“البوصلة”
إعتمد مجلس الأمن الدولي قبل قليل قرارا بشأن غزة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لشهر رمضان يكون محترما من جميع الأطراف يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لاطلاق النار ويطالب أيضًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وكذلك ضمان الوصول الإنساني لتلبية احتياجاتهم الطبية والإنسانية الأخرى، ويطالب بشدة بأن تلتزم الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين يحتجزونهم.
في الخلفية، تم توزيع مسودة قرار معدلة لمجلس الأمن الدولي حول وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وتم طلب إدراجها باللون الأزرق. الفقرة التشغيلية الأولى (OP1) ) باتت تنص على “المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لشهر رمضان يحترمه جميع الأطراف مما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام، وكذلك المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وكذلك ضمان الوصول الإنساني لتلبية الاحتياجات الطبية والإنسانية الأخرى، والمطالبة بأن تلتزم الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين يحتجزون.”
قدم مشروع القرار الأعضاء المنتخبون في مجلس الأمن: الجزائر، الاكوادور، غويانا، اليابان، مالطا، كوريا الجنوبية، سيراليون وموزمبيق، وسلوفينيا، وسويسرا.
وحصل مشروع القرار على 14 صوتا مؤيدا، فيما امتنعت الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت.
وطالب القرار بأن تمتثل جميع الأطراف للالتزامات التي تقع على عاتقها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأعرب عن بالغ القلق إزاء الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.
وطالب بوقف فوري لإطلاق النار في شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، ويطالب أيضا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الاسرى.
كما طالب بكفالة وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية، وبأن تمتثل الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين تحتجزهم.
وشدد على الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق تدفق المساعدة الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم، وكرر المجلس تأكيد مطالبته برفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع، تمشيا مع القانون الدولي الإنساني، وكذلك مع القرارين 2712 للعام 2023 و2720 للعام 2023.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قو احتجّت على صياغة كلمتين:
Permanent و Lasting
في سياق مشروع القرار تعني كلمة permanent” وقف إطلاق نار ثابت في غزّة لا يشوبه اي تغيير مستقبلي، بينما يعني مصطلح Lasting وقفًا لإطلاق النار قد يدوم لفترة طويلة ولكن قد يكون عرضة للتغيير في المستقبل.
الدبلوماسيون يقولون- بحسب المراسلين الاجانب- بأنه على الرغم من أن اللغة في مشروع القرار قد تمت الموافقة عليها من قبل واشنطن يوم أمس الاحد قبل أن تقرر الدول العشر الأعضاء الغير الدائمين في مجلس الأمن وضع النص باللون الأزرق، فإن الولايات المتحدة رفعت قضية في اللحظة الأخيرة مساء البارحة وأعلنت أنها تريد إزالة كلمة “permanent” من الفقرة الأولى. وقبل ذلك، كانت الدول العشر الأعضاء الغير الدائمة واضحة بأن التوصل إلى حل وسط كان نهائيًا ولن يكون هناك أي تغييرات أخرى مقبولة (وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على ذلك). ولكن الولايات المتحدة اتصلت بالدول العشر الأعضاء الغير الدائمة وأشارت إلى أن الإبقاء على كلمة “permanent” يمكن أن يعرض نتيجة التصويت للخطر، وبالتالي سيتم استبدالها بكلمة “lasting” لتجنب مخاطر استخدام الولايات المتحدة لحق النقض. وهذا الذي حصل اليوم الاثنين فمرّ القرار.
وأعلنت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تعتبر قرار مجلس الأمن الدولي حول الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة “غير ملزم” بعكس ما صرحت به الأمم المتحدة بأنه قانون دولي وملزم
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، خلال مؤتمر صحفي، يوم الاثنين: “هذا قرار غير ملزم، وسأترك لخبراء القانون الدولي التعليق بالتفصيل على هذه المسألة”.
وفي الوقت ذاته، أكدت الأمم المتحدة أن قرار مجلس الأمن حول غزة قرار ملزم، ويعتبر جزءا من القانون الدولي.