“مصدر دبلوماسي”
اعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن دعم الحزب لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية بنصاب الثلثين. واوضح:” نحن نقول نصاب الدورة الاولى الثلثين والدورة الثانية من الانتخاب نصابها الثلثين لكن الفرق أن بالدورة الاولى علينا أن ننتخب بأغلبية الثلثين وفي الدورة الثانية يكفي أن ننتخب ب 65 صوتا، فكل مدة يخرج احد ليقول أن هناك من يضغط على رئيس المجلس وعلى هيئة رئاسة الجلس وأن الدستور والقانون يقول في الدورة الثانية النصاب 65 وليس الثلثين، بالنسبة لنا نحن ملتزمون بنصاب الثلثين في الدورة الاولى وفي الدورة الثانية، والمرشح الذي ندعمه عندما نحصل له 65 صوتا او سبعين صوتا او ثمانين صوتا، سوف نبقى ملتزمين بنصاب الثلثين، لن نقول مثلاً أن المخرج من المأزق في البلد هو بتعديل القانون ليصبح عبر الانتخاب نصف زائد واحد، الدستور يبقى دستور، ولا يكون له في كل يوم شكلاً آخر”.
جاء كلام أمين عام “حزب الله” بمناسبة رحيل أحد قادة المقاومة “الحاج صالح”، وذلك خلال احتفالات أقيمت أمس الاثنين لتكريم الجرحى والاسرى المقاومين في أكثر من منطقة بين ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب.
يوم الجريح مقتبس من ولادة ابي الفضل العباس
قال السيد نصر الله عن يوم الجريح:
يوم الجريح كما هو معروف نحن اتخذناه من يوم ولادة أبو الفضل العباس(عليه السلام)، اتخذناه يوماً للجريح، أابو الفضل العباس ابن علي ابن أبي طالب (عليهما السلام)، العباس القائد المُخلص، الشجاع، المُطيع، صاحب البصيرة، المُضحي، المُقاتل في الخط الامامي، صاحب الايثار العظيم، العاشق لسيده ومولاه أبي عبد الله الحسين (ع)، الحاضر أبداً في الميدان، الذي لم لم يَغتر بعهد أمانٍ من هنا أو بابٍ مفتوحٍ للدنيا من هناك، الذي قُطعت يمينه فَواصل القتال، وقُطعت يساره فواصل القتال، ولم يهدأ إلا بعد ان اطفأت عيناه، وتهاوى الجسد على التراب، هو عنوان ورمز جرحانا”.
يوم الأسير
يوم الاسير كما هو معروف أيضاً نحن اتخذنا من يوم ولادة إمامنا زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) يوماً للأسير، ذلك الإمام الشاب الذي أقعده المرض الشديد عن القتال يوم عاشوراء في ساحة كربلاء وأُخذ أسيراً، لكنه بقي صلباً، شامخاً في موقعه وفي موقفه، وبالرغم من مرضه الشديد في تلك الأيام، وبالرغم من عظمة المصائب التي شهدها وشاهدها بأُم العين في كربلاء، من فقد أبيه وإخوته وأحبائه وأعزائه، وبالرغم مما يُواكبه من آلام السبي لِبنات رسول الله (ص)، وبالرغم من مواجهة التهديد بالقتل في كل لحظة من كربلاء إلى الكوفة إلى الشام، بَقي الموقف الصارخ، بقي زين العابدين(ع) الموقف الصارخ، الجريء، الشجاع، الواضح، البيّن، في وجه الطواغيت في الكوفة في دمشق وفي المدينة وما بينها، ونقل لنا التاريخ بعض كلماته الخالدة في مجلس ابن زياد وفي محضر يزيد، والتي أصبحت جزءاً من سيرة كربلاء المُلهمة لكل الثوار والمجاهدين والمقاومين وأُباة الضيم، لذلك اتخذنا يوم ولادته عنوانًا ورمزاً لأسرانا، كلا الرمزين ينتسبان وينتميان أي العباس وزين العابدين(عليهما السلام) إلى كربلاء، لكل ما في كربلاء من قيم وتعاليم ودروس وعبر وعظة .
