا يطاق ويشكل خطراً غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع نطاقاً. وهذا ليس في مصلحة أحد، لا شعب إسرائيل ولا شعب لبنان. لقد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكن المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان. ولكن الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح وسط تصعيد هذا الصراع. لذلك ندعو إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يومًا عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية لتوفير مساحة للدبلوماسية نحو إبرام تسوية دبلوماسية متوافقة مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735 بشأن وقف إطلاق النار في غزة ندعو جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتي إسرائيل ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور بما يتفق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 خلال هذه الفترة، وإعطاء فرصة حقيقية للتسوية الدبلوماسية. ونحن على استعداد لتقديم الدعم الكامل لكل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، بناءً على الجهود المبذولة خلال الأشهر الماضية، لإنهاء هذه الأزمة بشكل نهائي.
جلسة مجلس الامن الدولي:
عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بطلب من فرنسا لبحث التطورات في لبنان، بعد حملة القصف الإسرائيلي الأكثر كثافة منذ تشرين الأول/أكتوبر. خلال الاجتماع دعا أمين عام الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى وقف القتل والدمار وتخفيف حدة الخطاب والتهديدات، والتراجع عن حافة الهاوية.
وفي إحاطته لأعضاء المجلس أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تبادل حزب الله وغيره من الجماعات المسلحة غير الحكومية في لبنان والقوات الإسرائيلية إطلاق النار بشكل يومي تقريبا، والذي شكل انتهاكا متكررا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
وأفاد بأنه منذ تشرين الأول/أكتوبر، فر ما يقرب من 200 ألف شخص داخل لبنان وأكثر من 60 ألف شخص من شمال إسرائيل من منازلهم. وقال إن العديد من الأرواح فقدت، مضيفا أنه “يجب أن يتوقف كل هذا. لابد أن تتمكن مجتمعات شمال إسرائيل وجنوب لبنان من العودة إلى منازلها، والعيش في أمان وأمن، دون خوف“.
وأشار إلى تكثف الجهود الدبلوماسية لتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار، مما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتمهيد الطريق لاستئناف سلام أكثر ديمومة، مؤكدا دعم الأمم المتحدة لتلك الجهود بشكل كامل.
وأكد أمين عام الأمم المتحدة أنه على الرغم من الظروف الخطيرة، فإن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان لا تزال في مواقعها. وناشد الأمين العام مجلس الأمن العمل على المساعدة في “إخماد هذه النيران“. ودعا جميع الأطراف إلى “تجنب حرب شاملة بأي ثمن، فمن المؤكد أنها ستكون كارثة شاملة“.
وقال: “إن شعبي لبنان وإسرائيل وشعوب العالم لا يستطيعون تحمل أن يصبح لبنان، غزة أخرى“.
وإلى جانب أعضاء المجلس الخمسة عشر، من المقرر أن تتحدث دول أخرى من بينها لبنان وإسرائيل وإيران وسوريا.
الجزائر
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قال إن “العدوان الذي يتعرض له لبنان يمثل جزءا لا يتجزأ من سياسة التصعيد التي جعل منها الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني نهجا مفضلا واستراتيجية متعمدة على أكثر من جبهة وعلى أكثر من وجهة في منطقة الشرق الأوسط“.
وأشار إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يكتفي بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بل صار يشعل الأزمة تلو الأخرى، ويسعى، اليوم تلو الآخر، لبسط إجرامه وفرض جبروته على كافة دول الجوار في اليمن وسوريا وإيران وحاضرا في لبنان”.
وقال الوزير عطاف إن الأوان قد آن كي يدرك مجلس الأمن أن مسألة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن “تبقى رهينة أهواء وأوهام الاحتلال الإسرائيلي يتصرف فيها ويعبث في مصيرها كيفما يشاء“.
وأشار إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي أثبت أنه لا يؤمن بالسلام ولا يريد السلام وأنه يعتبر نفسه استثناء من كل ما يجمعنا تحت منظمتنا هذه من مراجع وثوابت وقواعد وضوابط وأحكام”. وأكد موقف الجزائر في أن العمل من أجل وقف التصعيد هو أقل ما يمكن انتظاره من مجلس الأمن اليوم قبل الغد، وحذر من أن منطقة الشرق الأوسط أحوج ما تكون إلى تضافر جهود الجميع لتجنيبها “ويلات حرب شاملة تلوح في الأفق القريب“.
