“مصدر دبلوماسي”
قال المدير العام السابق للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم أثناء حفل تكريمه من قبل رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت:” أنا والصديق محمد ننتمي الى مدرسة تفتح الخطوط والاجواء والابواب بين اللبنانيين وبينهم وبين اخوتنا العرب والعالم. نحن من لا نكنّ للاخوة السوريين إلا الكثير من المودة والتقدير، فهؤلاء هم الذين حموا الشركة في عزّ عدوان تموز 2006، لا بل ايضا هم من حموا هذه الشركة طيلة سني الازمة السورية، ولذلك نرفض الانجرار الى حلفة الخطابات العنصرية المقيتة المتصاعدة في هذه الايام ضد الاخوة السوريين ولكل مشكلة حل بالتفاهم مهما عظمت المصاعب”. وأشار اللواء ابراهيم:” اسمحوا لي أن اقول أن خلاصنا عنوانه كلمة واحدة: المواطنة ولا مدخل الى المواطنة الا بوضع لبنان على سكة الغاء الطائفية كما نص على ذلك اتفاق الطائف. ولأن تجار الطائفية يريدون ان يجعلوا من هذا الشعب عبارة عن شعوب وقطعان طائفية غبّ الاستخدام في المناسبات الانتخابية والمصالح الشخصية، بالمقابل نقول بأن هذا النهج لا يمكن ان يبني وطنا ودولة. بالخروج من الطائفية والدخول الى رحاب الدولة نبني وطنا”.
كلام اللواء عباس ابراهيم جاء أثناء حفل تكريم أقامه على شرفه اليوم الاربعاء رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت بحضور كبار قادة الاجهزة الامنية ووجوه سياسية وقضائية وهيئات اقتصادية ورجال اعمال وفاعليات مناطقية وكوكبة من الاعلاميين.
كلمة محمد الحوت
النشيد الوطني افتتاحا ثم كلمة رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت.
يسرني الترحيب بكم اليوم في شركة طيران الشرق الاوسط وأنا ألاحظ هذا التنوع في الحشد الكبير الذي لبى الدعوة لتكريم اللواء عباس ابراهيم، التنوع في التوجهات السياسية من اقصى الشرق الى اقصى الغرب، الكل أجمعوا على محبة اللواء ابراهيم.
نطرح السؤال: لم نقيم حفل تكريم على شرف شخصية محددة؟ لاحظنا بأن اللواء عباس ابراهيم يحظى بتكريم تلو الآخر، لأنه زرع المحبة في قلوب الناس، ويحاول الناس أن يردّوا له بعض الوفاء وشكره على كل الخدمات التي قدّمها. لكن أولا نحن نكرّم الشخص، أبو محمد، وهو انسان يخاف الله، تقي، لا “يركّب” ملفات لأحد ولا يتهم احدا، بالعكس يحاول مساعدة كل الناس من دون استثناء. نحن نعرف القضايا التي ساعد فيها وهي المعلنة، لكن ثمة الكثير من القضايا الشخصية والفردية عالجها دون اضواء، ووفقه الله بحلها مع دول متعددة سواء الدول العربية او الخليجية أو سوريا او العراق ودول أخرى كل ذلك بصمت ومن دون منّة.
نحن اليوم، نكرّم ايضا مؤسسة الجيش التي انطلق منها اللواء عباس ابراهيم، الجيش هو حامي حمى لبنان، قدّمت هذه المؤسسة تضحيات بأصعب الظروف، ولا زال الجيش يقدم هذه التضحيات. قاد اللواء عباس ابراهيم الامن العام اللبناني لما يزيد عن 12 عاما، والعلاقة التي بيننا وبين الامن العام اصبحت في احسن مستوى خلال ولاية اللواء عباس ابراهيم لأنه لم يكن لديه هدف سوى المصلحة العامة والعمل من اجل تسهيل امور المواطنين في المطار. إن هذه المؤسسات هي التي اسهمت في الابقاء على المطار مفتوحا وعاملا، لم يكن هذا المطار ليبقى مفتوحا لولا الجيش والامن العام اللبناني وقوى الامن الداخلي ، وهي مؤسسات تعمل في اصعب الظروف ومن دون امكانات مادية وتقدم التضحيات وايضا الجمارك اللبنانية ولا ننسى موظفي الطيران المدني. نحن تعاونّا مع قادة الاجهزة الامنية في هذا العمل كلّه من اجل تأمين عمل المطار (…)”.
