The short URL of the present article is: https://masdardiplomacy.com/short/2d2b
مقالات مختارة
هآرتس
عاموس هرئيل
مركز الدراسات الفلسطينية
- بعد مرور تسعة أشهر ونصف الشهر، انتقلت الحرب في نهاية الأسبوع إلى مرحلة جديدة، يبدو أنها أكثر خطراً. المسيّرة التي أطلقها الحوثيون على تل أبيب، يوم الجمعة، قتلت مواطناً إسرائيلياً. بعد أقل من يوم، هاجمت 20 طائرة من سلاح الجو مرفأ الحديدة في اليمن، وألحقت ضرراً كبيراً بمخازن السلاح، وبمحطة توليد الطاقة وتكرير النفط. وهذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل اليمن، بعد أن تركت للولايات المتحدة والائتلاف الدولي الذي تقوده مهمة الرد على هجمات الحوثيين السابقة.
- نجاح الهجوم الذي وقع على مسافة 1700 كلم من الأراضي الإسرائيلية يرسل رسالة إلى المنطقة، وخصوصاً إلى إيران التي تسلح وتموّل الحوثيين، بشأن القدرة البعيدة المدى لسلاح الجو. وفي الوقت عينه، من المتوقع أن يؤدي الهجوم، حالياً، إلى محاولات للرد من طرف الحوثيين ضد أهداف إسرائيلية. ويبدو أن تبادُل الضربات يخفي أيضاً خطر اندلاع حرب متعددة الجبهات، وبقوة كبيرة جداً.
- جرى إطلاق المسيّرة من اليمن بصورة فجائية قبل أول أمس. لم يتم تحذير استخباراتي مسبق، وكانت الاستعدادات الدفاعية محدودة. كما وقع خطأ بشري خطِر في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي: على الرغم من مشاهدة المسيّرة تحلّق، شرقاً، لعدة دقائق فوق البحر المتوسط، متوجهةً إلى شاطىء تل أبيب، لم تُحدد كهدف يجب إسقاطه. وقع الانفجار بالقرب من مبنى السفارة الأميركية، وقُتل جرّاءه مواطن (50 عاماً)، وجُرح 8 أشخاص. ونظراً إلى عدم اعتبار الهدف معادياً، فإن صافرات الإنذار لم تُطلق.
- يُجري سلاح الجو تحقيقاً في ظروف الخلل. والحوثيون الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم استخدموا مسيّرة محملة بمواد ناسفة محدودة، للسماح لها بالتحليق أطول مدة ممكنة. مسار التسلل كان استثنائياً إلى حد ما، ويبدو أن المسيّرة حلّقت فوق الأجواء المصرية. عند الظهر، أجرى رئيس الحكومة سلسلة استشارات أمنية مع وزير الدفاع، وفي نهايتها، وافق المجلس السياسي – الأمني على العملية في جلسة استثنائية شارك فيها وزراء الأحزاب الدينية.
- لقد جرى تنسيق العملية مسبقاً مع الإدارة الأميركية. وسبق الهجوم الكثيف استعدادات متواصلة في سلاح الجو الذي استعد لإمكان مهاجمة اليمن منذ بدأ الحوثيون بإطلاق المسيّرات والصواريخ الباليستية في اتجاه إسرائيل، اعترضت القوات الأميركية في البحر الأحمر القسم الأكبر منها، بواسطة طائرات حربية، ومن خلال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في منطقة خليج إيلات. وجاء في البيان الإسرائيلي أن قصف الحديدة هو ردّ على كل الهجمات من اليمن، وليس فقط على إطلاق مسيّرة أدت إلى إصابة قاتلة.
- شارك في الهجوم أكثر من 20 طائرة حربية من طراز أف- 35 وأف- 15، وطائرات استطلاع، وللتزود بالوقود. وحتى اليوم، هاجم الأميركيون وشركاؤهم في التحالف اليمن عشرات المرات، رداً على هجمات الحوثيين على إسرائيل، وعلى الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وفي المحيط الهندي. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم لم يهاجموا ميناء الحديدة الذي تدخل عبره المساعدات الإنسانية إلى هذا البلد الفقير الذي تضرر كثيراً جرّاء الحرب الأهلية. وعلى الرغم من ذلك، فإن إسرائيل قررت مهاجمة هذا الميناء بالذات، بحجة أنه ممر لشحنات السلاح الإيراني. بالإضافة إلى ذلك، جرى استهداف منشآت النفط للحوثيين التي تشكل الجزء الأكبر من مداخيل السلطة.