فرنسا
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل باروت قال إن الوضع في لبنان قد يصل إلى “نقطة اللا عودة“ حيث تخطى مستوى التصعيد. وأكد أن الضربات الإسرائيلية التي تسببت بمقتل مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال، “أمر غير مقبول“، معربا عن تضامن بلاده الكامل مع المدنيين اللبنانيين.
وأضاف: “أذكـّر بأن احترام القانون الدولي الإنساني ليس خيارا. فالمدنيون، سواء كانوا لبنانيين أو إسرائيليين، يجب ألا يتعرضوا بتاتا للاستهداف“.
وقال الوزير الفرنسي إن التوتر بين حزب الله وإسرائيل “قد يدفع بالمنطقة إلى نزاع شامل“، مؤكدا أن لبنان “الذي أصبح ضعيفا جدا لن يتعافى من هذه الحرب“. ودعا إلى الاستفادة من وجود عدد كبير من القادة في نيويورك هذا الأسبوع “لكي نفرض حلا دبلوماسيا ولكي نعكس دوامة العنف“، وقال: “هذه الحرب ليست حتمية، والحل الدبلوماسي ما زال ممكنا“.
وأفاد السيد باروت بأن بلاده عملت مع الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لعشرين يوما للسماح بالمفاوضات. وأضاف: “نعول على الطرفين لقبول ذلك من دون تأخير لكي نحمي السكان المدنيين ولكي نسمح بمفاوضات دبلوماسية. لقد عملنا مع الأطراف لتحديد المعايير للتوصل إلى حل دبلوماسي بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701. إنه مسار يتطلب الكثير، ولكنه ممكن“. وقال الوزير الفرنسي إنه سيعود في نهاية الأسبوع إلى بيروت للعمل مع الأطراف المعنية في هذا المجال.
الولايات المتحدة الأمريكية
نائب المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، روبرت وود أكد أن بلاده انخرطت بشكل مكثف مع جميع الأطراف في المنطقة. وأضاف: “هدفنا واضح وهو تجنب حرب أوسع نطاقا نعتقد أنها ليست في مصلحة أي طرف، لا شعب إسرائيل ولا شعب لبنان“.
وأوضح أن الحل الدبلوماسي المتوافق مع القرار 1701 يظل المسار الوحيد لوقف دورة التصعيد بشكل دائم وتمكين النازحين في كل من إسرائيل ولبنان من العودة إلى ديارهم.
وأفاد بأن بلاده تشعر بالقلق العميق إزاء التقارير التي تفيد بمقتل مئات المدنيين اللبنانيين في الأيام الأخيرة. وقدم تعازيه لمقتل اثنين من موظفي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وشدد على أن ما يحدث يجب أن ينتهي بتفاهم شامل فيما يتعلق بالخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) مع آليات تنفيذ حقيقية. وأعاد التأكيد على أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حزب الله، داعيا جميع الأطراف إلى الامتثال للقانون الدولي الإنساني واتخاذ جميع الخطوات المعقولة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
وأكد دعم بلاده القوي لقوات الـيونيفيل وأهمية أن تعمل جميع الأطراف على ضمان سلامة أفراد الوة وأمنهم في هذه اللحظة الخطيرة. وقال نائب السفيرة الأمريكية إنه “من الضروري أن نعمل معا لمساعدة شعب لبنان والمنطقة على تجنب المزيد من المأساة“.
لبنان
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قال:
26-9-2024
عبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من نيويورك عن ترحيبه بالنداء المشترك الصادر بمبادرة من الولايات المتّحدة الاميركية وفرنسا، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان،
وقال: تبقى العبرة في التطبيق عبر التزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية.
كلمة رئيس الحكومة
وكان رئيس الحكومة القى كلمة خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي هنا نصها:
السيد الرئيس،
أود في البداية أن أعبر عن امتناني العميق للجمهورية الفرنسية على دعوتها لعقد هذه الجلسة المهمة لمجلس الأمن في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان. كما أشكر سلوفينيا رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر على تلبيتها لهذه الدعوة. وأشكر سعادة الأمين العام على الإحاطة التي قدمها في بداية هذه الجلسة.
لقد كانت فرنسا دائمًا صديقة وفية للبنان وشعبه، وقد وقفت إلى جانبنا في أصعب الظروف. وخير دليل على ذلك الجهد المخلص الذي تقوم به فرنسا الآن بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل إصدار بيان مشترك مدعوم دولياً لوضع نهاية لهذه الحرب القذرة.
