مقالات مختارة
وكالة “تسنيم”
أكد مسؤول وحدة الارتباط في حزب الله “الحاج وفيق صفا” أن عملية أسر الإسرائيليين سرعت بوقوع حرب تموز، منوهاً إلى أن من هم في الداخل اللبناني كانوا أشد إيلاماً على المقاومة من العدو الإسرائيلي.
وقال مسؤول وحدة الارتباط في حزب الله في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن سبب حرب تموز ليس كما يعتقد البعض هو أن عملية الأسيرين التي قام بها حزب الله، كانت هي سبب الحرب، في اعتقادنا لو لم تحصل عملية الأسر، كان العدو الإسرائيلي لديه برنامج وروزنامة لهذه الحرب، لأنه أثناء الحرب توضحت المؤامرة بشكل صريح.
وأضاف، عندما كانوا يتحدثون عن شرق أوسط جديد إذن كان هناك مخطط للحرب على أن تأخدنا الحرب بغتة، ربما كانت من نعم الله -سبحانه وتعالى- حدوث عملية الأسر ونبهت المقاومة وأيضاً وكشفت المخطط الإسرائيلي الأمريكي في ذلك الحين، إذن عملية الأسر لم تكن سبباً للحرب وإنما كانت ذريعة لهذه الحرب.
وتابع، أولاً حزب الله لم يبدأ الحرب، ثانياً هذا منطقنا في جميع المراحل. إن حزب الله هو للدفاع عن المقاومة ولبنان، وعن شعب المقاومة، وعن شعب لبنان، وعن سلاح المقاومة. فإذن حزب الله والمقاومة الإسلامية هي عملية دفاعية وليست هي من بدأ الحرب. في كل السنوات التي مرت، كان العدو الإسرائيلي هو الذي يبدأ الحرب، والمقاومة كانت في موقع الدفاع في تلك المواجهة.
ولدى سؤاله عن معرفة المقاومة بأنه بعد عملية الأسر سيدخل الإحتلال في عدوان ضد لبنان أم لا، قال الحاج وفيق صفا: لا أعرف إذا كانت على يقين أم لا لكن الذي أعرفه هو بمجرد حصول عملية الأسر وصدور البيان السعودي، والبيان الأمريكي والبيان الاسرائيلي، أصبحت المقاومة متيقنة أن هناك شيء ما يُحضر له، بهذه العملية التي حصلت كشفت المخطط وسرعت الخطوات مما أحبط مخططهم. لأنه لو أخذت المقاومة على حين غرة، كانت الأمور مختلفة بالتأكيد وكذلك الصورة مختلفة، إنما بالتخطيط لهذه العملية (عملية الأسر) تصبح المقاومة كلها في حالة جهوزية.
وأكد الحاج وفيق صفا أن المقاومة كانت على أهبة الاستعداد لتلك المواجهة لكنها فوجئت، أثناء الحرب كشف هذا المشروع وأصبح واضحاً، إنما المقاومة على جهوزيتها وأحبطت ذاك المشروع.
أضاف الحاج وفيق صفا، لم نكن نرى بوادر حرب، لأن الإسرائيلي كان يعد لها بسرية تامة على مستواه وعلى مستوى بعض الدول في الإقليم، إن عملية الأسر هي التي سرعت وأخذت بالإسرائيلي ليكمل باتجاه الحرب باعتبار مشروعه كان جاهزاً .
وتابع الحاج وفيق صفا: يجب أن نفصل بين حرب 2006 وبين اتفاق “مار مخايل” ، أولاً اتفاق “مار مخايل” كان بين حزب الله والتيار الوطني الحر وهو بالتأكيد كان تفاهم وتوافق الشرفاء في البلد، ثانياً هاتان الفئتان تلتقيان على مجموعة أمور لذلك تم هذا التفاهم، لكن ليس له علاقة ببعض من كانوا في السلطة في ذالك الوقت.
