“مصدر دبلوماسي”
مارلين خليفة
يزور وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبنان اليوم الخميس بيروت حيث سيجري محادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ومسؤولين آخرين بهدف الحث على تفعيل الجهود لمنع أي انزلاق نحو الحرب، وخصوصا بعد تهديد “حزب الله” وإيران بأنهما يعدّان لردّ قوي على اسرائيل عقب اغتيالها في 31 تموز\يوليو الفائت للقيادي في حزب الله فؤاد شكر، وقصفها للضاحية الجنوبية لبيروت متسببة بمقتل 5 مواطنين وجرح قرابة الـ75 في سابقة لم تحصل منذ 18 عاما. علما بأن اسرائيل اغتالت في كانون الثاني\يناير الفائت القيادي في حماس صالح العاروري وتم تجاوز هذا الخرق لكونه اعتبر موضعيا وطاول شخصية فلسطينية.
وتتوعد ايران ايصا بالرد بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في مقره على الاراضي الايرانية، ما اعتبره الايرانيون خرقا للسيادة ومساسا بشرف الدولة. وكتب وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه المنتظر أن يتم استبداله قريبا بعد أن يعين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيسا جديدا للحكومة مطلع أيلول\سبتمبر المقبل على حسابه على منصة “أكس” اليوم الخميس:
“سأتوجه اليوم إلى لبنان في غضون ساعات قليلة وسألتقي بالسلطات اللبنانية لدعم الجهود الدبلوماسية الجارية من أجل التهدئة في المنطقة”.
وكان الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين زار بيروت أمس آتيا من تل أبيب، مكررا التحذيرات ذاتها من عدم وجود أي مصلحة لأي طرف باندلاع الحرب، مركزا على أهمية تطبيق القرار 1701 الذي ينص على اخلاء منطقة جنوب الليطاني من أي سلاح سوى الجيش اللبناني. وتعمل الدبلوماسية الدولية منذ اليوم في قمة الدوحة على ايجاد حل لوقف الحرب في غزة ما من شأنه أن يعطي فسحة أكبر لتراجع حزب الله وايران عن الانتقام للاغتيالات ولقصف ضاحية بيروت الجنوبية.
وكان لافتا تفاؤلا رصده من التقوا هوكستين بإمكانية إيجاد حل للحرب في غزة، وهو صرّح أمس عقب لقائح رئيس المجلس النيابي نبيه بري:” نحن ما زلنا نؤمن بأن الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا الوصول اليه لأننا نعتقد ونؤمن ان لا أحداً يريد حرباً شاملة بين لبنان وإسرائيل، ونعرف أن الصراع بين الطرفين قد تصاعد منذ آخر زيارة الى لبنان، لقد تحدثت مع دولة الرئيس نبيه بري عن الوضع في لبنان والحاجة الى خفض التصعيد عبر الخط الأزرق وفي المنطقة”.
وتابع هوكستين: “الرئيس بايدن يعمل من دون كلل للقيام بذلك ويركز عمله أيضا للوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، وطلب مني العودة الى لبنان قبل معاودة المفاوضات، وتحدثت مع الرئيس بري عن الإتفاقية المطروحة على الطاولة حول وقف إطلاق النار في غزة وأعتقد أننا توافقنا أنه لم يعد هناك وقت أو أعذار من أي طرف لتضييع الوقت وأن الوصول الى الصفقة سوف يساعد أيضا في إيجاد حل دبلوماسي هنا في لبنان وذلك سيمنع من حصول إنفجار او حرب أوسع، وبالتالي الإتفاق سيخلق الظروف المناسبة لعودة النازحين الى منازلهم وبالتالي سيتمكن الجانبان من العيش بأمان على طرفي الحدود، علينا الإستفادة من هذه النافذة في العمل الدبلوماسي والحل الدبلوماسي والوقت لذلك هو الآن”.
اقتراحات دولية للجبهة الجنوبية
وكانت فرنسا، قدمت ورقتين اثنتين لحل الازمة الحدودية مع اسرائيل، تتضمن اخلاء السلاح من جنوب الليطاني، واقامة منطقة خالية من السلاح ومن وجود حزب الله تمتد بين 8 الى 10 كلم داخل الاراضي اللبنانية على أن ينتشر فيها الجيش اللبناني. وجرت مفاوضات مع قائد الجيش جوزاف عون في واشنطن حول الموضوع الذي يستلزم تجنيد قرابة الـ10 آلاف جندي جديد ما يتطلب مبلغ مليار دولار أميركي، فيما تتولى عناصر قوات اليونيفيل الدوريات المعتادة. ومن الاقتراحات التي قدمتها بريطانيا بناء ابراج مراقبة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة شبيهة بتلك المنتشرة على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا. ويرفض حزب الله لغاية اليوم اي اقتراحات او اي تسوية أو اي حوار قبل وقف اطلاق نار دائم ومستدام في غزة.
وكان حزب الله قد بدأ في 8 اكتوبر الماضي عقب عملية طوفان الاقصى التي بدأتها حركة حماس في غزة في 7 اكتوبر 2023 بجبهة اسناد لغزة من جنوب لبنان، أدت الى سقوط قرابة الـ400 شهيد في صفوفه وعدد من المدنيين والى دمار شمل قرابة الـ20 بلدة جنوبية ونزوح قرابة الـ100 ألف لبناني، والأمر سيان في شمالي اسرائيل حيث غادر المستوطنون الى الداخل الاسرائيلي هربا من استهداف حزب الله الذي يرد على النيران الاسرائيلية ضمن بقعة جغرافية تتمدد وتتقلص وفق معايير الميدان الحربي من دون أن تتحول الى حرب شاملة لغاية اليوم.
يذكر أن الموفدين الأميركيين في المنطقة كثر عقب بدء اجتماعات الدوحة اليوم والتي ستستمر اياما: كبير مستشاري الرئيس الاميركي بريت ماكغورك في القاهرة، ومبعوث الرئيس بايدن آموس هوكستين زار تل أبيب وبيروت، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز في قطر، ووزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن سيزور قطر ومصر واسرائيل.