“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
إختار وزير الخارجية الفرنسي لبنان كمحطّة اولى في جولة تقوده الى المملكة العربية السعودية واسرائيل تأكيدا على الموقع الخاص للبنان لدى فرنسا والاهتمام المميز الذي يوليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهذا البلد. وحمل سيجورتنيه معه أفكارا عدّة تلخصها الاوراق الفرنسية المتعدة والتي يمكن تلخيص جوهرها بوقف الحرب في جنوب لبنان وإيجاد صيغة تسوية لوقف النزاع واعادة النازحين وتطبيق القرار 1701 وذلك عبر نشر الجييش اللبناني وقوات اليونيفيل على الحدود. وبعد ان التقى سيجورنيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وزار وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبد الله بو حبيب، وزار نهارا قوات اليونيفيل التي تساهم فيها فرنسا بـ700 ضابط وجندي من القبعات الزرق ملتقيا قائد اليونيفيل الجنرال آرولدو لاثارو، عقد عصرا مؤتمرا صحافيا في “قصر الصنوبر” بحضور السفير الفرنسي في لبنان هرفيه ماغرو ومديرة قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة السابقة في لبنان آن غريو وعدد من المستشارين والدبلوماسيين الفرنسيين.
سيجورنيه: التصعيد موجود
حرص سيجورنيه الذي بدا عليه القلق من الوضع في جنوب لبنان على القول ردّا على اسئلة الصحافيين الذين سألوه عن امكانية التصعيد بالقول:” إن التصعيد موجود حاليا، وأشار: ” بالنسبة لمصطلح “التصعيد”، يجب القول بأنه موجود هنا. وربما لو لم يكن هناك نزاع في غزة، كنا بالفعل نتحدث عن الحرب في جنوب لبنان”. وقال:” بالنسبة للمناقشات الجارية، يجب أن تتيح لجميع الأطراف أن تتفق أو على الأقل أن تقدم اقتراحاتها وترد على الاقتراحات التي تطرحها فرنسا ونحن نجازف من أجل السلام. والسلام من الصعب العثور عليه في هذا السياق. لكن الجهود الدبلوماسية مطلوبة. وأريد أن أؤمن، على الأقل بالتصريحات الصادرة اليوم من السلطات اللبنانية، أننا على الطريق الصحيح لإيجاد عدد من الاقتراحات والالتزامات التي قد تكون مقبولة على الأقل لعدد من الأطراف. لذا، نحن نواصل هذا العمل الدبلوماسي بإقتناع بهدف المساهمة في السلام وتجنب التصعيد”.
انتخاب رئيس للجمهورية ضروري
وحذر وزير الخارجية الفرنسي من أن “ لبنان لن يكون على طاولة النقاشات عندما يتم التفاوض والنقاش حول السلام إذا لم يكن هناك رئيس للجمهورية”. وقال:” لمصلحة الشعب اللبناني، لسيادة الأراضي اللبنانية، لمصلحته، سنضغط على كل الأزرار حتى تتمكن النقاشات من النجاح، لكن الأمر يتوقف على اللبنانيين. ليس من صلاحية فرنسا أن تدير اس استحقاق أو أن تسمي أي مرشح الأمر يتوقف على اللبنانيين ليقرروا من سيقود لبنان وبموجب أي شروط سيتم ذلك”.
الحفاظ على لبنان هو أولوية لفرنسا
وقال سيجورنيه في خطاب مكتوب:” ناقشنا مخاطر التصعيد وبالفعل ظهر التصعيد حاليا. الحفاظ على لبنان هو مسؤولية وأولوية لفرنسا، استنادًا إلى الروابط التي تجمع بين بلدينا وشعوبنا، باسم تطلعات الإقليم بأسره وتوقعاته، بما في ذلك تلك التي تتعلق بشركائنا”.
