“مصدر دبلوماسي”
كتبت سلوى فاضل:
يكفيّ أن يكون إسم مُنذر جابر تحت أيّ عنوان مُتعلّق بجبل عامل ليُشكّل ثقةً للقارئ المُهتم بأحوال الجنوب اللبناني، فهو الباحث والأكاديميّ والمُؤرخ منذ ما قبل موجة التأريخ لجبل عامل ما بعد الثمانينات، الفترة الزمنية التي بات فيها الجنوب اللبناني محطَ أنظار الإعلامَين المحليّ والعالميّ. وهذا الأمر يُخيف القارئ الذي يُحاول ما بين السطور طويلاً لأنه أمام قامة مُتخصصة، فينحو صوب التأنيّ والترويّ في متابعة أيّة ملحوظة جديدة عليه.
والباحث مُنذر جابر أشْهَر من أن يُعرّف، إضافة إلى كونه آتٍ من مدينة بنت جبيل، عمق جبل عَامل وجارة فلسطين ومنبت المقاومة منذ ما قبل الترسيم الدوليّ للحدود اللبنانيّة-الفلسطينيّة. خاصّة أنّ إطروحته لنيل الدكتورَاه في العام 1978 جاءت تحت عنوان “السلطة والمجتمع في جبل عَامل 1949-1920”. اضافة إلى العديد من المؤلفات والأبحاث حول جبل عَامل الذي إنتقل لأن يُصبح “الجنوب اللبناني”، هذا الإسم الجديد الذي لا زال كثيرون يرفضونه. اضافة إلى العديد من المؤلفات والأبحاث حول جبل عَامل والجنوب اللبناني، منها: الشريط اللبناني المحتلّ – مسالك الاحتلال: مسارات المواجهة ومصائر الأهالي، ويوسف بك الزين: من جبل عَامل إلى الجَنوب اللبناني، وأمل الآمل في تاريخ جريدة جبل عَامل 28- 12- 1911 / 5- 12– 1912، ومئة عام على الحرب الكُبرى 1914-1920 إشراف وتحرير مُنذر محمود جابر وآخرون، ومذكرات للتاريخ حوادث جبل عامل 1914-1922، وشيعة جبل عامل ونشوء الدولة اللبنانية(تقديم)، ومؤتمر وادي الحُجير، وفي أزمة كتاب التاريخ المدرسيّ: البُعد التاريخيَ، مع عدد من المُساهمات المُتعلقة بالتاريخ العَاملي اللبناني.
في كتابه الأخير الذي بين أيدينا، وهو كتاب غنيّ من وجوه عديدة، أوّلها أنّ كلّ محاوره ترتبط بشكل مباشر بجبل عَامل، فمن أولى بالبحث في تاريخ هذا الجبل الذي كلمّا تقدّم الزمن كان له ميّزات وخصائص مُذهلة ومُبهرة. ويتألف الكتاب- الذي هو من مداميك التأريخ للجبل الجَنوبي صاحب الخصوصيّة الفائقة من عدة جوانب- من العناوين التالية:
أولًا: كتابة التاريخ ونقد نماذجه، والحياة الفكرية والأدبية في جبل عامل حتى الاستقلال.
وثانيًّا: الشيعة بين المبدئيّة والحفاظ على الذات، السياسة الروسية في القرن 18 الوصول إلى المياه “الحارة”.
وثالثًا: حكومات العهد الفيصليّ خزائن الرياح.
ورابعًا: قراءة في مواقف جبل عَامل من لبنان الكبير.
وخامسًا: التهجير والنزوح فتن الحرب الدائمة، المؤقت يتحوّل إلى ثابت واندماج في المُحيط المَديني.
وسادسًا: القوّات الدوليّة المُؤقتة العاملة في لبنان بين الطوارئ والطوارق.
وسابعًا: من خط الهدنة إلى الخط الأزرق: مُعضلة الحدود اللبنانيّة، ومع فلسطين المُحتلة.
