الكاتب: مارلين خليفة – ناشرة موقع مصدر دبلوماسي

  • نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي والمبعوث الخاص لسوريا:   نظام الأسد ليس الحلّ لصعوبات الكهرباء في لبنان بل الاصلاحات

    نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي والمبعوث الخاص لسوريا: نظام الأسد ليس الحلّ لصعوبات الكهرباء في لبنان بل الاصلاحات

     

    مصدر دبلوماسي”

    “هذا الصيف سيكون صيف قيصر”، هذا ما قاله أمس نائب مساعد وزير الخارجية  والمبعوث الخاص لسوريا في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية جويل رايبرن في ايجاز لصحافيين في منطقة الشرق الاوسط وكان رايبرن يتحدث عن قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، واشار ان الولايات المتحدة ستواصل “هذه الأنواع من العقوبات في الأسابيع والأشهر المقبلة، ولن تكون هناك نهاية لها حتى ينضم النظام السوري وحلفاؤه إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، ويوقفون هجماتهم ضد الشعب السوري، بحيث يبدأ الشعب السوري في الشفاء من هذا الصراع”. وذكّر رايبرن بأن وزير الخارجية الاميركي مايكل بومبيو اصدر بيانًا أعلن فيه أن وزارتي الخارجية والخزانة تواصلان  حملة العقوبات الأميركية ضدّ نظام الأسد من خلال الإفراج عن 14 تصنيفا جديدا بموجب قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا وسلطات أخرى. وقد بدأت هذه الحملة حقيقة في الشهر الماضي مع الجولة الأولى من تصنيفات قانون قيصر في 17 حزيران، وأنا أرغب اليوم في تسليط الضوء على أننا، في حكومة الولايات المتحدة، قمنا بتسمية حزمة اليوم من التصنيفات باسم “عقوبات حماة ومعرة النعمان”، وتهدف هذه التسمية إلى إحياء ذكرى ضحايا جريمتين من أبشع فظائع نظام الأسد، وقعت كلتاهما في مثل هذا الأسبوع من عامي 2011 و2019 على التوالي”. ولفت رايبرن: “قبل تسع سنوات، قامت قوات بشار الأسد بحصار وحشي لمدينة حماة، ما أسفر عن مقتل العشرات من المتظاهرين السلميين في إشارة صادمة إلى ما سيلي ذلك من أحداث. وفي مثل هذا الأسبوع قبل عام، قصف نظام الأسد وحلفاؤه سوقاً مزدحماً في معرة النعمان، فقتلوا 42 سورياً بريئاً.

    تلتزم وزارتا الخارجية والخزانة معًا بزيادة الضغط الاقتصادي والمالي على نظام الأسد، وإحدى الطرق التي نقوم بها بذلك هي من خلال أنظمة العقوبات المختلفة لدينا، بما فيها قانون قيصر، الذي وقّعه الرئيس في كانون الأول/ديسمبر 2019. وكما رأيتم في إعلاننا في 17 حزيران وصباح اليوم (امس الاربعاء) قمنا منذ ذلك التاريخ بإدراج أكثر من 50 من أنصار بشار الأسد الرئيسيين وشركاتهم، بالإضافة إلى بعض الوحدات العسكرية الرئيسية التي تعمل داخل النظام السوري أو نيابة عنه”. أضاف: “بغض النظر عما إذا كان هؤلاء الممثلون قد تم تصنيفهم وفقًا لقانون قيصر نفسه أو بموجب أوامر تنفيذية أخرى، فإننا نعتبر هذه التصنيفات جميعها متماثلة على نحو يتماشى مع أهداف قانون قيصر الذي يفرض عقوبات على أي شخص يشارك في أعمال مهّمة مع أشخاص يخضعون للعقوبات الأمريكية فيما يتعلق بسوريا – أو ما نسميها العقوبات الثانوية. وسوف يستمرّ هذا السيل المستمرّ من العقوبات على الأشخاص أو الكيانات الذين يدعمون نظام الأسد إلى أن يتوقّف بشار الأسد ونظامه عن عرقلة الوصول إلى حلّ سياسي سلمي للصراع، كما دعا قرار مجلس الأمن الدولي 2254″.

    وشرح رايبرن في مداخلته الافتتاحية الى ان ” قانون قيصر يهدف إلى حرمان نظام الأسد من الموارد المالية التي يستخدمها نظامه لشن حملة العنف والتدمير التي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين، وهو يهدف إلى إرسال إشارة واضحة مفادها أنه لا ينبغي لأي طرف خارجي الدخول في أعمال تجارية مع مثل هذا النظام أو المساهمة في إثرائه”.

    وقال بأن هذه العقوبات :” على سوريا لا تستهدف القطاع الإنساني ولا التجارة المشروعة للأغذية أو الأدوية التي يحتاج إليها الشعب السوري أو التي يصدّرها الجيران الإقليميون لصالح الشعب السوري. ولدينا إعفاءات واضحة وتراخيص عامة لدعم جهود القطاع الإنساني. وكما أسلفنا القول، فإن عقوبات قانون قيصر ليست موجهة أيضا للإضرار بالاقتصاد اللبناني أو الشعب اللبناني، ونعتقد أنها لن يكون لها تأثير كبير على النشاط الاقتصادي المشروع في لبنان”.

    ولفت رايبرن:” تُسلّط تصنيفات وزارة الخارجية اليوم الضوء على الازدواجية الفاسدة لنظام الأسد. لقد حدّدنا الفرقة الأولى البربرية لبشار الأسد في الجيش العربي السوري، التي بدلا من القيام بدورها في حماية الشعب السوري، هاجمت – هي وغيرها من وحدات الجيش السوري – المدنيين بتجاهل قاسٍ للحياة البشرية، وفي الوقت نفسه طوّرت بعض هذه الوحدات العسكرية شبكات واسعة لتحويل المساعدة بعيدًا عن الشعب السوري، وفرض ضرائب على جميع السلع، أي ببساطة أثرت نفسها باستغلال بؤس الشعب السوري. والفرقة الأولى هي بالتأكيد مثال رئيسي على هذا النوع من السلوك.

    واليوم قامت وزارة الخارجية أيضا بتصنيف نجل بشار الأسد حافظ بشار الأسد. لا يجب أن يتمتع أفراد عائلتي الأسد والأخرس بالحق في القيام بأعمال تجارية مع أي شخص يشارك في القطاعات المالية للولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، أو في زيارة الولايات المتحدة أو أوروبا، بينما يحتجزون المدنيين بشكل تعسفي ويقتلون آلاف منهم”.

    لبنان

    سئل عما اذا كان يمكنه ان يشرح الجزء الخاص بلبنان، وهل لدى وسيم القطان (احد رجال الاعمال الذين طاولتهم العقوبات الجديدة) أي استثمار أو روابط في لبنان؟ كما ان الحكومة اللبنانية تسعى للحصول على إعفاءات من “قانون قيصر” عندما يتعلق الأمر باستيراد الكهرباء من سوريا هل هذا شيء ترغب الولايات المتحدة في التفكير فيه؟

    قال رايبرن:”بالنسبة إلى وسيم قطان  ليس لدي معلومات عن أي تورط لبناني معين، ولكن يمكنني التحدث مع وزارة الخزانة والحصول على إجابة مفصلة عن ذلك. أعرف الشركات التي حددناها اليوم والتي يشارك فيها وسيم قطان، ولكن ما إذا كان لديه أي مصالح أخرى متداخلة ربما في شركات ليست خاصة به، فعلي أن أتحقق من ذلك.