واضاف محمد الحوت:”في العام 2010، قام نقيب الطيارين (حوماني) ومعه رئيس العمليات الجوية (الكابتن منصور) بإضراب على ابواب الصيف. وطبعا بقينا عائلة واحدة بالرغم من الخلاف آنذاك. وقتها قال لي العماد قهوجي (جان قهوجي قائد الجيش السابق) سأرسل اليك العميد عباس ابراهيم نائب مدير المخابرات ليساعد في هذا الأمر، فتشاورت بالامر مع الوزير غازي العريضي الذي لم يمانع.
وجاء اللواء ابراهيم وحل الموضوع فعلياـ وكنت استقدمت على ابواب الصيف 60 طيارا اجنبيا من شركات عالمية، كان اللواء ابراهيم يقول لي “ما تعذب حالك ما رح تستعملهم”، وبالفعل لم نستخدمهم، وانشاالله ألا نطير الا بطيارين لبنانيين نفتخر فيهم”.
(…) وروى الحوت عن حادثة الطيران فوق سوريا ابان اندلاع الحرب السورية “حيث كنا نشاهد شهبا نارية عند التحليق فوق سوريا، ووردتنا تقارير عن السلامة أخذناها على محمل الجدية، ثم بدأت الشركات العربية توقف رحلاتها فوق سوريا الواحدة تلو الاخرى، وصودف انهم كانوا اصحابي، وقيل لي أنه قرار سياسي او للحفاظ على سلامة الطائرات وطواقمها والمسافرين. وبدأت الامور تصعب، وبدا القرار سياسيا. وكانت لدينا رحلات تطير فوق سوريا، والتوقف يعني خسارة مالية كبرى، فلجأنا الى الوزير عريضي والعماد قهوجي وهما بيننا اليوم، طمأننا العماد قهوجي بأن الصواريخ لا تصل الى مسارات الطائرات أما الوزير العريضي فقال نحن بوضع سياسي صعب مع سوريا لكن الطيران ومصلحة الشركة والناس فوق أي اعتبار واجمع قهوجي والعريضي وأنا ان من يحلّها هو عباس ابراهيم. وهكذا كان، اللواء عباس ابراهيم هو من تابع الاتصالات، وتأكد من نوعية الاسلحة الموجودة على طول الخط الجوي مع سوريا، هو من قال لنا ما يجب أن نعمله، وحكى مع القيادة السورية وغيرنا بموجب اتصالاته بعض مسارات الطائرات. وأحب أن اقول لك يا حضرة اللواء أن ما قمت به مع الميدل ايست وفّر لغاية اليوم أكثر من 500 مليون دولار”.
وختم محمد الحوت:” كنّا بحاجة الى رجل مهمّة، رجل يلعب على التناقضات الاقليمية، رجل يتواصل مع السوريين ورجل يحكي مع القيادة السياسية في لبنان وكل ذلك قام به اللواء عباس ابراهيم، لذا نحن نكرّمك اليوم ونقول لك شدّ الله أزرك وانشاالله نراك في الافضل ولا يمكننا إلا شكرك على كل ما قمت بيه للميدل ايست وللبنان”.
كلمة اللواء عباس ابراهيم
والقى اللواء عباس ابراهيم كلمة جاء فيها:
:”في حضرة الميدل ايست اتبنى ما قاله صديقي الاستاذ محمد الحوت، ولكن أود أن أضيف الآتي :أتيت من عائلة وبيت وقرية ومدرسة تؤمن بالحوار والدولة من الدولة بدأت وفي الدولة أستمر ليس وظيفة بل فكرا وفكرة ومدرسة ودورا”.
وأضاف إبراهيم :”عندما كنت أكلف بأي مهمة كان سر نجاحي إيماني العميق بالدولة برغم أن كثيرين يرونها مستحيلة لم أرفض مهمة في حياتي أبدا ولم أرفض حوارا ولقاء أي شخصية لبنانية او عربية أو عالمية وهنا أستدرك لأقول لكم انه كان هناك استثناء في هذا الموضوع وهو من القيم التي أفتخر انني متمسك بها حتى الرمق الاخير إنطلاقا من قناعاتي الثابتة والصلبة بأن العدو هو العدو مهما بلغت الضغوط والتحديات والأثمان ولا أعطي هذا المثل لكي أستعرض بل للقول إن الحوار بين اللبنانيين مطلوب ولا يجوز أن يكون تسور لأي طائفة أو منطقة أو بيئة وأن تسيج نفسها بجدران من الخوف والقلق بل علينا ان نتصارح مع بعضنا البعض كلبنانيين من أجل ازالة كل المخاوف حتى نحافظ على بلد مهما فتشنا عن بلدان أخرى لن نجد أغلى منه ولا أجمل،
وهذا الكلام في حضرة الميدل ايست لأنها جسر تواصل بين اللبنانيين المقيمين والمغتربين بين اللبنانيين وكل شعوب العالم على ارض هذا المطار على متن طائرات الميدل ايست نكتشف أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا من هذا المكان إنطلق لبنانيون بالآلاف والملايين ليصنعوا أسطورتهم في إفريقيا وأميركا وأرستراليا وكندا وأوروبا وكل أنحاء المعمورة”.
وأشار إبراهين :” أنا والصديق محمد ننتمي إلى مدرسة تفتح الخطوط والأجواء والأبواب بين اللبنانيين وبينهم وبين أخوتنا العرب والعالم نحن من لا نكن للأخوة السوريين الا الكثير من المودة والتقدير فهؤلاء هم الذين حموا الشركة في عز عدوان تموز2006 لا بل أيضا هم من حموا هذه الشركة طوال سنين الأزمة السورية ولذلك نرفض الانجرار الى حفلة الخطابات العنصرية المقيتة المتصاعدة في هذه الأيام ضد الإخوة السوريين ولكل مشكلة حل بالتفاهم مهما عظمت المصاعب
وأنا والصديق محمد ننتمي إلى مدرسة تؤمن بعروبة هذا البلد ولكنها العروبة الحضارية الحذيثة المنفتحة التي لا تدير ظهرها لقضايا الأمة بل تفتح قلبها لكل فلسطين وأهلها اولى هذه القضايا
وننتمي الى كل غيور على مصلحة هذا البلد وشعبه شرقا وغربا شمالا وجنوبا
اسمحوا لي أن أقول ان خلاصنا عنوانه كلمة واحدة المواطنة ولا مدخل الى المواطنة إلا بوضع لبنان على سكة إلغاء الطائفية كما نص على ذلك إتفاق الطائف ولأن تجار الطائفيف يريدون أن يجعلوا من هذا الشعب عبارة عن شعوب وقطعان طائفية غب الإستخدام في المناسبات الانتخابية والمصالح الشخصية بالمقابل نقول إن هذا النهج لا يمكن أن يبني دولك ووطنا وبالخروج من الطائفية والدخول إلى رحاب الدولة نبني وطنا
وبالعودة إلى الشركة التي نحن في رحابها نقول شكرا للميدل ايست ولمحمد الحوت لأنه عاش سنوات من التحدي مع بقاء الشركة أو زوالها فلقد أثير الكثير من الجدل حول طبيعة الشركة أهي عامة أم خاصة ولكل توصيف تبعات خطيرة وأمام هذا الجدل كان الموقف الذي اقل ما يقال فيه انه اتسم بالجرأة والشجاعة اذ اصر على ان يحتفظ بهامش من الخاص لحمايتها من كل ما يترتب على مالية الدولة في الداخل والخارج خصوصا في ظل الازمة التي نمر بها.
كما كان في ضميركم تخديث الشركة وتطويرها والمبنى الذي يستضيفنا اليوم كما مركز التدريب المجاور وهو من الاحدث في العالم خير شاهد على ذلك إضافة الى ما هو في طور البناء والتطوير.
وختم ابراهيم :”لن اعدد الإنجازات حتما فليس المقام لذلك ولكن لا بد من الشكر لرئيس مجلس الإدارة الأستاذ محمد الحوت لمساندته اللوجستية للأجهزة العاملة في المطار كي تستطيع القيام بمهامها حين تخلى عنها الجميع وانا ادرك واعلم ما أقول.
الشكر لكم لتمسككم بقيم الوفاء والعرفان رغم ندرة هذه القيم في يومنا هذا. شكرا لكل من لبى الدعوى وشرفنا بحضوره.
تقديم مجسم لطائرة ميدل ايست
ختاما قدّم الحوت للواء عباس ابراهيم مجسما لطائرة ميدل ايست وتم قص قالب الحلوى، واستذكر الحوت رجل الاعمال سمير الخطيب الذي كان صديقا لشركة طيران الشرق الاوسط ودعا عائلته للمشاركة في التكريم من على المنبر.