كما أود أن أعبر عن شكري للجزائر الشقيقة ممثلة المجموعة العربية في مجلس الأمن على دعمها المستمر لنا، وأشكر جميع أعضاء هذا المجلس الكريم على دعمهم المستمر لسيادة لبنان ووحدته واستقراره، كما أنتهز هذه المناسبة لأشكر جميع أعضاء هذا المجلس على دعمهم لقرار تمديد ولاية اليونيفيل بناء لطلب لبنان.
السيد الرئيس،
نحن اليوم، في لبنان نواجه إنتهاكاً واضحاً لسيادة الدولة اللبنانية وحقوق الإنسان عبر الممارسات الوحشية للعدو الإسرائيلي بحق دولتنا وشعبنا اللبناني، من خلال إستباحة سيادته عبر إطلاق طائراته ومسيراته في سمائه، وقتل المدنيين فيه شباباً ونساءً وأطفالاً، وتدمير المنازل، وإرغام العائلات على النزوح في ظل ظروف إنسانية قاسية. هذا عدا عن بث الترهيب والرعب في نفوس المواطنين اللبنانيين وذلك على مرأى من العالم كله دون أن يرف لهم جفن. وللأسف عدد الشهداء المدنيين الأبرياء والجرحى في إرتفاع مستمر، فالمئات من المدنيين قد فقدوا حياتهم في غضون أيام قليلة، والمستشفيات أصبحت غير قادرة على إستقبال المزيد من الجرحى.
لبنان اليوم ضحية عدوان إلكتروني، سيبراني، جوي،وبحري، وقد يتحول إلى عدوان بري بل إلى مسرح لحرب إقليمية واسعة، وآمل أن أعود إلى بلدي متسلحاً بموقفكم الصريح الداعي لوقف هذا العدوان وإحترام سيادة بلدي وسلامته.
ما نشهده اليوم هو تصعيد غير مسبوق، مع اللجوء إلى وسائل وآليات جديدة لاسيما الإلكترونية لإلحاق الأذى بأبناء شعبي. إن المعتدي يزعم أنه لا يستهدف إلا المسلحين والسلاح ولكني أؤكد لكم أن مستشفيات لبنان تعج بالجرحى المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال.
أمام ذلك يبقى السؤال: من يضمن عدم حصول هكذا إعتداءات على دول أخرى إذا لم تُتّخذ إجراءات رادعة وعقابية حاسمة بحق المعتدي؟
من يكفل لنا كدولة لبنانية أو أية دولة أخرى سلامة غذائهاومائها وأي مواد تدخل أراضيها من أي ضرر؟
السيد الرئيس،
إن هذه الأحداث لا يمكن فصلها عن تاريخ طويل من النزاعات والانتهاكات التي عانى منها لبنان منذ عقود. وقد شكّلت الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية إنتهاكاً صارخاً لسيادتنا الوطنية وحقوقنا كدولة عضو في الأمم المتحدة. إن هذا الوضع ليس جديداً، فلبنان قد مرّ بفترات طويلة من التوترات والاعتداءات التي كانت تهدد إستقراره وسلامة مواطنيه. لكن لبنان يبقى عاصياً على كل التحديات واللبنانيون واجهوا ويوجهون بشجاعة كل الإعتداءات على كل حبة من تراب الوطن.
السيد الرئيس،
إنني أتحدث بإسم لبنان، ووجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط ولا لتقديم عرض مفصل عن عدد الشهداء والجرحى والدمار الذي هجر البشر ودمر الحجر، فذلك مثبت للرأيالعام العالمي بالصوت والصورة. وإنما وجودي هنا للخروج من هذه الجلسة بحل جدي يقوم على تضافر جهود جميع أعضاء مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات وعودة الأمن والإستقرار لمنطقتنا.
السيد الرئيس،
الشعب اللبناني يرفض الحرب ويؤمن بالإستقرار ويعمل من أجل المستقبل. ولبنان دولة مؤسسة للأمم المتحدة وهو من المساهمين في وضع ميثاقها، كما شارك لبنان في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عبر الدكتور شارل مالك. إن هذا الإسهام يعكس إلتزام لبنان العميق بالقيم الإنسانية والعدالة الدولية. واليوم، وبإسم هذه القيم التي جمعتنا تحت مظلة الأمم المتحدة، جئنا لنؤكد على حق لبنان في الإستقرار والأمن والأمان، وحقه في السيادة والدفاع عنها، وحقه في إستعادة أراضيه المحتلة.