وثامنًا: الجنوب مُحررًا: أسئلة ما بعد عودة الوطن.
وتاسعًا: تعليق على كتاب تمارا الشلبيّ: شيعة جبل عامل ونشوء الدولة اللبنانيّة.
وعاشرًا: حروب المقابر : ليس الموت إحدى الراحتين.
وأحد عشر: السيد مُحسن الأمين مؤرّخًا: القلم الشيعيّ و«الورقة» العامليّة.
وثاني عشر: الشيخ علي عبد الكريم الزين (الجبشيتي).
وثالث عشر: القرن التاسع عشر: الانتداب اللغويّ الفرنسيّ.
ورابع عشر: تاريخ الذاكرة الشفهيّ: “تاريخ لا حُكم عليه”.
يتميّز الكِتاب بمُقدمة للشاعر عباس بيضون الذي يصف هذا العمل بـ”تفكيك الأساطير”، و”نبش بالوقائع لأجل التاريخ الراهن لجبل عامل أيّ الجنوب الشيعيّ”، ويُعلّق بجملة ربما فيها من الشعر الكثير، وهي “كتابة التاريخ نفسه”.
الحياة الفكريّة والأدبيّة في جبل عَامل
أكثر ما لفتَ نظريّ في الكتاب هي الجُمل التي إستعملها الباحث مُنذر جابر لجهة التحليلات، حيث يقول عن تبدّل أحْوَال السكان من “العامليّين” إلى “الجنوبيّين” في العام 1920 “الدخول في هوية عامليّة، تحددت في ثقافتهم منذ مئات السنين والدخول في هويّة لبنانية وليدة، أيّ باختصار “نزوحهم” عامليين من جبل عامل وإقامتهم “جنوبيين” في الجمهورية اللبنانية، وهو مخاض استلزم “لتصديق” وقوعَاته الثقافيّة على الأقل، مرحلة من إعلان لبنان كبيرًا في العام 1920 إلى اعلانه مُستقلّا في العام 1943″.
ما يُميّز الكتاب، ويجعل الافادة منه جلّى، هو تنوّع الأبحاث فيه، وعلميّتها كون الباحث أوردها بكليّتها، إضافة إلى الهوامش الكثيرة في قلب كلّ فصل. هذه الفصول الخمسَة عشر، هي بمثابة خمسة عشر بحثًا، وكلّ نص قائمٍ بذاته، يستحق أن يُؤسَس عليه كتابٌ مستقل يُغنّي المُهتمين. ويمكن أن يكتب الكثيرون تعليقاتٍ حوله. ونظرًا لعطش الجمهور للمعرفة حيال ما يتعلق بجبل عَامل ولبنان الجنوبيّ، نجد أنّ الحاجة كبيرة جدًا لهذه الكتب المَوثوقة، البعيدة عن الإيديولوجيا والبروباغندا، فالحياة الفكريّة ما بين الكتب والدراسات والشعر والمجلات والأبحاث، في هذا الجبل الطرفيّ، الذي انسلخ عن سُوريا الكبرى ليُلْحَق بلبنان الكبير في العام 1920 بعد زوال الاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي وترسيم الحدود بين بلاد الشام أيّ لبنان وفلسطين وسوريا والأردن في العام 1943، ولتُعلن دولة كلّ مساحتها 10452 كلم2 فقط ومؤلّفة من أقليّات طوائفيّة.
ورغم غنىّ الجبل تاريخيًّا بالعلماء إلاّ أنّه كائن مُهمش ثقافيًّا لكونه من الأطراف. أما الدوريات التي صدرت على أرضه، فهي: العرفان(1909)، والمرج(1909)، وجريدة الآداب(1910)، وجريدة جبل عامل(1911)، وجريدة القوة(1912)، والاتفاق (1920)، والشلال(1926)، وجريدة أبو دلامة(1927)، وجريدة النهضة المرجعيونيّة(1928)، والقلم الصريح(1931)، والناسمات(1932)، وصدى الجنوب(1938)، وبعد نصف الليل(1934)، لتتحول إلى العروبة(1935)، ومجلة المعهد(1935)، ومجلة الألواح(1950)، والساعة(1952)، ومجلة النهج(1955).
