“مصدر دبلوماسي”
في ما يأتي أبرز ما ورد في المؤتمر الصحافي الكامل لوزير الخارجية الايراني بالانابة علي باقري في 3 حزيران\يونيو 2024 في مقر السفارة الايرانية في بيروت بحضور السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني.
مقدمة لباقري:
اليوم هو الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة الامام خميني رحمة الله نستذكر ذكرى الامام الراحل، هذه الشخصية العظيمة في العالم الاسلاميو نسأل الله له علو الدرجات ونتمنى ان ننجح في مواصلة نهجه الذي كان من ابرز افكاره هو المقاومة وصونها ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم، ونسأل الله ان يوفقنا على هذا الدرب بثبات ومسؤولية ودعاء الاصدقاء.
أتقدم بالتعازي بوفاة والدة سيد المقاومة سماحة حجة الاسلام السيد حسن نصر الله نعزي سماحته وعائلته الكريمة ولبنان وكذلك المسؤولين اللبنانيين.
نحن الان في خدمة الاخوة والاخوات لنتلقى الاسئلة
*معالي الوزير كانت لكم مكالمة هاتفية قبل ايام مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان،اليوم العلاقة السعودية الإيرانية باي مرحلة؟
-إن العلاقات الايرانية السعودية تسير في الاتجاه الصحيح ومنذ عودة العلاقات بين ايران والسعودية بشكل رسمي قام الطرفان باتخاذ خطوات كثيرة جدا وفعالة من أجل بناء تعاون شامل بين الرياض وطهران، وفي هذا الظرف الحساس الراهن في المنطقة، فإن لدى ايران والسعودية نية حقيقية لكي تقوم ومن خلال تفاعل وتعاون فيما بينهما ومع باقي دول المنطقة ان تعزز الاستقرار والامر الاقليميين، وهذا شكل جزءا كبيرا من المحادثة الهاتفية بيني وبين وزير الخارجية السعودي.
وسط التطورات الراهنة في غزة وخصوصا الظروف المأساوية للفلسطينيين في رفح، اكد الطرفان على انه اليوم يجب على جميع الدول الاسلامية أن تتخذ خطوات فعالة ومؤثرة لوقف الابادة الجماعية بحق الفلسطينيين وارتكاب الجرائم الاسرائيلية ضدهم وكذلك توفير الحماية للشعب الفلسطيني.
*سؤال عن التطبيع بين الدول العربية واسرائيل؟
– أثبتت المقاومة فعلا وفي الميدان أنها ناضجة بما يكفي لاتخاذ القرارات بشأن المستقبل ومصير الاحداث، وقد اعلنت المقاومة مرارا وتكرارا انه في حال وقف هجمات الكيان الاسرائيلي والابادة الجماعية بحق الفلسطينيين بشكل كامل والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة وانهاء الحصار ضد القطاع وايصال المساعدات الانسانية الى الفلسطينيين وفي قطاع غزة وكذلك اطلاق صراح الاسرى،
فانها جاهزة للمضي قدما وبجدية في المسار السياسي.