(…)
الجرحى لا يزالون يعانون
أضاف السيد نصر الله: ” هنا يجب أن أقول للشعب اللبناني أيضاً: أن جراح هؤلاء الجرحى الذين ما زالوا يُعانون آلام الجراح وتبعات الجراح يجب أن يكون رسالة واضحة، هو حجة إلهية علينا جميعاً وهو أيضاً يؤكد ان الانجازات والانتصارات التي تحققت بفعل التضحيات لن تنتهي تبعات هذه التضحيات، يعني هذه التبعات لن تنتهي عند انجاز الانتصار في تحرير 2000 أو في 2006.
الجرحى ما زالوا يعانون الجراح، إذا هناك دفع ما بعد الانجاز، هناك عطاء ما بعد الانجاز، هناك تحمل ما بعد الانجاز، الجرحى الذين ما زالوا يعانون، الأسرى الذين تركت السجون فيهم أمراض وتبعات، عوائل الشهداء الذين ما زالوا يُعانون فقد أحباءهم وأعزاءهم، لا يعتبر أحد أن المقاومة أنجزت وتوقفت تضحياتها عند حد، الانجاز هو صنع التضحيات السابقة على النصر وهي صنع التضحيات اللاحقة على النصر.
هنا عادةً عندما أُخاطب الجرحى يستحضرني أيضاً عائلاتهم الكريمة والشريفة، الأمهات،الآباء، الأهل الذين تحملوا مع إبنهم الجريح أو ابنتهم الجريحة خلال سنوات الجراح الصعبة.
كذلك يجب أن نَخص بالذكر الزوجات الذين صبروا وصمدوا، وبالأخص من بين الزوجات الأخوات العزيزات الغاليات اللاتي تزوجنا جرحى، تارة هناك أخت متزوجة ولاحقاً صار الأخ جريح وهي بقيت معه وصبرت معه، هذا له قيمته الإنسانية والأخلاقية العالية، ولكن هناك أخوات بملء إرادتهن تزوجنا جرحى وهم يعرفون الصعوبات التي يعاني منها هؤلاء الجرحى، وانعكاسات هذه الصعوبات على حياتهم الزوجية، هذه الفئة من الأخوات من الزوجات كلا هذين النوعين من الزوجات هُنّ مجاهدات حقيقيات، مجاهدات في الخط الأمامي في الصف الأول، كريمات وغاليات وعزيزات، ولهن مقام عند الله سبحانه وتعالى، وعليهن أن يحتسبن هذه الحياة وهذه الكرامة عند الله عز وجل لتكون لهن مقاما ودرجة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى.
نحن اليوم نعرف في حياتنا الاجتماعية بعض النسوة، بعض الزوجات، لمجرد أن العائلة بدأت تواجه بعض الصعوبات في الحياة، بعض الصعوبات نتيجة الوضع المعيشي نتيجة البطالة، نتيجة الظروف الصعبة القائمة يُسارعن إلى طلب الطلاق، يُسارعن إلى مغادرة البيت، يُسارعن إلى التهرب من المسؤولية، هنا زوجات الجرحى أثبتن دائماً أنهن على مستوى عالي جداً من المسؤولية الانسانية، الأخلاقية، الجهادية، والإيمانية، والدينية.
عندما نأتي إلى أسرانا سواءً الذين أُسروا في ميادين القتال، هناك إخوة أسروا في ميادين القتال في ساحات المعارك، في اقتحام المواقع، وهناك إخوة وأخوات اعتقلوا وأسروا بسبب انتماءهم إلى المقاومة أو علاقتهم بالمقاومة، سواءً أثناء الاحتلال أو في الشريط الحدودي أو ما شاكل...
الآلاف دخلوا إلى المعتقلات والسجون، كُلنا نذكر والأجيال الجديدة يجب أن تُعرّف ويجب أن تعرف وأن تطلع على معتقل أنصار، على معتقل الخيام، أن يسمعوا عن معتقل عتليت لأنه لا يمكننا الذهاب حاليا إلى عتليت ان شاء الله لاحقا.
السجون في داخل الكيان الصهيوني السجون سجون العملاء في الجنوب وفي البقاع الغربي، الألاف دخلوا إلى هذه السجون والألاف قضوا سنوات طويلة في هذه السجون من حزب الله، من حركة أمل، من بقية القوى الإسلامية والوطنية، من كل شريك في هذه المقاومة أو مُتهم بالإنتماء إلى خيار المقاومة.
في يوم الأسرى يجب أن نتذكر عذابات هؤلاء الأسرى لأن هذه لم تكن معتقلات طبيعية وعادية، ليس أن شخص مسجون فقط ومحجوزة حريته كلا، يجب أن نتذكر أشكال وأنواع وألوان التعذيب الوحشي الذي تعرض له الأسرى من الرجال والنساء المعتقلون والمعتقلات في هذه السجون وفي هذه المعتقلات على يد الصهاينة وعلى يد عملاءهم اللحديين.
يجب أن نَتذكر الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب وتحت السياط، يجب أيضاً أن نتذكر صبر هؤلاء الأسرى الذين لم يتزعزعوا ولم يتزلزلوا ولم يخونوا ولم يتراجعوا، وعندما خرجوا من أسرهم عادوا إلى ساحات المقاومة، لم يندموا على ما قدموا وعلى ما عانوا، ازدادوا إيمانا بخيارهم وبطريقهم، كثير من الأخوة الأسرى عادوا إلى ساحات الجهاد، والعديد منهم قضى شهداء بعد أن عادوا إلى ساحات الجهاد، كُنت اليوم أراجع طلبت من الإخوة لائحة وجدت أن اللائحة طويلة كنت أود أن أقرأ بعض الأسماء، وجدت لائحة طويلة من الذين عانوا في السجون وفي الأسر وعندما اطلق سراحهم عادوا إلى ساحات القتال وحصلوا على وسام الشهادة، ولكن اكتفي بذكر اسمين من القادة الذين استشهدوا: القائد الشهيد سمير القنطار والقائد الشهيد فوزي أيوب رضوان الله عليهما وعلى كل الشهداء.
تماماً كالجرحى، الجرحى البعض منهم عندما كان يحصل ولو على بعض العافية كان يعود إلى جبهات القتال، وكثير منهم ممن عادوا إلى جبهات القتال قضوا شهداء، أنا في بعض المعارك التي كنت قريبا منها، قريبا من ميدانها، أشهد على جرحى أعرفهم بالأسماء وبالأشخاص، كانوا يُصابون بالجراح يدخلون إلى غرفة العمليات، تجري لهم العملية ويخرجون مباشرة إلى ميدان القتال في بعض الأيام الصعبة، هؤلاء كانوا جرحانا، هؤلاء هم أسرانا،.لا الجرحى غادروا ساحة العمل ولا الأسرى غادروا ساحة العمل، طبعا كُلٌ حاضر بما يتناسب مع إمكانياته الجسدية وعمره وسنه كما هو حالنا جميعاً.
يجب هنا أيضا أن نستحضر معاناة عائلات الأسرى، الأمهات الأباء الأهل الزوجات الأبناء البنات، الذين كانوا ينتظرون عودة أحباءهم، والذين عاشوا معاناة طويلة لسنوات طويلة، وأحيانا بدون أي معلومات بدون أي أخبار، وهذه من مظالم المظالم التي لحقت بالأسرى في السجون وخصوصا في معتقل الخيام، كانت تمضي سنوات لا نعلم شيئا عن هؤلاء المعتقلين، هل هم أحياء هل هم أموات؟ هذا شكل من أشكال الظلم.
نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون
أيضا نستحضر في يوم الأسرى الذين منحهم الله ومنّ الله عليهم بالحرية نستحضر صدقية المقاومة، التي كانت تقول: نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون ولن نترك أسرانا في السجون، نعم نحن لدينا عدد يصح ان ينطبق عليهم بدقة مفقودو الأثر سواء في الجنوب اللبناني مع العدو الاسرائيلي أو في جبهتنا في مواجهة الجماعات الإرهابية في سوريا، لدينا عدد من الإخوة مفقودو الأثر إما أجسادهم أم هم أنفسهم لم يُحسم مصيرهم بعد، وهؤلاء نحن لم نتخلى عنهم ولن نتخلى عنهم على الإطلاق.