ولفت:” هذه الأزمة استمرت طويلًا جدًا، ويجب أن نمنع لبنان من الانجراف صوب طريق الحرب. نحن بحاجة إلى مساعدة جميع المواطنين اللبنانيين. الليلة الواقعة بين 13 إلى 14 أبريل كانت نقطة تحول مقلقة بالنسبة لنا جميعًا. نحن ندعو الجميع إلى ممارسة ضبط النفس. نرفض سيناريو الحالة الأسوأ. في جنوب لبنان، الحرب موجودة بالفعل، حتى لو لم يتم الاعتراف بها علنًا، والسكان المدنيون هم الذين يدفعون الثمن”.
وقال سيجورنيه:” لا يوجد أي شخص لديه مصلحة في استمرار تصعيد الوضع بين إسرائيل وحزب الله. لقد نقلت هذه الرسالة هنا إلى رئيس الوزراء ميقاتي، وإلى رئيس مجلس النواب، وإلى قائد الجيش وسأقدم هذه الرسالة نفسها إلى إسرائيل ابتداءً من يوم الثلاثاء. في الواقع، كنت هذا الصباح مع جنود القوات الفرنسية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وأود أيضًا أن أشيد بقوتهم والتزامهم”.
تابع:” تلعب اليونيفيل دورا حاسما في منع السيناريو الأسوأ الذي ذكرته. يجب على جميع الأطراف السماح لليونيفيل بتنفيذ مهامها بالكامل. وبالمثل، نحن نواصل دعم واستقبال الجيش اللبناني مع شركائنا”.
وأضاف:” إذا كانت المؤسسات موجودة، دون وجود رئيس منتخب، ودون وجود حكومة كاملة الصلاحيات، فلن تتم دعوة لبنان حقًا إلى الجلوس على طاولة النقاشات”.
أسئلة الصحافيين
سئل عن ماهية التعديلات المقترحة على الجانب الفرنسي وما هي التعديلات المقترحة لتهدئة الوضع في جنوب لبنان، وهل تم قبولها من قبل حزب الله؟
قال سيجورنيه:” أولاً، نحن في مناقشة ونقدم اقتراحات لجميع الشركاء. وقبل رحلتي إلى إسرائيل يوم الثلاثاء، من الصعب جدًا الإجابة على هذا السؤال.
ومع ذلك، لقد اخذنا في الاعتبار جميع الاقتراحات والتعديلات على الاقتراحات من السلطات اللبنانية، وسأقوم ايضا بالمبادرة مع السلطات الإسرائيلية للنظر في بعض اقتراحاتهم، في نهج استشاري، ليس نهجًا للتفاوض، ولكن في النهاية سيكون هناك حاجة لاتفاق.
لذا، سنرى جميع الردود التي سنتلقاها على اقتراحاتنا وسأكون قادرًا على الإجابة على سؤالك بشكل أكثر دقة. أردت أن أبدأ بلبنان، هذه الجولة الإقليمية. إنها أيضًا طريقة رمزية لإظهار أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان، والنساء والرجال اللبنانيين، ولكن هذا الاستشارات ستستمر دائمًا، لذلك أود أن أقول إليكم نلتقي يوم الثلاثاء.
اللاجئين السوريين
وسأله موقع “مصدر دبلوماسي” عن أن أزمة اللاجئين السوريين اصبحت متفجرة في لبنان، فكيف ستساهم فرنسا في تخفيف العبء على لبنان في المؤتمر القادم في بروكسل حول سوريا؟ هل ستساعد فرنسا في رفع الحصار الاقتصادي عن سوريا، مما سيكون له تأثير إيجابي على لبنان من خلال تسهيل عودة العديد من اللاجئين الاقتصاديين إلى سوريا؟
أجاب الوزير سيجورنيه:” شكرًا لك على هذا السؤال. أولاً، فرنسا تدرك أن وجود اللاجئين السوريين يشكل ثقلا على لبنان منذ بداية النزاع في سوريا. كما أنها تدرك أن هذه القضية حساسة هنا في لبنان، وتعلم أن هذا يولد العديد من التوترات. تتمنى فرنسا أيضًا عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. ولهذا الغرض، من الضروري على الأطراف المعنية العمل لضمان أن تكون هذه العودة طوعية وأيضًا، أود أن أقول، كريمة وآمنة، وربما الأهم، وفقًا للحقوق الدولية. وفي هذه المرحلة، لا تزال هذه الشروط بحاجة إلى تحقيق. سأتوقف هنا، ولكنكم قد رأيتم أننا سننقل هذه الرسالة نفسها في جميع الأحوال، في المناقشات التي أجريتها مع السلطات اللبنانية”.
