“مصدر دبلوماسي”-خاص
زار رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في ايران بيمان جبلّي لبنان لقرابة الايام الستة في زيارة مخصصة لهذا البلد، وزار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وفاعليات لم يكشف عن هويتها، كذلك زار عوائل شهداء للمقاومة ابرزهم عائلة الحاج عماد مغنية وجال في جنوب لبنان على مواقع المعارك بين لبنان واسرائيل ووصل الى مارون الراس وقلّد الاعلامي في قناة المنار علي شعيب وساما. وفي آخر يوم له في بيروت، نظمت السفارة الايرانية في لبنان لقاء لجبلّي مع عدد من الصحافيين والاعلاميين حيث استعرض معهم المسؤوليات التي يتحملها الاعلام وسط تبدّل الخارطة الجيوسياسية في المنطقة ومع تزايد تأثير التكنولوجيات الحديثة على العلاقات الدولية وخصوصا في حال قررت استخدام التضليل كوسيلة للتغيير. وحضر المؤتمر القائم بالاعمال الايراني في لبنان السيد خليلي وطاقم السفارة الايرانية.
من هو بيمان جبلّي
قبل نشر وقائع الحوار مع جبلّي (الوقائع الكاملة مخصصة للمشتركين في تقرير سينشر لاحقا) من المفيد الاطلاع على سيرته.
في تقرير نشرته “صحيفة الاستقلال” في تشرين الاول\اكتوبر 2021 ورد بأنه
“ضمن سلسلة التعيينات التي يجريها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في مؤسسات الدولة، والمجيء بشخصيات قريبة منه أصدر قرارا في 29 سبتمبر/أيلول 2021، بتعيين “بيمان جبلي”، رئيسا لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية.
وأفادت وكالة “مهر” للأنباء بأن خامنئي أكد في قرار التعيين، أهمية المؤسسة خلال الفترة الجديدة في “النهوض بمستوى الوعي العام والمعرفة والتوجيه الثقافي وتعزيز الروح والشعور بالهوية الوطنية والثورية، وتعزيز نمط الحياة الإسلامية الإيرانية”. أضافت الصحيفة بأن
“المنصب الحساس الذي يشغله بيمان جبلّي، يتطلب معايير محددة لتسيير الهيئة- وفقا لتوجيهات خامنئي- التي تستمر ولايتها لمدة خمس سنوات وقد تمدد، فيما أكد المرشد الإيراني أن “جبلي يتمتع بالمؤهلات الدينية والثورية والمهنية اللازمة”.
وبعد تعيينه الرئيس الثامن لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قال جبلي خلال مقابلة مع وكالة “إيران برس” في 30 سبتمبر/أيلول 2021 أن “شعار الإذاعة والتلفزيون في العصر الجديد هو اتخاذ خطوة نحو تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة”.
وأضاف الرئيس الجديد للمؤسسة الحكومية أن “الحضارة الإسلامية الحديثة تعني أننا ننتج المحتوى والبرامج للجمهور الإيراني، إضافة إلى الجماهير ما وراء الحدود الإيرانية”.
وتحدث عن الخطوات المقبلة للمؤسسة، بالقول إن “أحد الموضوعات الرئيسة لعمل هيئة الإذاعة والتلفزيون في الفترة الجديدة سيكون تعزيز قنوات الإعلام الخارجي”.
كما أشار جبلي إلى أن القنوات الموجهة إلى الخارج في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية هي “في طليعة الحرب الناعمة”، قائلا إن “القنوات الموجهة إلى الخارج في إيران في تنافس مستمر مع القنوات الأجنبية”.
وقال جبلي الذي كان يشغل منصب “مدير القنوات الموجهة إلى الخارج” في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن وكالة أنباء “إيران برس” الدولية خير دليل على فشل احتكار وسائل الإعلام الغربية.
سفير سابق
بيمان جبلي مواليد العام 1966 حي شميران بالعاصمة طهران، حاصل على الماجستير من قسم المعارف الإسلامية والتبليغ من جامعة “الإمام الصادق” عام 1993 وحاصل على الدكتوراه في مجال الثقافة والعلاقات من الجامعة ذاتها عام 2004.
حل جبلي بديلا لعبد العلي عسكري، الذي تولى منصب مدير الإذاعة والتلفزيون قبل 5 سنوات بعد استقالة محمد سرافراز، إذ إنه بتعيين جبلي يمكن اعتبار “عسكري” الرئيس الوحيد للإذاعة والتلفزيون الذي احتل هذا المنصب لفترة واحدة.
