“مصدر دبلوماسي”
لا تزال تداعيات زيارة الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس ورئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فاندر لاين الاسبوع الفائت الى لبنان وما نجم عنها من هبة مليار يورو لصالح ملف النزوح السوري وضبط الحدود مع اوروبا لمنع الهجرة غير الشرعية من الشواطئ اللبنانية يرخي بظلاله على المشهد السياسي. واليوم، زار وفد من تكتّل “لبنان القوي” النيابي وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب في مقر الوزارة للبحث في ملابسات الهبة الأوروبية.
وبحسب بيان رسمي صادر عن مكتب الاعلام في التيار الوطني الحر:”
“بحثَ وفدٌ من تكتل نواب “لبنان القوي” مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب في ملابسات الهبة الأوروبية التي قُدمت للبنان وفي ملف النزوح السوري وكيفية مواجهته. وضم الوفد النواب ندى البستاني، نقولا الصحناوي، سليم عون، جورج عطالله، شربل مارون، سامر التوم، جيمي جبور.
وبعد اللقاء أكد النائب نقولا الصحناوي الذي تحدث باسم الوفد رفض أي اتفاق مع الإتحاد الأوروبي أو مساومة يمس حقوق لبنان، مشيراً إلى أنَّ الوفد استوضح من الوزير بوحبيب حول شروط الهبة الأوروبية، ومؤكداً رفض أيّ شرط لإبقاء النازحين السوريين لأنَّه ملف وجودي. وشدد على أن ما يتم في لبنان لجهة تطهير شعب بأكمله واستبداله بشعب آخر، لا يقل عما يحصل على حدودنا في فلسطين المحتلة من إبادة”.
وأكد الصحناوي أن “جميع اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق يرفضون ما يحصل في ملف النزوح ويجب أن يرفعوا صوتهم”، وأضاف: “نتوقع من الحكومة والوزراء أن يكونوا خط الدفاع الأمامي للشعب اللبناني فهذا الملف وصل إلى درجة لا تطاق وعلينا جميعاً أن نستنفر لوقف إبادة شعب تتم على مهلها ولكن لا تقل خطورة عما يحصل في فلسطين”.
وتابع الصحناوي: “معالي الوزير وضعنا في بعض التفاصيل لكن الصورة الكاملة لا تزال غير واضحة ونحن نستكمل جولتنا لمتابعة الملف”. ومن المقرر ان يزور الوفد سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والسفيرة القبرصية.
في هذا السياق، ينشر موقع “مصدر دبلوماسي” المؤتمر الصحافي رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي أعقب زيارة الرئيس القبرصي ورئيسية المفوضية الاوروبية لأنه يضيء بعمق على المشكلة الناجمة من مقاربة لبنان وأوروبا لهذا الملف المتفجر. (المؤتمر موجود باللغة الانكليزية للمشتركين)
المؤتمر الصحافي للوزير باسيل الاسبوع الفائت
ردّ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي على الخطوة الأوروبية بمنح هبة للبنان بالتشديد على رفض سياسة الإتحاد الأوروبي بإبقاء النازحين السوريين في لبنان والتأكيد أن لبنان ليس للبيع أو الإيجار، محدداً المشكلة اللبنانية الأساسية بانصياع المسؤولين للسياسات الخارجية ولو كانت على حساب المصلحة الوطنية، ومعلناً عن سلسلة تحركات للتيار الوطني الحر على المستويات النيابية والشعبية لمواجهة معضلة النزوح.
وسأل: “لماذا يتم شكر أوروبا في وقت هناك خوف حقيقي على وجودنا وكياننا”، معتبرا أن “هناك شكراً للسياسات الخارجية التي تدمرنا وهناك انصياع تام لها وتنفيذها ولو كان على حساب مصلحة لبنان”.
وأوضح باسيل أن ” رئيسة المفوضية الاوروبية وبالخطوة الاخيرة بشرتنا أن النازحين السوريين سيبقون في لبنان على الأقل لأربع سنوات اضافية لأنها وعدتنا بالمقابل بـمليار يورو على اربع سنوات يعني ستدفع لنا 250 مليون يورو عن كل عام لبقاء 2.2 نازح”. واضاف: “وكأنها استأجرت لبنان وشعبه بـ250 مليون يورو في السنة يعني وبتقسير آخر كأن إيجار المتر المربع في العام 250 ليرة لبنانية، وكأن اجرة كل لبناني بالنهار هي 14 الف ليرة وكلفة قبوله بهذا النزوح، متسائلا: “الى هذا الحد ثمننا ضئيل أو بتعبير آخر هلقد “رخاص نحنا”؟
وتابع: “هذا اذا التزمت المفوضية بدفع المبلغ كاملاً واذا لم يكن هذا المبلغ هو من ضمن المساهمة السنوية للاتحاد الاوروبي في برنامج دعم النازحين بلبنان LCRP ووصلت مساهمة الاتحاد الاوروبي فيه الى 2.6 مليار دولار على 11 سنة اي بمعدل 235 مليون دولار بالسنة “، مشددا على أنه “يجب ان نرى اذا كان ما ستقدمه المفوضية هو هبة اضافية الى هذا المبلغ وحتى لو كان كذلك نرى أن نسبة المساهمة السنوية انخفضت، هذا دون ان نرى عمل اللبناني الاضافي لتلبية طلبات الاتحاد الاوروبي ومنهم مهمة الجيش اللبناني وتتركز على “اقفال الشاطئ اللبناني أمام النازحين السوريين حتى لا يهاجروا “، مشيراً إلى موقف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي أكد أن “لبنان يقدر للاتحاد الاوروبي موقفه الجديد بدعم المؤسسات العسكرية والامنية لتتمكن من ضبط الحدود البحرية والبرية والقيام بواجباتها بمنع الهجرة غير الشرعية من لبنان واليه”.
واضاف باسيل: أبعد من ذلك تحدث ميقاتي عن اتفاق أو دخول لبنان في القانون الاوروبي لهجرة موسمية وذلك حتى يتمكن اللبنانيون من العمل بدول أوروبية، مشيرا الى أن “حقيقة هذا القانون هو أن الدول الاوروبية بحاجة لليد العمل الاجنبية وستمنح تأشيرات دخول لأراضيها لفترة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد برضى الدول المضيفة لسد النقص باليد العاملة بقطاعات محددة مثلا في قطاع الطبي في المانيا… يعني وبمعنى آخر تهجير مقنع وتدريجي للبنانيين تحت مسمى “الهجرة الموسمية” الذي يمكن أن تؤدي الى هجرة دائمة”.
باسيل تساءل عن سبب حدوث كل ذلك، ليعود ويلفت الى أنه “وببساطة قبرص تعاني من هجرة متزايدة من النازحين السوريين باتجاهها وهي بالمئات وليست بالالاف وهذا ما دفعها الى ان ترتعب خصوصا وأن مساحتها تبلغ 9250 كلم متر مربع، مشيراً إلى أنها أعادت الى لبنان 107 أشخاص من السوريين الذي هاجروا اليها، وقام مستشار الأمن القومي ومدير المخابرات القبرصية تاسوس تزيونيسى بزيارتنا وطلب مني المساعدة وعدم التعرض أو الاعتراض والتفهم للموضوع”. وذكّر: “”زار لبنان أيضا رئيس جمهورية قبرص نيكوس كريستودوليدس بهذا الخصوص ودق جرس الانذار لدى الاتحاد الاوروبي بأن قبرص ستسقط وأوروبا ستخسر إحدى نجماتها السبعة وعشرين اذا ارتفع عدد النازحين السوريين من مئات والاف الى عشرات الالاف”، معتبرا أنه “نتيجة هذه الصرخة القبرصية “المحقّة” تم التحضير لحزمة مساعدة للبنان هي مليار يورو يورو على أربع سنوات حتى لبنان يعمل لمنع النازحين السوريين من أن يتوجهوا الى قبرص”.
وشدد باسيل على أن “قبرص تستحق أن يدفع الاتحاد الاوروبي مليار يورو وأكثر لانقاذها وهذا مفهوم”، لافتا الى أن “الرئيس القبرصي حتما سيقوم بمصلحة قبرص ورئيسة المفوضية الاوروبية ستقوم بما هو لمصلحة أوروبا ولكن لبنان والمسؤولين فيه يقومون بمصلحة لبنان أو قبرص وأوروبا؟”.
وتابع باسيل: “زارتنا رئيسة المفوضية تحت عنوان “أوروبا تكافح هجرة السوريين الى أوروبا”’ وبالتالي هي تقول على لبنان ابقاء السوريين لديه وفي نفس الوقت أوروبا ستفتح باب الهجرة للشعب اللبناني أي أنها ستقوم باغراق الارض اللبنانية بغير اللبنانيين وستفتح باب الهجرة للبنانيين أي استبدال الشعب اللبناني بالنازحين السوريين وتغيير هوية الشعب والارض الذي سيؤدي بعد عدة أعوام لزوال لبنان من الوجود وهذا حديثنا نفسه نكرره منذ العام 2011 عندما دخل ثلاثة آلاف نازح سوري الى لبنان”، مؤكدا أنه “يمكنكم شراء بعض المسؤولين في لبنان ولكن لن تستطيعوا لا شراء الارض ولا الشعب “.
باسيل علق على الكلام عن مقاربة جديدة للاتحاد الأوروبي وللمجتمع الدولي ، متحدثا عن الايجابيات، ومشيرا الى أنه “ولأول مرة هناك كلام عن حوافز لعودة طوعية لبعض النازحين، اضافة الى القبول بالتمييز بين النازح الاقتصادي والنازح الأمني والسياسي”. ولفت في المقابل إلى السلبيات الظاهرة مؤكداً أن “الاتحاد الاوروبي لا يزال يرفض العودة الشاملة للنازحين السوريين والاتحاد الاوروبي يريدنا ان نكون حرس حدود وحماة لأراضيه”.