    أما ما يتعلّق بالحكومة اللبنانية وأي طلبات إعفاءات، بالطبع لدينا عملية راسخة لمراجعة طلبات الإعفاءات أو التراخيص. ونحن ندرس عددا من هذه الطلبات من جهات مختلفة، ولم نتخذ بعدُ قرارًا بشأنها. ولكنني أعتقد أن الأمر سيكون صعباً جدًا بالنسبة لنا حين ننظر في السماح بالتنازل أو الترخيص للنشاط إذا كان يفيد نظام الأسد بشكل كبير. نحن أيضًا – فيما يخصّ وضع الكهرباء في لبنان، كما أشرت سابقًا، فإن نظام الأسد ليس هو الحلّ لصعوبات الكهرباء في لبنان. نحن نعلم أن صعوبات الكهرباء في لبنان واسعة النطاق، ولكنني أعتقد أن الجميع يدرك الآن أن قطاع الكهرباء اللبناني بات بحاجة لبعض الإصلاحات الهامة من القمّة إلى القاعدة إذا كان عليه أن يصبح في وضع يمكنه من تقديم احتياجات الكهرباء الأساسية للشعب اللبناني”.

    لا استثناءات لحلفائنا الاماراتيين

    وطرح عليه سؤال بأن الإمارات العربية المتحدة اعادت  فتح سفارتها في دمشق منذ أكثر من عام فما هو مستوى العمل الذي ترونه بين الإمارات وهي حليف مهم للولايات المتحدة، وسوريا، وهل يهمكم ذلك؟ ثم للحديث عن العقوبات الثانوية، ماذا عن أصول الأفراد الخاضعين للعقوبات الذين لديهم حسابات مصرفية وما إلى ذلك والأعمال التجارية في الإمارات العربية المتحدة، وهل ستبدأ في استهداف البنوك التي تتعامل مع هؤلاء الأفراد الخاضعين للعقوبات خارج سوريا؟

    قال رايبرن:” لا يوجد استثناء بناءً على مكان إقامة الأشخاص. لا يوجد استثناء لقانون قيصر بناء على مكان إقامة الناس. ولقد قمنا بإرسال رسالة قوية للغاية من خلال القنوات الدبلوماسية، وكما ترون الآن في بياناتنا العامة، لنخبر أصدقاءنا أنه يجب على الجميع احترام قانون قيصر والأحكام الواردة فيه. لا يمكننا إجراء استثناءات. كما أننا حثثنا أصدقاءنا في العديد من الأماكن حول العالم على إنهاء أعمالهم إذا كانوا متورطين مع أفراد وكيانات خاضعة للعقوبات أو أولئك الذين من المحتمل أن يتمّ فرض عقوبات عليهم، وعدم وضعنا في وضع نضطرّ فيه لمعاقبتهم، بدل قضاء وقتنا في معاقبة النظام السوري ورفاقه. لقد أوضحنا تمامًا أننا لن نتراجع عن فعل ذلك، ولكننا فعلًا تمنينا على الجميع على عدم وضعنا في هذا الموقف.

    حتى الآن، نعتقد أن العقوبات لها تأثير هائل على الاستثمارات الخارجية التي كان يُتوقع هبوطها على دمشق، ونحن نراقب أي انتهاكات من هذا القبيل، وسنفرض الأحكام الواردة في قانون قيصر بغض النظر عمن”.

    سئل:”ذكرت أنكم كنتم تناقشون هذا بالفعل مع ولايات قضائية أخرى ومع الحلفاء. هل لاحظتم وجود أي تأثير ملموس؟ هل تم إغلاق حسابات مصرفية؟ هل قامت البنوك أو الشركات أو الحكومات في ولايات قضائية أخرى – وبشكل خاص الإمارات – باتخاذ أي إجراء يمكنك أن تعلمنا به؟

    قال رايبرن :” أعتقد أن الشيء الذي يجب أن نبحث فيه أكثر هو هل حدث الاستثمار فعلا؟ أعني الاستثمار الذي كان الناس يتوقعون حدوثه، ليس فقط من منطقة الخليج ولكن من كلّ المناطق. لا. تلك الاستثمارات لا تتحقق بالطريقة التي كان نظام الأسد وأصدقاؤه يأملونها  ونعتقد أن قانون قيصر والسلطات الأخرى التي قلنا إننا سنفرضها لها دور كبير في ذلك”.

    واشار رايبرن ردا على اسئلة ان :”مساهمات النظام الإيراني الوحيدة في سوريا حتى الآن هي العنف وعدم الاستقرار. ولا يقتصر الأمر على أن مثل هذا النشاط، أيْ المساعدة العسكرية لنظام الأسد، يقتصر على انتهاك قانون قيصر، بل إن النظام الإيراني تعهّد بتصدير المعدات العسكرية إلى سوريا في تحدٍ صارخ لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وهو بالمناسبة دليل آخر على سبب اعتقادنا في الولايات المتحدة أنه من الضروري أن يعمل مجلس الأمن على تمديد حظر الأسلحة على إيران” (…)

  • المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية: تصريحات الساسة اللبنانيين حول دور تركي في الشمال خبيثة

    المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية: تصريحات الساسة اللبنانيين حول دور تركي في الشمال خبيثة

     

    “مصدر دبلوماسي”

    وصلنا من سفارة تركيا في لبنان البيان الآتي:

    ردّ المتحدّث بإسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي على سؤال يتعلق بمزاعم بعض السياسيين اللبنانيين بأن تركيا تدعم الاحتجاجات التي يشهدها الشمال اللبناني فقال:إن المزاعم التي أدلى بها بعض السياسيين اللبنانيين بأن تركيا تدعم الاحتجاجات التي يشهدها الشمال اللبناني، وأن لها رغبة في زيادة مساحة نفوذها بتلك المنطقة، عارية تمامًا عن الصحة. ومن ثم ليس من الممكن أخذ هذه التصريحات الخبيثة على محمل الجد.

    إن تركيا تولي أهمية كبيرة لوحدة لبنان واستقراره وازدهاره. ومن يثيرون هذه المزاعم في مواقع تمكنهم جيدًا من معرفة من يعتبرون لبنان حديقة خلفية لهم، ويتدخلون في شؤونه”.

  • لا كورونا في وزارة الخارجية والمغتربين

    لا كورونا في وزارة الخارجية والمغتربين

     

    “مصدر دبلوماسي”

    أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان صدر اليوم الاربعاء بأن “نتيجة فحص الـ

    PCR

    الثاني الذي اجراه مدير مكتب وزير الخارجية والمغتربين هادي هاشم قد اتت سلبية، كما ان نتائج فحوصات الـ

    PCR

    التي أجريت لوزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتّي وللدبلوماسيين والموظفين في الوزارة جاءت سلبية. ويشكر الوزير حتّي وزارة الصحة العامة على تعاونها الكامل في هذا المجال.

