مقالات مختارة
“مصدر دبلوماسي” “الجزيرة”
يعتبر وزير خارجية ايران الدكتور حسين أمير عبد اللهيان أحد أبرز الدبلوماسيين الايرانيين عمل في سفارة بلاده في بيروت اعواما، وكان يزورها بشكل متواصل وآخر زيارة له كانت في10 شباط\فبراير الماضي حيث عقد مؤتمرا صحافيا في مقر السفارة الايرانية في منطقة الجناح. ومما قاله وقتها عن حرب غزة: “إن تقييمنا هو أن الكيان لا يستطيع أن يخوض حربا على جبهتين. تكمن قوّة المقاومة في لبنان وفي حزب الله، ولا يمكن للكيان الصهيوني أن يتصوّر ذلك. استطاع “حزب الله” في الحرب ضد غزة أن يعمل بشكل جيّد في الدّفاع عن السيادة في لبنان وعن وحدة الأراضي وأن يدعم الشعب الفلسطيني المظلوم. وبالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والجيش تمكن حزب الله من أن يردّ بشكل قوي على الأفكار الاعتدائية للكيان سواء على جنوب لبنان او فلسطين. نحن نعلم بشأن القدرات العالية للمقاومة في لبنان. إن أية خطوة يقدم عليها الكيان من شنّ هجوم واسع النطاق ستحدد اليوم النهائي لنتنياهو ولإنهاء الوضع الراهن في المنطقة.
إن المقاومة والجيش والشعب اللبناني، سيحولون دون تحقيق هذه الأفكار، إن نتنياهو هو حاليا يسعى عابثا من أجل الخروج من مستنقع غزّة”.”.
من هو حسين أمير عبد اللهيان بحسب بورتريه نشره عنه موقع “الجزيرة”:
دبلوماسي إيراني محافظ، من مواليد عام 1964، رشحه الرئيس إبراهيم رئيسي عقب فوزه في رئاسيات 2021 لمنصب وزير الخارجية، وحظي بثقة البرلمان المحافظ، ويعرف بقربه من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي وحركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، ومن بينها حزب الله اللبناني.
واصل المفاوضات التي كانت بدأت في الحكومة السابقة مع مجموعة “4+1” (فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا) بغية إحياء الاتفاق النووي، إلا أن مساعي المفاوضات باءت بالفشل رغم أنها أوشكت على أن تحسم أكثر من مرة.
ولم يمنعه ذلك من المضي قدما في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي، التي خلصت يوم العاشر من أغسطس/آب 2023 إلى صفقة أسفرت عن الإفراج عن 5 سجناء أميركيين لدى إيران، مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
وإلى جانب اهتمامه الكبير بسياسة التوجه شرقا، التي توجت بتوقيع اتفاقيات إستراتيجية بعيدة المدى بين طهران وكل من الصين وروسيا، وتمكنت دبلوماسيته في مارس/آذار 2023 من ردم الهوة في علاقات بلاده مع الرياض بعد قطيعة استمرت 7 سنوات.
الولادة
ولد حسين أمير عبد اللهيان عام 1964 في مدينة دامغان بمحافظة سمنان (شرق العاصمة الإيرانية طهران). نشأ وترعرع في أسرة متدينة شيعية بمحافظة سمنان؛ وتكفلت والدته وأخوه الأكبر بإدارة العائلة بعد وفاة أبيه عندما وهو في السادسة من عمره. تزوج عام 1994 وله ولد وبنت.
الدراسة والتكوين العلمي
بعد دراساته الابتدائية في مسقط رأسه وانتقاله إلى العاصمة طهران، التحق عبد اللهيان عام 1988 بكلية العلاقات الدولية التابعة للخارجية الإيرانية، وحصل بعد 4 أعوام على شهادة الإجازة قبل أن يقرر عام 1993 مواصلة دراساته الأكاديمية في جامعة طهران في الفرع ذاته؛ حيث تخرج عام 1996 منها حاملا شهادة الماجستير، مما مهد له الطريق لمواصلة دراساته العليا في جامعة طهران ليناقش عام 2000 رسالة الدكتوراه في العلاقات الدولية حاصلا على درجة الامتياز.
الوظائف والمسؤوليات
ما إن تخرج من كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية حتى تم تعيينه في السلك الدبلوماسي، قبل أن ينتقل إلى سفارة بلاده لدى بغداد متقلدا منصب نائب السفير، واستمرت مهمته التي بدأت عام 1997 حتى 2001.
وبعد عودته إلى إيران، تولى منصب نائب الدائرة الأولى للشؤون الخليجية بوزارة الخارجية طوال 3 أعوام.
وعقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تم تعيينه وكيلا للمساعد الخاص لوزير الخارجية في الشؤون العراقية حتى عام 2006.
وخلال العام الأخير من مهمته عُيّن عضوا في اللجنة الأمنية السياسية للمفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا).
وفي عام 2006 شغل منصب مساعد المدير العام لدائرة الشؤون الخليجية والشرق الأوسط، قبل أن يترقى في العام ذاته إلى رئاسة اللجنة الخاصة بالشؤون العراقية حتى عام 2007.
كما شارك عضوا في المفاوضات المشتركة مع الجانبين العراقي والأميركي بخصوص الملف العراقي الساخن آنذاك.
وبعد تعيينه سفيرا في البحرين عام 2007، غادر المنامة عام 2010 عائدا إلى طهران ليتولى من جديد منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الخليجية والشرق الأوسط، وتمت ترقيته في العام التالي نائبا لوزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية، ومكث في منصبه حتى عام 2016 حيث أقاله محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في حقبة الرئيس السابق حسن روحاني، ليعمل بعد ذلك مساعدا خاصا لرئاسة البرلمان الإيراني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2021 حيث تم تعيينه وزيرا للخارجية في حقبة الرئيس إبراهيم رئيسي.
كما شغل منصب الأمين العام للأمانة الدائمة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران.
مواقفه السياسية
المعروف عن عبد اللهيان علاقاته الوثيقة بالحرس الثوري وقادته، وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، الذي قضى في غارة أميركية على موكبه على طريق مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
ويعد عبد اللهيان أيضا على ارتباط قوي مع حركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، وذلك بسبب المناصب الدبلوماسية التي أوكلت إليه في الشؤون العربية والشرق الأوسط، مما أدى إلى تكوين علاقات شخصية وطيدة مع قادة حركات المقاومة المناهضة لإسرائيل وبينها حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله زعيم الحزب، حيث تفيد الصحافة الفارسية بأنه يحرص على الاجتماع به كل شهر.
وعقب عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قام عبد اللهيان بجولة إقليمية شملت كلا من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة، وتحدث لأول مرة عن احتمالات لما وصفه بالتحرك الوقائي من قبل “محور المقاومة لوضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة”.
مؤلفاته
ألّف حسين أمير عبد اللهيان عددا كبيرا من الكتب والمقالات في السياسة والعلاقات الدولية، وكان آخرها كتاب “صبح شام” (صباح الشام) الذي أصدره عام 2020، ويروي فيه مذكراته الدبلوماسية عن الأزمة السورية واللقاءات التي أجراها مع أطراف إقليمية ودولية بشأن هذه الأزمة الإقليمية.
الكتب
- “الإستراتيجية الأميركية للاحتواء المزدوج” عام 1999.
- كتاب “الديمقراطية المتضاربة للولايات المتحدة الأميركية في العراق الجديد” عام 2007.
- كتاب “إخفاق المشروع الأميركي للشرق الأوسط الكبير” عام 2012.
- كتاب “صباح الشام” 2020.