وأضاف، فوجئنا بالسياسة أن فريق 14 آذار كان يلاقي العدو، المفأجاة أن بعض من في الداخل كانوا يلاقون هذا المخطط في الحكومة اللبنانية. وهنا قلت في المقاومة السياسية التي كان على رأسها أميل لحود ودولة الرئيس نبيه بري هم الذين كان لديهم العامل الأساسي في إسقاط هذا الشرك الذي له علاقة بالمؤامرة على المقاومة، لذلك رأينا من هم في الداخل أشد إيلاماً على الحزب وعلى المقاومة من العدو الإسرائيلي.
وعن كيف استطاعت دبلوماسية المقاومة وأوراق قوتها في فرض شروطها على العدو الصهيوني، قال الحاج وفيق صفا ان المسؤول الأساسي عن لجنة التفاوض هو الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله. شكل لجنة وتولى عملية التفاوض، أعضاء هذه اللجنة – لم يعد سراً باعتبار أصبحوا شهداء – أعضاء اللجنة الحاج عماد مغنية، والسيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار) وأنا، استشهدا و بقيت أنا.
وأضاف، هذه اللجنة كانت تتوالى عملية التفاوض، الرأي النهائي كان لسماحة السيد، نحن في هذه العملية الأخيرة التي حصلت في 2008 حطمنا مجموعة أمور: أولاً تكسير الأهداف التي وضعها الإسرائيلي (دخل ليسحق حزب الله وفشل، ويسلم سلاح حزب الله وفشل، ويبعد حزب الله عن الحدود وفشل، ويسلم الأسيرين اللذان لدى حزب الله بدون شروط أيضاً وفشل. إذن العملية العسكرية فشلت).
وتابع، دخلنا عملية التبادل، هم لديهم مبدأين أساسيين، أولاً بالتبادل الإسرائيلي، الأحياء مقابل الأحياء، والأموات مقابل الأموات، ثانياً لا يطلق سراح المتورطين في الدم الإسرائيلي، تلك القاعدتان في عملية التبادل. وتلك القاعدتان لم تنفذا أيضاً. ولذلك في موضوع الأسيرين، وصلنا إلى “كشف المصير”.
وأضاف، ما هو كشف المصير؟ ما هدفه؟ الهدف منه أولاً أن نربح الوقت، ثانياً أن نربح ثمن الإنسان، لأن الأسيرين الذين لدينا في الحقيقة هم أموات، إذا عرف الإسرائيلي بأنهم أموات سيقل اهتمامه، ثانياً الثمن الذي يقدمه مقابلهم سيصبح زهيداً وبالتالي لن تتم العملية.
وتابع، ذهبنا إلى “كشف المصير” وطلبنا أثماناً عالية والإسرائيلي أخذ يفكر، مقابل كشف مصير الأسير فلان، هل هو كذا؟ ومقابل الثاني هل هو كذا؟ أجرى العدو حساباته، وقال “هناك صفقة وحالة الأسيرين كيف ما كانت، أحياء أم أموات”، استغرقت عملية التفاوض سنتين وهنا كانت الصعوبة، ثالثاً أثرت شهادة الحاج عماد، لكن ايضاً سنتان من التفاوض من المفترض عدم البوح بأي كلمة، همسة، تلميح، وما هو وضع الجنود.
وأضاف، أحياناً لم نكن نعلم هل سيكون ذلك أسهل على المفاوض وأحياناً يكشف ما لديه ويصبح الأمر أصعب، طبعا نحن لا نريد التدليس والغش، لم نقل لهم أنا لدينا إثنان أحياء وهذه من القواعد التي وضعها سماحة السيد وهي الصدق، هل نقول لدينا إثنين أحياء ويتضح أنهما أموات؟ هذا غش وتدليس. نحن لا نفعل ذلك وليس من واجبنا أن نقول إن الذين لدينا أموات.
