“مصدر دبلوماسي”
انضم الصحافي الشاب هادي السيد الى قافلة الصحافيين اللبنانيين الاربعة الذين سقطوا بقصف اسرائيل فقد استشهد هادي الذي يعمل في “الميادين اونلاين” إثر غارة اسرائيلية على منزله في بلدة برج رحال جنوب لبنان عند بدء العدوان الاسرائيلي في 23 أيلول سبتمبر الجاري.
وهادي هو الصحافي الثالث بعد فرح عمر وربيع معماري وسائقهما الذي تفقده قناة “الميادين” والرابع مع عصام عبد الله من وكالة رويترز.
وتقول مديرة “الميادين أونلاين” بهية حلاوي عن هادي (22 عاما) بأنه تخرّج منذ عامين وهو بدأ متدربا وتدرج ليصبح محررا في قسم “السوشال ميديا”. تصفه حلاوي:” تميز هادي بخلقه الرفيع، وهو إسم على مسمّى، حقق نقلة نوعية في عمله المهني بسرعة قصوى وفرض نفسه على الفريق بكل هدوء وأدب فنال ثناء جميع زملائه”. وتروي حلاوي بأن هادي كان غرّد في بداية حرب غزّة عن انه يتمنى الشهادة على غرار من يقدمون حياتهم في سبيل فلسطين، “وهو كان يؤمن بهذا الخط لذلك اختار الميادين للتدرج والعمل فيها”.
ونعت شبكة الميادين الإعلامية الشهيد هادي السيد، مؤكدةً استمرارها في رسالته الإعلامية الوطنية الإنسانية، بصلابة وتصميم أكثر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان وقطاع غزة.
وكان الشهيد قد نُقل إلى أحد مستشفيات صيدا من أجل معالجة الإصابة، حيث خضع لعملية جراحية في الرأس.
وكتبت الميادين:” لزميل الشاب كان خلوقاً ومتفانياً وطموحاً في عمله، مؤمناً بالعمل الإعلامي المقاوِم، ولم يوفّر يوماً أي جهد في سبيل خدمة المقاومة والقضية الفلسطينية، نصرةً للحق في غزة وفلسطين المحتلة، وفي بلده لبنان.
وهو شقيق مراسل الميادين في جنوبي لبنان، حسين السيد، الذي يوثّق يومياً الأحداث عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، من تصدٍّ للمقاومة، وجرائم يرتكبها الاحتلال”.
مهنّا: الامور قد تتطور نحو الأسوأ
في سياق متصل يقول المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير ايمن مهنا سكايز لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن:” أرقام الصحافيين الذين سقطوا في غزة هي أقل وضوحا وتتفاوت بين تعريف الصحافي، هل هو صحافي دائم ومتفرغ فيكون الرقم 130 صحافيا، أو كتاب مقال الرأي وتقنيين فيتخطى الرقم حينها الـ200″.
ويقول مهنا:” هذه أقسى حرب على الصحافيين هي حرب الابادة الاسرائيلية على غزة، ولبنان يدفع ثمنا هائلا وللأسف بأن الامور مرشحة لكي تتطور نحو الأسوا بالنسبة للصحافيين في لبنان وخصوصا وأن نوع القصف الاسرائيلي يجعل معدات الحماية الخاصة بالصحافيين ذات فاعلية ضئيلة، بالإضافة الى ذلك لا توجد ثقافة حماية في تربيتنا الصحافية، فقليلة هي المؤسسات الاعلامية التي تستثمر بالتدريب على السلامة المهنية وعلى الاسعافات الاولية، لذلك فإن هذا الرقم مرشح للارتفاع في حال استمرت الاعتداءات المكثفة التي نراها حاليا”. وأضاف مهنا:” لا يمكننا أن ننتظر الكثير من العدالة الدولية، لأننا نعرف جميعا الحماية التي تتمتع بها اسرائيل، ولكن من الملفت بأن عدد الشكاوى الرسمية التي وصلت الى المحكمة الجنائية الدولية بموضوع القتل المتعمد للصحافيين وجرائم الحرب كبيرة، لأن الصحافيين هم في النهاية مدنيين، وأي استهداف مباشر للصحافيين هو جريمة حرب موصوفة، واليوم الاثباتات كاملة بأن الاعتداءات الاسرائيلية التي أدت الى مقتل الصحافيين كانت بغالبيتها العظمى فيها تعمد بالقتل، سواء في حالة عصام عبد الله مصور وكالة رويترز أم الصحافيين في الميادين فرح عمر وربيع معماري، حيث كان الاستهداف مباشرا بالرغم من وضعهم اشارة الصحافة وبعدهم من أماكن القتال، كانت اسرائيل كانت تعرف أنها تغتال صحافيين وهذا جزء من الحرب النفسية أيحرب الغاء الصورة لكي يتسنى لكل طرف تقديم السردية التي يريدها، فلا يكون على الأرض شهود للواقع الحقيقي الذي يحدث، وبالتالي إن ما يحصل تراجيدي”.