- يتوقعون في إسرائيل أن يرد الحوثيون على هجوم الحديدة من خلال إطلاق صواريخ ومسيّرات في اتجاه جنوب البلد، وربما في اتجاه “غوش دان”. ويتطلب ازدياد التهديد من الجنوب تغييرات وتحسينات في المنظومات الاعتراضية للمسيّرات. حتى اليوم، هذا يشكل نقطة ضُعف سلاح الجو في الحرب. بيْد أن الفجوات تتعلق بإطلاق مسيّرات ذات مدَيين قصير ومتوسط، من الحدود اللبنانية على منطقة الجليل. وتدرك المؤسسة الأمنية أن فرص ردع الحوثيين عن القيام بهجمات إضافية ليست كبيرة.
- يأتي هذا الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على اليمن على خلفية سلسلة أحداث دراماتيكية في الشرق الأوسط. إذ من المفترض أن يتوجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة اليوم، لإلقاء خطاب أمام الكونغرس، وللاجتماع بالرئيس جو بايدن في حال شفائه من الكورونا التي أصيب بها حالياً. كما ينوي نتنياهو الاجتماع بالمرشح الرئاسي دونالد ترامب. وتأتي هذه الزيارة في وقت يتوجه انتباه الرئيس الأميركي وطاقمه نحو مكان آخر: بايدن يتعرض لمزيد من الضغوط من كبار المسؤولين في الحزب لكي ينسحب من السباق الرئاسي، نظراً إلى تدهوُر وضعه الذهني والصحي.
- في غضون ذلك، تقول مصادر أمنية في إسرائيل إن الظروف نضجت للتوصل إلى صفقة بين إسرائيل و”حماس”، تشمل وقفاً لإطلاق النار وتحرير مخطوفين إسرائيليين، في مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين. لكن ليس واضحاً إلى متى سيواصل الأميركيون الضغط على نتنياهو للتوصل إلى الصفقة، على خلفية الأزمة في الحزب الديمقراطي من جهة، والتصعيد الجديد في الشرق الأوسط من جهة ثانية.
- ناطقون بلسان إسرائيل شددوا على دور إيران في تمويل الحوثيين في اليمن ومدّهم بالسلاح. يدور تبادُل الضربات بين الحوثيين وإسرائيل، بينما يتصاعد القلق في الغرب، وفي إسرائيل، جرّاء معلومات استخباراتية تتعلق بتقدم البرنامج النووي الإيراني. أول أمس، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن زمن الاختراقة الإيرانية، أي المدة الزمنية لإنتاج كميات من اليورانيوم المخصّب على درجة عالية تسمح بإنتاج قنبلة نووية واحدة، هو الآن “أسبوع أو أسبوعان”. وهذا التقدير الأميركي هو الأكثر إثارةً للقلق حتى الآن، على الرغم من حاجة إيران إلى مواصلة برنامجها للسلاح (تحويل القنبلة إلى رأس نووي على صاروخ باليستي) من أجل إنتاج سلاح نووي.
- الأحداث في اليمن حوّلت الانتباه عن تطور دراماتيكي آخر حدث في نهاية الأسبوع، إعلان محكمة العدل الدولية أن المستوطنات في الضفة الغربية تتعارض مع القانون الدولي، ويتعين على إسرائيل إنهاء الاحتلال. بينما ذكر موقع “أكسيوس” أن إدارة بايدن تنوي فرض عقوبات شخصية على الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وهذا تطور خطِر يميز الحرب الحالية: وزيران من المجلس الذي وافق على الهجوم على اليمن، وربما سيوافق على عمليات دراماتيكية أُخرى، تلاحقهما الإدارة الأميركية بسبب دورهما في زعزعة الوضع الأمني في الضفة.
The short URL of the present article is: https://masdardiplomacy.com/short/2d2b