وتابع، على أساس ذلك ذهبنا لإجراء الصفقة بالحالة التي عليها الاسيرين، لو لاحظتم يوم عملية إجراء التبادل، سألني الصحفيون بما أنكم اتفقتم هل نستطيع أن نعرف مصير الجنديين؟ لم نظهر بالكلام أو الكتابة أن حالة الأسيرين هي كالتالي! ولذلك قلت الآن “كشف المصير”! انظروا بأعينكم لأنكم لم تعطوننا الثمن مقابل “كشف المصير”، لذلك لن نتكلم، اذهبوا واكشفوا المصير بأعينكم!.
وأضاف، هذه الصفقة هي من أنجح الصفقات. وكانت الارتدادات السلبية على الجيش والمجتمع الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي الإسرائيلي سيئة جداً. لماذا؟ لأنكم قدمتم الثمن الباهظ جداً لحزب الله مقابل أسيرين ليسا على قيد الحياة.
نص المقابلة الكامل مع مسؤول الارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا
تسنيم: اليوم نقترب من السنة السابعة عشر لحرب تموز مع العدو الصهيوني ويبدو المشهد اليوم على الحدود الجنوبية ساخن في ظل جملة من التطورات التي تحصل على جانبي الحدود ، اليوم بعد سبعة عشر عاما كيف تنظرون اليوم إلى حرب تموز ، وماذا حققت لبنان ، والمقاومة الإسلامية؟
الحاج وفيق صفا: بسم الله الرحمن الرحيم ، نبدأ بحرب تموز ، والسبب لهذه الحرب ليس كما يعتقد البعض أن عملية الأسيرين التي قام بها حزب الله، كانت هي سبب الحرب ، في اعتقادنا لو لم تحصل عملية الأسر، كان العدو الإسرائيلي لديه برنامج وروزنامة لهذه الحرب ، لأنه أثناء الحرب توضحت المؤامرة بشكل صريح ، عندما يتحدثون أو تحدثوا عن شرق أوسط جديد إذن كان هناك مخطط للحرب على أن تأخدنا الحرب بغتة، ربما كانت من نعم الله سبحانه وتعالى حدوث عملية الأسر ونبهت المقاومة وأيضا كشفت المخطط الإسرائيلي الأمريكي في ذلك الحين ، إذن هذه العملية، عملية الأسر لم تكن سباباً للحرب وأنما كانت ذريعة لهذه الحرب.
أولاً حزب الله لم يبدأ الحرب، ثانياً هذا منطقنا في جميع المراحل. إن حزب الله هو للدفاع عن المقاومة ولبنان، وعن شعب المقاومة، وعن شعب لبنان، وعن سلاح المقاومة. فإذن حزب الله والمقاومة الإسلامية هي عملية دفاعية وليست هي من بدأ الحرب. في كل السنوات التي مرت، كان العدو الإسرائيلي هو الذي يبدأ الحرب، والمقاومة كانت في موقع الدفاع في تلك المواجهة .
تسنيم: نأتي للسؤال الثاني هل كانت المقاومة على يقين تام أنه بعد عملية الأسر سيدخل الاحتلال في عدوان ضد لبنان أم لا؟
الحاج وفيق صفا: لا أعرف إذا كانت على يقين أم لا لكن الذي أعرفه هو بمجرد حصول عملية الأسر وصدور البيان السعودي، والبيان الأمريكي والبيان الاسرائيلي ، أصبحت المقاومة متيقنة أن هنالك شيئا ما يحضر له، بهذه العملية التي حصلت كشفت المخطط وسرعت الخطوات مما أحبط مخططهم . لأنه لو أخذت المقاومة على حين غرة، كانت الأمور مختلفة بالتأكيد وكذلك الصورة مختلفة، إنما بالتخطيط لهذه العملية ( عملية الأسر) تصبح المقاومة كلها في حالة جهوزية.. لذلك جهوزية واستنفار، جهوزية صاروخية وجهوزية قتالية وجهوزية عسكرية وجهوزية تنظيمية أيضاً جهوزية سياسية. يعني حالة استنهاض لكل أذرع الحزب أو لكل الأذرع العسكرية للحزب في تلك الحرب ولذلك … كانت المقاومة على أهبة الاستعداد لتلك المواجهة لكنها فوجئت نعم … أثناء الحرب كشف هذا المشروع وأصبح واضحاً ، إنما المقاومة على جهوزيتها وأحبطت ذاك المشروع .