الحياة الثقافيّة في عَامل
يُعالج جابر في هذا الفصل، الذي نُشر سابقا كبحث باللغة الفرنسية تحت عنوان: “الحركة الفكرية والأدبيّة في جبل عَامل في العصر المملوكي والعثماني خلال أربعة قرون من ثقافة الحريّة في لبنان”، فيناقش سِمات الحركة الفكريّة والأدبيّة العامليّة ومظاهر من الحركة الفكريّة التي تتجلّى في الفقه والتأريخ والأدب. وما يلفت هو جذور فكرة (ولاية الفقيه)، التي بحسب الدكتور منذر جابر، ماتت لثلاثة قرون مع انتهاء عهد الإمامة، فتم اختراع مصطلح (نائب الإمام)، وتحريك الروح بمنهجيّة (الخُمُسْ)، الذي جعل ولعقود طويلة العلماء والحوزات الدينيّة والمراجع الدينيّة مُستقلين ماديًّا وبعيدين عن سلطة الحاكم وحاشيته الأموّية والعباسيّة وكلّ من تبعهم طيلة قرون من عثمانيين ومماليك وأنظمة حكم (ظالمة)..
كما تناول الباحث الأكاديميّ الحوار السنّي- الشيعي عبر مرجعين عَامليّين مُهمين، هما السيد محسن الأمين، والسيد عبدالحسين شرف الدين، إضافة إلى دور الشيخ محمد جواد مغنيّة المُصلح والمُجدد الذي رفع حرمة العمل في دوائر الدولة الرسمية، إضافة إلى المؤرخ محمد تقي الفقيه الذي كان من أوائل الباحثين في تاريخ عَاملة، ومحمد جابر آل صفا صاحب كتاب “تاريخ جبل عَامل”، والشيخ علي الزين. ولم ينسَ مُنذر جابر دور الشعراء في نشر ثقافة العامليّين، فـيقول إنّ “النتاج الفكريّ العامليّ حتى نهايات القرن التاسع عشر كان معقودًا للعلماء العامليّين المُهاجرين في كلّ من العراق وإيران” لدرجة أنّ “عدد العلماء العامليين المدفونين خارج جبل عامل بدءًا من القرن الخامس عشر للميلاد وحتى الثلث الأول من القرن العشرين بلغ 358 عَالمًا”!!.
من القصائد إلى الادب إلى الفن إلى القصة والروايّة والتأريخ
وأهم ما استنتجه الباحث مُنذر جابر أن الحسينيّة جاءت كتطوّر طبيعيّ للحَراك السياسيّ في بدايات القرن العشرين، والثورات التي اجتاحت كل من العراق وسوريا وفلسطين في ظلّ انتشار الأفكار القوميّة بجناحيها العربي، والسوري الاجتماعي، اضافة إلى اليسار، فهي مكان الاجتماع والأنشطة الثقافيّة والسياسيّة والوطنيّة. ورغم أنّ الحسينيّة ناشئة من إسم الحُسين بن علي بن أبي طالب إلا أنّ اليسار الجنوبي ساهم بشكل كبير في إقامة الحُسينيّات في معظم القرى والبلدات الجنوبيّة إلى أن وصل التيار الدينيّ، مع خروج حركة أمل إلى الضوء، فباتت الحسينية مكانًا للنشاطات الدينيّة والمُناسبات الحزينة، ولم تعد مَلقى المُفكرين والمُثقفين والناشطين.
