“مصدر دبلوماسي”
كتبت مارلين خليفة:
تدخل الحرب الاسرائيلية على غزّة الشهر السادس وهي بدأت في 7 تشرين الاول\اكتوبر الفائت بعملية لحركة حماس أطلقت عليها تسمية طوفان الاقصى. وبعد سقوط أكثر من 30 ألف شهيد وتدمير البنى التحتية من مستشفيات ومدارس ومؤسسات للمياه والكهرباء، والقضاء على سبل العيش كلها وصولا الى تجويع الغزاويين والتسبب لهم بوضع مأسوي ينتظرون فيه انزال المساعدات من الجو، وتعريضهم الى القتل الجماعي وهم يتسلمون المساعدات في عملية ابادة جماعية تقع يوميا تحت انظار العالم، بعد ستة أشهر، لا يزال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يهدد بدخول الجيش الاسرائيلي الى رفح “لتحقيق اهداف الحرب” بما يهدد حياة أكثر من 1.5 مليون نازح، وبالرغم من معارضة الولايات المتحدة الأميركية ومصر والاردن وكل الدول العربية. في لبنان، لا تزال الجبهة الجنوبية مشتعلة بين حزب الله واسرائيل منذ 8 تشرين الاول اكتوبر الفائت، ولا يبدو انها مرتبطة بأي مشروع هدنة يرسم لغزّة، وهي تخضع لترتيبات لم تتبلور بعض ومنها تطبيق القرار 1701، فيما تبقى الاولوية الاسرائيلية اعادة المستوطنين الى منازلهم بينما يرفض حزب الله تقديم اية ضمانات في هذا المجال طلبها كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين في زيارته الاخيرة لبيروت، واضعا شرط وقف الحرب في غزة. الجبهة الجنوبية، التي لا تزال بعيدة من حرب شاملة لغاية الآن، تشكل جرحا نازفا للجنوبيين وللبنان، ويبدو أن اسرائيل ستستغل هذا الجرح الى النهاية لتحقيق اهداف عسكرية ضد “حزب الله” وسط يقينها بأن ايران لا ترغب بتوسيع الحرب بحسب ما يشرح في هذه المقابلة مع موقع “مصدر دبلوماسي“، الاستاذ المحاضر في جامعة القديس يوسف الدكتور إيلي أبو عون.
في ما يلي نص المقابلة:
*بعد دخول حرب غزة الشهر السادس، ما هو تقييمك كمراقب: سواء للحرب أو للتعاطي الاميركي مع حكومة بنيامين نتنياهو؟
-من الواضح أنه على المستوى العسكري لم يتمكن الجيش الاسرائيلي من تحقيق الاهداف التي وضعها في بداية الحرب، ألا وهي تدمير البنية التحتية لحركة “حماس” وايقاف عملياتها. حتى في الجزء الشمالي من قطاع غزّة، والذي تمّ تحريره بشكل جزئي من حركة “حماس” لا يزال يشهد عمليات ونصب كمائن. أما في رفح التي يهدد نتنياهو باجتياحها فإن الوضع أشد تعقيدا بسبب وجود كتلة بشرية من المدنيين وثمة رفض دولي لهذا الخيار وأميركي بشكل أدق، وشن عملية من هذا النوع أمر غير وارد قبل ايجاد حل للمدنيين، فالسيطرة الأمنية على غزّة لا تزال بعيدة.
*هذا ينذر بأن الحرب ستطول في غزّة؟
-حصلت سيطرة في شمال غزّة ولكنها لم تنجح في وقف العمليات والهجمات والكمائن التي تشن على الجيش الاسرائيلي، بالطبع فإن “حماس” أضعفت الى حدّ كبير، ولكن لا يزال مستبعدا أن تتم اعادة النازحين الى غلاف غزّة، وهذا يقدم حجة لنتنياهو بأن يكمل الحرب.
*ماذا عن موقف الادارة الاميركية؟
– لم يتبدّل الموقف الأميركي بأن هذه الحرب أضرّت بالإدارة بشكل خاص وبالولايات المتحدة الاميركية بشكل عام. وضع الأميركيون أولوية تتمثل بعدم تمدّد الحرب الى خارج غزّة لا الى الضفّة الغربية ولا الى لبنان. أما الهدف الثاني ألا تتحول الحرب الى اقليمية، أي أن تتسبب بمواجهة مباشرة مع ايران، فهذا هو سقف التعاطي الاميركي مع هذه الحرب. ولكن الأميركيين لم يتوانوا عن الرد حين تم التعرض لهم بشكل مباشر، وهذا ما شهدناه على الحدود الاردنية. حيث أوصلوا رسائل قاسية الى ايران، ما انعكس بدوره رسائل قاسية من ايران لحلفائها في العراق بضرورة الالتزام بخطوط معينة. وقد أعرب الايرانيون بأنهم لم يكونوا على علم بهذه العملية، وسمعت من اكثر من مصدر بأنها حصلت بالخطأ، وقد حصل امتعاض ايراني واضح من الفصيل الذي قام بالعملية، وحتى الطرف العراقي الذي قام بالعملية قال انها لم تكن مقصودة، وبطبيعة الحال فإن تأكيد هذه المواقف يحتاج الى تحقيق ميداني، ولكن اعتقد بأن الايرانيين يبذلون ما في وسعهم كي لا يحصل انزلاق في المنطقة. إن الايرانيين غالبا ما يخشون من الحرب التقليدية، فالجيش الايراني لا تكمن قوته بالحرب التقليدية، بل إن القوة الايرانية تكمن بتحريك الحرب عبر أذرعها. بالنسبة لإسرائيل فثمة انقسام بين القيادتين العسكرية والسياسية. فالقيادة السياسية، المتأثرة بغالبيتها بالاحزاب اليمينية وغيرها تريد الحرب ومن بينها نتنياهو معتبرين أنه يجب الافادة من الزخم الدولي الذين حصلوا عليه، ولو بات أخف، فقد وجدوا في الاشهر الاولى للحرب فرصة لفرض شروطهم بمواضيع خارج غزة مثل ايران ومواضيع اخرى.
*ولكن ما هو الهدف الذي تحققه اسرائيل والكفيل بانهاء الحرب؟
– يريدون استعادة الصورة التي تؤكد بأن الوضع الأمني هو تحت زمام السيطرة، وانه تم تدمير حركة حماس واعادة الحياة الى طبيعتها.
*اليس الهدف هو تحقيق التهجير القسري للفلسطينيين الى سيناء والاردن؟
-إن مخطط التهجير قائم منذ زمن، ولكن أن يحصل تهجير قسري بأعداد كبيرة وبوقت قصير فهذا ما لن يحصل، كذلك لم تتحقق فكرة ان يتم نقلهم الى مصر، إذ اتخذ المصريون موقفا حاسما، واعتبروا الامر مسألة أمن قومي، هنالك اجزاء من سيناء اليوم لا يمكن للمصري ان يدخلها، فكيف ستسمح مصر بدخول آلاف الاشخاص أغلبيتهم من “الاخوان” أو قريبين منهم؟ فهذا يخلق مشكلة امنية كبرى لها. لذا اتخذ المصريون موقفا حاسما مع الاسرائيليين والأميركيين، حتى وصل بهم الامر الى ايصال تهديدات عدة بينها التهديد بفتح الحدود للاجئين الى أوروبا، وفتح الحدود يعني ايضا انتقال مليون عربي الى غزة.
*ماذا عن الاردن؟
– أنا أشكك بأنه يمكن لاسرائيل أن تقوم بأي امر يهدد أمن الاردن، وخصوصا القيادتين العسكرية والامنية، إن أمن الاردن ذو حساسية قصوى لاسرائيل. لقد لعب الاميركيون دورا في منع تحقيق هذا المخطط في مصر والاردن، من هنا عاد نتنياهو للقول أنه يريد اعادة المدنيين الى شمال غزّة، كنوع من الاستجابة لهذا الضغط.
*لماذا تهادن الادارة الديموقراطية في الولايات المتحدة الأميركية نتنياهو الى هذا الحدّ؟ ولا يزال التسليح قائما وحتى ادارة الحرب في غرفة العمليات؟ كيف يمكن اقناع الرأي العام بأن الأميركيين لا يردون استمرار الحرب؟
-لقد حصلت الكثير من الامور التي لم تحظ بموافقة الادارة الاميركية، صحيح أنهم يؤيدون تدمير “حماس” وأن تدافع اسرائيل عن نفسها، ولا يمكن لأية ادارة اميركية أن تقف في موقف مناهض لاسرائيل، ولكن ثمة خيارات معينة اتخذها نتنياهو لم تحظ بموافقة الولايات المتحدة الأميركية، وقد رفضتها اولا في السر ثم استعرت الخلافات لتصبح علانية.
*ما هي أبرز هذه الامور؟
– استخدام اسرائيل للدمار الشامل في غزة، وبرأي الأميركيين انه كان بامكان اسرائيل ان تقوم بعمليات دقيقة اكثر كما يحصل في لبنان حيث العمليات الاسرائيلية مركزة، وليست عمليات تدمير شامل. واضح أن المقاربة الاسرائيلة مختلفة في غزة حيث يتم اعتماد التدمير الشامل، كذلك لا تؤيد الادارة الاميركية تصريحات بعض الزعماء الاسرائيليين بتهجير الفلسطينيين بشكل جماعي الى مصر. كذلك لا يؤيد الاميركيون تسويق الاسرائيليين لحرب اقليمية شاملة تشمل ايران. إن الملفات الخلافية كثيرة، ولكن هذا لا يعني بأن الاميركيين هم ضد اسرائيل، فالاعتبارات الاميركية الداخلية تمنع حتما وقوف الولايات المتحدة الاميركية ضد اسرائيل.
*هل دخلت حرب غزّة ببازار الانتخابات الرئاسية الأميركية بين الديموقراطيين والجمهوريين؟
-هي موجودة في هذا البازار منذ بدايتها، كان الرئيس الأميركي جو بايدن يراهن على حصول التطبيع السعودي الاسرائيلي، كإنجاز يحققه قبل الانتخابات الرئاسية، على غرار تسويق دونالد ترامب سابقا لفكرة اتفاقيات ابراهام. وحاليا يعمل اعضاء في فريق بايدن على اعادة انعاش هذه الفكرة قبل الانتخابات كونها مفيدة لادارة بايدن، ولكن الامر دونه صعوبات وتتهم ادارة بايدن بأن نتنياهو خرب عليه تحقيق هذا الامر بسبب تصرفات حكومته، وتعتقد ادارة بايدن بأن نتنياهو يتبنى هذه الاجندة لأنه يرتاح اكثر مع ادارة رئيس جمهوري.
*وهل سينجح ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل؟
-من الصعب التكهن، ولكن إن حصلت الانتخابات اليوم فإن ترامب هو الذي يربح.
*ما هو السر في ذلك وقد تسبب بحوادث 6 يناير وسواها من الفضائح التي لا تحصى؟
– إن الرأي العام في الولايات المتحدة الأميركية يخضع للشعبوية مثله في أي بلد، يلعب ترامب على فكرة أن أميركا صارت ضعيفة وأنه كفيل بإعادة القوة لها، بالاضافة الى علامات الاستفهام الكثيرة حول اداء بايدن الذي لم يكن بالمستوى المطلوب.
*بالانتقال الى الملف اللبناني، وتحديدا في جنوب لبنان، فإن القصف الاسرائيلي يتعمق منذ 8 اكتوبر الفائت، ووصل الى بعلبك التي تم قصفها لمرتين فضلا عن عمليات الاغتيال واستهداف المدنيين، ما هي قراءتك لهذه الجبهة؟
– الرأي العام في اسرائيل منقسم ايضا حيال هذه الجبهة، وثمة تردد من ايران وحزب الله بالخوض بحرب شاملة، والحرب تحتاج الى طرفين اثنين. هذان الفريقان متفقان بأنهما لا يريدان حربا كبرى، ولكن هذا لا يمنع ان تكمل اسرائيل بعمليتها الحربية ضد اهداف محددة إما لقيادات وإما لمراكز معينة لـ”حزب الله”، ومن الواضح أنهم اتخذوا القرار منذ فترة بعدم الالتزام بمنطقة جغرافية محددة في الجنوب والانطلاق الى مناطق أخرى.
أتوقع أن تتزايد هذه العمليات بالعدد والنوعية وخصوصا وأن الاسرائيليين على يقين بأن الايرانيين لا يريدون الحرب، وهم سيستفيدون من ذلك. هذا الواقع الذي يجعل كل طرف “يدفش” قليلا الى الامام ما يجعل الامور غير ثابثة. تشير المعطيات الى ان الطرفين لا يريدان الحرب، ولا الايرانيين ولا الأميركيين بالتأكيد، ولكن هذا النوع من العمليات يمكن أن يتسبب بلحظة ما بخطأ يؤدي الى ضحايا أو خسائر كبرى، فتنقلب المعادلة بلحظات وندخل في حرب.
*قال كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين في زيارته الأخيرة الى لبنان بأن أي هدنة في غزّة ليس بالضرورة أن تنسحب على جنوب لبنان، وفي التحليلات لخبراء بالعقل الاسرائيلي أن اسرائيل قد تعمل على احداث شرخ بين المكونات اللبنانية، وثمة سيناريو أن تبقي جبهة لبنان مفتوحة ولو حصلت هدنة في غزة، ما هو تحليلك؟
-بات الاسرائيليون مقتنعين بأنه يجب التعاطي مع موضوع “حزب الله” بطريقة مختلفة، وأنهم لن يدعوا “حزب الله” يحتفظ بقدرته العسكرية وهم على قناعة بأن عملياتهم تخفف من قدرات “حزب الله” العسكرية. إن اولوية الاسرائيليين هي إعادة سكان المستوطنات الشمالية، وهذه احدى النقاط التي طرحها هوكستين على محدثيه في لبنان اثناء اجتماعاته بمعنى أنه يجب على لبنان أن يعطي ضمانات لهؤلاء الناس لكي يعودوا وإلا فإن خطر الحرب يبقى قائما.
هذه هي الاولوية الاسرائيلية، وطالما أن “حزب الله” لا يعطي ضمانات لهؤلاء لكي يعودوا فنحن سنبقى في هذه الدوامة: أن تكمل اسرائيل عملياتها ويرد عليها “حزب الله” بغض النظر عمّا يحدث في غزّة. إذا توقفت الحرب في غزّة فليس بالضرورة أن تتوقف في لبنان، ولكن إذا استعرت الحرب في غزّة فإنها ستستعر في لبنان، يعني نحن مرتبطون بغزة في اتجاه معين وغير مرتبطين في اتجاه ثان.
*ماذا عن الحل الدبلوماسي المطروح عبر تطبيق القرار 1701؟
– يستخدم القرار 1701 كإطار يتضمن موادا تصلح للتفاوض بين الطرفين، ولكن ثمة امكانية ايضا لإيجاد إطار آخر او ترتيبات تخرج ببعض جوانبها عن القرار 1701. ليس القرار 1701 قرآن منزل، بل هو إطار جيّد ليبدأ نقاش مع الأطراف المختلفة، ولأن هذا الإطار يحظى بموافقة جميع الاطراف، فقد اعتبروا أنه من السهل تسويقه، لأنه أقل احراجا لإسرائيل وأقل احراجا لـ”حزب الله”، بأن يقول نعم نحن نلتزم بالقرار 1701 عوض القول أننا عملنا اتفاقا جديدا وندخل في متاهة النقاش حول الاعتراف باسرائيل أم لا.
