“مصدر دبلوماسي”-“الجزيرة”
موسكو– بوساطة قطرية، سلّمت روسيا امس الاربعاء 6 أطفال لأوكرانيا، وذلك بمقر السفارة القطرية في موسكو، بحضور وإشراف السفير القطري الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، وممثلون عن مفوضية حقوق الطفل في روسيا.
تتراوح أعمار الأطفال بين 6 و17 عاما، من بينهم شقيقان، وذلك في ملف شهد جدلا كبيرا وصل إلى حد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبيلوفا بتهمة الترحيل القسري لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.
وأوضحت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر أن الدوحة استضافت الأطفال في المقر الرئيسي لسفارتها في موسكو، حيث تم اصطحابهم بعد ذلك إلى أوكرانيا عبر مينسك، لضمان سلامتهم ورعايتهم طوال الرحلة.
وجددت الخاطر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، التأكيد على أن دولة قطر، بوصفها وسيطا، ستظل ملتزمة بحماية سلامة جميع المدنيين المتأثرين بالصراع، فضلا عن التزامها الثابت بمواصلة جهود لمّ الشمل وضمان سلامة المتأثرين.
ولفتت إلى استضافة الدوحة أُسرا روسية وأوكرانية في أبريل/نيسان الماضي، في إطار برنامج متكامل يهدف إلى تقديم الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي، وتلبية الاحتياجات الأساسية، ووضع أساس للشفاء والاندماج في المستقبل.
وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، أكد سفير دولة قطر لدى موسكو الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني أن الدوحة أولت ملف لمّ شمل الأطفال الأوكرانيين أهمية كبيرة، لما تملكه هذه القضية من بُعد إنساني.
وأشار إلى أن العلاقات الجيدة والمميزة التي تربط بين قطر وروسيا، والعلاقة الشخصية التي تربط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ساهمتا بشكل كبير في إنجاز عملية لم الشمل هذه.
ولفت إلى حقيقة موثوقية ومقبولية الدور القطري من قِبل الجانبين الروسي والأوكراني، مما منح الإجراءات اللوجستية تسهيلات إضافية.
جهد وتنسيق
وأوضح السفير القطري أن الملف المتعلق بلمّ شمل جميع الأطفال بعائلاتهم ما زال قائما ولم يغلق بعد، وأنه لا يزال في دائرة الجهد والتنسيق الجماعيين، إلى أن تثمر الجهود القطرية عن حله وإغلاقه بشكل نهائي.
وهذه هي المرة السادسة على التوالي التي تسلم فيها روسيا أكثر من 70 طفلا لأقاربهم، في سياق عمليات لمّ شمل عدد من الأطفال الأوكرانيين المتأثرين بالحرب الروسية الأوكرانية بعائلاتهم.
وقالت السلطات الأوكرانية إن عددهم يبلغ نحو 20 ألف قاصر منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022، وهو ما نفته السلطات الروسية بشدة أكثر من مرة.
نجاح
وأفضى دخول قطر على خط الوساطة في هذا الملف من خلال آلية حصلت على قبول روسي وأوكراني، وتواصلت من وراء الكواليس لعدة أشهر، إلى النجاح في لمّ شمل عدد من الأسر المشتتة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وجاء ذلك بعد أن وافقت الدوحة على طلب كييف التوسط لدى موسكو للمّ شمل أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم، عقب زيارة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إلى كل من موسكو وكييف منتصف العام الماضي، التي تُوجت بلمّ شمل 4 قاصرين مع عائلاتهم وانتقالهم إلى أوكرانيا.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلنت قطر نجاح العملية الثانية للمّ شمل 6 أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم، في مقر السفارة القطرية في موسكو، ومرافقتهم بعد ذلك إلى أوكرانيا لضمان سلامتهم والتأكد من احتياجاتهم، وفق بيان للخارجية القطرية.