ويتحدّث في أحد الفصول عن الثنائيّة الشيعية التي كانت أساسيّة في الجنوب بين عوائل الإقطاعين السياسيّ والدينيّ بشكل شَبيه إلى حدٍ بعيد لما هو عليه الوضع اليوم في الجَنوب اللبناني.
كلّ فصل من فصول هذا الكتاب الثريّ، هو بحث غنيّ بالمصادر والمراجع والإحالات، تفترض أن تكون مَدخلا لتاريخ مُوغل في الوطنيّة والمقاومة والمظلوميّة والتغييب والتهميش والاهمال والحرمان والاستضعاف على كل الصُعد.
ففي الفصل الخامس المُعنون بـ”قراءة في مواقف جبل من لبنان الكبير” وهو من أهم الفصول كونه يُعالج مسألة انضمام جبل عَامل إلى لبنان الكبير في العام 1920. حيث اختار العَامليون الثورة العربيّة لكن مع تقسيم كلّ دولة إلى إقليم خاصّ، اختار العامليون أن يكونوا دولة مُستقلة تتمتع بإدارة مستقلة نتيجة اللامركزية السياسية، لكن الإرادة الغربيّة المُتمثلّة بفرنسا وبريطانيا عملتا على ضمّ جبل عَامل إلى دولة لبنان الكبير مع اشتراط العامليين عدم تغيير الحدود الفلسطينية-اللبنانية، وعدم سحب بعض القرى العامليّة، فصار جبل عَامل “الجنوب” منذ ذاكَ الوقت.
حيث ينقل الباحث الدكتور جابر عن سليمان ظاهر من كتابه “المُفكرات” ما يليّ: “… والقيادات العامليّة، من جهتها، ظهرت غداة الحرب الكونيّة حائرة ضائعة لا تحملها أرض ثابتة تستقيم عليها، فقد أوقعها خروج الدولة العثمانيّة واحتلال القوّات الحليفة في حيرة من اختلاط قراءَاتها لمستقبل المنطقة ومِنْ التباس نظرتها إلى الأطروحات السياسيّة المتداولة”. ويتابع “فالفرح بالاستقلال العربيّ لديها، كما يكتب الشيخ سليمان ظاهر، كان فَرَحًا بإنشاء كيان عَاملي خالص مُستقل وليس طرفًا مِنْ كيان مُستقل آخر أوسع مدى في العروبة والإسلام، إنّ قومَنا يعلمون من الاستقلال أكثر من مفهومه، ويتصوّرون أنهم سيُمنحون استقلالاً يحكمون أنفسهم بأنفسهم. ويُريد كامل بك الأسعد أن يكون حاكم البلاد المُطلق، وكأنه يرى هذا اليوم فرصته لاستعادة حكم أجداده في هذه البلاد”.
فقد أكد هذا الموقف مجلة “الحقيقة” التي نقلت أنّه “آواخر العام 1918 إنّ رؤساء وعقلاء جبل عَامل يطلبون المُحافظة على بلادهم وعدم انضمامها إلى بقعة أخرى، بل يرغبون في توسيعها”. لكن مع مجيء “لجنة (كينغ- كراين) تغيّرت الوجهة”.
ولعل رفض جزء من العامليين الانضمام إلى لبنان الكبير مرّدُه إلى ما نقله المستشرق جاك بيرك من أنّ فكرة الكيان اللبناني هي “نوعًا مِنَ التَّأويل الإقليمي لولاء الموارنة التقليدي الفرنسا. فقد حرصت فرنسا عبر هذا الكيان على إعطاء العصبيّة المارونيّة المُتحالفة معها منذ قرون مجالًا للتعبير السياسي عن ذاتها في القرن العشرين”. ويكشف جابر “غير أن انبثاق الشيعة بذاتيتها الطائفيّة لم تظهر بوادره إلا في عهد الانتداب بالاقرار للطوائف التاريخيّة بكياناتها التقليديّة”. وكان “الشيخ أحمد عارف الزين من أوائل من طالب بحقوق الطائفة”.