تسنيم: حاج وفيق بذالك الوقت أنت كنت على علم أمني أو معلومات وصلتك أمنية بموضوع حرب تموز؟
الحاج وفيق صفا: موضوع حرب تموز لا ، لم تكن نرى بوادر حرب، قلت لأن الإسرائيلي كان يعد لها بسرية تامة على مستواه وعلى مستوى بعض الدول في الإقليم ، قلت أن عملية الأسر هي التي سرعت وأخذت بالإسرائيلي ليكمل باتجاه الحرب باعتبار مشروعه كان جاهزاً .
تسنيم: مع انطلاق العدوان على لبنان كان واضح أن هنالك فريق داخلي متواطيء مع العدو الإسرائيلي وحلفائه لإسقاط المقاومة أنذاك كيف استطاعت المقاومة وحلفاؤها إفشال هذه المؤامرة وهل اتفاق مار مخايل كان بالفعل الحل الوحيد لتجاوز الفتنة الداخلية ؟
الحاج وفيق صفا: يجب أن نفصل بين حرب 2006 وبين اتفاق “مار مخايل” ، أولاً اتفاق “مار مخايل” كان بين حزب الله والتيار الوطني الحر وهو بالتأكيد كان تفاهم وتوافق الشرفاء في البلد، ثانياً هاتان الفئتان تلتقيان على مجموعة أمور لذلك تم هذا التفاهم والذي كان من شأنه أن يحدث مؤامرة فتنوية في البلد، هذا صحيح، لكن ليس له علاقة ببعض من كانوا في السلطة في ذالك الوقت.
لذلك الذي فوجئنا فيه بالسياسة أيضاً أن فريق 14 آذار كان يلاقي العدو ، اليوم ظهر… بأهداف لهذ العملية العسكرية ، تكلم عن سحق حزب الله .. ثانياً تحدث عن تسليم سلاح حزب الله، ثالثاً تحدث عن استعادة الأسيرين من غير شرط ومن دون تفاوض، رابعاً تحدث عن عدم تواجد حزب الله في المنطقة الجنوبية، هو يتحدث ونحن نخوض الحرب لكي نسقط تلك الأهداف، المفأجاة أن بعض من في الداخل كانوا يلاقون هذا المخطط في الحكومة اللبنانية. وهنا قلت في المقاومة السياسية التي كان على رأسها أميل لحود ودولة الرئيس نبيه بري هم الذين كان لديهم العامل الأساسي في إسقاط هذا الشرك الذي له علاقة بالمؤامرة على المقاومة، لذلك رأينا من هم في الداخل أشد إيلاماً على الحزب وعلى المقاومة من العدو الإسرائيلي .
تسنيم: طالما نتحدث عن علم مسبق من المقاومة بمخططات العدو ومراميه في التحضير للعدوان هل يمكن الحاج وفيق صفا أن يخبرنا بأي يوم من أيام التصدي للعدوان كانت المقاومة وقيادتها متيقنة بأن النصر تحقق بالفعل ؟
الحاج وفيق صفا: موضوع النصر، في الحقيقة، أصبح ثقافة لدى حزب الله، نعم أصبح جلياً أكثر بعد المعركة مع التكفيريين.