هذا عنوان اليوم الذي يجمع عنوان الجرحى، عنوان الأسرى، أيضا يأخذنا إلى عنوان جامع هو عنوان المُضحين الذي هو عنوان المقاومة التي صنعت هذه الانجازات وهذه الانتصارات.
هنا في نقطة الأسرى اسمحوا لي أن أتوجه إلى شعبنا الفلسطيني العزيز لأقول لهم وخصوصاً للأسرى ولعائلات الأسرى: نحن الشعب اللبناني من بين أكثر الشعوب التي تدرك معاناتكم وآلامكم وما تواجهون، سواء الأسرى في السجون أو عائلات الأسرى الذين يعيشون حالة قلق وترقب وانتظار وشوق دائم لأحباءهم وأعزاءهم، وهذه من تبعات المقاومة.
طبعا كل شعوب منطقتنا كل أمتنا مُدعوة لأن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومته في انتفاضته، وأيضا إلى جانب قضية الأسرى الذين يُواجهون الكثير من المظالم وخصوصا في هذه المرحلة، مع وجود هذه الجماعة المتوحشة المتطرفة أو الأكثر تطرفا وتوحشا في حكومة العدو.
مؤشرات لنهاية الكيان
هذا العدو هو عدو أحمق كما نُكرر دائما، عندما يذهبون باتجاه اقرار قانون اعدام الأسرى، هذا اتجاه أحمق، أنا أعتبر كل ما يجري هو مؤشرات النهاية لهذا الكيان، هذه من مؤشرات النهاية لهذا الكيان، هو يظن هذا الجاهل أنه عندما يُهدد الذين ينفذون العمليات الجهادية في فلسطين المحتلة بأنهم إذا وقعوا في الأسر سيتم تنفيذ أحكام الاعدام بهم، أنه يردعهم عن العمليات وعن الجهاد هو مشتبه، هو سيزيدهم اقداما لعل بعض المجاهدين يترددون أحيانا في القيام والاقدام على بعض العمليات خشية الوقوع في الأسر ولكنهم لا يخافون الموت، أنا أعرف نحن أيضا بتجربتنا في لبنان، يوجد مجاهدين يخشون الوقوع في الأسر، لكن إذا كان لديه يقين بالشهادة ليس لديه مشكلة، يقتحم على الموت بكل جرأة وبكل شجاعة.
هذا القانون أيها الصهاينة الحمقى سيزيد من إيمان وشجاعة واقدام المجاهدين الفلسطينيين على تنفيذ العمليات الجهادية، لن يردعهم على الإطلاق، لأنه في الحقيقة أنت تُهددهم بماذا؟ كما كان يقول الحاج قاسم سليماني، وهو تلميذ مدرسة الجهاد والشهادة، عندما كان يقال له هؤلاء يريدون أن يقتلوك، قال: أين هم؟ أنا أُريد أن افتش عنهم، أنا أبحث في الليل والنهار عن قاتلي، هذا له علاقة بالجانب الروحي، بالإرتباط بالله، بالشوق إلى لقاء الله سبحانه وتعالى.
هذا الاجراء هو اجراء احمق، طبعا هو اجراء غير انساني لأنه هنا نتحدث عن مقاومين أصحاب حق أصحاب قضية هي قضية فلسطين وقضية شعب فلسطين، نحن جميعا يجب في كل المناسبات أن نُعبر عن تضامننا عن وقوفنا، وأيضا أن نبحث عن مسؤوليتنا في قضية الأسرى الفلسطينيين.
أيضا أقول للشعب الفلسطيني قبل أن أتحدث عن اجتياح ال78 لأنه نحن عشنا هذه المعاناة، ما تعيشونه اليوم في الضفة الغربية، في قطاع غزة، في كل أراضي فلسطين المحتلة، في بلدة حوارة وغيرها من البلدات، في نابلس، في جنين، في القدس الشرقية وأحياءها المقاومة الصامدة، نحن أيضا نفهم هذه المعاناة وندرك هذه المعاناة، لأننا عشنا في قرانا وبلداتنا ومدننا سنوات الاحتلال وسنوات المقاومة وسنوات المواجهة.
