مارلين خليفة
البوصلة- مصدر دبلوماسي
استغرب المدير السابق للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم في حوار صحافي امس أن يتبارى لبنانيون للدفاع عن الاعلامية فجر السعيد، “زائرة اسرائيل والمتبجحة بذلك فيما أبناء وطنها في الكويت لم يأتوا على ذكرها وهناك الكثير من المآخذ عليها” وذلك في حديث لموقع “الانتشار”. ويبدو أن هذه العبارة أثارت حفيظة السعيد، فلم توفر منذ الأمس تغريدة إلا وصبت بها غضبها على اللواء ابراهيم، الذي كان اصدر قرارا سابقا بمنعها من دخول لبنان لأسباب عدة منها دخولها الى الاراضي الفلسطينية المحتلة بالاضافة الى ترويجها لزياراتها عبر السوشال ميديا. أي عاقل، يدرك أنه يوجد في لبنان قانون مقاطعة اسرائيل الذي اقره المجلس النيابي اللبناني ووقعه رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون في 23 حزيران\يونيو 1955، أي قبل تأسيس “حزب الله” الذي لم توفر السعيد كلمته ضده وهي لعلمها تأسس في العام 1983 كذلك ينص قانون العقوبات اللبناني في المادة 285 على عقوبة السجن لمن يزر اسرائيل.
إن السياسة التي طالما اتبعها اللواء ابراهيم الذي رئس الامن العام اللبناني طيلة 12 عاما تمثلت بأن لا مكان للمطبعين في بيروت، وهو أعطى أوامر حازمة لضباطه وعناصره في هذا الخصوص.
إلا أن الاعلامية الكويتية التي سردت في فيديوهات وتغريدات كيف اوقفها الامن العام اللبناني في مطار بيروت تطبيقا لقرار مديره العام السابق الذي تقاعد في آذار\مارس الماضي بالغت في ردة فعلها بشكل غير متزن وهو أمر غريب عن أهل الكويت. ولأنها كويتية رفض كثر الدخول في سجال معها لأن الصلات مع دولتها متينة وطالما كانت الكويت ولما تزل داعمة للبنان على مستويات عدة وخصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت.
وفي تغريدة أمس، تنضح بقلة الاحترام، تعرضت السعيد الى المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم بتعابير متهاوية بمستواها ولا تنطبق على المسؤول الامني الذي تم التواطؤ ضده لازاحته من الامن العام بسبب ثباته ومواقفه واطلالاته الاقليمة والدولية الناجحة ووساطاته الانسانية الدولية غير المعلنة والمستمرة لغاية اليوم وبوتيرة أقوى لكن بعيدا من الاعلام. توصلت “زائرة اسرائيل” كما لقبها اللواء ابراهيم الى التطاول عليه بأسلوب مقيت مطالبة أياه أن يجيبها “إذا كان قبضاي” في غرور لا قعر له، وهي لا تدري بأنها تحولت الى اضحوكة امام الرأي العام الحكيم والصامت والمراقب لتغريداتها ومواقفها الجوفاء.
غفلت الاعلامية وهي تنشر فيديوهات لمن دافعوا عنها أن هؤلاء “الاصدقاء” الذين تتغنى بهم مرذولون أيضا من نصف الشعب اللبناني المستقطب بين ضفتين (وهنا لا أريد أن أعمّم على الجميع) وأن معظم من دافعوا عنها كان دافعهم الكيد لا القناعة. أن تعاير اعلامية مسؤولا لبنانيا رفيعا كرّمته دول لوساطاته الناجحة في اطلاق معتقلين واسرى وتتحداه بأسلوب صبيان أمر بات يثير التساؤلات حول موقف المسؤولين عن الاعلام في الكويت وايضا في وزارة الخارجية الكويتية. فقد أوغلت السيدة فجر السعيد في التطاول منذ أيام على مكونات لبنانية لها جمهورها في لبنان وها هي منذ الامس تبخ سمومها على شخصية وطنية محترمة، وهذا لم يعد يندرج في خانة حرية التعبير، لأنه لو قام اعلامي لبناني بهذا الامر لأغلق مجلس التعاون الخليجي اجواءه أمام الطيران المدني اللبناني!
هذا الغرور الصبياني الارعن لمن تصف نفسها باعلامية غير لائق بها ولا ببلدها الذي نجلّ قيادته ونحترم شعبه، وحبذا لو تخصص السيدة السعيد بعض الوقت للقراءة كي لا تدمج بين رؤساء الدول والدبلوماسيين وحفظة السلام الذين لديهم جوازات خاصة وحصانات وامتيازات لا تتمتع بها كمواطنة عليها الخضوع لقوانين البلد الذي تزوره. السيدة السعيد، أنت لست افضل من ابنة أحد كبار الدبلوماسيين الاجانب في لبنان الذي أمر اللواء ابراهيم حين كان لا يزال في قيادة الامن العام بحجز ابنته لأنها جاءت بجواز مختوم من اسرائيل، فاضطر والدها للاعتذار لانه عرف بالمخالفة للقوانين اللبنانية.
أما محاولتك استدراج اللواء ابراهيم ليرد على تغريدات صبيانية فلا اعتقد أن رجلا بهذا المستوى سيمنحك هذا الشرف، ولعله يردد مع الامام الشافعي:
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا