كتبت مارلين خليفة في موقع “مصدر دبلوماسي”:
تعيش الجزائر وفق نبض غزّة. الغى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون احياء الذكرى الـ69 لانطلاق ثورة التحرير الجزائرية، وطلبت وزارة الخارجية الجزائرية بأمر رئاسي من بعثاتها في الخارج الغاء التحضيرات المتعلقة بالاحتفالات لذكرى الاول من تشرين الثاني\نوفمبر لهذه السنة، وكل مظاهر الاحتفال المتعلقة بهذه الذكرى، وذلك تعبيرا عن تضامن الشعب الجزائري والدولة الجزائرية مع غزّة، “إذ تزامنت هذه المناسبة مع التداعيات الخطرة لتمادي الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني واستمراره في اقتراف جرائم الابادة المتكررة في قطاع غزّة”، كما قال تبّون.
في وقت سابق، عقد البرلمان الجزائري، جلسة طارئة لنصرة القضية الفلسطينية، دعا خلالها الى “تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل مع ضرورة إحالة مجرمي الحرب إلى محكمة الجنايات الدولية حيث اعتبروا أن الجرائم التي حدثت في غزة هي جرائم حرب تقتضي المحاسبة”.
وعلى غرار 120 بعثة دبلوماسية جزائرية حول العالم، لم تحي سفارة الجزائر في لبنان حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني، ولكنّ السفير الجزائري في لبنان رشيد بلباقي دعا الى وقفة تضامنية في مقرّ السفارة في منطقة الجناح للتضامن مع فلسطين، جمع فيها جميع الفصائل الفلسطينية، وكان سفير دولة فلسطين أشرف دبّور هو بمثابة ضيف الشرف حيث أن السفير بلباقي يعتبر نفسه في خدمة سفير فلسطين، للتدليل على المعنى العميق الذي تحتله القضية الفلسطينية في وجدان الجزائري، وقد حفرت في عقل وقلب كل جزائري كلمة الرئيس الراحل هواري بو مدين القائل يوما:” إن الجزائر هي مع فلسطين ظالمة كانت أم مظلومة”.
وفي كلمة له، ذكّر السفير بلباقي بتصريحات الرئيس عبد المجيد تبون وآخرها حين قال:” الفلسطينيون ليسوا ارهابيين ولن يكونوا ارهابيين، ومن يدافع عن الحق والارض ليس ارهابيا، وإن ما يحدث في غزّة جرائم كاملة الاركان وجرائم ضدّ الانسانية”. وذكّر السفير بلباقي بالكلمة التي القاها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بمناسبة الجلسة الخاصة لمجلس الامن الدولي، وذكر فيها بأن “القضية الفلسطينية لم تولد مع الهجمات الاخيرة، مؤكدا أن تلك جاءت في ظرف استثنائي نتج عن طمس وتشويه المعطيات الاساسية للقضية الفلسطينية، مطالبا الاطراف الدولية التي توفر الحصانة للاحتلال الاسرائيلي بتحمل مسؤولياتها” وأشار الى “التهميش شبه الكلّي لهذه القضية، وتنامي التقليل من شأنها على الصعيد الدولي، من جهة، ومن جهة أخرى، التسامح غير المبرر مع الاحتلال الاسرائيلي، ومنحه حصانة مطلقة، غير مقيّدة، وغير مشروطة، بدون وجه حق. أين اختفت كليا من على سلم اولويات المجموعة الدولية، التي تنكرت لمسؤولياتها وتنصلت من قراراتها ووعودها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.
من جهته قال السفير بلباقي في كلمته:” لا يسعني إلا التأكيد بدوري على موقف بلادي الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المجاهد من أجل قضيته المشروعة رغم فظاعة المجازر المرتكبة في حقه والتي فاقت جرائم الحرب، بل هي جرائم ضد الانسانية، وارفض في الوقت نفسه المقارنة بين المحتل وصاحب الارض، فلا يمكن وضع 2 مليون شخص في آلة ضغط في غزّة ولا نفهم أنها سوف تنفجر عاجلا أم آجلا”.
من جهته، شارك سفير الجزائر رشيد بلباقي في اللقاءات الدبلوماسية التي دعا اليها وزير الخارجية والمغتربين اللبناني الدكتور عبد الله بو حبيب وكذلك في كل الوقفات التضامنية حول فلسطين ومنها اجتماع السفراء العرب في سفارة فلسطين بدعوة من سفيرها أشرف دبّور. في هذا السياق تنبغي الاشارة الى أن الجزائر قد تكون الدولة العربية الوحيدة التي لم تقم بإجلاء رعاياها وعددهم يفوق الـ1500 مواطن جزائري من لبنان، لكنها على اتصال يومي بهم، وتضعهم في آخر التطورات في لبنان مع التهيئة لخطط اجلاء سريعة تمّ اعدادها بعد اندلاع المواجهات في غزّة بشكل محكم.