وأكد باسيل أن المشكلة تكمن في انصياع المسؤولين للسياسات الخارجية، وتوجه الى المسؤولين اللبنانيين بجملة أسئلة على سبيل الاستفسار وأولهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وتساءل: “كيف توزع الاموال للمليار يورو وما هي حصة الدعم لبرنامج العودة لسوريا؟.
وتابع باسيل : “هل صحيح أن “الاتفاق يتضمن استرجاع نازحين من قبرص؟ ولا أحد يمكن أن يقول إن هذا الامر غير ممكن لأن قائد الجيش جوزيف عون وبقرار شخصي اعاد 107 نازحين من قبرص للبنان، فكيف إذا كان بقرار حكومي؟ وإذا صح هذا الامر فهل يتضمن الاتفاق السوريين والفلسطينيين الذين يمكن أن يحضروا من فلسطين وسوريا مباشرة لقبرص وتتم اعادتهم الى لبنان؟”.
واضاف: “كيف يمكن أن نعرف كيف سيصل السوريين الى قبرص وكيف سيتم ردهم؟”، لافتا الى أن “لبنان سيصبح بلد متلقي شرعيا للنازحين من بلد ثالث”.
وأكد ان “لبنان ليس بحاجة للأموال الذي يستعمل لابقاء النازح في لبنان، نحن فقط بحاجة الى قرار سياسي لبناني باعادتهم”، لافتا الى أن “اوروبا تحركت باتجاه لبنان نتيجة هجرة المئات ، فكيف بالالاف؟”، مشيرا الى أنه ” لو غض النظر عن هجرة الالاف الى أوروبا لكانت المفوضية الاوروبية تحركت فورا ولبت طلبات لبنان”، فهل يعقل أن يقبل لبنان بمليار يورو على أربع سنوات”، واضاف: على لبنان السماح بالهجرة عبر البحر وعندها سيدفع الاوروبيون المليارات للعودة عوضا عن المليار للبقاء ويخصوصون تلك الاموال لاعادة السوريين الى بلدهم خصوصا وأن الاتحاد الاوروبي اعترف بوجود العديد من المناطق الامنة في سوريا”.
وشدد باسيل على أن “على الحكومة والمسؤولين أن يضربوا بيد من حديد وعندها نرى كيف تنصاع أوروبا للبنان”، مشيرا الى أن “المطلوب من البلديات اليوم أن تطبق الاجراءات المتخذة من وزارة الداخلية وأن تتبع التوصيات التي وضعناها كتيار وطني حر مع البلديات بمؤتمر التيار عن النزوح، وفي البترون سنقدم نموذج جيد من خلال مؤتمر للتيار والمخاتير بالتعاون مع الجميع في البترون وسنخرج بتوصيات وسنبدأ بتنفيذها”.
وأكد ايضا أن “على الحكومة أن تطبق خطة العودة المقرة من الحكومة السابقة ومنها وعليها أن تأخذ الاجراءات القانونية لكل مخالف للقوانين اللبنانية وأن يقفل الجيش الحدود البرية مع سوريا، كذلك على مجلس النواب اصدر قانون يلزم الحكومة بترحيل كل شخص سوري موجود على الاراضي اللبنانية بصورة غير شرعية”.
وأعلن باسيل أن “تكتل “لبنان القوي” سيتقدم باقتراح قانون الزامي لترحيل كل شخص مخالف للقوانين ويسكن في لبنان”، متمنيا “لو ينتهي رئيس لجنة الادارة الادارة والعدل جورج عدوان وكل اللجان من درس القوانين التي قدمها التكتل بخصوص النزوح ابتداء من سنة 2018″، وداعيا الحكومة السورية الى توفيى أماكن لاستقبال النازحين السوريين وعلى الاتحاد الاوروبي ومفوضية اللاجئين أن تموّل عودة النازحين خصوصا النازحين الاقتصاديين وأن تفكّ الحصار عن سوريا لاعادة اعمارها وتستطيع سوريا استقبال شعبها”.
واعتبر أن “على التيار الوطني الحر أن يخوض هذه المواجهة بكل الوسائل المشروعة، والدعوة موجهة للجميع للاتحاد وكسر هذه المؤامرة”، معلنا أننا “سنشكل وفداً نيابياً لشرح موقفنا وزيارة واستفسار من كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب”، ولافتا الى أننا “سنقوم بزيارة سفارة الاتحاد الاوروبي للاستفسار وتسليم مذكرة خطية ولمقر الاتحاد الاوروبي في بروكسيل وللبرلمان الاوروبي في ستراسبورغ. وأضاف: “كذلك علينا التحضير لتحركات بلدية شبابية مناطقية شعبية بدءاً من الاتحاد الاوروبي لتوجيه الرسالة المطلوبة”.