“مصدر دبلوماسي”
يتوجه وزيرا خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه وبريطانيا ديفيد لامي اليوم الى اسرائيل للبحث في سبل منع التصعيد بين البلدين.
وفي ما كتب لامي مقالا أمس في صحيفة “الشرق الأوسط” دعا فيه الاطراف الى ” فتح المجال نحو التوصل الى حل دائم، وذلك يتطلب ضبط النفس”، قام سيجورنيه بجولة شملت العديد من الشخصيات ابرزها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبد الله بو حبيب.
وهنا ملخص اللقاءات كما وزعتها المكاتب الاعلامية في المجلس النيابي والسراي الحكومي ووزراة الخارجية والمغتربين.
عند الرئيس بري
استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه والوفد المرافق بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو والمستشار الاعلامي للرئيس بري علي حمدان .
اللقاء الذي إستمر زهاء ساعة جرى خلاله عرض لتطورات الأوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا والتجديد لقوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان لولاية جديدة .
الرئيس بري استهل لقاءه مع الوزير سيجورنيه بتوجيه الشكر لفرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون على دعمهم وحرصهم على لبنان منوهاً بمشاركة فرنسا التاريخية بعديد قوات الطوارئ الدولية .
وجدد رئيس المجلس التأكيد على التزام لبنان بقواعد الاشتباك وحقه بالدفاع عن النفس بمواجهة العدوانية الإسرائيلية التي لم توفر في إعتداءاتها المدنيين والإعلاميين والمسعفين ، ناهيك عن إستخدامها السلاح المحرم دولياً لاسيما القذائف الفوسفورية في المساحات الزراعية والمناطق الحرجية .
الرئيس بري أكد حرص لبنان على ضرورة التمديد لمهام قوات الطوارئ الدوليه العاملة في جنوب لبنان لولاية جديدة وفقاً للمشروع الفرنسي ونص القرار الأممي رقم 1701 .
بدوره الوزير سيجورنيه قال بعد اللقاء: أود أن أشكر الرئيس نبيه بري على إستقباله لي والوفد المرافق ورسالتي بسيطة هي التأكيد على دعم فرنسا للبنان في هذه الأوقات المقلقة في الأوضاع الإقليمية .
وأضاف : ما يهمنا هو العمل على تخفيف حدة التصعيد هذه هي الرسالة التي نقلتها الى السلطات اللبنانية والرسالة نفسها التي سوف أنقلها لبقية الدول في المنطقة نأمل ان يتم تهدئة الأوضاع في هذه الاوقات الحساسة جداً .
وتابع الوزير الفرنسي : إن فرنسا تدعم عمل قوات اليونيفيل لقد عملنا ونعمل في إطار محادثات لضمان تجديد ولاية اليونيفيل لمدة 12 شهراً المقبلة وهذا هو العمل الذي نعمل من أجله في الأمم المتحدة حالياً .
وختم سيجورنيه: رسالتنا هي رسالة دعم وتضامن ومسؤولية وفرنسا سوف تبقى تدعم لبنان من أجل الوصول الى سلام في المنطقة وما يهمنا قبل أي شيء هو وقف إطلاق النار في غزة، وهذا هو العنصر الأساسي والضروري الذي لابد منه إذا أردنا بحث السلام في المنطقة .
في السراي الحكومي
إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه بعد ظهر امس الخميس في دارته في بيروت.
وشارك في اللقاء سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو والوفد المرافق، وعن الجانب اللبناني مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر.
في خلال الاجتماع جدد الوزير سيجورنيه “تأكيد دعم فرنسا للبنان ووقوفها الى جانبه وثقتها به”. وتمنى “استمرار عدم التصعيد من الجانب اللبناني” مقدرا “ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة”.
اما رئيس الحكومة فشدد على اهمية دعم التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لفترة سنة”.
وبعد الزيارة وازاء الحاح الصحافيين على الرئيس ميقاتي بالتصريح قال: “في هذه الفترة الصعبة التي نمر بها لا يمكن الا ان نتحلى بالصمت والصبر والصلاة”.
في الخارجية
إستقبل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي يزور لبنان في إطار الجهود لتهدئة التوترات في المنطقة ومنع التصعيد، والذي تزامنت زيارته مع استئناف شركات الطيران الفرنسية تسيير رحلاتها الى بيروت. وعقد الوزيران لقاء ثنائيا تم خلاله استعراض الوضع في جنوب لبنان والمساعي الجارية حاليا للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة، ولا سيما المحادثات التي تجري في الدوحة اليوم [لمس الخميس]، بالاضافة الى مسألة التمديد لليونيفيل. تبع اللقاء الثنائي اجتماع موسع ضم إلى الوزيرين أعضاء الوفد الفرنسي وسفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو.
أكد الوزير بو حبيب أن التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة يكتسب أهمية كبرى بالنسبة للبنان لانعاكاساته المباشرة على الوضع على حدوده الجنوبية، مشددا على أنه في حال تعثرت جهود وقف اطلاق النار يجب البحث عن حلول أخرى لوضع حدّ للعدوان الاسرائيلي.
وأكد الوزير بو حبيب تمسك لبنان بتمديد ولاية اليونيفيل لسنة أخرى، لا أقل، نظرا لأهمية دورها في جنوب لبنان، وجدد استعداد الحكومة اللبنانية لتعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب، مناشدا الدول الأعضاء في مجلس الأمن الموافقة على تمديد ولاية اليونيفيل من دون ادخال أي تعديلات.
وشكر وزير الخارجية اللبناني نظيره الفرنسي على زيارته في هذا الوقت الحساس والخطير الذي تمر به المنطقة، باعتبارها رسالة دعم واهتمام فرنسي بلبنان وبتجنّب التصعيد على حدوده الجنوبية.
بدوره، وزير الخارجية الفرنسي أكد أن زيارته هي رسالة دعم للبنان والتزام فرنسي ثابت بالوقوف الى جانب اللبنانيين في ظرف دقيق وخطير يمرّ به بلدهم. وشدد على أن وقف اطلاق النار في غزة هو أمر أكثر من أساسي لتفادي التصعيد في المنطقة، لكنه لا يجب أن يكون الشرط الوحيد لتفادي هذا التصعيد، مؤكدا أن المساعي والجهود الدبلوماسية يجب أن تتكثف لتهدئة التوترات ومنع اشتعال حرب في المنطقة لا احد يريدها.
ورأى الوزير الفرنسي أن استمرار تبادل اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل خلال محادثات الدوحة التي انطلقت اليوم لا يبعث برسائل جيدة، متمنيا على أطراف النزاع عدم اللجوء الى التصعيد طوال فترة المحادثات، التي أمِل أن تكون صادقة وأن تنجح في التوصل الى اتفاق.