“مصدر دبلوماسي”-وكالات
قال القائم بأعمال المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة هادي هاشم بأن لبنان “عالق بين مطرقة آلة التدمير الإسرائيلية، وبين طموحات البعض في المنطقة، واللبنانيون يرفضون هذه المعادلة القاتلة“.
وأشار هاشم في جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي انعقدت أمس إلى أن منطقة الشرق الأوسط مشتعلة من كل حدب وصوب، مضيفا “فلا لبنان بخير، ولا غزة بخير، والحشود الإسرائيلية العسكرية، وأرتال الدبابات والمصفحات على طول الحدود الجنوبية للبنان“.
وأشار إلى إقرار الحكومة الإسرائيلية “اجتياحا بريا للبنان”، مضيفا أن “كل ما تقوله إسرائيل عن عمليات عسكرية جراحية ومحدودة هو غير صحيح. فالأضرار هائلة في صفوف المدنيين وفي البنى التحتية“.
وقال إن الاجتياح اليوم ستكون نتيجته “هزيمة أخرى تضاف إلى سجل إسرائيل في لبنان“. وأضاف: “لم يعد للكلام من معنى ولا للشكاوى من فائدة، فكم من مرة جئناكم إلى هذا المجلس وحذرنا من الوضع الكارثي على طول الحدود الجنوبية؟“
وقال هاشم: “ها نحن اليوم نتجه أكثر وأكثر إلى حرب إقليمية مفتوحة وبلا ضوابط. والحل يبقى بالعودة إلى الحلول السياسية المبنية على قرارات الشرعية الدولية ذات صلة“.
وكرر الموقف الرسمي لرئيس الحكومة اللبنانية بما في ذلك الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الرئيسين الأمريكي والفرنسي، والتعهد بتطبيق كل النقاط التي وردت فيه ومنها وقف إطلاق النار فورا من أجل بداية البحث في تطبيق قـرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل.
ونبه إلى أن لبنان يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة، وهو بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشددا على أن لبنان واللبنانيين “يستحقون الحياة“.
غوتيرش
في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط تتحول بسرعة إلى جحيم، مؤكدا على ضرورة وقف هذه الدورة القاتلة من العنف المتبادل.
وفي إحاطته لمجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء، قال الأمين العام “قبل أسبوع واحد بالضبط، أطلعتُ مجلس الأمن على الوضع المقلق في لبنان. ومنذ ذلك الحين، ساءت الأمور كثيرا“. ونبه إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيدا دراماتيكيا “إلى الحد الذي يجعلني أتساءل عما تبقى من الإطار الذي أنشأه هذا المجلس بالقرار 1701“.
وشدد غوتيريش على أن “المدنيين يدفعون ثمنا باهظا. وأنا أدين ذلك بشدة“.
وأشار إلى أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قُتِل أكثر من 1700 شخص في لبنان، بما في ذلك أكثر من 100 طفل و194 امرأة، وتأكد نزوح أكثر من 346 ألف شخص من منازلهم، وتشير تقديرات الحكومة إلى أن هذا العدد يصل إلى مليون شخص.
وأضاف أنه منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، أسفرت هجمات حزب الله على إسرائيل عن مقتل 49 شخصا، مع نزوح أكثر من 60 ألف شخص من منازلهم.
وشدد غوتيريش على أن حفظة السلام التابعين لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (الـيونيفيل) يظلون في مواقعهم، ولا يزال علم الأمم المتحدة يرفرف على الرغم من طلب إسرائيل نقل قواتها.
إدانة الهجوم الصاروخي
وتحدث أمين عام الأمم المتحدة عن إطلاق إيران أمس الثلاثاء نحو مائتي صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل.
وقال غوتيريش: “كما فعلت فيما يتصل بالهجوم الإيراني في نيسان/أبريل، وكما كان من الواضح أمس في سياق الإدانة التي عبرت عنها، فإنني أدين بشدة مرة أخرى الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته إيران أمس على إسرائيل“.
