مصدر دبلوماسي
مع انتهاء المعركة البرية في غزة بعد عدة أسابيع، والتوصل إلى صفقة شاملة بشأن المخطوفين، وهي مهمة ذات أولوية عليا، سيبدأ الجيش في تركيز قواته في الشمال، تحضيراً لمعركة مع حزب الله، ويجب على إسرائيل الطلب من لبنان، وبصورة قاطعة، التنفيذ الكامل للقرار 1701، أي انسحاب قوات حزب الله إلى شمالي نهر الليطاني، وأن تكون المنطقة خالية من الوجود العسكري لحزب الله.
الولايات المتحدة ودول عربية كثيرة، بينها السعودية، ستمنح دعمها الكامل للمطالب الإسرائيلية. وفي تقديري، حينها، سيبدأ حوار يقوم به الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين بين بيروت والقدس. وبعد استنفاد الخطوة السياسية، التي لن تدفع حزب الله إلى الانسحاب، في رأيي، سيكون لدى إسرائيل شرعية دولية للقيام بعملية عسكرية محدودة في الجنوب اللبناني، من أجل تنفيذ القرار 1701 بالقوة.
حتى لو قامت إسرائيل بمهاجمة الجنوب اللبناني واحتلاله، فإن هذا سيجري من دون توسيع القتال إلى معركة واسعة النطاق، وسيكون معقداً جداً، وسيضع إيران أمام معضلة: هل تدخل في حرب شاملة في مواجهة إسرائيل وتخسر قدرات حزب الله الكبيرة من أجل انتشار في الجنوب يتعارض مع قرار مجلس الأمن. في رأيي، وفي ضوء هذا الواقع، سيجري ضغط أميركي وإيراني على نصر الله من أجل صبط النفس والانسحاب ما وراء خط الليطاني…
هذه العملية القتالية من أجل مصلحة سكان الحدود الشمالية، تتطلب حواراً مكثفاً مع الولايات المتحدة وتنسيقاً كبيراً، ومشاورات مع الأميركيين بشأن التحدي الشمالي وطرق معالجته. وسنرتكب خطأً استراتيجياً، إذا ضيّعنا الفرصة الآن، كون الجيش مستعداً وجاهزاً، وعشرات الآلاف من السكان تم إجلاؤهم عن منازلهم، ولدينا تأييد كبير في الداخل من الجمهور الإسرائيلي لصدقية الحرب التي تخوضها إسرائيل. يجب أن نوضح لحزب الله، وللشرق الأوسط كله، أن إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، هي دولة مختلفة مصممة على القتال والمخاطرة، دفاعاً عن أمنها بنفسها، وأن عقيدة الاحتواء وضبط النفس لم تعد قائمة…