السيد الرئيس،
إن التوترات الحالية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات طويلة من النزاعات والإعتداءات التي لم تجد حلولًا جذرية. إن إسرائيل لم تتوقف عن إنتهاك قرارات الأمم المتحدة التي صدرت على مدى سنوات عديدة، وخصوصاً القرار 1701، الذي كان من المفترض أن يشكل إطاراً لتحقيق الإستقرار الدائم في جنوب لبنان. لكن للأسف، ما زلنا نرى الإنتهاكات الإسرائيلية لسيادتنا على مدار الساعة، براً وبحراً وجواً. إن هذه الإنتهاكات المتكررة تقوض كل جهود الإستقرار، وتعرض المنطقة كلها لخطر الإنفجار في أيةلحظة.
من هنا، نؤكد إلتزام الحكومة اللبنانية بالقرار ١٧٠١ الصادر عام ٢٠٠٦ عن مجلسكم الكريم الذي أطالبه اليوم بالعمل الجاد والفوري لضمان إنسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الإنتهاكات التي تتكرر يومياً.
كما نؤكد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، لأن تداعيات ما يجري هناك تنعكس بشكل مباشر على الوضع في لبنان والمنطقة وهي لن تقف عند حدوده وإنما قد تشمل كل الشرق الأوسط إن لم يتم معالجتها بالسرعة الممكنة. إن عدم التوصل إلى حل، من شأنه أن يجعل الأمور أكثر تعقيداً. فإستمرار هذا العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد، وهو ما لا يخدم مصلحة أي طرف في هذه المعادلة المعقدة.
السيد الرئيس،
إن الأمم المتحدة وُجدت من أجل تعزيز الإستقرار ولكن ما نشهده اليوم هو أن العالم ما زال عاجزاً عن وقف المأساة الإنسانية المستمرة في منطقتنا. لذا، وبإسم الشعب اللبناني نضع مجلسكم الكريم أمام مسؤولياته الكاملة لإتخاذ موقف فوري وحاسم ينهي المعاناة المستمرة لشعبنا، تمهيداً لتعبيد الطريق أمام الحلول الديبلوماسية. لبنان لا يطلب معروفاً، نحن نطالب بحقوقنا المشروعة بموجب القانون الدولي، حقنا كلبنانيين في العيش بأمان، حقنا في حماية سيادتنا الوطنية، وحقنا في مستقبل يُبعِد عن أطفالنا شبح الحروب وأهوال الصراعات. إني أتوجه إلى مجلسكم الكريم وإلى المجتمع الدولي وأقول أنه حان الوقت لرفض العنف والحروب وتطبيق القرارات الدولية بحيث أن لا تبقى حبراً على ورق. الأدوات موجودة وما نحتاجه الآن هو الإرادة الصادقة والتعاون الفعال. دعونا لا نضيع هذه الفرصة، يجب أن نتحرك الآن لأننا لا نستطيع تحمل خسارة جيل آخر بسبب الحرب.
وشكراً السيد الرئيس.
إسرائيل
قال السفير الإسرائيلي داني دانون إن حزب الله أطلق ما يقرب من 9000 صاروخ ومئات الصواريخ المضادة للدبابات “على المدنيين، مستهدفا منازلهم وعائلاتهم ودولتهم” منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، مما أجبر 70 ألف شخص على الفرار من منازلهم.
وذكر أن أي دولة لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يتعرض مواطنوها للهجوم، وبالتالي، خلال الأسبوع الماضي، كانت إسرائيل تنفذ “ضربات دقيقة في لبنان ضد مراكز قيادة حزب الله ومواقع الإطلاق والصواريخ ومخازن الأسلحة“.
وقال: “لن يختبئ الشعب اليهودي مرة أخرى من الوحوش التي هدفها في الحياة قتل اليهود. لن نمنح فرصة الشك مرة أخرى لأولئك الذين يعلنون عن نيتهم في قتل اليهود. عندما يخبروننا ويبينون لنا من هم، سنصدقهم. سنتخذ جميع الخطوات اللازمة في حدود حقوقنا ووفقا للقانون الدولي لتحييد هذا التهديد”.
وقال السفير الإسرائيلي إن بلاده لا تسعى إلى حرب شاملة، لكنه أكد أن “إسرائيل تتعرض للهجوم”، بما في ذلك إطلاق صاروخ باليستي باتجاه تل أبيب هذا الصباح. وقال إن جماعة حزب الله “تختبئ خلف” المدنيين و”تطلق النار من أماكن بالقرب من مواقع اليونيفيل، مما يعرض قوات حفظ السلام من جميع أنحاء العالم للخطر بشكل متهور”.
