“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة
أعلن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، آموس هوكستين، اليوم الثلاثاء أن “حلاً لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان بات في متناول اليد”، وذلك خلال زيارته الحالية إلى بيروت للتفاوض على هدنة بناءً على اقتراح أميركي
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة هوكستين والوفد المرافق بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان حيث تناول البحث آخر تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وبعد اللقاء الذي استمر زهاء ساعتين تحدث هوكستين للإعلاميين قائلاً:
“لقد أجريت الآن لقاء مع الرئيس بري استمرينا بتقليص الفراغات اليوم أيضاً والإجتماع كان بناءً للغاية ومفيداً للغاية وعدت لأنه أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية هذا النزاع، وهذه هي لحظة اتخاذ القرارات، وأنا في بيروت لتسهيل اتخاذ هذا القرار”.
وأضاف: “ولكن القرار يبقى قرار الأفرقاء، للوصول الى حل لهذا النزاع، والآن أصبح هذا الحل قريباً من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن، وآمل أن الأيام القريبة والمقبلة ستصل الى حل”.
وختم: لن آخذ أي أسئلة اليوم، لأنني لا أريد أن أقوم بالتفاوض بالعلن، وأنا ممتن للنقاش البناء مع الرئيس بري وأجرينا أيضاً لقاء بناء مع رئيس مجلس الوزراء ومع غيره، وأنا ملتزم للقيام بكل ما بوسعي للعمل هنا مع الحكومة في لبنان وفي اسرائيل، للوصول الى حل لهذا النزاع وهذه الأزمة، وسأكرر ما قلته: لقد اجرينا نقاشات مفيدة للغاية لتضييق الفوارق والفراغات الموجودة منذ أسابيع، وسأستمر في القيام بذلك، وأعتذر ولكن لن آخذ أي سؤال”.
ميقاتي
من جهته، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموفد الرئاسي الاميركي بعد ظهر اليوم الثلثاء في دارته، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون. وجرى البحث المساعي التي يقوم بها هوكشتاين لوقف اطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701.
وفي خلال الاجتماع جدد الرئيس ميقاتي التأكيد” أن الاولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة ، وكل ما يحقق هذا الهدف له الاولوية”.
وأشار الى”ان الهم الاساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعا الى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الابادة الاسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية”.
وشدد على “تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب”.
جهود اميركية فرنسية مكثفة
كثّفت الولايات المتحدة وفرنسا جهودهما لإحراز وقف لإطلاق النار. إلا أن جميع المساعي الدولية لتحقيق هدنة فشلت حتى الآن.
بعد عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود في جنوب لبنان، دخل حزب الله وإسرائيل في حرب مفتوحة في 23 سبتمبر الماضي، حيث بدأت القوات الإسرائيلية بتنفيذ توغلات في جنوب لبنان منذ 30 سبتمبر وبقصف المناطق اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت وقرى وبلدات جنوب لبنان والبقاع وأيضا في العاصمة بيروت ونفذت اغتيالات عدة كان آخرها يوم الاحد الفائت في قلب بيروت في رأس النبع عبر اغتيال مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف والطاقم الاعلامي العامل معه.
وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، قُتل أكثر من 3500 شخص في لبنان منذ 8 أكتوبر 2023، غالبيتهم منذ 23 سبتمبر الماضي. وذكرت منظمة اليونيسف أن أكثر من 200 طفل قُتلوا خلال ما يقارب شهرين من الحرب. أما في الجانب الإسرائيلي، فقد قُتل 46 مدنياً و78 جندياً.
قدمت السفيرة الأمريكية في بيروت، ليزا جونسون، الخميس الماضي خطة من 13 نقطة إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، تتضمن هدنة لمدة 60 يوماً وانتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد. وقد قوبل هذا الاقتراح بترحيب كبير من لبنان.