قبل سنوات عندما كانت المساعي جارية على قدم وساق لتطبيع العلاقات بين الكيان الاسرائيلي لم يكن الكيان الاسرائيلي منبوذا مثل ما هو اليوم بين الدول والشعوب في أرجاء العالم، واذا كانت لدى الكيان الاسرائيلي وداعميه الغربيين وخصوصا الولايات المتحدة قدرة لفعل شيء يجب عليهم ان يسخروه من اجل الحيولة دون قطع الدول علاقاتها الحالية القائمة مع هذا الكيان، واذا كان الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة قادران على فعل شي فيجب ان يقوموا بالتصدي لقرارات المحاكم الدولية ضد الكيان الاسرائيلي، والتي تتهمه بارتكاب الابادة الجماعية، وكذلك الطلبات التي صدرت عن هذه المحاكم بشأن اصدار اوامر اعتقال بحق قادة الكيان الاسرائيلي، ومن ضمنهم رئيس الوزراء الاسرائيلي. لا يملك الصهاينة اليوم اي شرعية لدى اي من شعوب ودول العالم، واصبح العالم اليوم يعرف الكيان الاسرائيلي بانه كيان قاتل للاطفال، لذلك فان ما يدور له اليوم بشأن التطبيع بين الكيان الاسرائيلي وعدد من الدول المنطقة ليس سوى خطة فاشلة من الكيان الاسرائيلي وداعميه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة للتعويض عن الخسائر التي مني بها هذا الكيان في الميدان، وكذلك فشل دعمه في حمايته أمام المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني في غزة منذ بدء الكيان الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة سارعت الجمهورية الاسلامية الارانية الى تبني اجراءات تجبر الكيان الاسرائيلي على وضع حد الجرائمه والابادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة ساعت المستمرة لوزير الخارجية الارانية شهيد معالي الدكتور امير عبدالله يان وزياراته الى مختلف الدول وخصوصا الدول الاقليمية كانت في سياق وقف الابادة الجماعية بحق الفلسطينيين وحماية الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق فإنني وخلال مباحثاتي اليوم مع كبار المسؤولين في الجمهورية اللبنانية ناقشت موضوع وقف جرائم الكيان الاسرائيلي ضد سكان غزة وخصوصا في رفح وحماي الفلسطينيين، وفي هذا الاطار قد طرحنا فكرة عقد اجتماع طائ لوزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي من اجل تبني خطة جماعية مشتركة من قبل الدول الاسلامية. في هذا السياق وخلال الايام الماضية اجريت مباحثات هاتفية مع وزراء خارجية السعودية والجزائر وقطر وتركيا وباكستان، وكذلك طرحت اليوم وخلال لقاءاتي بالقادة اللبنانيين فكرة عقد هذا الاجتماع الطارئ، وقد لقيت هذا المبادرة ترحيبا.
*حضرة الوزير قبل ايم قليلة قبل من وقوع الفاجعة بسقوط الهليكوبتر، سمعنا عن إجتماعات في عمان، ماذا حصل فيها وهل هي مستمرة؟ وما الهدف منها؟
-طالما استمرينا في محادثاتنا مع الاطراف التي كنا نقوذ محادثات معها ولم تنقطع هذه المحادثات ابدا،
في هذا السياق، فإنّ الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن اجل ايضاح مواقفها وازالة حالة سوء الفهم والعمل على التوصل الى حلول دائمة للقضايا العالقة كانت حاضرة على طاولة المفاوضات وقد خاضت مفاوضاتها بكل قوة من اجل تحقيق وضمان مصالح الشعب الايراني.
*سؤال عن مبادرة بايدن وامكانية تمدد الحرب الاسرائيلية الى لبنان وكيف تكون ردة فعل ايران؟
– بعد ثمانية اشهر من اندلاع الحرب نجد ان الولايات المتحدة التي تعتبر اكبر داعم للكيان الاسرائيلي وهي من زودت هذا الكيان بأحدث أنواع الأسلحة لاستخدامها لارتكاب الجرائم والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني تقوم بطرح ما يسمى بخطة لإنهاء الحرب في غزة، هذا الواقع هو بذاته يشير إلى مدى صدق الولايات المتحدة في تقديمها هذه الخطة. فيما تعلق بسؤالكم الثاني يجب أن نأخذ حقيقة في الاعتبار وهي أن الكيان الاسرائيلي الذي يتمتع بدعم اميركي شامل قد تورط منذ ثمانية أشهر في مستنقع في غزة الصغيرة المحاصرة منذ سنوات ويبحث عن مخرج من هذا المستنقع لذلك يجب مقاومته الباسلة والكيان الذي يتخبط وباعتراف الرئيس الامريكي في مواجهة مع المقاومة اللبنانية القوية.
* سؤال عن لبنان غير مسموع
-(…) ان الموقف الثابت والدائم والتاريخي للجمهورية الاسلامية الايرانية طالما تمثل في دعم ثالوث الجيش والشعب والمقاومة في لبنان العزيز ضد تهديدات واعتداءات الكيان الاسرائيلي.
