“مصدر دبلوماسي”
صدر أمس الجمعة في 10 آذار الجاري بيان ثلاثي مشترك لكل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية، اعلن عن نجاح مباحثات بكين بين المملكة العربية السعودية وايران وعزم الدولتين على اعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وجاء في البيان:
“استجابةً لمبادرة كريمة من فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على الاتفاق بين فخامة الرئيس شي جين بينغ وكل من قيادتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن تقوم جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية، فقد جرت في الفترة من 6 – 10 مارس 2023م في بكين، مباحثات بين وفدي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة معالي الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية، ومعالي الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقد أعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021م – 2022م، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.
وتعلن الدول الثلاث أنه تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 22 / 1 / 1422هـ، الموافق 17 / 4 / 2001م والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2 / 2 / 1419هـ الموافق 27 / 5 / 1998م.
وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.
صدر في بكين بتاريخ 10 مارس 2023م.
عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية
علي شمخاني
أمين المجلس الأعلى للأمـــــن القـــومـي
عن المملكة العربية السعودية
مساعد بن محمد العيبان
وزيـر الـدولـة عضـو مجـلس الوزراء مستشار الأمن الوطني
عن جمهورية الصين الشعبية
وانغ يي
عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني”.
تزامنا في الصين
في التوقيت ذاته، أمس في 10 آذار، كان عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي يطلع الصحفيين على أهمية الحوار بعد ترؤسه الحفل الختامي للحوار بين السعودية وإيران في بكين.
وقال وانغ يي “إن حوار شاي في بكين حقق نتائج مهمة وأعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين” وأردف:” هذا انتصار للحوار وانتصار للسلام وخبر إيجابي كبير وإشارة واضحة للعالم المضطرب الحالي”.
وأشار وانغ يي:”إن العالم لا يتعلق بأوكرانيا فحسب، بل هناك العديد من القضايا المتعلقة بالسلام ومعيشة الشعوب، والتي تتطلب اهتمام المجتمع الدولي والأطراف المعنية للتعامل معها في الوقت المناسب وبطريقة مناسبة.
ثانيا، بغض النظر عن مدى تعقيد المشاكل ومدى حدة التحديات، ما دام الحوار يجري على قدم المساواة بروح من الاحترام المتبادل، يمكن إيجاد حلول مقبولة بصورة متبادلة.
ثالثا، الشرق الأوسط هو الشرق الأوسط لشعوب الشرق الأوسط، ومصير منطقة الشرق الأوسط يجب أن يكون في أيدي شعوب الشرق الأوسط. ويعتقد أن جميع البلدان في الشرق الأوسط ستزيد من تعزيز روح الاستقلال وتقرير المصير، وتعزيز الوحدة والتعاون، والعمل معا لبناء شرق أوسط أكثر سلاما واستقرارا وازدهارا”.
وشدد وانغ يي على أن “حوار بكين تقدم على أساس توافق قادة الدول الثلاث، وأن الرئيس شي جين بينغ أيده بوضوح منذ البداية. وأصبح الحوار أيضا ممارسة ناجحة لمبادرة الأمن العالمي. وبصفتها وسيطا حسن النية وموثوقا به، أوفت الصين بإخلاص بمسؤولياتها في الاستضافة. سنواصل لعب دور بناء في التعامل بشكل صحيح مع القضايا الساخنة في عالم اليوم وفقا لرغبات جميع البلدان وإظهار مسؤوليتنا كدولة رئيسية”.
ترحيب وزارة الخارجية والمغتربين
في لبنان، رحب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني الدكتور عبدالله بوحبيب بالبيان الثلاثي الصيني ـ السعودي ـ الإيراني. وأضاف بأن إتفاق كل من السعودية وإيران، على إستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدى أقصاها شهران، ستترك أثرها الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة. وأشار بوحبيب إلى أن لبنان لطالما دفع في تاريخه وحاضره أثمان الخلافات الإقليمية، وعليه، ينعقد الأمل بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوطيد التعاون الايجابي البناء الذي سيعود حتما على دول المنطقة وشعوبها والعالم بالمنفعة، داعياً إلى الإستفادة من هذه الفرصة من أجل الخوض في حوار عربي-إيراني على قاعدة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وافضل علاقات حسن الجوار، وهي النقاط التي إتفق عليها المشاركون في إجتماعات بكين الثلاثية.