وأوضح أنه من المفارقة أن هذه الهجمات لا تفعل شيئا لدعم قضية الشعب الفلسطيني أو الحد من معاناته.
معاناة تتجاوز التصور
وقال الأمين العام إنه مر ما يقرب من عام منذ الأعمال المروعة التي ارتكبتها حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر واحتجاز رهائن. وأضاف منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، شنت إسرائيل في غزة “الحملة العسكرية الأكثر دموية وتدميرا في سنواتي كأمين عام. إن المعاناة التي يتحملها الشعب الفلسطيني في غزة تتجاوز التصور“.
وأشار كذلك إلى استمرار تدهور الوضع في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مع العمليات العسكرية الإسرائيلية، وبناء المستوطنات، وعمليات الإخلاء، والاستيلاء على الأراضي، وتكثيف هجمات المستوطنين، الأمر الذي يقوض تدريجيا أي احتمال لحل الدولتين، مضيفا أنه في الوقت نفسه استخدمت الجماعات الفلسطينية المسلحة العنف أيضا.
الوقت ينفد
وشدد غوتيريش على أن أحداث الأسبوع الماضي، والشهر الماضي، بل وحتى العام الماضي تقريبا، توضح أنه حان الوقت للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وتسليم المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى الفلسطينيين في غزة، وإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين.
وأضاف أنه حان الوقت لوقف الأعمال العدائية في لبنان، والعمل الحقيقي نحو التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1559 و1701، وتمهيد الطريق للجهود الدبلوماسية من أجل السلام المستدام.
وقال غوتيريش: “حان الوقت لوقف هذه الدورة المروعة من التصعيد تلو التصعيد والتي تقود شعوب الشرق الأوسط إلى الهاوية. لقد كان كل تصعيد بمثابة ذريعة للتصعيد التالي“. وشدد على أن “الوقت ينفد“، مؤكدا أنه “لا ينبغي لنا أبدا أن نغفل عن الخسائر الهائلة التي يلحقها هذا الصراع المتنامي بالمدنيين“.
إلى جانب أعضاء المجلس الخمسة عشر، من المقرر أن يتحدث أمام مجلس الأمن: لبنان، إسرائيل، إيران، سوريا والعراق.
الولايات المتحدة
قالت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن إيران “فشلت في تحقيق أهدافها“ من الهجوم الذي شنه الحرس الثوري، لكنها أكدت أن هذه النتيجة لا تقلل “من حقيقة أنها كانت تنوي التسبب في موت ودمار كبيرين وتمثل تصعيدا كبيرا من جانب إيران“.
وقالت السيدة توماس غرينفيلد إن إيران “متواطئة” في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل “بسبب تمويلها لحماس”، مؤكدة أنه لا شك في أن الدعم الإيراني “للوكلاء الإقليميين ساهم بشكل مباشر في الأزمة في غزة ولبنان“.
وشددت على أن الهجوم الإيراني على إسرائيل “لم يكن دفاعيا بأي حال من الأحوال”، وقالت إنها لا تستطيع أن تفكر في مثال أكثر وضوحا على “دعم الدولة للإرهاب من إطلاق الصواريخ الباليستية للانتقام لمقتل زعيم إرهابي. إنه أمر لا يمكن الدفاع عنه وغير مقبول“.
ودعت مجلس الأمن إلى فرض عقوبات إضافية على الحرس الثوري الإيراني “لدعمه للإرهاب”، وأعربت عن مخاوفها من أن “الصمت والتقاعس لن يؤدي إلا إلى دعوة الحرس الثوري الإيراني إلى تكرار مثل هذه الهجمات مرة تلو الأخرى“.
وقالت ليندا توماس غرينفيلد إن أحداث الأسبوع الماضي يجب أن ترسل رسالة “لا لبس فيها” إلى قيادة حماس، “التي تواصل الاختباء في الأنفاق تحت غزة. لن ينقذكم حزب الله وإيران. الطريق الوحيد للمضي قدما هو اتفاق وقف إطلاق النار“.