  • لهذه الأسباب حجز فيصل مكّي على ممتلكات رياض سلامة

    لهذه الأسباب حجز فيصل مكّي على ممتلكات رياض سلامة

     

    مقالات مختارة- مجلة “محكمة”

    كتب علي الموسوي:

    ما ان نشرت “محكمة” قرار رئيس دائرة التنفيذ في بيروت القاضي فيصل مكّي، بإلقاء الحجز الإحتياطي على ممتلكات تخصّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حتّى انبرى المستفيدون من هندسات هذا الأخير المالية، من سياسيين ومصرفيين وصحافيين وحزبيين إلى التهجّم على القرار القضائي، من دون أن يكلّفوا أنفسهم عناء مناقشته بالقانون، أو مقاربته بالحدّ الأدنىالمقبول، بلُغَة حقوقية، وهو أضعف الإيمان والواجب الأخلاقي.

    وجلّ ما فعله هؤلاء، هو إطلاق تهويل سياسي لن يوقف مسيرة العدالة الحقّة، وينمّ بطبيعة الحال، عن رغبة دفينة في إبقاء القضاء رهينة مصالحهم السياسية.

    ووصلت “هَرْغلة” بعض العناوين والتصريحاتوالبيانات، إلى حدّ النيل من سمعة القضاء والسعي إلى توظيف قرار الحجز الإحتياطي في إطار سياسي ضيّق لا يخدم العدالة في شيء، وكأنّه ممنوع على أحد ملاحقة سلامة، أو كأنّ حاكمالمصرف المركزي أكبر من القضاء الذي يريدهالمدافعون أنفسهم لملاحقة الفقراء وصغار الأجراءدون بقيّة أفراد المجتمع.

    ومن أعطى قرار مكّي بُعْداً سياسياً وفي ذهنه أنّه بذلك يخدم سلامة، لا يعرف هذا القاضي الشاب عن قُرْب أو عن كثَب، وهو المتطلّع مع قضاة آخرين إلى تحرير القضاء من التبعية السياسيةوالطائفية وما يقع تحتها من مصطلحات لا تتطابق مع العدالة الإنسانية والإجتماعية الفعلية والحقّة.

    عفوية وإيعاز

    ومن دون أن يتمكّن الغيارى على صحّة سلامة من الإطلاع على الشكوى الجزائية المقدّمة من المحامين طالبي الحجز الإحتياطي ومرفقاتها من تقارير ومستندات، بادروا بعفوية وبإيعاز وتنسيق وكلّها سيّان هنا، إلى التهجّم على القرار القضائي،فكيف سمحوا لأنفسهم أن يأخذوا بظاهر القرار المؤلّف من صفحة ونصف الصفحة وتحديداً من280 كلمة بما فيها العبارات المعتادة في قرارات وأحكام قضائية مماثلة والمتعلّقة بترويسة”الجمهورية اللبنانية، ووزارة العدل…” ولازمة “تاريخ الصدور واسم القاضي وتوقيعه”؟

    وكيف استطاعوا أن يبنوا رأياً قانونياً من دون أن يكونوا على دراية ولو سطحية بمحتويات ملفّ الدعوى من مستندات وتقارير؟

    عيتاني تتدخّل

    ولو لم يرتجف هؤلاء من هذا الحجز الإحتياطي خشية أن يأتي دورهم يوماً ما، لما أيقظوا القاضي نجاح عيتاني من سُباتها وأحلامها وحملوها على القدوم باكراً على غير العادة، إلى دائرة التنفيذ في بيروت باعتبارها رئيسة للدائرة من الناحية الإدارية وليس القضائية، والفارق بينهما شاسع وكبير،لتُصدر تعميماً إلزامياً للموظّفين تمنعهم فيه من”إرسال أيّة استنابة تتضمّن حجز موجودات أو مذكّرة بضبط آلية دون عرضها عليها” في مخالفة قانونية صارخة تستحقّ تحرّك هيئة التفتيش القضائي والإحالة على المجلس التأديبي منعاً للتكرار.

    فمن المعروف أنّه لا يجوز لرئيس الدائرة القضائية التدخّل في الشؤون القضائية لأيّ قاض آخر في دائرته، وهذه الصفة لا تعني على الإطلاق أنّه رئيس القضاة، وهي لا تخوّله فرض رأيه أو مواقفه عليهم وعلى الملفّات الموجودة لديهم، فكلّ قاض حرّ في ما يتخذّ من قرارات ويتحمّل مسؤوليتها شخصياً، وتقتصر صفة رئيس الدائرة على تنظيم الدائرة على الصعيد الإداري فقط، ولا يمكنه أن يحلّ مكان محكمة الإستئناف كرقيب، ولا يحقّ له أن يأتي هذا التصرّف أو يفكّر فيه، أو مجرّد أن يلمس مخيّلته.

    وقد فات عيتاني أنّه ليس بمقدور موظّفي دائرتها الإنتقال إلى مكان وجود المنقولات في منزل سلامة في محلّة الرابية لحجزها، كونها خارج نطاق دائرتها وتتبع لدائرة تنفيذ المتن، وهذا ما حفّز زميلها القاضي فيصل مكّي على إصدار استنابة قانونية “صالحة للتنفيذ” لرئيس دائرة تنفيذ المتن لتوقيع الحجز المطلوب، كاسراً بذلك تدخّلها غير القانوني ومحاولتها بسط سيطرتها على قرارات قضاة آخرين من دون وجه حقّ في توهّم لممارسة دور يخرج عن نطاق صلاحياتها.

    وهكذا أخذ ملفّ الحجز الإحتياطي مساره بشكل طبيعي، ومثل بقيّة الملفّات المعتادة والتي لا تعوز”فذلكة” وشروحات من هذا أو ذاك.

    لماذا الحجز الإحتياطي؟

    ولأنّ قرار مكّي قضائي وقانوني بامتياز، فلا بأس من جرعة تذكيرية بأمور قانونية ثابتة وراسخة ومتداولة وذلك للتفقّه والإستزادة والتعلّم، لعلّ الذكرى تنفع.

    فمن البديهيات المتعارف عليها، أنّ الحجز الإحتياطي يُلْقى لسببين، أوّلهما إذا كان بيد الدائن سند تنفيذي، وثانيهما إذا كان الديْنُمُرجّحَ الوجود، أيّ يُحتمل قيامه وتحقّقه ويكون مرتبطاً بدعوى مدنية أو جزائية على حدّ سواء. ويعود لرئيس دائرة التنفيذ بما يملك من سلطة تقديرية ترجيح وجود الدَيْن بعدما يقوم بتفحّصالمستندات والوثائق المرفقة باستدعاء طلب الحجز المرفوع إليه، ويقدّرها ويحلّلها، فإذا ما وجد أنّ الدَيْن محتمل الوجود بادر إلى إلقاء الحجز الإحتياطي.