تسنيم: بعد حرب 2006
الحاج وفيق صفا: ولذلك قال سماحة السيد “وظيفتنا أن نقاتل والنصر من عند الله”، الآن وظيفتنا اختلفت، وظيفتنا أن نقاتل ووظيفتنا أن ننتصر بإذن الله، في موضوع الانتصار …. نعم أخوانا منذ البداية عندما يخوضون الحرب يخوضوها بذلك النفس، نقوم بواجبنا وبتكليفنا ، لكن بنفس الوقت نريد الانتصار . البعض يستشهد لكن شهادته تكون على طريق الانتصار ، لذلك قادة المقاومة كانت شهادتهم على طريق الانتصار، كانت شهادتهم جزء من هذا الانتصار.
تسنيم: من نتائج حرب تموز وعملية الأسر التي حصلت استطاعت المقاومة إبرام صفقة الأسرى وتحرير العديد من القادة والمقاومين، كرئيس وحدة الاتصال في حزب الله كيف استطاعت دبلوماسية المقاومة وأوراق قوتها في فرض شروطها على العدو الصهيوني ؟
الحاج وفيق صفا: استطيع القول أن آخر مفاوضات حتى ونحن نفاوض استشهد الحاج عماد مغنية وذلك كان صعباً جداً علينا، والله سبحانه وتعالى وفق. في السؤال عن لجنة التفاوض، المسؤول الأساسي عن لجنة التفاوض هو سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام. شكل لجنة وتولى عملية التفاوض، أعضاء هذه اللجنة – لم يعد سر باعتبار أصبحوا شهداء – اللجنة كانت الحاج عماد مغنية ، والسيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار) وأنا، استشهدا و بقيت أنا.
هذه اللجنة كانت تتوالى عملية التفاوض ، الرأي النهائي كان لسماحة السيد ، ما هي وظيفة اللجنة؟ ، التحضير للتفاوض والاسئلة والتحضير للجلسة القادمة والأخذ بتوجيهات سماحة السيد ، لماذ أقول أصعب شيء .. لأن انتظرنا كثيراً ، نحن نريد الأسرى اللبنانيين بالتأكيد، أجساد الشهداء اللبنانيين بالتأكيد، نريد أسرى فلسطينيين وأجساد شهداء فلسطينيين، وأسرى عرب ونريد أجساد شهداء عرب ونريد نساء وشيوخ وأطفال، اللائحة طويلة، لذلك المطالب كبيرة ..ماذا كان بأيدينا؟ بأيدينا أسيرين . ما هو وضع الأسيرين..هنا اللعبة، نحن في هذه العملية الأخيرة التي حصلت في 2008 حطمنا مجموعة أمور : أولا تكسير الأهداف التي وضعها الإسرائيلي (دخل ليسحق حزب الله وفشل ، ويسلم سلاح حزب الله وفشل، ويبعد حزب الله عن الحدود وفشل ، ويسلم الأسيرين اللذان لدى حزب الله بدون شروط أيضاً وفشل. إذن العملية العسكرية فشلت).
دخلنا عملية التبادل ، هم لديهم مبدأين أساسيين، أولاً بالتبادل الاسرائيلي الأحياء مقابل الأحياء والأموات مقابل الأموات ، ثانياً لا يطلق سراح المتورطين في الدم الإسرائيلي، تلك القاعدتين في عملية التبادل. وتلك القاعدتين لم تنفذ أيضاً . ولذلك في موضوع الأسيرين، وصلنا إلى “كشف المصير”.