وقالت السفيرة الأمريكية إن سكان إسرائيل وغزة والضفة الغربية ولبنان وجميع أنحاء المنطقة يستحقون السلام الدائم، “وقد حان الوقت لهذا المجلس لمحاسبة إيران على تأجيج نيران الحرب“.
الجزائر
الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع أعرب عن تضامن بلاده التام “وإعجابها ودعمها” للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أعقاب ما وصفه بـ “القرار المدهش” الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية “بإعلانه شخصية غير مرغوب فيها”. وقال السفير بن جامع “إن هذا القرار يعكس ازدراء واضحا” للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره. وقال إن إسرائيل لا تقبل “أي رواية ولا حقيقة سوى روايتها وحقيقتها”.
وأضاف بن جامع أن هذا الاجتماع يمثل المرة الثالثة التي يتحدث فيها الأمين العام بشأن الوضع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ذلك يعد “شهادة على خطورة الوضع”. وقال إن الوضع تدهور أكثر بسبب “العدوان الإسرائيلي على لبنان” بدءا باستهداف الأجهزة الإلكترونية المدنية ثم “القصف العشوائي والغزو البري” الذي قال إنه “يُظهر تجاهلا صارخا للحياة البشرية وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني“.
وقال السفير الجزائري إن مجلس الأمن عقد اجتماعا بطلب من بلاده في أعقاب الهجمات باستخدام الأجهزة الإلكترونية المدنية. وأضاف: “سعينا جاهدين لجعل المجلس يرسل رسالة بسيطة واضحة: نداء من أجل وقف فوري لهذا التصعيد. وقد فشل المجلس في هذه المحاولة“.
ثم تابع قائلا: “لقد منح تقاعسنا إسرائيل تفويضا مطلقا لمواصلة هجومها في غزة، وتصعيد الموقف ضد لبنان ومواصلة أجندتها الدموية المتمثلة في الموت والدمار“.
ونبه السفير الجزائري إلى أن البعض أصبح، على ما يبدو، غير مبال بمحنة شعب غزة، مشددا على أن أي جهد لمعالجة التصعيد الأوسع في المنطقة يجب أن يبدأ بوقف “الهجوم الوحشي في غزة”. وأكد الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
واختتم السفير عمار بن جامع حديثه بالقول: “الوضع في الشرق الأوسط يتطلب بشكل عاجل إجراءات متضافرة منا جميعا لإيجاد حل مستدام، وتتطلب هذه الحلول إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في لبنان وفي سوريا وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف“.
لبنان
القائم بأعمال المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم قال إن بلده “عالق بين مطرقة آلة التدمير الإسرائيلية، وبين طموحات البعض في المنطقة، واللبنانيون يرفضون هذه المعادلة القاتلة“.
وأشار هاشم إلى أن منطقة الشرق الأوسط مشتعلة من كل حدب وصوب، مضيفا “فلا لبنان بخير، ولا غزة بخير، والحشود الإسرائيلية العسكرية، وأرتال الدبابات والمصفحات على طول الحدود الجنوبية للبنان“.
وأشار إلى إقرار الحكومة الإسرائيلية “اجتياحا بريا للبنان”، مضيفا أن “كل ما تقوله إسرائيل عن عمليات عسكرية جراحية ومحدودة هو غير صحيح. فالأضرار هائلة في صفوف المدنيين وفي البنى التحتية“.
وقال إن الاجتياح اليوم ستكون نتيجته “هزيمة أخرى تضاف إلى سجل إسرائيل في لبنان“. وأضاف: “لم يعد للكلام من معنى ولا للشكاوى من فائدة، فكم من مرة جئناكم إلى هذا المجلس وحذرنا من الوضع الكارثي على طول الحدود الجنوبية؟“
وقال هاشم: “ها نحن اليوم نتجه أكثر وأكثر إلى حرب إقليمية مفتوحة وبلا ضوابط. والحل يبقى بالعودة إلى الحلول السياسية المبنية على قرارات الشرعية الدولية ذات صلة“.