طبعا نحن لا نحتاج إلى دليل وشاهد جديد على وحشية الصهاينة، عندما نتحدث عما جرى في بلدة حوارةمن حصار واعتداء وقتل وحرق للمنازل والسيارات وما يعانيه الشعب الفلسطيني خصوصا هذه الأيام في الضفة.
ولكن للعالم الذي ما زال يبحث عن دليل أو عن حقيقة أو عن صورة أو عن مشهد نقول له: هذه هي حقيقة المستوطنين، هذه هي حقيقة الصهاينة، من أهمية هؤلاء أنهم يقدمون الصورة بوضوح بدون نفاق وهذه نقطة مهمة جدا أيضاً.
بنتيجة هذه التضحيات تضحيات الجرحى، تضحيات الأسرى، تضحيات الشهداء، عائلاتهم الشريفة تضحيات المجاهدين وتضحيات الناس، الذين صمدوا وصبروا واحتضنوا ودعموا، وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، أنه بات لدينا قوة رادعة.
الحدود البرية
هنا أدخل إلى الحدود البحرية ومنها أذكر بعملية الليطاني، ما يجري اليوم على الحدود البرية منذ أيام بل منذ أسابيع هناك محاولات اسرائيلية للتمدد متر ومترين وعشرة أمتار وإذا تتركهم 50 متر ومئة متر والأمتار هنا ليست فقط أمتار وإنما لها قيمة من حيث الموقعية، لأن طبيعة الأرض التي يحاولون التمدد إليها خارج الخط الأزرق.
رأينا على الشاشات مشاهد أولاً الناس شباب وناس يقفون في وجه الجنود الإسرائيليين والدبابات الإسرائيلية، الجنود مُدججون بالسلاح، خوذة ودرع ما شاء الله والناس عزّل بثيابهم بقبضاتهم العزلاء، يقفون دون خوف دون أي تردد دون أي خشية، بجرأة وشجاعة وصوت مرتفع وأحياناً أيدي مرتفعة، إلى أن يصل القوة المطلوبة من الجيش اللبناني، فيقف ضباط وجنود الجيش اللبناني على مسافة قصيرة جداً، ويُشهرون السلاح في وجه جنود العدو، جنود الجيش اللبناني معهم تجهيزهم وسلاحهم، أولئك دباباتهم تقف خلفهم، ولكن لا يتردد أحد، ويقوم ضباط وجنود الجيش اللبناني بمسؤولياتهم بكل جرأة وبكل شجاعة وبكل قوة، ويضطر الإسرائيلي بعد وصول اليونيفيل والاتصالات ولا أعرف ماذا أن يعود من حيث أتى، ولا يُسمح له بالتمدد وبالإحتلال لهذه المساحات الجديدة من الأرض اللبنانية، هذا لنقرأه قليلاً، لينظر الشعب اللبناني ويقرأ ما هي هذه؟ هذا المشهد الذي يتكرر تقريبا يوميا، هل كان يمكن أن يحصل ذلك لولا وجود معادلة ردع حقيقية في لبنان؟ هذا الإسرائيلي الذي عوّدنا من 1948 إلى 1978 التي سأتطرق إليها بعد قليل، إلى 1982 إلى عام 2000، عودنا انه يقتل ويجرح ويخطف ويأسر ويقصف ويفعل ما يشاء دون خوف دون رادع، كيف اليوم وعلى مسافة قصيرة متر أو مترين أو أقل؟ يُواجه مدنيين وجنود من الجيش اللبناني، ويصرخون في وجهه بقوة وبشدة، ويهددونه بالإنسحاب، ويُشهرون عليه السلاح، ويضطر أن ينسحب وأن يخرج ولا يجرؤ على اطلاق النار، لماذا؟ لأن هناك معادلة رادعة من أين جاءت هذه المعادلة الرادعة؟ ترونها اليوم على الحدود، الشعب المدنيون الذين يقفون على الخط الأزرق، الجيش الذي يأتي لمؤازرة المدنيين ويتحمل مسؤولياته، والمقاومة التي تقف خلفهم، والتي يعرف العدو جيداً أنها بالمرصاد، وأنها على درجة عالية من الجهوزية.
هذه المعادلة التي أوجدت حالة الردع، هذه المعادلة التي تحمي اليوم حدودنا وتحمي اليوم أرضنا وتحمي اليوم بحرنا وتحمي اليوم بلدنا، وستحمي وتحمي آبار النفط والغاز ان شاء الله بعدما تُستخرج.
هذه المعادلة من الذي صنع هذه المعادلة؟ هؤلاء الجرحى، هؤلاء الأسرى، هؤلاء الشهداء، هؤلاء المقاومون، وبدعم مِن مَن؟ أكيد ليس من الولايات المتحدة الأمريكية التي تهتم بإسرائيل وتدعم إسرائيل وتقف إلى جانب إسرائيل بالمطلق، ونرى في هذه الأيام قبل عدة أيام وزير خارجية أمريكا بالكيان المؤقت، وسبقه مستشار الأمن القومي وبعده رئيس هيئة الأركان قبل بضعة أيام، قبل يومين، رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية وبعد عدة أيام وزير الدفاع الأمريكي، هذه إسرائيل وهذه ما الذي تعنيه اسرائيل لأمريكا للناس الذين ينسون والناس الذين يتناسون والناس الذين يتجاهلون، لنعرف ما الذي يهم أمريكا بالمنطقة عندما نذهب لِصنع معادلات.
إذاً هذه القوة الرادعة صنعها أهلنا، شعبنا، رجالنا، نساءنا، أطفالنا، جرحانا، أسرانا شهداؤنا، مجاهدونا، ولم تحظى بالدعم الخارجي إلا من الجمهورية الإسلامية في إيران وسوريا، وهذا ما لا يجوز أن ينسى على الاطلاق.
يجب أن نتذكر دائما أن هذه القوة الرادعة الموجودة اليوم في لبنان لم يقف معها أحد في موقع الدعم الحقيقي والفعلي في هذا العالم إلا إيران وسوريا، ولذلك تُناصب هاتان الدولتان العداء من قبل أمريكا، وإسرائيل وكل حلفاء أمريكا وإسرائيل.
أُنظروا هذا مشهد، عندما نعود سريعا وقليلاً إلى سنة 1978، بعضهم يقول 25000 جندي والبعض يقول 30000 ضابط وجندي اجتاحوا جنوب الليطاني، وصلوا إلى مشارف مدينة صور، آخر شيء أنا أذكره وصلوا إلى البازورية والعباسية، وأخذوا قراراً بالسيطرة على جنوب الليطاني، خلال سبعة أيام أخذوا جنوب الليطاني،سبعة أيام من سنة 1978 كم؟ 25000 ضابط وجندي وقيل 30000 ضابط وجندي.
هذا مثل، لكن في حرب تموز 33 يوماً، مع العلم ان الذين كانوا بالميدان، بالميدان المباشر، بين العشرة ألاف والعشرين الف على الحدود داخل أرضنا نتقاتل معهم، وخلفهم جاهز للدخول ما بين 80000 ومئة الف ضابط وجندي، هذا الذي كانوا يُجهزونه، لو نجحت العملية البرية، لو كان هناك أفق لتدفق إلى جنوب لبنان في حرب تموز في العام 2006 ما بين 80 ألفا إلى 100 الف ضابط وجندي، ولكن 33 يوماً مع القصف والتدمير والتهجير التي من المفترض أن تطال إرادة الناس وعزمها، لم يستطيعوا ان يدخلوا الى بنت جبيل ولا الى عيتا الشعب والى الكثير من قرانا الأمامية، هذا تطور هائل في قدرة المقاومة، وهذا الذي يفسر لنا ما يجري اليوم على الحدود البرية.