    هندسات مالية

    وتأسيساً على ما تقدّم، يمكن تفسير ما حصل في قرار مكّي بحجز ممتلكات ومنقولات تخصّ سلامة على الوجه التالي:

    إنّ الدَيْن أكثر من مُحْتَمل الوجود، وهو ليس مستنداً فقط إلى أقوال وخبريات، بل توجد تقاريرتُبيّن وتُؤكّد بشكل لا لبس فيه وجود أخطاء جسيمة لجهة الهندسات المالية التي سلكها سلامة وأرهقت الشعب اللبناني حتّى وقف مذلولاً على أبواب المصارف لاستعادة جنى العمر من أمواله المودعة لديها.

    وليس خافياً على أحد أنّ هندسات سلامة الماليةرمت إلى تعويم بعض البنوك لغايات شخصية وسياسية، إضافة إلى تنفيذ هذه الهندسات مندون حفظ حقوق مصرف لبنان وأخذ الضمانات الكافية.

    كما أنّ سلامة قام بإقراض الدولة من دون حدودومن دون أفق واضح، وهذا ما يتناقض مع استقلالية المصرف المركزي والمادة 88 وما يليها من قانون النقد والتسليف والتي تفرض عدم إقراض الدولة بشكل مفرط، وتوجب أن يكون هذا الإقراض محدوداً لجهة الكمّية والمدّة الزمنية.

    ألم تقل المادة 88 المذكورة إنّه”يجاز لمصرف لبنان أن يمنح الخزينة، بطلب من وزير المالية، تسهيلات صندوق لا يمكن أن تتعدّى قيمتها عشرة بالمئة من متوسّط واردات موازنة الدولة العادية في السنوات الثلاث الأخيرة المقطوعة حساباتها ولا يمكن أن تتجاوز مدّة هذه التسهيلات الأربعة أشهر”؟

    لا إذن أمام القضاء المدني

    أمّا المناداة بوجوب الإستحصال على إذن لإلقاء الحجز الإحتياطي على أموال حاكم مصرف لبنان، فهو غير صحيح، ذلك أنّ الإستحصال على إذن أمام القضاء المدني أمر غير مطلوب أصلاً، فضلاً عن أنّ الشكوى الجزائية المقدّمة من المحامين والتي استند الحجز الإحتياطي إليها، ليست بحاجة إلى الإستحصال على هذا الإذن، لأنّ المادة 40 من المرسوم رقم 1972/4517 تؤكّد خضوع مصرف لبنان وكلّ العاملين فيه إلى قانون إنشائه فقط،وبالتالي خضوعه صراحةً لأحكام قانون النقد والتسليف دون سواه، وهذا القانون لم يذكر ولميشر لا من قريب ولا من بعيد وإطلاقاً، إلى ضرورة الإستحصال على أيّ إذن.

    وأكثر ممّا تقدّم، فإنّ الإذن هو استثناء، ولا يجوز التوسّع في تفسير الإستثناء، أو القياس عليه، ولو أراد المشرّع أن يذكر ضرورة الإستحصال على إذن في قانون النقد والتسليف لفعل ذلك صراحةً ومن دون أيّ تردّد.

    شيك بقيمة الديْن

    ولمّا لم تنفع كلّ محاولات عرقلة تنفيذ قرار مكّي، سواء من خلال تدخّل القاضي عيتاني أو من خلال الصراخ السياسي الذي ثبت باليقين القاطع أنّه لا يقدّم ولا يؤخّر ولا يفيد متى كان القاضي رجلاً متمسكاً بالقانون، رضخ الحاكم رياض سلامة وأودع شيكاً بقيمة الدَيْن مسحوباً على مصرف خارج لبنان حيث توجد أموالُه، وكأنّه لا يطمئن إلى سلوكيات المصارف اللبنانية، وهذا ما سيستلزم رفع الحجز إنفاذاً لمضمون المادة 857 من قانون أصول المحاكمات المدنية معطوفة على المادة 959 منه، والتي تفرض الإبلاغ وانتظار مهلة خمسة أيّام.

    وهذه المهلة الموجودة في القانون، هي مهلة قانونية لا يجوز التلاعب بها أو تعديلها أو إنقاصها، كما أنّ النصّ لا يُجيز وقف التنفيذ بمجرّد تقديم طلب رفع الحجز الإحتياطي لقاء شيك مصرفي، إنّما يجب أن يأخذ الأمر مساره القانوني، وبعد مضيالأيّام الخمسة المذكورة يؤخذ القرار.

    جرم شخصي

    وبشأن الأملاك الخاصة لحاكم المصرف المركزي وشمولها بالحجز، فهذا عائد إلى ارتكابه أخطاء جزائية، وهذا الخطأ الجزائي هو جرم شخصي،وبالتالي تتمّ العودة إلى الذمّة المالية للشخص مرتكب الخطأ حتّى ولو كان شخصاً طبيعياً وممثّلاً للشخص المعنوي، لأنّ للجرم طابعاًشخصياً، ولا يمكن القول إطلاقاً في حال ارتكاب شخص طبيعي ممثّل لشخص معنوي جريمة، بأنّهلا يمكن تحميله مسؤولية شخصية والعودة على أملاكه الخاصة، وإلاّ لأخذ الناس يتخفّون خلف الأشخاص المعنويين لارتكاب الجرائم، فهل تستقيم العدالة مع هكذا تصرّفات وشواذات؟

    إنّ كلّ هذه الإجراءات والآلية ليست جديدة في دوائر التنفيذ في بيروت أو في غيرها من المحافظات، وهي طبيعية جدّاً، وتحصل كلّ يوم ومن كلّ القضاة رؤساء دائرة التنفيذ، وتطبّق في كلّالملفّات ومن دون استثناءات وعلى جميع المواطنين الأثرياء منهم والفقراء، فلماذا الإستهجان ورسم خطوط حمراء حول رياض سلامة؟

    كره القضاء

    وفي المحصّلة، يمكن اختصار المشهد ببضع كلمات. نعم، فعلها فيصل مكّي وتجرأ وهزّ العصاوحجز احتياطياً على أسهم يملكها الحاكم سلامة في سبعة عقارات وعلى أغراض في منزله في الرابية، فاستيقظ المتضرّرون خشية انكشاف أمر استفاداتهم من هندساته المالية وشنّوا هجومهم الدفاعي، لأنّهم بكلّ بساطة، يكرهون أن يكون القضاء مستقلّاً، ولا يتحمّلون أن يروه خارج إمرتهم وحيادياً وعادلاً كما يفترض أن يكون.