وكرر الموقف الرسمي لرئيس الحكومة اللبنانية بما في ذلك الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الرئيسين الأمريكي والفرنسي، والتعهد بتطبيق كل النقاط التي وردت فيه ومنها وقف إطلاق النار فورا من أجل بداية البحث في تطبيق قـرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل.
ونبه إلى أن لبنان يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة، وهو بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشددا على أن لبنان واللبنانيين “يستحقون الحياة“.
إسرائيل
قال السفير الإسرائيلي داني دانون إن العواقب التي ستواجهها إيران بسبب أفعالها “ستكون أعظم بكثير مما يمكن أن تتخيلها“.
وأضاف أن ملايين الإسرائيليين أجبروا على دخول الملاجئ نتيجة “أكبر هجوم صاروخي باليستي في التاريخ“، مضيفا أن هذه المشاهد لم يشهدها العالم “منذ الغارات الجوية على لندن“.
وقال دانون إن الدفاع الجوي الإسرائيلي “حقق شبه معجزات الليلة الماضية، وأنقذ أرواحا لا حصر لها“، إلا أن ذلك لا يقلل من “الشر المطلق الجامح“ وراء تصرفات إيران. وأضاف: “الآن يجب على العالم أن يتدخل. يجب أن تدفع إيران ثمنا باهظا لهذا الهجوم. أي شيء أقل من ذلك هو تواطؤ“.
وقال دانون إن إيران ليست عدوة إسرائيل فحسب، “إنها عدوة كل الدول المتحضرة“. وأكد أنها كانت حتى الآن “تعمل إلى حد كبير في الظل، باستخدام كل وكلائها“، ولكن الليلة الماضية “تم نزع القناع الذي يرتديه قادتها في هذه القاعات” وخرجت “بفخر إلى العلن باعتبارها مهندس الفوضى والدمار“.
وأضاف: “تخلى النظام الإيراني عن كل أشكال الإنكار. لم يعد الإيرانيون مجرد أسياد دمى صامتين. إنهم معتدون متعطشون للدماء، يتلذذون بعنفهم وتدميرهم. لا يستطيع العالم أن يتجاهل هذا الواقع بعد الآن. نطالب بفرض عقوبات فورية معوقة على إيران. يجب تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية كما هو عليه“.
وقال السيد دانون إن وقت “الدعوات الفارغة لخفض التصعيد قد انتهى“، مضيفا أن إسرائيل ستدافع عن شعبها وأن ردها “سيكون سريعا وحاسما“. وأضاف: “أولئك الذين يهاجموننا سيواجهون عواقب وخيمة. لكل صاروخ تم إطلاقه، سنرد بقوة“.
إيران
مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني قال إن الضربات الصاروخية ضد إسرائيل كانت “ردا متناسبا على الأعمال العدوانية الإرهابية الإسرائيلية المستمرة على مدى الشهرين الماضيين… وكانت ضرورية لاستعادة التوازن والردع“.
وقال أمام مجلس الأمن إن هذا الإجراء يتوافق تماما مع “حق طهران الأصيل في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من مـيثاق الأمم المتحدة، ورد مباشر على أعمال العدوان المتكررة“ لإسرائيل ضد بلاده، بما فيها “انتهاك سيادة إيران وسلامة أراضيها خلال الأشهر الماضية”.
وأضاف: “لقد أثبتت التجربة أن إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة“، مشيرا إلى أن “الدبلوماسية فشلت مرارا وتكرارا، لأن إسرائيل لا تنظر إلى ضبط النفس كبادرة حسن نية، بل تعتبره ضعفا يمكن استغلاله”.
وأضاف أنه في حين أن إسرائيل “تعتبر باستمرار المدنيين الأبرياء والبنية التحتية المدنية أهدافا مشروعة للعدوان والمجازة، فإن رد إيران لم يستهدف سوى المنشآت العسكرية والأمنية“ في إسرائيل.
واتهم السفير الإيراني “النظام المحتل الإسرائيلي” بدفع المنطقة إلى حافة كارثة غير مسبوقة، “دون أي نية في السعي إلى وقف إطلاق النار”. كما أدان الولايات المتحدة لما وصفه بـ “تشجيع الأعمال الإجرامية الإسرائيلية” من خلال دعمها العسكري ومساندتها السياسية، “وبالتالي شل قدرة مجلس الأمن على اتخاذ القرارات الفعالة”، ودعا المجلس إلى التحرك.