ما هو كشف المصير؟ ما هدفه؟، الهدف منه أولاً أن نربح الوقت، ثانياً أن نربح ثمن الإنسان … لأن الأسيرين الذين لدينا في الحقيقة هم أموات، إذا عرف الإسرائيلي بأنهم أموات سيقل اهتمامه، ثانياً الثمن الذي يقدمه مقابلهم سيصبح زهيد وبالتالي لن تتم العملية. ذهبنا إلى “كشف المصير” وطلبنا أثمان عالية والإسرائيلي أخذ يفكر ، مقابل كشف مصير الأسير فلان، هل هو كذا؟ ومقابل الثاني هل هو كذا؟ أجرى العدو حساباته، وقال، هناك صفقة وحالة الأسيرين كيف ما كانت، أحياء أم أموات، استغرقت عملية التفاوض سنتين وهنا كانت الصعوبة، ثالثاً شهادة الحاج عماد أثرت، لكن ايضاً سنتان من التفاوض من المفترض عدم البوح بأي كلمة، همسة، تلميح ، وما هو وضع الجنود، أحياناً لم نكن نعلم هل سيكون ذلك أسهل على المفاوض وأحياناً يكشف ما لديه ويصبح الأمر أصعب، طبعا نحن لا نريد التدليس والغش، لم نقل لهم أنا لدينا اثنان احياء وهذه من القواعد التي وضعها سماحة السيد وهي الصدق، هل نقول لدينا اثنين أحياء ويتضح أنهما أموات؟، هذا غش وتدليس. نحن لا نفعل ذلك وليس من واجبنا أن نقول أن الذين لدينا أموات، لا مسكنة ولا شطارة.
تسنيم: وعلى أساسها تم التفاوض؟
الحاج وفيق صفا: على أساس ذلك ذهبنا لاجراء الصفقة بالحالة التي عليها الاسيرين، لو لاحظتم يوم عملية إجراء التبادل، سألني الصحفيون بما أنكم اتفقتوا هل نستطيع أن نعرف مصير الجنديين؟ لم نظهر بالكلام أو الكتابة ان حالة الأسيرين هي كالتالي ، ولذلك قلت الآن “كشف المصير” انظروا بعيونكم لأنكم لم تعطوننا الثمن، مقابل “كشف المصير”، لذلك لن نتكلم ، اذهبوا وكشفوا المصير بعيونكم. في كل الأحوال هذه هي الصعوبات، لكن ما حصلنا عليه عام 2008 من هذه الصفقة من تحرير لبنانيين أحياد وأجساد شهداء، فلسطينيين أحياء وأجساد شهداء، عرب ومن جنسيات مختلفة ( سورية وجزائرية) أحياء وأجساد شهداء، فلسطينيين شيوخ، فلسطينيين نساء وأطفال، فهذه الصفقة من أنجح الصفقات. وكانت الارتدادات السليية على الجيش والمجتمع الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي الإسرائيلي سيئة جدا لماذا ؟ لأنكم قدمتم الثمن الباهظ جداً لحزب الله مقابل أسريين ليسا على قيد الحياة.
تسنيم: نأتي الآن إلى ملف النفط ذكر وزير الطاقة اللبنانية أن التنقيب عن النفط في المنطقة الاقتصادية اللبنانية سيبدأ شركات فرنسية قطرية الحاج وفيق كان ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة إنجاز تاريخي للبنان ولمقاومته أيضا التي أجبرت العدو على الاعتراف بحقوق لبنان النفطية والغازية. ما هي أبرز جولات المفاوضات التي خيضت عبر الوسيط؟ وماهو دور حزب الله في ذلك ؟
الحاج وفيق صفا: تكلمت في السابق عن هذه النقطة وأعاود التأكيد في هذا الأمر أن حزب الله يقف خلف الدولة، ما الذي تقوله الدولة خط 23، خط 29 خط 30 نقف وراء ما تقوله الدولة، مثل السياسة التي تمت في الحدود البرية. سماحة السيد قال في عام 2000 نحن لا نتدخل بالترسيم نقف خلف حدود الدولة ، لأن حزب الله إذا أراد التدخل بعملية الترسيم البري أو البحري، فهو لا يعترف بكل الحدود، وبالتالي شاطىء فلسطين كله فلسطين ، هذه أول نقطة، والنقطة الثانية، متى تدخل السيد حسن نصرالله؟ عندما رأى أن الإسرائيلي غير آبه، ذهب ليستخرج دون اتفاق مع لبنان، إذن لماذا أنتم تريدون الاستخراج ولبنان لا ، لذلك أعلن عن العملية العسكرية في مواجهة الإسرائيلي وإذا استخرجوا من دون اتفاق مع لبنان.