كما ثمن الوزير بوحبيب الجهود والمساعي الحميدة التي قامت بها عدة دول لرأب الصدع وتخفيف التوتر وعلى رأسها الجمهورية العراقية، وسلطنة عمان، وصولا” الى وساطة جمهورية الصين الشعبية مؤخرا” التي تكللت بهذا الاتفاق المهم.
أمين عام “حزب الله” : خبر أولي ويفتح آفاقا
من جهته، قال أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله أثناء خطاب له أمس:” في الموضوع اللبناني كلمة، طبعاً اليوم قبل أن أدخل إلى الأستديو بدأت الاخبار العاجلة، سمعنا خبراً وهذا له علاقة لبنان، أخبار عاجلة أنه تم توقيع إتفاق في الصين لممثلين عن إيران وعن السعودية وعن الصين لإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وأن البلدين سيتعاونان من أجل تحقيق الأمن والإستقرار والسلام الإقليمي في المنطقة، هنا نَأتي لبنانياً، يوجد أناس من سيفرح، ويوجد أناس من سيحزن، وهناك أناس من سيحكون قرعتهم، وهناك أناس من سيحكون لحيتهم، ويوجد أناس من سيبدأون بالتحليل، لكن البعض لا يعرف شيئا من شيء، يعني واحدة من مشاكلنا في لبنان، يعني الآن طلع خبر عاجل ولا أحد يعرف شيء من شيء، ماذا يحصل بين إيران والسعودية في الصين؟ عندما أخبركم أنه الليلة في لبنان، وغدا في الصحف اللبنانية ومواقع التواصل يطلع ثلاث أرباع المحللين كانوا كلهم جالسين في الصين ولديهم علم بما حصل من تفاصيل هناك، ونحن لا نعرف شيئاً، حسنا، هذا تحول جيد، نحن لماذا نكون سعداء؟ لأنه لدينا ثقة بأن هذا لا يكون على حساب شعوبنا في المنطقة، أكيد، هذا يكون لمصلحة شعوب المنطقة، إذا تعاونوا وإنفتحوا على بعضهم بالتأكيد هذا يساعد، يساعد في لبنان وفي اليمن وسورية والمنطقة، وثقتنا مطلقة بأن هذا لا يكون على حسابنا، ولا على حساب الشعب اليمني، ولا على حساب سورية ولا على حساب المقاومة، لأن الطرف الثاني، الطرف الأول لا نُريد أن نفتح مشكلاً لأنه يجب أن يتصالحوا، الطرف الآخر نحن واثقون لا يخلع صاحبه، يعني الجمهورية الاسلامية في إيران، ولا تقوم مقام الشعوب وتأخذ قرارات بالنيابة عنها، نحن على علاقة معها منذ أربعون عاما، التي طبعا هناك أناس لا تستطيع أن تستوعبها، يعني الجمهورية الإسلامية تدعم المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين وحركات المقاومة في المنطقة ولا تتدخل في قراراتهم ولا تُملي عليهم قرارات، هناك من لا يستطيع إستعاب هذا الموضوع، ماذا نفعل لكم، نحلف اليمين ونأتي بشواهد ونُطالبهم بشواهد، يعني ماذا تريدون؟ كيف تريدوننا أن نُقنعكم؟ بكل الأحوال، على كل حال هذا تطور مهم، بالتأكيد إذا سار في مساره الطبيعي من أجل أن لا نبالغ ولا نستعجل الأمور، لا زال خبرا أوليا، خبرا عاجلا، هذا طبعا ممكن أن يفتح آفاقاً بكل المنطقة ومن جملتها في لبنان”.