مقالات مختارة
وكالة سبأنت
جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي امس السبت الدعوة “الى دعم قدرات الحكومة اليمنية [الشرعية] وتمكينها من استعادة مؤسسات الدولة، باعتبار ذلك السبيل الامثل لتعزيز الامن والاستقرار الاقليمي والدولي ووضع حد لتهديدات واعتداءات المليشيات الحوثية والتنظيمات الارهابية على خطوط الملاحة والتجارة العالمية”.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال لقاء مع مراسلي وسائل الاعلام، ووكالات الانباء الدولية “لقد قلنا في كل المناسبات، ان الطريق الامثل لتأمين كامل البر اليمني لن يتأتى الا بدعم قدرات الحكومة الشرعية، وتمكينها من استعادة مؤسسات الدولة ومدن الموانئ التي تحولت اليوم الى منصات لتهديد الامن البحري والإقليمي والدولي”.
كما جدد ترحيب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بأي جهد دولي للمساعدة في القضاء على ما أطلق عليه “التنظيمات الارهابية، وعلى رأسها المليشيات الحوثية المصنفة من قبل الحكومة اليمنية والمنظومة الخليجية منظمة إرهابية مثلها مثل تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، منوها في هذا السياق بتصنيف الادارة الامريكية لمليشيات ايران في اليمن “منظمة ارهابية عالمية”.
واكد في هذا السياق “ان أي جهد دولي حقيقي للمساعدة في القضاء على هذه التنظيمات كان مرحب به على الدوام ولايزال من قبل الحكومات اليمنية المتعاقبة”.
ولفت رئيس مجلس القيادة الرئاسي الى “ان دعم القضية الفلسطينية هو بوحدة الصف العربي وانهاء الحروب في المنطقة وليس المزيد من التأزيم والتشظي”.
وذكر بموقف مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الثابت من قضية الشعب الفلسطيني، والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة في الأراضي المحتلة، قائلا “ان الفلسطينيين اليوم بحاجة الى المساعدات المنقذة للحياة، وحراك دبلوماسي موحد وفاعل أكثر من أي شيء اخر لاحتواء المخطط الإسرائيلي بتصفية القضية وتهجير الشعب الفلسطيني”.
واكد ان ما أطلق عليه” الهجمات الحوثية الإرهابية في البحر الاحمر اضرّت بحرية التجارة العالمية وشعوب المنطقة وفي المقدمة مضاعفة معاناة الشعب اليمني الذي يعتمد على 90 بالمئة من الواردات للبقاء على قيد الحياة”. موضحا بأن “المليشيات الحوثية هي من جلبت كل هذه الاساطيل الى المياه اليمنية بهجماتها الإرهابية امتدادا لانقلابها على التوافق الوطني”.
ووضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الصحفيين ومراسلي وسائل الاعلام ووكالات الانباء، امام مستجدات الاوضاع السياسية والاقتصادية ومسار عملية السلام وتعقيداتها في ظل التطورات الاخيرة، مجددا التذكير بالمبادرات الحكومية من اجل انهاء المعاناة الإنسانية جراء الحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثي الارهابية.
واشار الى “ان ايران في النهاية لم تكن راضية فيما يبدو بتحييد ذراعها في اليمن، “لان اتفاق وقف اطلاق النار تحديدا سيعني وقف كافة الاعمال القتالية برا وبحرا وجوا”.
وقال “نحن جاهزون للسلام وقدمنا في سبيل ذلك التنازلات من اجل رفع المعاناة عن الشعب اليمني.. لان السلام هو مصلحة يمنية واقليمية ودولية ولابد من تكاتف جهود العالم لهذا الهدف”.
واشار الي “ان ايران لا تريد السلام سواء في اليمن او غيره، وان ما يقوم به الحوثيون في البحر الاحمر من اعمال ارهابية ضد السفن التجارية هو تقديم خدمة للتوسع الايراني في المنطقة.
وتطرق الرئيس العليمي، الى تطورات الاوضاع في اليمن والمنطقة، لافتا الى ضرورة تصويب السرديات المتعلقة بهذه المستجدات وخلفياتها، ومعرفة ما يدور في اليمن عن كثب ومن المصادر الموثوقة”.
واشار الى ” الى استمرار المحاولات المتكررة لجلب الحوثي الى عمليات السلام بدءاً من جنيف، وبرن، والكويت وظهران الجنوب، وصولا الى خارطة الطريق وكل تلك كانت محاولات لفرض السلام”.
وعن التطورات في البحر الاحمر، قال الرئيس العليمي “هذا ليس عمل جديد ونحن حذرنا منذ وقت مبكر ان ايران تخطط للسيطرة على البحر الاحمر، بما في ذلك خطاباتنا امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي حذرنا فيها العالم من خطورة استمرار سيطرة هذه المليشيات المدعومة ايرانياً على المناطق المطلة على البحر الاحمر”.
واشار الى “ان العمليات الدفاعية ليست الحل ولكن الحل هو القضاء على قدرات الحوثيين العسكرية، وعقد شراكة مع الحكومة اليمنية للسيطرة على هذه المناطق واستعادة مؤسسات الدولة وهو الضامن الوحيد للأمن والاستقرار ليس لليمن فحسب ولكن للمنطقة، مؤكداً اهمية ايجاد اطار مؤسسي اقليمي ودولي لحماية البحر الاحمر”.
واضاف “كان هناك مخطط ايراني منذ وقت مبكر للسيطرة على البحر الاحمر، وما عملناه من اجل اشراك الحوثي في السلطة او يكونوا جزء من المكونات السياسية فقد دمره الايرانيون بكل هذا العمل الذي قامت به المليشيات الحوثية”.
وطالب المجتمع الدولي بتطبيق قرار مجلس الامن رقم 2216 بكونه من سيجلب المليشيات الحوثية الى طاولة الحوار، معربا عن ثقته بأن القضية اليمنية لن تتأثر باي من القضايا الأخرى في العالم لأنها قضية عادلة.
وخلال اللقاء استعرض الرئيس العليمي البدايات الاولى لتشكل ما أطلق عليه تسمية” مليشيا الحوثي “التي لم تبدأ في العام 2004 او في العام 2014 كما تتحدث روايات مختلفة في عدد من الوسائل الاعلامية ولكنها بدأت في بداية ثمانينات القرن الماضي بعد عودة الخميني في العام 1979م الى ايران وبدء السياسة الايرانية في التوسع من خلال تشكيل خلايا تابعة للنظام الايراني في اليمن بالتزامن مع انشاء حزب الله في لبنان.
ولفت الرئيس العليمي الى ان الخلايا التي شكلتها ايران لم يكن لها تسمية معينة حينها وانما كانت خلية تم تدريبها في ايران وبدأت تلك الخلايا بارتكاب اعمال ارهابية في صنعاء عام 1984، ومهاجمة سينما بلقيس بالقنابل والتي تسببت في مقتل حارسها واصابة عدد من المواطنين، ومهاجمة السفارات والبعثات الدبلوماسية واستخدام مواد حارقة ضد النساء، مؤكداً القبض آنذاك على البعض منهم ومحاكمتهم، بينما غادر البعض الاخر من قياداتها الى ايران بينهم بدر الدين الحوثي والد المدعو عبدالملك الحوثي وعبدالسلام فليته متطرقاً الى التطورات المتلاحقة التي انتهت بانقلاب المليشيات على التوافق الوطني واشعال الحرب المستمرة منذ عشر سنوات.