وأضاف أن هذه ليست مجرد حرب ضد إسرائيل، بل هي حرب “ضد الإنسانية يشنها وكلاء إيران لاحتجاز شعب لبنان كرهينة“. وأضاف: “باعتبارها رأس الأفعى الإرهابية، نشرت إيران سمها ضد المدنيين الإسرائيليين الأبرياء، من الحوثيين في اليمن الذين يحاولون خنق التجارة العالمية، إلى هجمات حزب الله الصاروخية، ومن ممارسة حماس للاغتصاب والخطف، إلى الميليشيات الشيعية في سوريا والعراق التي تستهدف أفرادا غربيين. نحن جميعا نعلم أن آية الله يقف وراء كل ذلك“.
وقال السفير الإسرائيلي إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في المنطقة حتى يتم تفكيك التهديد الإيراني، ودعا مجلس الأمن إلى المطالبة بالتنفيذ الفوري للقرار 1701، وتصنيف حزب الله والحرس الثوري كمنظمتين إرهابيتين.
إيران
وزير خارجية إيران سيد عباس عراقجي قال إن الوضع في المنطقة قابل للانفجار، وإن عدم اتخاذ إجراء بهذا الشأن سيؤدي إلى كارثة شاملة غير مسبوقة. وأضاف أن “نظام إسرائيل المحتل، نظام الفصل العنصري، يستمر في وحشيته في فلسطين المحتلة ويشن الآن حربا غير عادلة ضد لبنان ويستهدف المدنيين في عمق الأراضي اللبنانية“.
وقال إن “العدوان الإسرائيلي على لبنان لا ينفصل عن الوضع في المنطقة، وإن أفعال إسرائيل تؤكد أنها كيان إرهابي حقيقي لا يعطي قيمة للسلم وحقوق الإنسان وإنها تهدف إلى جر المنطقة إلى حرب شاملة“.
ودعا المسؤول الإيراني إلى العمل المشترك لعدم السماح “بتطبيع الشر والفظائع”، وقال إن على كل الدول مناشدة مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته بموجب مـيثاق الأمم المتحدة. وذكر أن الوقت قد حان لمساءلة إسرائيل عن أفعالها.
وقال إن السبيل الوحيد لمنع مزيد من التصعيد واضح وهو أن توقف إسرائيل فورا حربها على غزة واعتداءاتها على لبنان، “بدون وقف إطلاق النار في غزة ما من ضمانات للسلم في المنطقة“.
مصر
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري قال إن ما يحدث في لبنان هو عدوان مكتمل الأركان وانتهاك صارخ لسيادة دولة عضو مؤسس للأمم المتحدة. وذكر أن المأساة التي يعيشها لبنان هي نتيجة لا مفر منها “للعجز المخزي” لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤوليته بوقف الحرب المستمرة منذ عام في قطاع غزة.
وذكر أن مصر حذرت مرارا وتكرارا من أن استمرار الحرب في غزة ينذر باتساعها إلى ساحات إقليمية أخرى وبتهديد السلم والأمن الدوليين بمنطقة الشرق الأوسط. وقال: “إن ما شهدناه على مدار عام كامل في غزة وما نشهده في لبنان مرشح للتمدد في ساحات أخرى بالمنطقة، ما لم يقم المجتمع الدولي بمسؤوليته لوضع حد لآلة القتل والتدمير“.
وشدد على ضرورة “وقف الحرب العدوانية على قطاع غزة، فهي الصراع الأساسي التي انبثقت عنها كل التوترات التي نشهدها حاليا في المنطقة برمتها“. وأضاف أن الشرق الأوسط الآن أمام منعطف خطير وتهديد حقيقي، فإما وقف شامل لكل أشكال العدوان والقتال في كل الساحات أو مزيد من الانهيار وتوسع دائرة الصراع.
سوريا
شدد بسام صباغ وزير خارجية سوريا على ضرورة تحرك مجلس الأمن بشكل فوري وعاجل لإدانة “العدوان الإسرائيلي متعدد الأوجه ووقف آلة القتل والتدمير ومنع إسرائيل من إشعال حرب شاملة في المنطقة عبر توسيع عدوانها“.
وذكر أن “الحرب العدوانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ترافقت مع اعتداءات ممنهجة ومتكررة على سوريا. حيث استهدفت قوات الاحتلال الإٍسرائيلي بالصواريخ مناطق عديدة في سوريا أدت إلى ارتقاء العديد من الضحايا المدنيين وجرح الكثيرين غيرهم”.
وطالب الصباغ مجلس الأمن بإنهاء “حالة الشلل التي يعيشها والتحرك الفوري لوضع قراراته ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، وفي مقدمتها القرارات 242 و338 و497 موضع التنفيذ“.
وأكد أن المنطقة لن تنعم بالسلام والاستقرار ما لم يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان.