“مصدر دبلوماسي”- سيدني
لم يبد المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم تفاؤلا ملحوظا بالزيارة الثالثة لكبير مستشاري الرئيس الاميركي الى لبنان آموس هوكستين والتي استمرت يوما واحدا بالأمس، وقال ردّا على استفسار للمراسلين الصحافيين في سيدني معلقا على مهمة هوكستين:” “لست متفائلا، لأن لا كلام عما يلي الحرب ما دامت الحرب قائمة”.
في سياق الحرب الدائرة في جنوب لبنان والوساطات الدولية مع “حزب الله” والتي يعتبر اللواء ابراهيم جزءا لا يتجزّأ منها نظرا الى علاقاته بجميع الاطراف المتنازعة، قال للصحافيين الذين التقوه في جولته في سيدني امس والمستمرة لأيام:” أستبعد وقوع حرب شاملة”: وأضاف:” بالمعطيات التي املكها اقول انني لست خائفاً من انزلاق لبنان إلى حرب لاسباب عدة ابرزها أن إسرائيل لا تمتلك القوة الذاتية للدفاع عن نفسها وهي تستمر بالحرب لغاية اليوم بجسر الذخيرة الاميركي، يتمثل السبب الثاني بسوء الوضع الاقتصادي، فضلا عن ان اسرائيل يجب ان تفكر الف مرة قبل اتخاذ قرار الحرب كونها لم تعد ملاذا آمنا لليهود في العالم”. ودعا الولايات المتحدة الاميركية الى “اتخاذ قرارات حاسمة تجاه غزة وسط الانقسام الشعبي الاميركي غير المعهود حول الحرب”.
وفي سياق التعليق على القرار 1701 والجهود الدولية لتطبيقه قال اللواء ابراهيم:” ليس “حزب الله” مضطرا للانسحاب عن الحدود، وإذا كانت اسرائيل تخرق القرار 1701 فكيف يطبقه “حزب الله”؟ بينما يعتبر حزبا مقاوما تتمثل واجباته بالتصدي للعدو، وبالتالي فإن القرار 1701 ينبغي أن ينفّذ بشكل متساو بيت لبنان واسرائيل”.
وتطرق اللواء عباس ابراهيم الى الملف الرئاسي والفراغ المستمر وعبّر عن موقف لافت تعليقا على التحركات الدولية فقال:” إن كل ما يجري على المستوى الخارجي مرفوض، وإذا لم نتمكن كلبنانيين من تحقيق هذا الاستحقاق فذلك يشكل عارا وتنازلا عن سيادة بلدنا”. وأردف اللواء ابراهيم:” إذا لم نساعد أنفسنا فلن يساعدنا أحد، حتى ولو تم انتخاب رئيس جمهورية فلن تنتهي الازمة ما دمنا مختلفين”.
وعن عمل اللجنة الخماسية التي تجتمع دوريا من اجل تسهيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني قال اللواء ابراهيم:” على اللجنة الخماسية أن تعمل على رأب الصدع بين اللبنانيين أولا”.
وكان اللواء ابراهيم بدأ جولته في سيدني أكبر المدن الاوسترالية حيث يعيش 400 ألف لبناني قبل ثلاثة أيام، وهي زيارته الثانية للجالية اللبنانية هناك بعد زيارة أولى في العام 2007 شملت العاصمة الاوسترالية كانبيرا. بدأ اللواء ابراهيم جولته الحالية بسلسلة لقاءات منها مع فاعليات دينية بالأمس شملت مشايخ يمثلون الطائفة الشيعية ودار الفتوى والكنيسة المارونية. وعلّق قائلا للصحافيين في اوستراليا:”” إن للمغتربين آذان صاغية أكثر من المقيمين في لبنان، وزيارتي لهم بدأت بطابع شخصي، ونحن على تعاون وثيق مع اوستراليا وقد زارني سفيرها في لبنان قبل مجيئي”.
وسئل اللواء ابراهيم عن ملف النزوح السوري الى لبنان فاسترجع ما حققه إبان توليه مهامه في الامن العام اللبناني بين عامي [2011 و2023] من تنظيمه للعودة الطوعية التي اسفرت عن عودة 450 الف نازح سوري وقال: اصطدمنا بوجود أماكن لا تسيطر عليها الدولة السورية ، وصارحني مسؤول في الأمم المتحدة قائلا: إن المسألة أكبر منكم . والتقيت الرئيس الأسد [الرئيس السوري بشار الأسد] واثرت معه هذا الموضوع فقال:” عليكم ان توفّروا البنى التحتية اللازمة للعائدين، ثم أعيدوهم”.
وبالنسبة إلى طرح البعض إقفال قنصليات وبعثات دبلوماسية في الخارج تقليصا للنفقات أجاب اللواء ابراهيم سائليه بأنه :” تعزيز القنصليات لا إقفالها ومدخول السفارات والقنصليات قادر على سد العجز”.