وحذر بشدة من أي عمل عدواني آخر من إسرائيل ضد بلاده التي قال إنها “مستعدة تماما لاتخاذ المزيد من التدابير الدفاعية إذا لزم الأمر حماية لمصالحها المشروعة“.
سوريا
قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك إن المنطقة وصلت بالفعل إلى شفا حرب مدمرة لا تستثني أحدا. وأضاف: “لم يعد من المقبول أن يقتصر رد فعل مجلس الأمن على مجرد عقد الجلسة تلو الأخرى، دون اعتماد أية مخرجات تفضي لتحرك جاد وملموس“.
وأفاد بأن “إحجام الولايات المتحدة عن لجم هذا الجنون الإسرائيلي – لا بل دعمه وتشجعيه – ومنعها مجلس الأمن من القيام بدوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، هو الذي دفع بالأوضاع إلى هذه المرحلة الخطيرة“.
وقال إن “سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكتف بعشرات آلاف الأرواح التي أزهقتها، والدماء التي أراقتها، والبنى التي دمرتها في فلسطين المحتلة”، بل واصلت مساعيها “لتصعيد الأوضاع في المنطقة والدفع بها نحو حرب شاملة من خلال مواصلة اعتداءاتها على دول المنطقة بما فيها سوريا”.
وأضاف الضحاك: “لقد مكن تقاعس مجلس الأمن، كيان الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز جميع الخطوط الحمراء، الأمر الذي دفع جمهورية إيران الإسلامية لممارسة حقها في الدفاع المشروع عن النفس استنادا للمادة 51 (من ميثاق الأمم المتحدة)“.
وأكد أنه رغم التحديات الجسيمة والأعباء التي تواجهها سوريا، فإن بلاده لن تدخر جهدا لتقديم المساعدة الإنسانية للبنانيين. ودعا المندوب السوري مجلس الأمن إلى العمل بشكل جاد وعاجل “لإنهاء المعاناة المستمرة في غزة، ووقف الدم النازف في المنطقة، والوقف الفوري وغير المشروط للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وسوريا ولبنان، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية”.
العراق
من جانبه، قال عباس كاظم عبيد القائم بالأعمال المؤقت لبعثة العراق لدى الأمم المتحدة إن الأوان قد آن لأن يمارس مجلس الأمن “دوره الفعّال في حفظ السلم والأمن الدوليين“، مؤكدا أن عدم حصول ذلك “يفتح الباب أمام إسرائيل للاستمرار في تجاوزاتها دون أي رادع حقيقي“.
وشدد على ضرورة أن يعيد المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، “تقييم سياساته تجاه هذا النزاع، واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الاحتلال وضمان حماية المدنيين“.
وقال عبيد إن الحرب دخلت مرحلة جديدة خطيرة جدا “تنذر بمزيد من الدمار والقتل والتهجير والتجويع، يفوق ما رأيناه في الأيام الماضية بسبب استمرار قوات الاحتلال بأعمال الإبادة والقتل”، مشددا على أن ما تقوم به إسرائيل “يندى له جبين الإنسانية ويبين حجم الوحشية والسلوك العدواني لسلطات الاحتلال“.
وقال المندوب العراقي إن توسيع رقعة الحرب على غزة وانتقالها إلى لبنان، واحتمالية توسعها إلى دول أخرى في المنطقة، ينذر بعواقب وخيمة تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، ويفاقم الأزمات الإنسانية، وستكون لها تبعات اقتصادية سلبية.
وأدان السيد عبيد ما وصفها بـ”التهديدات التي أطلقها رئيس وزراء سلطة الاحتلال”، وأضاف أنها لا تعتبر “استفزازية فقط، بل تشكل أيضا انتهاكا صريحا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر التهديد باستخدام القوة ضد الدول ذات السيادة“.