“مصدر دبلوماسي”
احتفل السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف أمس الثلاثاء بالعيد الوطني لروسيا الاتحادية بحضورنائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب ممثلا رئيس المجلس نبيه بري، ووزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشخصيات رسمية. والقى السفير الروسي الكلمة الآتية:
يسعدني أن أرحب بكم في العيد الوطني – يوم روسيا.
يعود تاريخ الدولة الروسية إلى أكثر من ألف عام. روسيا الحديثة هي أكبر دولة تمتلك أغنى الإمكانات البشرية.
على مساحة تزيد عن 17 مليون كلم مربع، يعيش أكثر من 146 مليون روسي. 17 مليون كلم مربع تساوي 11% من كتلة اليابسة على الأرض أو 13% من المساحة المسكونة. تشكل حدود روسيا مع 18 دولة أطول حدود في العالم، حيث تمتد لمسافة 61 ألف كيلومتر. تغسل روسيا مياهُ ثلاث محيطات. وتحتل كامل شمال آسيا و40% من قارة أوروبا. تقع روسيا في 10 مناطق زمنية، ويبلغ طولها من الغرب إلى الشرق ما يقارب 10 آلاف كيلومتر.
يتعايش في روسيا بانسجام 193 شعب ومجموعة عرقية، تتبعُ مختلف الأديان والثقافات. بالإضافة إلى اللغة الروسية، التي يتحدثها 99% من الروس، تُستخدم في بلادنا 295 لغة ولهجة أخرى.
إن روسيا الحديثة تتحرك بثقة وديناميكية على طريق التنمية. وفي نهاية العام الماضي، حصلنا على المركز الأول من حيث الناتج المحلي الإجمالي بين الدول الأوروبية والرابع على مستوى العالم. وتوقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للعام الحالي تصل إلى 3.5%. معدل البطالة وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية، حيث يشكّل2.6 . %.
تقليدياً تلعب روسيا دوراً خاصا في تاريخ العالم. 48 دولة في أفريقيا، 17 دولة في أوروبا، 11 دولة في آسيا – في المجموع أكثر من ثلث دول العالم – شكّلت دولتها أو حصلت على استقلالها بفضل روسيا.
ساهمت روسيا بنشاط في عملية إنهاء الاستعمار. فمنذ منتصف القرن الماضي، حصل حوالي ثلث سكان العالم على الاستقلال في أكثر من 80 مستعمرة. وتبقى روسيا في طليعة الكفاح ضد مخلفات الاستعمار وأشكاله الحديثة.
تاريخياً، تتولى روسيا حماية السلام والأمن العالميين. على مدى القرنين الماضيين، منحنا الحرية مرتين لأغلب البلدان الأوروبية، وخلصنا الكوكب من الجشع المفرط للقتلة الذين ولدتهم أوروبا ذاتها، والذين كانوا يهدفون إلى استعباد وتدمير البشرية جمعاء.
وفي حين كانت روسيا تدافع عن المبادئ العالمية، فإنها كثيراً ما ضحت بمصالحها الخاصة ودفعت في كثير من الأحيان ثمناً باهظاً من حياة أبنائها وبناتها.
أقامت روسيا علاقاتها بسهولة مع الدول المحررة. وفي هذا العام، تصل العلاقات الدبلوماسية الروسية اللبنانية إلى الذكرى الثمانين لتأسيسها. وها نحن دائما على استعداد لمد يد العون لأصدقائنا اللبنانيين.
لقد ساهمت روسيا بشكل حاسم في هزيمة داعش، الأمر الذي منع الإرهابيين بشكل أساسي من السيطرة على دول أخرى في المنطقة. كما قدمَت المساعدة لضحايا الحروب والكوارث إن كانت طبيعية أو من صنع الإنسان. لقد قدمنا المساعدة في التعليم والتنمية وحل مشاكل اللاجئين والفقر والمرض والتغلب على التحديات العالمية الأخرى.
منذ العصور القديمة، اشتهرت روسيا بعاداتها وتقاليدها المحبة للسلام وروحها الطيبة الواسعة. إن الروح الروسية منفتحة دائمًا على الأصدقاء – على تلك البلدان التي تشاركنا قيمنا والمستعدة للوقوف معنا جنبًا إلى جنب على طريق السلام والمساواة والازدهار.