لقاء سيجورنيه برّي:
إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية حيث تناول البحث تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة ، وبعد اللقاء غادر الوزير سيجورنيه دون الإدلاء بتصريح .
بدوره الرئيس نبيه بري شكر لفرنسا حرصها ودورها وللرئيس إيمانويل ماكرون جهوده لمنع الحرب على لبنان ، وكان رئيس المجلس واضحاً بتمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته .
كما عرض الرئيس بري لوقائع الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وخاصة القرى الحدودية الجنوبية من خلال خارطة أعدها المجلس الوطني للبحوث العلمية تبين حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالقرى والبلدات، فضلاً عن الأراضي والمساحات الزراعية والحرجية، وإستخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دولياً وتجاوزها لقواعد الاشتباك .
مؤكداً للوزير الفرنسي إنتظار لبنان لتسلم الإقتراح الفرنسي الرامي الى خفض التصعيد ووقف القتال وتطبيق القرار الأممي تمهيداً لدراسته والرد عليه .
وفي الملف الرئاسي أثنى الرئيس بري على جهود اللجنة الخماسية للتوصل عبر التشاور لإنتخاب رئيس للجمهورية.
كما أثار رئيس المجلس موضوع النازحين السوريين الذي بات يثقل كاهل لبنان واللبنانيين على مختلف الصعد لافتاً الى انه سوف يثير هذه القضية مع رئيسة مفوضية الإتحاد الاوروبي والرئيس القبرصي خلال زيارتهما للبنان هذا الاسبوع.
لقاء سيجورنيه ميقاتي:
إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه عصر امس الاحد في السرايا الحكومي. شارك في الاجتماع سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو، مديرة قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية آن غريو، ومستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر.
في خلال الاجتماع تم البحث في المساعي التي تقوم بها فرنسا لاعادة الهدوء الى جنوب لبنان كما وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقد اطلع رئيس الحكومة من الوزير سيجورنيه على الجولة التي يقوم بها في المنطقة والمحادثات التي سيجريها. وقال رئيس الحكومة في خلال الاجتماع :” ان لبنان يقدّر لفرنسا وقوفها الدائم الى جانبه ودعمها له على الصعد كافة. كما يثمن الجهد الكبير للرئيس ايمانويل ماكرون في سبيل حماية لبنان واستقراره وتعافيه الاقتصادي”.
اضاف رئيس الحكومة ” ان المبادرة الفرنسية تشكل اطارا عمليا لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 الذي يتمسك لبنان بتطبيقه كاملا، مع المطالبة بالتزام اسرائيل بتنفيذه ووقف عدوانها المدمّر على جنوب لبنان، بالاضافة الى دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه وتحقيق السلام الدائم على الحدود” .
وجدد رئيس الحكومة” مناشدة فرنسا والدول الأوروبية دعم لبنان من أجل التوصل إلى حل لأزمة النازحين السوريين”، مشيرًا الى “بداية مقاربة اوروبية جديدة مع اعترافهم بالتحدي الذي تمثله هذه القضية بالنسبة للبنان واستعدادهم للعمل مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن”.
تصريح قائد اليونيفيل بعد لقائه سيجورنيه:
استقبل قائد اليونيفيل اللواء آرولدو لاثارو وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في مقره في الناقورة، وقال لاثارو بعد اللقاء:” يسعدني استقبال وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورتيه في مقر “اليوينفيل” اليوم، حيث ناقشنا الوضع الحالي وشكرته على التزام فرنسا ومساهمتها بحوالي 700 جندي حفظ سلام يعملون على استعادة الامن والاستقرار على طول الخط الازرق”.