    “محكمة” – الجمعة في 2020/7/24

     

     

  • لودريان: لبنان على حافة الهاوية

     

     “مصدر دبلوماسي”

    في ختام زيارة اليومين الى لبنان كان لوزير اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية جان-ايف لودريان التصريح الآتي:

    جان إيف لودريان : أصل الآن إلى نهاية زيارتي الرسمية إلى لبنان. جئت إلى لبنان حاملاً رسالتين. أولاً، رسالة إلحاح، لأنه يجب القول الأمور كما هي: لبنان اليوم على حافة الهاوية. في حال لم يتم اتخاذ خطوات، فقد يذهب لبنان إلى الهلاك. يعي الجميع ما هي الطريق التي يجب أن يسلكها لبنان. هناك طرق لإعادة إنعاش البلاد. فرنسا مستعدة لدعمها، شرط أن تقرر السلطات السياسية ذلك. رسالة الإلحاح هذه التي عرضتها بالأمس على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، أكررها اليوم. كما أتيت أيضاً لأحمل للشعب اللبناني رسالة تضامن. جئت لأؤكد هذا التضامن مرة أخرى في هذا الصباح. يتجلى هذا التضامن في المساعدة المباشرة للقطاع التربوي اللبناني برمّته، ولا سيما القطاع التربوي الفرنسي والفرنكفوني، وهو أمر مهم للغاية في لبنان، لأن قوة هذا البلد هي أنه يبعث بالأمل من خلال التعليم والعطش للتعلّم والقدرة على جعل التعليم مصدر غنى. هذه القوة هي التي في رأيي ستحمل لبنان نحو مصير جديد. أعود اليوم مقتنعا بأنني أوصلت هاتين الرسالتين، مقتنعا أيضا بأن الوعي الذي لا بد منه سيتحقّق.

     

    سؤال-بالأمس أعربتم عن دعمكم لدعوة البطريرك الراعي إلى الحياد. هل تؤكدون أنه لا سيادة من دون حياد؟ بالنسبة إليكم، هل يهدف هذا الحياد إلى استبعاد حزب الله من الحياة السياسية، وبالتالي تحقيق رغبات الولايات المتحدة؟

     

    جواب-قابلت البطريرك أمس. بدت لي زيارته أساسية كونه شخصية بارزة في لبنان. لقد استمعت إلى ما قاله. عندما يتحدث عن الحياد، أعتبر أنه يتحدث عن الحياد الإيجابي. الحياد الإيجابي يعني بالنسبة إلي -وهذه هي الرسالة التي تكررها فرنسا– النأي بلبنان وبسيادته وبسلامة أراضيه عن الصراعات الإقليمية والتأكيد على قوة لبنان، وهويته وسلامة أراضيه. نشاطر البطريرك تماماً هذه الرسالة.

     

    سؤال-هل تعتقدون أن هذه الحكومة يمكن أن تنقذ لبنان من الأزمة وهل هذه الحكومة هي حكومة حزب الله؟

     

    جواب-لقد أصريت على لقاء الممثلين عن مؤسسات الدولة اللبنانية فقط لا غير. قلت لهم ما هي النظرة الفرنسية للوضع الراهن وأنه من الضروري الشروع في الإصلاحات، لا سيما في ثلاث اتجاهات. أولاً، التوصل إلى نتيجة في النقاشات مع صندوق النقد الدولي، وهذا يعني الشروع في التدقيق في حسابات البنك المركزي، واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن “الكابيتال كونترول”. الإصلاح الثاني يتعلق بالكهرباء. هناك قانون يعود إلى العام 2002 يجب تنفيذه بعد طول انتظار. يجب أن نتأكد من تشكيل الهيئة الناظمة وتحديث قطاع الكهرباء ليستقطب الاستثمار، ولكن أولاً يجب التأكد من توضيح المنهجية. يتعلق الإصلاح الثالث بالشفافية في قانون الشراء العام. هذا هو السؤال الذي يطرح على جميع اللبنانيين، وعلى جميع الأحزاب السياسية اللبنانية، وعلى وجه الخصوص، على المسؤولين اليوم عن مستقبل هذا البلد. هذه هي مطالب فرنسا، وأعتقد أن رسالتي وصلت. لقد سمعت الرئيس عون يدلي بتصريحات قوية جداً حول رغبته في محاربة الفساد بلا هوادة وآمل أن يلبي جميع الأفرقاء هذا النداء.

     

     

  • سفير ايران محمد جلال فيروزنيا: سنقوم بالخطوات الحقوقية والقانونية اللازمة لإدانة القرصنة الجوية الأميركية

    سفير ايران محمد جلال فيروزنيا: سنقوم بالخطوات الحقوقية والقانونية اللازمة لإدانة القرصنة الجوية الأميركية

     

    “مصدر دبلوماسي”

    صدر عن المكتب الاعلامي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت البيان الآتي:

    “زار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد جلال فيروزنيا أمس يرافقه المستشار الثقافي في السفارة الدكتور عباس خاميار، مستشفى الرسول الأعظم (ص) في ضاحية بيروت الجنوبية، للاطمئنان على حالة الجريح أحمد صفي الدين الذي كان على متن الطائرة المدنية الإيرانية، التي اعتدت عليها مقاتلات أميركية في الأجواء السورية.

    وقال السفير فيروزنيا: “لقد أتينا الى مستشفى الرسول الأعظم من أجل عيادة أحد الجرحى اللبنانيين الأعزاء من ركاب طائرة ماهان الايرانية، لا شك أن إعتراض المقاتلات الأميركية لطائرة مدنية، وتعريض أرواح الركاب الأبرياء، من أطفال ورجال ونساء للخطر، لهو نموذج بارز للممارسات الارهابية و الاجرامية التي يقوم بها الأميركيون في المنطقة.

    واعتبر ان التبريرات التي قدمها الأميركيون لهذه القرصنة الجوية الموصوفة هي بمثابة العذر الذي هو أقبح من الذنب. و هم يكذبون بقولهم أنهم إلتزموا المسافة الآمنة و لم يتسببوا بأي خطر، علماً أنه لا يحق لهم أساساً الإقتراب من الطائرة تحت أي ذريعة. إذ أن عملهم هذا هو نقض سافر لكل القوانين و الأنظمة الدولية المعتمدة في مجال الملاحة الجوية.

     

    وأوضح أن طائرة ماهان كانت تحلق في مسار جوي معروف عندما تم إعتراضها من قبل مقاتلات اميركية من طراز F15. و هذه ليست أول مرة تعبر فيها طائرات مدنية ايرانية متجهة من طهران إلى بيروت و بالعكس، هذا المسار الجوي. إذ أنه المسار المعتمد بشكل عام.

     

    واكد السفير الايراني ان الحضور الاميركي اللاشرعي في المنطقة هو السبب الأساسي لكل هذه الأعمال الإرهابية والممارسات المخلة بالأمن والتهديدات التي تطال دول المنطقة و شعوبها.  لذا فان خروج القوات العسكرية الأميركية من المنطقة هو العامل الأساسي الذي يضع حدا لكل هذه القرصنة والممارسات الإرهابية.

     

    وشدد على أن الجمهورية الاسلامية الايرانية ستقوم بكل الخطوات الحقوقية والقانونية اللازمة لإدانة القرصنة الجوية الأميركية. و هي ستتابع هذا الموضوع في منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الطيران المدني الدولي والمحاكم ذات الصلة ، خاصة فيما يتعلق بالمسافرين الجرحى والمصابين من جراء هذا الحادث، محملا الولايات المتحدة الأميركية كافة التبعات والمسؤوليات المترتبة على هذا العمل الجبان.”