وفي هذا السياق، وصل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي آموس هوكستين إلى بيروت يوم الثلاثاء. وكانت النقاط العالقة بحسب معلومات موقع “مصدر دبلوماسي” تتعلق بما تطلبه اسرائيل من منحها شرعيا ما تسميه حق الدفاع عن النفس، أي عمليا الافساح لها بحرية الحركة في كل لبنان في حال اعتبرت بأن ثمة خرقا يقوم به حزب الله يهدد مصالحها ما يعده لبنان التفاف خطير على سيادته، فضلا عن طلبها من روسيا اعطاء ضمانات بعدم اقدام سوريا على نقل اسلحة عبر حدودها الى لبنان، وقد أثار هذا الامر مستشار نتنياهو ديرمر في زيارته الاخيرة الى واشنطن. وهنا لا بد من الاشارة الى زيارة وزير الدفاع الايراني عزيز نصير زاده اخيرا الى دمشق ولقائه المسؤولين السياسيين والعسكريين، فيما لم يتم التأكد لغاية اليوم من أن روسيا ستقدم ضمانات في هذا الشأن.
تحذير نتنياهو
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر مساء امس الاثنين بأن إسرائيل “ستواصل تنفيذ عملياتها” العسكرية ضد حزب الله حتى في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان. وعلم موقع مصدر دبلوماسي من اوساط دبلوماسية غربية بأن نتنياهو قال بأن “أي تفاوض سيتم تحت النيران وأي وقف لاطلاق النار سيكون بعد توقيع الاتفاق”.
وتسعى إسرائيل لإبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان لضمان عودة نحو 80 ألفاً من سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب قصف الحزب لأكثر من عام. وفي لبنان، نزح عشرات الآلاف من سكان الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ودمرت اسرائيل أكثر من 25 في المئة من مباني القرى والبلدات السكنية والمدنيةبالاضافة الى اعتدائها على الآثار كما في مدينتي بعلبك وصور..
قصفت القوات الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، مدينة صور وبلدات قانا والخيام في جنوب لبنان، بالإضافة إلى قريتين في سهل البقاع (شرق)، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام. وأضافت الوكالة أن مواجهات اندلعت بين حزب الله والجنود الإسرائيليين قرب بلدة شمع، التي تبعد خمسة كيلومترات عن الحدود زكبد حزب الله العديد من الخسائر للجيش الاسرائيلي ودمر الكثير من دبابات الميركافا.
في اليوم السابق، قُتل خمسة أشخاص على الأقل في غارة إسرائيلية على حي مكتظ بالسكان في بيروت. ورد حزب الله بقصف احياء في تل أبيب وسقط العديد من القتلى ووقع دمار كبير في انعاش لفكرة تل أبيب مقابل بيروت.
وأعلنت القوات الإسرائيلية أن نحو 40 قذيفة أُطلقت، صباح الثلاثاء، من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
القرار 1701
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قبل قدوم هوكستين الى بيروت، ماثيو ميلر، امس الاثنين، أن الولايات المتحدة “شاركت مقترحات مع كل من الحكومة اللبنانية والإسرائيلية”. وأضاف: “تلقينا ردوداً من الجانبين على هذه المقترحات”.
وأشار ميلر إلى وجود “تبادل للأفكار” حول كيفية “تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالكامل، والذي نعتبره في مصلحة الجميع”.
وقد سمح هذا القرار، الذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية بين الجانبين، بإنهاء الحرب السابقة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
وينص القرار على نشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل فقط على الحدود الجنوبية للبنان، مع انسحاب مقاتلي حزب الله إلى مناطق شمالية أكثر، وكذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية.
وقال إيال بينكو، الخبير في الشؤون الدفاعية بجامعة بار-إيلان قرب تل أبيب، لوكالة “فرانس برس”: “الأهم هو عدم وجود حزب الله على بعد 30 أو 40 كيلومتراً من الحدود، بحيث يمكن لإسرائيل أن تحمي نفسها في حال أي مناورة برية”. لكنه أضاف: “ما زلنا بعيدين جداً عن تحقيق ذلك”، مشيراً إلى وجود فجوة بين التصريحات الرسمية الإسرائيلية والواقع على الأرض.