أخذها البعض على محمل أنه لن يحدث شيء والبعض الآخر أرسل رسائل سياسية على أن هذا كلام في السياسة وبالإعلام لن يحدث شيء إلى أن أرسلت المسيرات .. من أرسل المسيرات فوق ناقلة التنقيب؟، المقاومة أرسلت مسيرات، أرسلت ثلاثة، لكي يصلوا وليس لكي يعودوا وأعلن عنها سماحة السيد، لذلك بفضل الموقف السياسي، بفضل قوة المقاومة، ووجود الجيش الذي قام بعملية الترسيم هذه الثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” وهذا ماحصل هو المصداق.
تسنيم: بعض الأبواق في الداخل والخارج روجوا أن الاتفاق البحري بين لبنان وكيان الاحتلال هو تطبيع اقتصادي وتخلي المقاومة عن سلاحها بماذا تردون على هذه الادعاءات حاج وفيق؟
الحاج وفيق صفا: اتهامات لا أساس لها، ترهات.
تسنيم: في نفس السياق هنالك مقترح عن ترسيم الحدود البرية مع الكيان الإسرائيلي مارأيكم في هذه الطروحات؟ وهل يمكن القول أن مايروج له هو لسحبه على الحدود السورية؟
الحاج وفيق صفا: هناك خطأ. ما يجري الحديث عنه اليوم ترسيم، لا يوجد ترسيم، جميع الحدود مرسمة وعام 2000 أصبح هناك خط أزرق. نعم لدينا 13 نقطة، مختلفون عليها، ولبنان متحفظ عليها. النقاط هي إظهار للحدود وليس ترسيم حدود. لا يوجد ترسيم.
تسنيم: يوم بعد يوم يتضح أن العدو في حالة تراجع رغم الإمكانيات والقدرات التي بحوزته ولعل جولتي ثأئر الأحرار في غزة وبأس جنين وشبعا مثال على ذلك هل تعتقد حج وفيق ان المواجهة القادمة مع عدو ستكون حاسمة في تحرير فلسطين ومقدساتها؟
الحاج وفيق صفا: من المبكر التنبؤ بهذا القول أن المعركة المقبلة هي الحاسمة . لكن من المؤكد أن “اسرائيل” تعيش في أزمة حكم، تعيش في تهديد داخل فلسطين، تعيش في تهديد خارجي على الحدود من جهة لبنان، تعيش في تهديد خارجي على مستوى المنطقة من جهة محور المقاومة، هناك تهديد وجودي للعدو الإسرائيلي، هناك أزمة حكم داخل اسرائيل. والحقيقة عند التقاء كل تلك النقاط تكون النتيجة ما نراه ، ينتج عن ذلك أن الردع الإسرائيلي تأكل إلى حد الصفر. الدليل ماذا فعلت اسرائيل بغزة، وماذا فعل الجيش الإسرائيلي بجنين، مع الضفة ، مع الحدود الشمالية ، مع خيمة وضعها حزب الله في أرض لبنانية. ماذا فعل الإسرائيلي بهذه الخيمة؟ أزبد وأرعد. وبلغ اليونيفل وقال أنه سيأتي الساعة الثامنة ليزيل الخيمة. ولم يأتي. وقال سيأتي الساعة 10. ثم أجل إلي الساعة 12 ومن ثم إلي الساعة 3 ثم قال سأترك المجال للمفاوضات، هذا دليل ماذا؟ دليل أنه مردوع، عندما أبلغنا بهذا الأمر كنا على أهبة الاستعداد. هذه ارض لبنانية وهذه خيمة لبنانية ممنوع المساس فيها.
في كل الأحوال الإسرائيلي مردوع بالداخل الفلسطيني ومردوع بالخارج و مردوع على الحدود. إلى درجة أنهم يقولون لنتنياهو ما هو دورك؟ بسبب هذه الخيمة تعيش جميع المستوطنات على الشريط بقلق ولا تنام. حسناً أين الجيش الحامي لذلك؟.