  • “حزب الله” عن اعتراض الطائرة المدنية الايرانية: يُمكن أن تكون له تداعياتٌ لا يُعرف مداها على مستوى المنطقة

    “حزب الله” عن اعتراض الطائرة المدنية الايرانية: يُمكن أن تكون له تداعياتٌ لا يُعرف مداها على مستوى المنطقة

     

    “مصدر دبلوماسي”

     

    أصدر حزب الله البيان التالي:

    “يدين حزب الله بشدّة العمل العدواني المتمثل بقيام طائرات حربية أميركية بالتهديد والإرهاب ضد طائرةٍ مدنيةٍ إيرانية في الأجواء السورية، ويعتبر ان ما جرى عمل إرهابي وأمر بالغ الخطورة كان يُمكن أن يكون له تداعياتٌ لا يُعرف مداها على مستوى المنطقة برمتها.

    إن قيام الطائرتين الحربيتين الأميركيتين باعتراض طائرةٍ مدنيةٍ من بين ركابها مواطنون لبنانيون يستدعي موقفاً دولياً حاسماً ضد الولايات المتحدة الأمريكية، مع التأكيد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي قوة إحتلال في الأرض والأجواء السورية.

    إن حزب الله إذ يهنئ جميع الركاب الذين كانوا على متن الطائرة وخصوصاً المواطنين اللبنانيين بالسلامة، فإنه يُعرب عن تضامنه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع الجمهورية العربية السورية في وجه العربدة الأميركية المتمادية”.

  • كورونا يصل الى الجسم الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين

    كورونا يصل الى الجسم الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين

     

    “مصدر دبلوماسي”

    أصيب أحد الدبلوماسيين في وزارة الخارجية والمغتربين بفيروس كورونا ما استنفر الطاقم الاداري والدبلوماسي، وقام وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي بإلغاء جميع اجتماعاته اليوم، وقال في تصريحات له بأن الامر “يستدعي اجراء فحوص شاملة لكل الموظفين بدءا من يوم الاثنين المقبل من باب الاحتياط وقد جرى التفاهم على ذلك مع وزارة الصحة”.

    وعلم موقع “مصدر دبلوماسي” بأن فحوص الـ”بي سي آر” لجميع السفراء من رؤساء المديريات جاءت كلها سلبية ما أضفى شعورا من الطمأنينة.

    إشارة الى أن وزارة الخارجية والمغتربين كانت اتخذت اجراءات احترازية منها التشدد في وضع الكمامات في كل اللقاءات الصحافية وعند زيارة الضيوف بالاضافة الى وضع آلة قياس للحرارة عند مدخل الوزارة وهو تقدمة من السفارة الصينية.

    يتمنى موقعنا الشفاء العاجل للمصاب وعودته الى عمله قريبا.

  • جان-ايف لودريان: مكافحة الفساد والتهريب واستقلالية القضاء وتعزيز الشفافية امور اساسية لمستقبل لبنان

    جان-ايف لودريان: مكافحة الفساد والتهريب واستقلالية القضاء وتعزيز الشفافية امور اساسية لمستقبل لبنان

    “مصدر دبلوماسي”:

    استقبل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي أمس الخميس نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان على رأس وفد دبلوماسي في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه.

    استمر اللقاء قرابة الساعة والنصف وجرى البحث خلاله في الوضع اللبناني وكيفية تطبيق الاصلاحات لتنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” بحسب البيان الاعلامي لوزارة الخارجية والمغتربين.

    عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله حتي بكلمة اعتبر فيها بأن زيارة لودريان الى لبنان تُترجم تعلق فرنسا بلبنان ووقوفها الدائم الى جانبه في تحدياته. وقال:”تحديات كبيرة تواجهنا والتغلب عليها أساسا هو مسؤولية لبنانية وأهمها تقديم الاصلاحات الهيكلية للنظام على كافة  الصعد الاقتصادية والمالية والسياسية، وهي متداخلة ومترابطة و لا يمكن العمل على صعيد دون صعيد آخر”.

    تابع حتّي:” من الامور الضرورية جدا بناء شبكة أمان اجتماعي في لبنان لانها تطال اهم اوجه الحياة الكريمة للمواطن اللبناني.

    ان مؤتمر “سيدر” يعكس مدى اهتمام فرنسا بلبنان والمطلوب توفير المناخ الملائم لتنفيذ شروط “سيدر” والمضي قُدما بتنفيذ المشاريع التي تضمنها. علينا ان نعمل في هذا المجال وبشكل سريع. الوقت ضيق ويعمل ضد مصلحتنا  لنكن صريحين جدا في هذا الامر. كما تناولنا خلال اللقاء اهمية المضي في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لأنه يُشكل شرطا ضروريا للمضي نحو الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي، والاصلاح السياسي الشامل لخروج لبنان من المأزق الخطير الذي يعيشه”.

    وإذ أشاد الوزير حتي بالدور الفرنسي للمشاركة والدعم المستمرين لقوة حفظ السلام المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، قال: “نحن وعشية التجديد لهذه القوة اكدنا على أهمية عدم المس بعديدها وبمهامها حسبما ورد في قرار مجلس الامن ذات الصلة الرقم 1701”.

    أضاف: “كما اود ان اشكر السلطات الفرنسية على تشجيعها  لتوفير كافة انواع الدعم لشبكة المدارس الفرنكوفونية في لبنان حيث  التعليم هو احد اهم  عناصر القوة اللينة للبنان لانتعاشه ولتنميته وانمائه”.

    وختم حتي قائلا:” كما تحدثنا في قضايا المنطقة واكدنا على أهمية معالجة كافة الأزمات حسب القرارات الدولية ذات الصلة، قرار مجلس الامن حسب المبادىء والأعراف الدولية”.

    لودريان

    من جانبه استهل لودريان كلامه بالتعليق على التغطية الاعلامية الحاشدة لمواكبة اجتماعه مع نظيره حتي بالقول: “لم ار مثيلا لجبل الميكروفونات هذا الا في لبنان”.

    وتابع متوجها الى حتّي:” اعرب عن سروري كوني اليوم معك عزيزي ناصيف لقد جئت الى لبنان للمرة الثانية بصفتي وزيرا للخارجية الفرنسية بناء على طلب رئيس الجمهورية  ايمانويل ماكرون لتأكيد استمرارنا بدعم لبنان  ووقوفنا الى جانب الشعب اللبناني، فكما تعلمون هناك رابط خاص للغاية مع لبنان الذي يربطنا به تاريخ مشترك ونحتفل بمئوية اعلان لبنان الكبير، وبيننا ايضا روابط انسانية قوية جدا حيث انني بإسم هذه الروابط جئت احمل رسالة الحقيقة  التي تقول ان المرحلة خطيرة ولبنان بحالة مقلقة جدا والتداعيات الاقتصادية والمالية كثيرة  تنعكس بشكل كبير على اللبنانيين  الذين يزدادون فقرا”.

