“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
وثّق روني شطح نجل الوزير السابق محمد شطح شهادات تاريخية عن والده الذي تمّ تفجير سيارته في 27 كانون الأول ديسمبر 2013 أثناء توجهه الى اجتماع لفريق 14 آذار في بيت الوسط. تميط هذه الشهادات ومنها للسفير الأميركي الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان والسفير فريديريك هوف والسفير البريطاني الأسبق في بيروت طوم فليتشر اللثام عن الدور المحوري الذي لعبه شطح كمستشار للشؤون الدولية والدبلوماسية للرئيس الشهيد رفيق الحريري وبعده لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري. تضمن شريط الفيديو التكريمي بمناسبة مرور 10 أعوام على رحيل شطح، والذي نشره روني محمد شطح على حساب يوتيوب لموقعه “بيروت بنيان” شهادات ذات قيمة تاريخية عالية لكلّ من: نديم المنلا، سلام فياض، أوسامة حيماني، سعيد بكاش، محمد بعاصيري، فؤاد السنيورة، أسمى ماريا اندراوس، نديم شحادة، جيفري فيلتمان، زينة قاسم، فريديريك هوف، مالك مروة، توفيق الهندي، السفير طوم فلتشر، سامي الجميل، سمير جعجع والرئيس السابق ميشال سليمان.
فيلتمان: شطح كان هو المؤثر على السياسات الأميركية
قال جفري فيلتمان السفير الأميركي الأسبق في لبنان:” ما أثار إعجابي في محمد شطح، هو مدى براغماتيته التي كان دائما يستخدمها، خطوة خطوة في الأمور، كان يذهب الى الاتجاه الاستراتيجي ولكن كانت لديه اقتراحات بشأن ما يجب فعله في الوقت الحالي، ما يجب القيام به للمضي قدما في هذا الهدف. إحدى المفارقات التي حصلت أثناء فترتي في لبنان، كانت دعاية حزب الله حول “حكومة فلتمان”، نعم، كانوا يرددون حكومة فيلتمان، كانوا يهتفون بذلك بينما كنت أذهب الى السراي لمقابلة والدك، في حين أن محمد شطح هو الذي كان يؤثّر على السياسة الأميركية، أكثر بكثير من تأثير السياسة الأميركية على حكومة السنيورة. كان لدى محمد أفكارا، لو كان في وزارة الخارجية الأميركية او في البيت الأبيض كان سيفكر في هذا النهج لأية مشكلة كنا نناقشها، ومن المحتمل أن تكون هذه الافكار هي أساس للمناقشة في واشنطن والتي من شأنها أن تؤدي الى قرار بشأن كيفية المضي قدما، لذلك تم اتهامي بإدارة الحكومة اللبنانية وبالتلاعب بها، بينما في الواقع كان محمد شطح هو من كان يكتشف سبلا للتأثير على سياسة دعم الحكومة اللبنانية“.
فلتشر: كان من بين أول 5 شخصيات يترتب على أي سفير التعرف اليها فور تعيينه
وقال السفير البريطاني السابق طوم فليتشر: “كان والدك على قائمة أول 4 و5 اشخاص لأي سفير جديد لكي يلتقيه، سواء كان في الحكومة أو في خارجها، ولذلك أعتقد أنه كان أول المستشارين الرئيسيين من فريق 14 آذار الذين ألتقيهم قبل اجراء المكالمات الرسمية مع السنيورة وآخرين، هو كان لديه نوع من الكفاءة السريعة في المحادثة، أعني أنه كان ممتعا، وكانت لديه قصص، ولكن أعتقد أيضا أنه أثبت بأنه دبلوماسي محترف يتمتع بخبرة كبيرة، فهو لم يكن مجرّد زعيم آخر من أمراء الحرب في لبنان، بل إنه كان متمرسا في السياسة، كما تعلم لقد كان في صندوق النقد الدولي، وكان في واشنطن، وكان يعرف أكثر بكثير مما أعرفه عن ذلك العالم”.
هوف: استشرف كيفية استخدام توزيع عائدات النفط لتقوية روح المواطنة
وقال السفير فريديريك هوف الذي كان يهتم بملف النفط والغاز: “لقد أراد استغلال الوقت بين الاستكشاف والتنقيب، أي حوالي 5 أعوام، وأراد استغلال ذلك الوقت لإنشاء نسخة لبنانية لكيفية تعامل ولاية ألاسكا الأميركية مع عائلات النفط، توزّع ألاسكا جزءا كبيرا من الإيرادات التي تحصل عليها من النفط مباشرة عن طريق الشيكات على السكان، متجاوزة بذلك المجلس التشريعي في ألاسكا وبتجاوز الطبقة السياسية في ألاسكا، ويذهب بالكامل مباشرة الى المواطنين”. واضاف هوف متوجها الى نجل شطح:” وكان والدك يريد تنفيذ خطة مماثلة في لبنان، ورأى هذا الاجراء ليس أداة لمكافحة الفساد فحسب، بل إنه يعزز المواطنة بشكل حقيقي، ويقنع اللبنانيين بأنهم شركاء في إيرادات هذا البلد، لكنه كان يعلم أن معارضة الطبقة السياسية لفكرة كهذه ستكون كبيرة”.
استهدافه في وسط بيروت
إنضمّ مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح الى قافلة شهداء 14 آذار في 27 كانون الاول ديسمبر 2013 وذلك في انفجار استهدفه على مسافة أمتار من فندق “الفينيسيا” وهو متوجه للمشاركة في اجتماع سياسي لقوى 14 آذار في بيت الوسط.
باستشهاد شطح خسر “تيار المستقبل” ولبنان أحد أهمّ العقول السياسيّة والدبلوماسية والمالية، جاء سقوط شطح قبل 3 اسابيع من بدء عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي في 16 كانون الثاني (يناير 2014 وهو الذي طالما راهن على عمل المحكمة وطالب بدفع حصة لبنان المالية لها و في كشف الجناة والقتلة، وطالما طالب الحكومة اللبنانية بتسليم “داتا الإتصالات” وقد وصلت حملته في هذا الخصوص الى ذروتها بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات الشهيد وسام الحسن وبعد محاولة الإغتيال التي تعرض لها رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
ومن أقوال الوزير الشهيد لجريدة “الرياض” التي كانت تلتقيه دوريا ” في لبنان واقع إستثنائي يتمثل بأن الفرقاء السياسيين ليسوا متساوين، ثمة فريق سياسي أساسي مدجج بالسلاح وليس متسلحا بالموقع فحسب، ما يخلق خللا في البلد ينعكس تبدلا في التوازنات (…)”. ولد محمد شطح في طرابلس في العام 1951، وهو حائز على بكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الاميركية في بيروت عام 1974، ودكتوراه في الاقتصاد من جامعة تكساس في الولايات المتحدة عام 1983، حيث درس ايضا فيها مادة الاقتصاد اعواما عدة. عمل بين عامي 1983 و2005 في صندوق النقد الدولي في الولايات المتحدة الأميركية حيث تبوأ مناصب مختلفة منها مستشار لمجلس ادارة الصندوق عن منطقة الشرق الاوسط ونائب المدير التنفيذي.
شغل بين عامي 1993 و 1997 منصب نائب حاكم مصرف لبنان.
شغل بين عامي 1997 و 1999 منصب سفير لبنان لدى الولايات المتحدة عين في 2008 وزيراً للمالية في حكومة الوحدة الوطنية التي ترأسها فؤاد السنيورة. وهو استشهد في منصبه كمستشار الرئيس سعد الحريري منذ عام 2005.