تسنيم: حاج وفيق انت المفاوض السياسي المحترف نراك على اتصالات واجتماعات مع العماد جوزيف عون ماذا يعني وماهي رسالتكم إلى الداخل اللبناني وإلى الخارج ؟
الحاج وفيق صفا: اللقاء مع العماد جوزيف عون له منحى غير سياسي . لقاء كما كنا نلتقي للتحضيرللمعركة ضد التكفيرين، والآن نلتقي من أجل موضوع التنسيق لليونيفل وما يجري على الحدود الجنوبية أو تنسيق في عملية ضبط الوضع الأمني والاجتماعي لبعض المناطق في لبنان، هذا له علاقة بصفته قائد للجيش والأمن السياسي والإجتماعي.
تسنيم: حاج وفيق انتم رفضتم مصافحة مدير وحدة المخابرات الامريكية في لبنان هو رجل أمني وانتم رجل امني لماذا رفضت مصالحته؟
الحاج وفيق صفا: حزب الله يعتقد أن إثنين لا يجب الكلام و المصافحة معهم و لا نتفاوض معهم. العدو الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، طبعاً الإدارة الأمريكية بجناحيها السياسي والعسكري والأمني. وهذا الذي حصل سابقاً ولم يكن ليعلن عنه.
المناسبة التي كنت موجوداً فيها ومن باب الصدفة كانت هناك كاميرات، هو يعرف ونحن نعرف، عندما يقترب للسلام أنا لن أصافحه، وهذا يذكرنا بما يقوله سماحة السيد أن هؤلاء الإدارة الامريكية التي تضع حزب الله على لائحة الإرهاب وتحارب حزب الله، طلبت إدارتها وأمنها ومخابراتها وساطة من أكثر من شخص للقاء حزب الله وتحديداً معي أنا، نقول لهؤلاء لن نسلم عليهم فكيف اللقاء؟!.
تسنيم: في ظل ما يجري في لبنان من اختلافات سياسية واقتصادية واجتماعية نأتي إلى جانب السياسي الأمني في ظل ما يجري بلبنان هل اليوم الحاج وفيق صفا يفاوض ويتفاوض مع جميع التيارات السياسية في لبنان ام هنالك خصومة أمنية وليست سياسية؟
الحاج وفيق صفا: وظيفتنا التنسيق مع الدولة اللبنانية بأمنها وقضائها وجيشها ، لكن في بعض الملفات التي يكون لها طابع أمني سياسي يكون لي دورُ بها، غير ذلك لا أتفاوض مع التيارات السياسية كلها. في حزب الله هناك المجلس السياسي ولديه علاقات سياسية ولكل واحد علاقات سياسية، وأنا أكون مشاركاً في أحد الملفات.
نحن بكل ما ذكرناه عن التفاوض هناك أمور لم يحكى عنها إلا بعد استشهاد الحاج عماد وهناك أمور لم يحكى عنها إلا بعد استشهاد الحاج ذو الفقار ، وهناك أمور يفصح عنها سماحة السيد اذا أراد ذلك، لذلك هذا الأمر بشقين، الأول لا ينتهي الحديث عن التفاوض مع اسرائيل عام 2008 و2004 و 1998 و1996 ، كانت هناك عمليات تبادل كثيرة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي يوجد هناك أسرار وليست كل الأسرار في معرض البوح.
تسنيم: ما هي رسالتكم عبر وكالة تسنيم الدولية للأنباء الإيرانية؟
الحاج وفيق صفا: الرسالة واضحة وصريحة، جزء من هذا المحور الذي يقاتل نحن نعلم أن المقاومة فيها اﻹعلام الحربي والإعلام السياسي والإعلام الاجتماعي وفيها الكلمة والقلم والرصاصة والبندقية، طبيعة رسالتكم الكاميرا ونشر هذا الفكر المقاوم للصديق وللعدو.
/انتهى/