     

    أضاف لودريان:” نحرص على الا تزعزع هذه الازمة نموذج لبنان القائم على التسامح والانفتاح الذي قام لبنان عليه والذي يشكل جوهر هويته. واشدد على تصميم فرنسا بالبقاء الى جانب اللبنانيين تحديدا في هذه الاوقات الصعبة

    ان الحلول لتعافي البلد معروفة منذ وقت طويل. وفي مؤتمر “سيدر”  طرحنا عقد ثقة لتمويل مشاريع تنموية مقابل اصلاحات هيكلية ضرورية، والكل يعرف الحاجة للتغيير  ومطالب الاصلاح التي اكدت عليها في كانون الاول من العام الماضي في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان  تتلاءم مع تطلعات اللبنانيين. ان اللبنانيين عبروا بقوة في تشرين الثاني الماضي عن تطلعاتهم المشروعة ونزلوا الى الشارع كي يؤكدوا على توقهم الى التغيير واعتماد الشفافية ومكافحة الفساد والحكم الرشيد الا ان مطالبهم  لم تلق اذانا صاغية لسوء الحظ”.

    اضاف: “لقد جئت اليوم لأقول لكل السلطات ومجمل القوى السياسية في لبنان انه من الضروري السير بالاصلاحات وهذه ليست مطالب فرنسا فحسب بل هي في المقام الاول مطالب الشعب  والاسرة الدولية.

    واتناول هنا بشكل خاص اعادة اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وخاصة عن طريق التدقيق الفاعل في حسابات مصرف لبنان. ولا نتوهمن احد ان ثمة بدائل تسمح للبنان الخروج من ازمته سوى التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

    واتناول هنا ايضا ملف اصلاح الكهرباء الذي يعتبر ورشة داخلية، واقول بوضوح ان ما تم القيام به حتى الآن ليس مشجعا.

    وأثير ايضا موضوع مكافحة الفساد الذي بحثته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي استفاض بالحديث عنه في لقائي معه اليوم. وارى ان مكافحة الفساد والتهريب واستقلالية القضاء وتعزيز الشفافية هي امور اساسية لمستقبل لبنان.

    واذ كرر جملته الشهيرة التي قالها امام مجلس الشيوخ الفرنسي:  “ساعدونا لنساعدكم” مؤكدا انها تشكل شعار زيارته الى  بيروت. وقال لودريان: ان فرنسا مستعدة لحشد قواها بالكامل الى جانب لبنان وان تحشد دعم شركائها لكن يجب من اجل تحقيق ذلك القيام بالاجراءات لإنعاش البلد وبخطوات جدية وذات مصداقية وننتظر منذ فترة بعيدة جدا ان نرى خطوات عملية تنفذ.

    وتابع: ان رسالتي هي اذن مزدوجة : اولا ، حثّ الدولة على الالتزام الجدي بالاصلاحات وثانيا دعم الشعب اللبناني  والاستعداد لمساعدته لتمكينه من مواجهة التحديات”.

    وأعلن لودريان  ان فرنسا ساعدت القطاع الصحي في لبنان ماليا وكذلك عبر توفير تجهيزات طبية خصصتها للبنان.  وستقدم فرنسا مجمل مساعدات تصل  قيمتها الى  ٥٠ مليون يورو كمساعدات انسانية مباشرة وخاصة في مجال الخدمات العامة الاساسية والبنى التحتية الصحية، لكن يتعين على السلطات اللبنانية في المقام الاول ان توجد شبكات الامان الاجتماعية غير الموجودة، وان توفر للبنانيين الخدمات الاجتماعية والبنى التحتية، اضافة الى شبكات الحماية  الاجتماعية التي تحدث عنها الوزير حتي”.

    تابع :”جئت كذلك لأعبر عن دعم فرنسا للشباب اللبناني وللقطاع التربوي ان نتائج جائحة كورونا كانت مروعة لمليون تلميذ لبناني وللكثير من الشباب في العالم  الذين حرموا من المدرسة لشهور طويلة.

    وهذه الازمة ايضا هي ازمة المدارس الفرنسية والناطقة باللغة الفرنسية لان فرنسا ولبنان يجمعهما تاريخ متميز وخصب في هذا المجال 61 تلميذا يدرسون في 52 مدرسة فرنسية على مجمل الاراضي اللبنانية اضافة الى 330 مدرسة مسيحية ناطقة باللغة الفرنسية تستقبل  190 الف تلميذ من كل الانتماءات المذهبية والطائفية وامام هذه الازمة وبطلب من رئيس الجمهورية  جندت فرنسا قواها بالكامل

    إن خطة الطوارىء من اجل التعليم الفرنسي في الخارج تنص على جزء خاص لأسر التلامذة في ال 52 مدرسة في الشبكة  المدرسية الفرنسية في لبنان .

    ولقد قررنا  كذلك الاسراع في انشاء مؤسسة من اجل المدارس المسيحية في الشرق وستكون لدعم المدارس الفرانكوفونية في لبنان او في المنطقة الكل يعلم ان تقاليد هذه المدارس هي استقبال الاطفال ايا كان انتماؤهم او مذهبهم وبالتالي اود ان اعيد التأكيد على أهمية الفرانكوفونية التي تجمعنا بلبنان نموذج من الدعم بالتربية والتعددية اللغوية واحترام هذه التعددية.

    سوف نبقي على دعمنا للجيش اللبناني العامود الفقري لهذه الدولة ولقوى الامن اللبنانية التي تلعب دورا حاسما من اجل ضمان استقرار وأمن البلاد ومن  الاساسي ان تقوم الدولة اللبنانية بالتأكيد على سلطتها وسيطرتها على مجمل اراضيها ولا بد كذلك من ان يحترم كل المسؤولين اللبنانيين ويحافظوا على مبدأ النأي بالبلد من الازمات التي تمر بها المنطقة.

    ولا يسعني ان اتحدث عن الأوضاع الاقليمية الصعبة التي يعيش فيها لبنان دون ان اتطرق الى الحرب في سوريا فلبنان يستقبل على اراضيه و بسخاء كبير جدا عددا من اللاجئين ونحن ندرك ذلك ومرة اخرى أود ان أحيي جهود اللبنانيين الذين سمحوا باستقبال هذه الاعداد من اللاجئين واؤكد لهم ان جهودنا لن تضعف لكي نسمح بعودة آمنة وكريمة للاجئين الى سوريا .

    هذا ما أتيت لاقوله لكم اليوم ثقوا ان فرنسا سوف تقف دوما الى جانبكم والى جانب لبنان واللبنانيين وستبذل كل ما هو ضروري لمساعدتكم في هذه الاوقات الصعبة، ولكن لكي ينجح هذا المسعى يتعين على السلطات اللبنانية ان تؤدي حصتها من العمل من اجل تحقيق ذلك.

    سيداتي  سادتي

    ربما تعرفون العبارة الفرنسية ساعد نفسك يساعدك الله ،ما اريد ان اقوله اليوم للمسؤولين اللبنانيين ساعدوا نفسكم لكي تساعدكم فرنسا وشركاؤها.