*سؤال عن أي تحول في السياسة الخارجية الايرانية؟
ما هي الهوامش التي يمكن ان تتغير بعد انتخاب رئيس جديد في 28 من حزيران وهل يؤثر اذا ما كان الرئيس الجديد اصلاحيا او محافظا على بعض الخطوط في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
– هذه الخطوط العريضة ستبقى ثابتة ولن تتغير، بعد تولي المنصب الجديد لنا نيابة عن الراحل السيد امير عبد اللهيان.
*ما هي الرسالة لكم التي تريدون ايصالها بهذه الزيارة الى الداخل اللبناني او الى الخارج؟
– إن زيارتي الاولى الى لبنان لأنه مهد المقاومة ومهد الصمود ضد الكيان الاسرائيلي وكذلك لان العلاقة بين ايران ولبنان ليست علاقة بين دولتين فحسب بل علاقة بين شعبين تربطهما علاقات قديمة شاملة في مختلف المجالات، ولذلك ان اختيارلبنان يدل على الارادة والعزيمة الايرانية الراسخة والثابته والقوية في دعم صمود لبنان ومثل ما قلت فان العلاقة بين ايران ولبنان هي علاقة شاملة، وخلال لقاءاتي اليوم بقادة لبنان اكدت مرة اخرى على دعم ايران الشامل للشعب والحكومة في لبنان في جميع المجالات، وفي هذا السياق جددت مقترح إيران لتزويد الحكومة اللبنانية بالوقود.
*جاء اليوم في خطاب السيد خامنئي انه على الجميع ان يعقدوا آمالهم على اتفاق وقف اطلاق النار في فلسطين، هل هذا يعني ان ايران تنظر بسلبية الى الصفقة التي طرحها بايدن؟ وما هو موقف ايران من حل الدولتين ؟وهو الحل الذى نال اجماعا عربيا، وفي نفس الوقت هناك عدم مانع من حركة حماس؟
-ان دولة تعتبر من اكبر مزودي الكيان الاسرائيلي بالمعدات العسكرية للكيان ليس بمقدورها ان تقدم خطة صادقة لوقف اطلاق النار في غزة اذا كان الاميركيون صادقين فبدل ان يقدموا خططا تحت مسمى وقف اطلاق النار فعليهم ان يتخذوا خطوة واحدة وهي قطع المساعدات للكيان الاسرائيلي وبمجرد أن تقطع هذه المساعدات عن الكيان الاسرائيلي لن يكون بيد هذا الكيان أدوات لممارسة التمادي في ارتكاب الجرائم والقتل بحق الشعب الفلسطيني وسوف تنتهي الحرب تلقائيا، ان استمرار الاحتلال والعدوان لن يجلب شرعية للاحتلال والعدوان ومثلما توصل كثيرون وبعد عقود الى صحة الموقف الايراني المتمثل في ان الحل الوحيد لمواجهة روح العدوان الاسرائيلية هو المقاومة فان دولا اضافية سوف تدرك قريبا بانه لا شرعية للكيان الاسرائيلي المحتل.
ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تخلق الامن للمنطقة وملتزمة بسياسد حسن الجوار ودعم منطقة امنة او امن المنطقة وتطويرها وهي في نفس الوقت تؤكد على ان السبب الرئيس وراء عدم الاستقرار في المنطقة هو العدوان والاحتلال
صدق الموقف الايراني واضح بالنسبة لجميع دول المنطقة إلى درجة انه في مراسم تكريم الشهداء خاصة الشهيد رئيس الجمهورية الشهيد ووزير الخارجية قامت بعض الدول التي قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإيفاد وزراء خارجيتها للمشاركة في هذه المراسم مما يجب اعتباره اشارة قوية إلى أن الدول تفهم جيدا ان ايران هي الركيزة الاساسية والرئيسية للامن والاستقرار والهدوء في المنطقة.
(…)