
رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح
“مصدر دبلوماسي”
عقدت قمة لبنانية–كويتية جمعت رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في قصر بيان بالعاصمة الكويتية، حيث تم التأكيد على أهمية توطيد العلاقات بين البلدين وتطويرها في شتى المجالات، إلى جانب مناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب الرئيس عون عن امتنانه لقرار الكويت رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في لبنان، مشدداً على أن “لبنان سيبقى إلى جانب الدول الشقيقة”، مثنياً على مواقف الكويت الداعمة للبنان في المحافل الدولية والإقليمية، لا سيما في ما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وعدم احترام وقف إطلاق النار. كما دعا أمير الكويت إلى زيارة لبنان، مؤكداً أن الدعم الكويتي يعكس حرصاً صادقاً على الوقوف إلى جانب لبنان في ظل التحديات الصعبة التي يواجهها.
ورد الأمير مشعل بتجديد الترحيب بالرئيس اللبناني والوفد المرافق، مؤكداً أن الكويت ترى في زيارة الرئيس عون مناسبة مهمة لتأكيد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين منذ تأسيسها عام 1961، ومعبّراً عن تقدير بلاده للدور الإيجابي الذي تضطلع به الجالية اللبنانية في الكويت. كما أثنى على تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام، مشيراً إلى أن “لبنان أمام فرصة تاريخية لتحديد مستقبله وتجاوز التحديات والانطلاق في مسار إعادة البناء والتطوير”.
وأشاد أمير الكويت بمستوى التعاون الأمني مع لبنان، معتبراً أنه يشكل ركيزة أساسية في مواجهة التحديات المشتركة، خاصة في مجال مكافحة تهريب المخدرات، منوهاً بدور الضربات الاستباقية والمراقبة الدقيقة في هذا المجال. كما جدّد التزام بلاده بدعم جهود المجموعة الخماسية الدولية الهادفة إلى حل الأزمة السياسية في لبنان، والمساهمة في الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش اللبناني، مؤكداً استمرار الدور الكويتي في مؤتمرات دعم لبنان على صعيدي الأمن والتنمية.
وفي ما يخص الاعتداءات الإسرائيلية، أكد الأمير مشعل إدانة بلاده لها، مطالباً بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 ووقف إطلاق النار، معرباً عن تعازيه بضحايا العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن أكثر من 3000 قتيل و13000 جريح و191 ألف نازح. كما شدد على أهمية استقرار سوريا وأثره المباشر على لبنان ودول الجوار، مشيراً إلى ضرورة عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن لمنع تحول سوريا إلى بؤرة توتر إقليمية.
وفي سياق العلاقات الثنائية، أكد أمير الكويت تقدير بلاده لموقف لبنان التاريخي إبان الاجتياح العراقي للكويت، معرباً عن أمله في استكمال ترسيم الحدود البحرية بين العراق والكويت وفق قرار مجلس الأمن رقم 833، ومثمناً دعم لبنان للحق الكويتي في هذا الملف.
من جانبه، شكر الرئيس عون أمير الكويت على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وقال: “ما سمعته منكم يا سمو الأمير يعبر عن محبة حقيقية وحرص كبير على لبنان واللبنانيين”، مؤكداً أن لبنان يثمّن مواقف الكويت التي لطالما كانت إلى جانبه في الظروف الصعبة.
كما حضر اللقاء الموسّع عدد من كبار المسؤولين من الجانبين، حيث شارك من الجانب الكويتي ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين. ومن الجانب اللبناني حضر وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وعدد من المستشارين والدبلوماسيين في السفارة اللبنانية لدى الكويت.
واختتمت القمة بتأكيد مشترك على المضي في تعزيز العلاقات الثنائية، والتنسيق المستمر في مواجهة التحديات المشتركة، بما يحقق مصلحة الشعبين اللبناني والكويتي ويعزز استقرار المنطقة.