إلا أن الملفت هو “الثنائية الشيعية”- التي يشكو منها البعض اليوم، والتي انطلقت في لبنان مع نهاية تسعينيّات القرن الماضي-كانت قد ظهرت مع بدايات القرن العشرين(1918) من خلال مطالبة كلّ من كامل بك الأسعد ورضا بك الصلح بها حيث ينقل مُنذر جابر عن سليمان ظاهر في كتابه “المفكرات” ما يلي: “… وعلينا الآن أن نقوم بعمل مهّم جدًا، وهو أن نجمع كلمة الطائفة حتّى تصبح كتلة واحدة، وأن نتحلّى بالحكمة والدرايّة، ونعمل على الاتحاد والإتفاق مع جيراننا من سائر الطوائف، وخاصّة أن نوّفق ما بين كامل بك الأسعد ورضا بك الصلح”. وهكذا تكون قد وُلدت “الديموقراطيّة التوافقيّة” العظيمة.
ولم يكن يُخيف العَامليين سوى شطر جبل عَامل إلى شطرين، قسم يُضاف إلى لبنان الكبير وقسم إلى فلسطين المُحتلة حيث تسيطر بريطانيا عليه، من هنا كان تحرّك يوسف الزين مع الفرنسيين بارزًا ومباركًا من العامليين من خلال لوائح الاحتجاج التي سعى بها لدى الفرنسيين ولم تنتهِ هذه الهواجس إلاّ في العام 1927 حيث رفض كلّ من مجلسيّ الشيوخ والنواب الفرنسيين أيّ تغيير للحدود اللبنانيّة رغم عدة محاولات ودعم من قبل الجنرال إدوارد سبيرز (1886-1974( الذي كان يُؤيد سلخ بعض القرى والأراضي العامليّة لصالح البريطانيين في فلسطين المُحتلة.
فبعد أن طَالب العَامليون بالانضمام إلى سوريا الكُبرى بقيادة الشريف حسين في مؤتمر وادي الحجير 1920 عادوا ووافقوا على الانضمام إلى دولة لبنان الكبير، مقابل موقف سلبي للطائفة السنّية الذين ظلّوا يعتبرون أنفسهم أبناء سوريا الكبرى، “كان للسُنّة في لبنان موقفًا سياسيًا مِنْ كيان مُصطنع، والسُنّة رغم اعترافهم بخصوصيّة جبل لبنان، إلا أنّهم اعتبروا كلّ لبنان مع الأراضي المُلحقة به جزءًا لا يتجزّأ من الأراضيّ السوريّة ومِنَ العالم العربي. هذا، في الوقت الذي كانت فيه مُهمّة الشيعة، محاولة إيجاد “وَسْعَة معترف بها لهم. ومعترف بهم طرفًا شرعيًا في ترسيمة لبنان الكبير. وهذه “الوَسْعَة” لم تكن تتعدّى حصصًا معقولة في الوظائف، وفي أمور ضرائبيّة وأمورٍ حياتيّة”.
خلاصة الاطلاّع الذي قد يكون سطحيّا من قبل أي قارئ غير متخصص بالتأريخ إلاّ أنّه يخرج بمقولة إنّ لبنان تجربة استعماريّة مُصطنعة تُعيد، عند كل مفترق إقليميّ، دورة من الخلاف والانقسام والتكرار لم نتعلّم منها ربما إلى اليوم وهو ما يقول به أيضا المفكر نصري الصايغ.
والجهد الذي بذله الباحث والمُؤرخ منذر جابر هو جهد فائق القوة العلميّة يستحق المزيد من التفكيك للإفادة التاريخية لا الاطلاع السريع من البعض.
(مسائل في أحوال: أحوال الجنوب اللبناني- جبل عامل)- للدكتور منذر محمود جابر- مكتبة أنطوان- طبعة أولى 2023