“مصدر دبلوماسي”
كتبت مارلين خليفة
بدأ الطيران الحربي الاسرائيلي الانسحاب فجر اليوم الاربعاء من الاجواء اللبنانية بعد أن قام بجولات وصولات تدميرية في جميع المناطق اللبنانية، وفي العاصمة بيروت بدات منذ صباح أمس الثلاثاء ولم تنته الى ما بعد منتصف ليل الاربعاء، وكأنها جولة انتقام نهائية من لبنان.
وبدأت رفوف الجنوبيين والبقاعيين تعود الى بلداتها وقراها منذ فجر اليوم الاربعاء حيث انتشرت صور للسيارات العائدة على طول الطريق الممتدة من العاصمة الى الجنوب.
وقف اطلاق النار
وكان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو اعلن مساء قبول الحكومة الاسرائيلية بوقف اطلاق النار، فيما دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الى جلسة حكومية قبل ظهر اليوم الاربعاء تتناول اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل باشراف اميركي وقد تسربت بندوه الـ13 الى الصحف والاعلام، علما بأن مصدر هذه المعلومات هي من الاعلام الاسرائيلي. أما النقاط فهي:
- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان لن يقوموا بأي عمل هجومي ضد إسرائيل.
- إسرائيل، بالمقابل، لن تقوم بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو البحر.
- تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
- هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس.
- القوات الأمنية والجيش الرسمي اللبناني سيكونان الجهتين المسلحتين الوحيدتين المسموح لهما بحمل السلاح أو تشغيل قوات في جنوب لبنان.
- ستكون أي عملية بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المرتبطة بها للبنان تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.
- سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها المتعلقة بإنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بها.
- ستفكك جميع البنية التحتية والمواقع العسكرية، وتصادر جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات.
- سيتم تشكيل لجنة مقبولة من قبل إسرائيل ولبنان للإشراف على تطبيق وضمان الالتزام بهذه التعهدات.
- ستقدم إسرائيل ولبنان تقارير حول أي انتهاك محتمل للالتزامات إلى اللجنة وإلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
- ستنشر لبنان قواتها الأمنية الرسمية وقوات الجيش على طول الحدود، ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية وفقًا لخطة الانتشار.
- ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جنوب الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا.
- ستقوم الولايات المتحدة بدعم مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
ومن خلال قراءة هذه البنود يبدو جليا أن المفاوض اللبناني عمل على تطبيق القرار 1701 الصادر العام 2006 ولكن مع اضافة آلية لتطبيقه هي اللجنة التي ستتألف مبدئيا من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا واسرائيل ولبنان وقوات اليونيفيل وقد تضاف اليها دولة عربية. أما حزب الله فقد صار لزاما عليه تطبيق القرار 1701 لناحية عدم التواجد المسلح جنوب الليطاني وهو بند موجود في القرار 1701 وليس جديدا إلا أن حزب الله لم يطبقه، كما لم تطبق اسرائيل التزاماتها بوقف الخروق في الجو والبر والبحر في لبنان. وقد تخطى المفاوض اللبناني المتمثل برئيس المجلس النيابي نبيه بري عقبة رئيسية تمثلت بتصميم اسرائيل على أن تحصل على حرية الحركة في لبنان بحجة الدفاع عن النفس، فكان البند المتمثل بحق الدفاع عن النفس للطرفين في حال حصول أي اعتداء. وتمكن لبنان من اجتياز الطموح الاسرائيلي ايضا بانشاء منطقة عازلة تمتد كيلومترات عدة على غرار المنطقة العازلة بين الكوريتين وكان سيمنع بموجبها سكان الجنوب من العودة الى ما لا يقل عن 30 قرية وبلدة في الحافة الأمامية. أما حزب الله الذي تكبد خسائر جمة في الارواح وفي بنيته العسكرية فقد نجح مقاوموه في منع اسرائيل من استثمار عدوانها بنودا استسلامية للبنان والأهم أنه سمح لاهالي الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية العودة الى أرضهم، وهذا ما لم يكن مأمولا من اسرائيل، التي تريد من خلال حلم امبراطوريتها التوراتية الحصول على اقسام من جنوب لبنان للاستيطان، وهو طموح لم ينته بعد في انتظار جولات أخرى من الحروب لن تتوقف إلا بانسحاب الاحتلال من لبنان ومن فلسطين المحتلة.
اليوم الاخير: عدوان شامل
اختتمت اسرائيل عدوانها الذي استمر منذ 23 أيلول سبتمبر الماضي وحصد قرابة الـ3700 شهيد وأكثر من 15400 جريح في محصّلة غير نهائية لم تشمل عدوان الأمس الهستيري. وقد دمرت اسرائيل في عدوانها ما لا يقل عن ثلاثين في المئة من قرى وبلدات جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. وفي آخر محصلة قدمتها وحدة ادارة مخاطر الكوارث يوم الجمعة الماضي في 22 نوفمبر فقد بلغ عدد الغارات من دون احتساب غارات أمس الثلثاثاء 13967. الى ذلك فاق عدد النازحين المليون من بينهم 190 ألفا بقوا في مراكز للايواء.
وفي يوم أمس الثلاثثاء وليل الاربعاء، فجرت اسرائيل احقادها غارات شملت المناطق اللبنانية كلها، فأصدر الجيش الاسرائيلي اوامر غير مسبوقة عدديا باخلاء أكثر من 20 مركزا في ضاحية بيروت الجنوبية شملت:
- القائم البيان خلف شركة الكهرباء
- الجاموس محيط مدرسة المهدي
- الجاموس قرب اكسبرس تشيكن
- اوستراد السيد هادي مبى ملاصق لفلافل خليفة
- بئر العبد جانب جامع الامام الرضا6
- الرادوف حي بيت المقداد
- برج البراجنة قرب حلويات الحسون مبنا الخليل
- حارة حريك جانب المصلى ابو الفضل العباس مقابل جمعية التعليم الديني.
- حي ماضي ملاصق لملعب ابو زينب
- الصفير مقابل بناية aqwa للمياه
- اوتستراد الشهيد هادي مبنى مطعم أغا
- بئر العبد محيط مجمع السيدة زينب خلف سنتر الضاحية
- بئر العبد قرب مطعم السلام
- بئر العبد شارع الشيخ راغب حرب المواجه لمدخل جامع السيدة زينب
- برج البراجنة محيط مجمع السجاد
- اوتستراد السيد هادي مبنى قبل مبنى مطعم العبدالله
- الشياح خلف بيروت مول
- اوتستراد السيد هادي مبنى حلويات الشرق
- مبنى في مارون مسك
- مبنى ثاني في مارون مسك
وللمرة الاولى منذ بداية العدوان الاسرائيلي على لبنان، صدرت أوامر اخلاء في العاصمة بيروت شملت: شارع اميل ادة، الحمرا، مار الياس، جسر سليم سلام، النويري والبسطا، وقد تعرضت النويري لغارتين مدمرتين من دون سابق انذار. فضلا عن قصف هستيري لبعلبك وصور ولصيدا وسواها من المناطق.