* وهل سيقبل “حزب الله” أن يسحب سلاحه من منطقة جنوب الليطاني وأيضا قوة “الرضوان” كما يطالب الاسرائيليون وأن يعيد المستوطنين بأمان؟
-من الاجدر القول إعادة تموضع السلاح، أما سحب العناصر فهو مطلب وهمي، لأن عناصر “حزب الله” هم غالبية الناس في تلك المناطق، ولديهم حياتهم المدنية الطبيعية، هم استاذ المدرسة أو المزارع أو المهندس فكيف يمكن سحب هؤلاء؟ هذا مطلب غير واقعي ولا يمكن التثبت منه. لذلك يحاول الوسطاء الدوليون إيجاد سياق آخر للحصول على ضمانات من “حزب الله” بألا يتم استهداف المستوطنات لكي تتمكن اسرائيل من اعادة هؤلاء الناس، وفي المقابل تقدم اسرائيل ضمانات تخص مثلا وقف الخروق وترسيم النقاط الخلافية في البر، وهذا أمر مؤجل لأن الموقف الايراني واضح وكذلك “حزب الله” بأن مناقشة هذا الموضوع والوصول الى خواتيمه يحصل بعد أن تنتهي الحرب في غزة. وقد قبل هوكستين بتأجيل هذا النقاش لما بعد غزة، لأن الدبلوماسية الأميركية تعتبر بأن الاتفاق في غزة هو انجاز مهم لهم. لكن هوكستين تحدث ايضا على ترتيبات محددة يجب ان تتم قبل انتهاء الحرب في غزة منها ضمانات أمنية وللآن لم يتم التوصل الى أي اتفاق.
*ما رأيك بربط “حزب الله” الملف الرئاسي بالحرب على غزة وما تداعياته على لبنان؟
-برأيي أن الملفين غير مرتبطين ببعضهما البعض، ثمة وهم عند بعض اللبنانيين بأن الأمور مرتبطة ببعضها البعض، وأنه إذا تنازل “حزب الله” عن ترشيح سليمان فرنجية فقد يكسب في مطارح أخرى، او العكس، توجد مبالغة في هذا الأمر، فالاستحقاق الرئاسي اللبناني ليس أولوية لأي طرف، وإذا كان الفرنسيون يتابعون هذا الملف فهو لتسجيل نقاط لدبلوماسيتهم، بعد كل النكسات التي منيوا بها في بلدان افريقية وسواها. لا اعتقد بأن “حزب الله” مستعدّ لأن يضع الرئاسة في بازار المساومات، لأنها ببساطة لا تعني له شيئا، فحزب الله يرتب اوضاعه من دون رئيس وليس محروقا للانتخاب.
*ولكن إن أية ترتيبات جديدة تحدث عنها او تطبيق القرار 1701 تحتاج الى رئيس والى حكومة مكتملة الصلاحيات؟
-يمكن لحكومة تصريف الاعمال أن تتولى هذه المهمة من دون وجود رئيس للجمهورية، وخصوصا إذا تعلق الامر بملفات مهمة ويتم تبرير الامر كما حصل في ملفات أقل اهمية.
*يعني الانتخابات الرئاسية مؤجلة؟
-نعم، المناخ الدبلوماسي الدولي غير مهتم بالرئاسة اللبنانية.
*وماذا عن حراك اللجنة الخماسية الدولية؟
-يغدق “الشباب” بعض الحماسة على قصة الرئاسة، فمن المفيد ابقاء بعض الحركة. هي تجتمع منذ عامين وتبحث عن اسم ثالث لم نعرف من هو لغاية اليوم.
*كيف ترى الى مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي في ضوء حرب غزّة؟
-لم يتم تحقيق أي شيء اقتصاديا، هنالك الكثير من الاصلاحات التي كان يجب البدء بها، وهي ليست مرتبطة بالحرب، لأنه لا توجد ارادة سياسية لذلك، وشكلت الحرب مبررا، فتم ربط اية اصلاحات بالوضع الافليمي كنوع من التهرب من المسؤوليات. أما بقية الملفات السياسية فتشبه لعبة “بيت بيوت”، وبالنسبة الى الخارج فإن الملف اللبناني برمته يشبه لعبة “بيت بيوت”. إن النظرة الوحيدة للبنان هي ألا ينزلق الى حرب تتسبب بحرب اقليمية.