    بعد ذلك أولم الوزير حتي على شرف الضيف الفرنسي والوفد المرافق

     

     

    لقاء لودريان والراعي

     

    إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر امس الخميس ايضا، في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان على رأس وفد ديبلوماسي.

    وتلا مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض بيانا حول زيارة الوزير لودريان، أشار فيه إلى أنه “إستهل البطريرك الراعي اللقاء بكلمة ترحيبية عرض فيها العلاقات التاريخية بين البطريركية المارونية وفرنسا ولبنان مثنياً على “الجهود التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية السيد جان ايف لودريان، لا سيما وقفته المؤثرة واللافتة الاخيرة حول لبنان في الجمعية الوطنية الفرنسية”.

    وأضاف، “شكر البطريرك الراعي فرنسا على الدعم الذي تقدمه للمدارس الكاثوليكية والخاصة لتواجه هذه المحنة الصعبة”.

    ولفت إلى أنه “وتناول الراعي الظروف اللبنانية والاقليمية التي شجعته على طرح مشروع الحياد الايجابي والناشط في سبيل انقاذ لبنان، خصوصا وان لبنان تاريخيا هو بلد محايد ولطالما ادت سياساته السابقة المحايدة الى درء الاخطار العسكرية والسياسية والاقتصادية عنه، ما ادى الى ازدهاره وتميزه في محيطه”.

    وتابع، “اشار الراعي إلى أن نظام الحياد يقتضي قيام دولة قوية بمؤسساتها وجيشها لتتمكن من حل القضايا الداخلية العالقة والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله”.

    وختم غياض، “من جهته عبر الوزير لودريان عن تقديره لمبادرة البطريرك الراعي، لاسيما وان سيادة لبنان التي تتمسك بها فرنسا تستلزم ان يكون لبنان بلدا محايدا بعيدا عن الصراعات والمحاور، مؤكدا أن لبنان يملك كل المقومات للنهوض من جديد”.

  • جايمس كليفرلي يكتب عن زيارته الافتراضية: لبنان بحاجة إلى تغيير حقيقي وفي ظلّ غياب الإصلاحات فإن الأزمة سوف تسوء لا محالة

    جايمس كليفرلي يكتب عن زيارته الافتراضية: لبنان بحاجة إلى تغيير حقيقي وفي ظلّ غياب الإصلاحات فإن الأزمة سوف تسوء لا محالة

     

    “مصدر دبلوماسي”

    بقلم الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي

     

    نظرًا إلى سمعة الضيافة اللبنانية المعروفة، أشعر بالخيبة لأنّي لم أتمكّن من زيارة البلد شخصيًّا منذ تعييني وزيرًا لشؤون الشرق الأوسط في المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام. ففي أشهر قليلة حوّل فيروس كورونا العالم، وها نحن نعتاد بحذر على “الوضع الطبيعي الجديد”. لكنني مسرور لأنّني تمكّنت من استخدام التكنولوجيا للقيام بهذه “الزيارة الافتراضية” إلى لبنان – لكنّ تناول الطاووق والتبّولة على الغداء بينما أحاور بالفيديو الزملاء في بيروت كان طعمه أطيب مع البحر الأبيض المتوسط في خلفية الصورة!

    وقد ساعدتني زيارتي على تعميق فهمي للتحدّيات الهائلة التي يواجهها الشعب اللبناني في هذه الاوقات. أثناء الحوارات التي تناولت الموضوع الاقتصادي، لمست مباشرةً مدى تأثير هذه الأزمة في حياة المواطنين العاديّين. كما اطلعت من العاملين في كلّ من القطاع الإنساني والتعليمي والأمني على الآثار الملموسة للأزمة.

    تبقى المملكة المتحدة شريكة للبنان وصديقة للشعب اللبناني. ففي العام الماضي، قدّمنا الدعم لـ 200 شركة لبنانية صغيرة ومتوسطة الحجم، وساعدنا في التحاق 488 ألف طالب بالقطاع التعليمي، وقدمنا 39 مليون دولار مباشرة للمجتمعات اللبنانية –وأكثر بكثير من ذلك. كما أنّ العلاقات بين الشعبين، من تجارة ثنائية إلى طلاب لبنانيين يدرسون في المملكة المتحدة، ما زالت كلها تنمو عبر السنين.

    نحن الشركاء الأكثر فخرًا بالجيش اللبناني كونه المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان، فقد درّبنا 11 ألف جنديّ، وساعدنا على ضبط أمن الحدود السورية للمرة الأولى. فشراكتنا الهامّة ساعدت على دعم الجيش اللبناني في إخراج داعش من لبنان. كما أنّنا نعمل مع قوى الأمن الداخلي على تحسين قدراتها لا سيما في ضبط الأمن المجتمعي في بيروت.

     

    ثم طرأت جائحة كوفيد 19. أمّنت الاستجابة السريعة للمملكة المتحدة أكثر من مليوني دولار لمكافحة جائحة كوفيد هنا في لبنان. وعلينا أن نتابع العمل معًا لمواجهة هذا المرض الرهيب.

    بالتأكيد، الأزمة اللبنانية التي تواجه لبنان هي غير مسبوقة بحجمها. لكنّ المملكة المتحدة تبقى ملتزمةً في دعمها الجيش اللبناني والقوى الأمنية ، وسوف تعمل على حماية المواطنين الأكثر ضعفًا.

    إن حجم الأزمة كبير جدًّا وليس فيه إلاّ حلّ واحد: لبنان بحاجة إلى تغيير حقيقي. وفي ظلّ غياب الإصلاحات، إنّ الأزمة سوف تسوء لا محالة. نحن جاهزون لدعم لبنان على هذه الطريق، لكن في النهاية لا بدّ من وجود حلّ لبنانيّ تدعمه إرادة سياسية صادقة. وكما قال زميلي الفرنسي الوزير لودريان الأسبوع الماضي، “نحن جاهزون للمساعدة، لكن ساعدونا أوّلاً كي نتمكن من مساعدتكم”. وحده لبنان باستطاعته أن يوفّر الكهرباء 24 على 24، ويعيد إحياء القطاع الخاص، ويعيد بناء الثقة في الاقتصاد.

    على ضوء ذلك، خضت نقاشًا صادقًا حول الوضع مع رئيس الوزراء حسان دياب ووزير الخارجية ناصيف حتّي. لا بدّ من التصرّف بسرعة لمنع لبنان من الانزلاق أكثر في الهاوية، والتقاعص سوف يزيد من الأعباء على كاهل الفئات الأكثر ضعفًا. كما ناقشنا موضوع النأي بلبنان عن النزاعات الإقليمية التي تزعزع الاستقرار.

    لفتني الشغف والاندفاع اللذين لمستهما لدى اللبنانيين. وأنا على ثقة بأنّ هذا البلد سوف يحظى على المدى الطويل بمستقبل باهر من جديد. كما يقال إنّ الليل يكون في أحلك اوقاته قبل الفجر، وستكون الدرب طويلة وشاقّة نحو الانتعاش والتعافي. من أجل شعب لبنان، لا بدّ من إيجاد هذه الدرب قريبا جدا.