مصدر دبلوماسي”- خاص الموقع
نظّمت “مصلحة طلاب زاواريان” وقطاع الشباب في “حزب الطاشناق” ندوة بعنوان:” بين غزّة وآرتساخ” وذلك في قاعة “هراير ماروخيان” في مجمّع أغباليان في انطلياس.
تحدث في الندوة استاذ العلاقات الدولية جمال واكيم والاستاذة في العلاقات الدولية الدكتورة ليلى نقولا، وقدمت الندوة الزميلة هالة حداد.
تناول المحاضران تحوّل الحرب الدائرة في غزّة وما حصل في آرتساخ قبل أشهر قليلة لما في الحدثين من تشابه في القضية والتقاء المعتدين
عرضت الدكتورة ليلى نقولا الى تشابه التاريخ بين القضيتين، حيث قام الانتداب البريطاني بتحويل فلسطين الى وطن قومي لليهود تنفيذا لوعد بلفور في العام 1917، في المقابل، وبعد تأسيس الاتحاد السوفياتي وسيطرة السوفيات على منطقة جنوب القوقاز، تم تعيين ستالين مفوضا للقوميات (وهو جورجي الاصل). بالرغم من اعتراف حكومة أذربيجان بـ”ناغورنو كاراباخ” أي آرتساخ باللغة الأرمنية، كجزء من أرمينيا، قام ستالين بضم الاقليم إداريا الى أذربيجان في العام 1923 (وسكانه بغالبيتهم أرمن- أكثر من 90 في المئة). وتقول الدكتورة ليلى نقولا أنه من غير المعروف ما الذي دفع ستالين الى هذا الامر،ولكن من المرجح أن يكون جزءا من بعثرة القوميات. وتحدثت نقولا عن تشابه بين غزة من حيث قطع معبر لاتشين في آرتساخ الذي فرضته أذربيجان وهو الطريق الوحيد المؤدي من أرمينيا الى ناغورنو كارابخ ما اوقف امدادات الغذاء والامدادات الطبية وغيرها من الضروريات للمنطقة وللسكان المدنيين، فيما ينفذ الاسرائيليون حصارا تجويعيا على غزة يشبه الحصار الذي فرضته اذربيجان على اقليم آرتساخ حين قطعت معبر لاتشين بأعذار واهية. وتطرقت الى الجيوبوليتيك في منطقة جنوب القوقاز والتحالف بيت أذربيجان واسرائيل وتركيا.
من جهته، تحدث البروفسور جمال واكيم، فقال أنه تاريخيا فإن البحار هي الطريق السريع للتجارة الدولية، ومبادرة الحزام والطريق التي قام بها الصينيون تربط شرق آسيا بشرق المتوسط وأوروبا، وهذه الطرق يريد الأميركيون عرقلتها لأنها بالنسبة اليهم توحد أوراسيا تحت مظلة منصة واحدة مما يتسبب بعزل الولايات المتحدة الأميركية. يريد الأميركيون ان تكون منطقة الشرق الاوسط تحت هيمنتهم، وبما أن الوكيل الحصري هي اسرائيل والاساس للنظام الاقليمي وليكون الأساس صلبا، وبالتالي من غير المرغوب أن تنشأ دولتين في ارض فلسطين، من هنا لا شيء اسمه حل الدولتين بالنسبة للشعب الفلسطيني ولا دولة في الضفة الغربية وغزة، وكذلك من الممنوع ان يكون شعبين في هذه المنطقة وثمة شعب يجب ان يتهجر وهو الشعب الفلسطيني. يطبق الاميركيون هذه النظرية، يريدون تطبيق النظام الاقليمي عبر اطلاق مبادرة الكوريدور الهندي الشرق أوسطي الأوروبي، وهو ينطلق من الهند للامارات العربية المتحدة ثم السعودية ثم الاردن ثم “اسرائيل ” والاراضي المحتلة وميناء حيفا ويتوجه الى ميناء برايوس في اليونان او مسينا في صقلية او مرسيليا في فرنسا، هنا تعرقل أميركا مشروع طريق الحزام والطريق الصيني وشمال الجنوب الروسي فتربط بين الهند الذي يحكمها راهنا حزب هندوسي متعصب معادي للمسلمين ويتقارب مع اسرائيل وستكون أوروبا في الجهة المقابلة وهي تحت حماية الأميركيين. عمليا تتمكن اميركا أن تطوق اوراسيا من الجنوب، وتمنعها من الوصول الى شرق المتوسط. وقال واكيم أن اسرائيل ستكون الحلقة الاساسية في الربط بين اوروبا والهند، عبر مرفأ حيفا من هنا لا يجب أن تحصل منافسة لمرفأ حيفا وهذا يعيدنا بحسب واكيم الى عملية ضرب مرفأ بيروت في 4 آب\اغسطس 2020، وممنوع أن يكون هنالك قطاع مالي أو مركز مالي في شرق المتوسط ينافس مرفأ حيفا وهذا يفسر مؤامرة اصحاب المصارف الذين هربوا اموالهم من لبنان باتجاه دبي التي ستكون شريكا لاسرائيل، وهذا موضوع مطروح منذ 20عاما.
وقال واكيم، من الممنوع طرح دور بديل لبيروت كمركز مالي ما وضع عقوبات على المبشرين بذلك. هذا ما يضع العامود الفقري لنظام اقليمي تابع لاسرائيل وأميركا. إن الشريك العربي المطلوب هو ألا يتمتع بقدرات ذاتية تجعله يتمرد على الولايات المتحدة الأميركية، من هنا اختيار بلدان غير مصر وتركيا وممنوع أي دور لايران وللعراق وسوريا، لأنه منذ 1400 عام، كانت هذه الدول أساس العواصم العربية الاسلامية التي انطلقت منها امبراطوريات كانت تواجه الغرب، وبالتالي إن الشراكة تكون مثلا مع الاردن والسعودية والامارات العربية المتحدة وهي لغاية العصر الحديث كانت تابعة لسلطنة عمان واسمها بالأساس “برّ عمان”، وبالتالي يصير عندنا الأساس في النظام الاقليمي تهميش القوى التاريخية والدور الاساسي لاسرائيل بشراكة مع دول معادية للمسلمين واوروبا وهي تحت الهيمنة الاميركية ونستكمل هذا الامر للوصول الى طوفان الاقصى وحرب غزة (…).