وعمل جبلي البالغ من العمر 55 عاما الذي يجيد ثلاث لغات غير الفارسية (العربية، الإنجليزية، الفرنسية) سفيرا لإيران في تونس عام 2014 لمدة أربعة أعوام، كما كان رئيس الدائرة الإعلامية بمجلس الأمن القومي.
وشغل في السابق منصب مساعد رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون في القسم الخارجي، ومديرا لشبكة “برس تي في”، ومساعد مدير الأخبار للإذاعة والتلفزيون، والمساعد الإعلامي لسكرتير مجلس الأمن القومي، في عهد سعيد جليلي.
وكذلك عمل جبلي مديرا عاما للأخبار الداخلية في وحدة الأخبار المركزية، ومديرا لشبكة “العالم” في بيروت.
وكان الرئيس الجديد لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني قد أكد عام 2015، خلال تصريح أدلى به إلى وكالة “مهر” للأنباء، أن “الدعم الأساسي لحزب الله وحماس من أجل المقاومة توفره دولتان مهمتان هما إيران وسوريا”.
ومن بين أعمال جبلي يمكن الإشارة إلى تأسيسه قناة “العالم سورية” التي تأسست منذ أكثر من عامين، إذ قال في مقابلة مع وكالة “مهر” في أبريل/ نيسان 2021، بأن “من العوامل التي ضاعفت دافعنا لإنشاء هذه القناة كانت تأكيدات قاسم سليماني الحفاظ على إنجازات جبهة المقاومة”.
يشرف السيد جبلّي على أكثر من 150 قناة اذاعية وتلفزيونية في ايران وهو يكنّ في قلبه الكثير من المحبة للبنان لانه كان مديرا لمكتب الاذاعة والتلفزيون في بيروت لأعوام لا سيما ابان حرب تموز العام 2006، كما قال مسؤول الاعلام في السفارة الايرانية محمد حرشي معرّفا به.
كلمة افتتاحية
في بداية اللقاء، شكر السيد بيمان جبلّي الدعوة من السفارة الايرانية ولقاء الاعلاميين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وهو قدم تهانيه بها، وقال:” تذكرت أيام الشجاعة التي سطرتها المقاومة الشريفة في ايام حرب تموز والتي تشرفت بأن اكون حاضرا وشاهدا على تلك الايام، ولاحظت تلاحم المقاومة والشعب بأطيافه كلها في الهزيمة التاريخية في تلك الايام لاسرائيل. ولما تجولت بالامس في جنوب لبنان وعلى تخوم اراضي فلسطين المحتلة، تجددت عندي ذكريات أيام حرب تموز وتذكرت كيف كانت جميع اطياف الشعب اللبناني بكل انتماءاته في تلك الايام متكاتفة مع بعضها البعض لحماية ودعم المقاومة والوطن، الآن وفي هذه الايام جددت الذكريات واحببت ان اطرح هذا الموضوع على زملائنا الاعلاميين وخصوصا في ضوء التطورات التي حصلت في المنطقة بشكل عام وخصوصا صمود المقاومة في المنطقة وضعف اعداء المنطقة الذين كانوا يستهدفونها ومكوناتها لمصالحهم وبفضل هذا الصمود والوعي الذي حصل بين الشعوب تغيرت الخارطة السياسية في المنطقة ونرى اليوم بعض العلامات لهذا التغيير في الخارطة السياسية، وأتصور أنه في هذه اللحظة التاريخية وفي هذه التطورات التي تتشكل لصالح شعوب المنطقة وشعوبها، يجب علينا كإعلاميين أن نفكر بمسؤوليتنا الجسيمة ونحن نثق بإحدى أهم المواقف في التاريخ ويجب ان نستشرف مستقبلنا ونرى كيف يمكن لنا كإعلاميين وكوسائل اعلام أن نحقق هذه المسؤولية التاريخية التي هي أمانة على عاتقنا وكيف يمكن ان نوصل الماضي والحاضر والمستقبل لصالح المنطقة والشعوب”.
أضاف:”في اللقاء مع سماحة السيد حسن نصر الله والاستاذ نبيه بري تطرقنا الى التغيير الذي حصل في المنطقة والخارطة السياسية فيها، وبالتالي يجب على الاعلام مواكبة هذا التغيير، وتحديد الدور الذي يجب ان يضطلع به مواكبة للخارطة السياسية الجديدة في المنطقة”.
محضر اللقاء الكامل مع الاعلاميين سينشر لاحقا وهو مخصص للمشتركين في موقع “مصدر دبلوماسي”.
للاشتراك مراسلة الموقع عبر