الحدود البحرية
في موضوع الحدود البحرية، أنا في الخطاب الاخير تحدثت مجددا عن موضوع كاريش وموضوع استخراج النفط والغاز، لأُذكر بالمعادلة، مناسبة حديثي كانت أن الإسرائيليين في ذلك اليوم بدأوا فعلاً بإستخراج النفط والغاز، فأردت أن أُذكّر لأنه دائماً نحن يجب أن لا نثق بالعدو وأحياناً تتوفر لدينا معلومات عن مساعي أميركية وإسرائيلية للتسويف في لبنان، فأردت أن أذكر بالمعادلة لا أن أصنع معادلة جديدة في كاريش، لأنه عندما أُعلن الاتفاق في ذلك الوقت أنا قلت، إذا جاء يوم وبدأوا هم بالإستخراج ووجدنا ان هناك تسويفا أو منعا للبنان من استخراج النفط والغاز أو بيع النفط والغاز، لن نسمح لهم، المعادلة سوف تبقى قائمة، هذا أكدت عليه في ذكرى القادة الشهداء، بعد ذلك أنا شاهدت مقابلات وقرأت مقالات وأحاديث تقول ان هذا الخطاب من السيد هو تعبير عن ندم أو خيبة أمل أو تعبير عن الاحساس بالخديعة، هذا غير صحيح، أبدا، هذه التحليلات كلها غير صحيحة، نحن بالنسبة لنا هذه التحليلات قائمة على ما يظنه آخرون، وسوف أشير إليهم، بالنسبة لنا موضوع الحدود البحرية والنفط والغاز حدوده تقف عند هذا الحد، هناك ترسيم للحدود البحرية وهناك حق لبناني في استخراج النفط والغاز وما تريده الدولة اللبنانية حصلت عليه، بالنسبة لنا هذه هي حدود الموضوع، ولذلك قلت وأعود وأقول: هذا الاتفاق لا يوجد فيه تطبيع ولا ضمانات أمنية ولا إلتزامات أمنية، حتى الاسرائيليون صرحوا بهذا الموضوع، لو كان هناك من شيء إسمه تطبيع أو ضمانات أمنية أو إلتزامات أمنية أو إعتراف بالعدو لحملها لابيد رئيس حكومة العدو آنذاك وجال بها كل وسائل الاعلام في العالم، وهم نفوا، ولكن يوجد أناس في لبنان مُصرين على ان هذه القصة ليست هكذا، وهي هكذا، ويوجد أناس يفترضون ان حزب الله ضمنا عندما أيّد موقف الدولة اللبنانية في القبول في هذا الاتفاق أنه كان يبحث عن رضى أميركي أو إعتراف أميركي لدور سياسي له في لبنان، أو كان يبحث عن مثلا نوع من الايجابية الاميركية تجاه الوضع في لبنان، نحن لم نكن نبحث عن ذلك، ولا نبحث عن ذلك، نحن أصلا لا نبحث لا في ثقافتنا ولا وجداننا ولا بصيرتنا ولا وعينا السياسي عن شيء إسمه رضا أميركي أبدا، أنا أقول لكم بكل صراحة: في أي موقف نتخذه في أي عمل نقدم عليه عندما نشعر أن فيه رضا أميركي نشكك في انفسنا ونشكك في مقاومتنا وفي صحة موقفنا، ولذلك الذين حللوا عن ندم وخديعة وخيبة أمل، كلا، بالنسبة إلينا للمقاومة، واذا كان هناك جهة أخرى في لبنان ويوجد شيء آخر غير الذي نعرفه كلنا سوياً عن اتفاق الحدود البحرية وموضوع النفط والغاز، أصبح هذا شأنهم، لكن فيما يعنينا نحن، كلا، لا نشعر لا بخديعة ولا بخيبة أمل ولا بندم وما قلناه نعود ونقوله: هذا إنجاز كبير وإنجاز عظيم وإنجاز تاريخي، ولكن قلنا أن هذا يحتاج إلى مواكبة، أنا أعرف أن حكومة تصريف الأعمال تواكب هذا الملف، وأن وزارة الطاقة أيضا تواكب هذا الملف، لأن الخطوات التي يُقام بها حتى الآن جدية، لا أشكك فيها وليس لدي أي معطى للتشكيك، ولكن يجب دائماً ان نُذكر بهذه المعادلة لأن هذه المعادلة هي التي ستبقي هذه الجدية وهي التي ستوصل الى النتيجة.
لن نتسامح بأي شبر من ارض لبنان
أخلص قبل الانتقال الى الملف الأخير للقول ما يلي لكم أيها الاخوة والاخوات: اليوم سواءً في موضوع ملف الحدود البحرية أو في ملف الحدود البرية، في ملف الحدود البرية لبنان لن يتسامح والمقاومة لن تتسامح بأي شبر من الأرض، طبعاً هنا نتكلم عن حدود معترف بها دوليا قبل قيام الكيان الإسرائيلي، نحن نتكلم عن حدود رُسمت في العشرينيات من القرن الماضي ووافقت عليها الدولة اللبنانية، لن نتخلى لا عن شبر ولا عن متر ولا عن حبة رمل في أرضنا، لا على الحدود ولا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، التي يجب العمل من أجل تحريرها بكل الوسائل وبكل الأساليب، ولن نتخلى كما قلت لا عن حبة تراب من أرضنا ولا عن نقطة ماء من بحرنا، وهذا إلتزام قاطع وجازم، الأمل على ماذا معقود؟ على المعادلة، معادلة القوة، ولذلك كل الذين تهمهم إسرائيل وأمن إسرائيل وإمتيازات إسرائيل وتفوقها وفي مقدمهم الأميركيين، هم يريدون ان ينتزعوا معادلة القوة من الشعب اللبناني، حتى لا يبقى لنا شيء ندافع به عن مياهنا ولا عن أرضنا ولا عن ترابنا ولا عن نفط وغاز لبنان، ولا عن أمن لبنان، ولا عن سيادة لبنان، وهم سعوا خلال أربعين عاما لذلك، سعوا دائما لإحباط مقاومة الإحتلال، ولطالما قتلوا من رجال ونساء وأطفال وإرتكبوا المجازر في قرانا وفي بلداتنا، في هذه الأيام ذكرى مجزرة بلدة معركة الحسينية، والتي قضى فيها الشهداء وبينهم القائدان العزيزان الشهيدان محمد سعد وخليل جرادي، هذه أرضنا مليئة بالمجازر والدماء والتضحيات والشهداء والآلام وبالبيوت المدمرة، اليوم هم يريدون ان يسلبونا هذه القوة وهذه القدرة بالاغتيال والقتل والحصار، بتشويه السمعة وبتقليب الرأي العام العالمي علينا، بالتجويع وبخلق الأزمات المعيشية وبالدفع نحو الفوضى، ونحن لم نستسلم في يوم من الأيام وبالتأكيد اليوم لن نستسلم، ونحن لدينا خياراتنا التي تحدثت عنها في الخطاب الأخير، صحيح كُنت أتحدث بحماسة وبإنفعال ولكن بقلبٍ هادىء، أنا أعرف نفسي ماذا أقول، وأعرف أنا وإخواني ما هي المعادلة التي نرسمها، وهذه معادلة أود أن أؤكد عليها أيضاً، هذا حقنا الطبيعي، عندما نجد ان هناك من يريد ان يأخذ لبنان إلى الفوضى والى الخراب والدمار، لن نسمح له بذلك، لن نسمح له بذلك، ولذلك شعبنا وأهلنا وناسنا، تمسكوا دائماً بهذه المقاومة، رغم كل التضحيات، ما حصل في حرب تموز لم يكن شيئا بسيطا، كان شيئا كبيرا وهائلا، والناس لم يتخلوا عن هذه المقاومة أبدا، واليوم في ظل الأزمات المعيشية الصعبة الناس لن تتخلى، أنا أقول لهم من آخر الخط، رهاناتكم خاسرة، خياراتكم فاشلة، هذا شعب وهناك شعوب في المنطقة أصبح لديها من الوعي ومن البصيرة التي تُدرك فيها وتعرف فيها عناصر قوتها التي تحتفظ على عزتها وسيادتها وكرامتها، ولذلك هي لن تتخلى عن عناصر القوة هذه.
الملف الرئاسي: الالتزام بنصاب الثلثين
في الملف الرئاسي فلنتكلم قليلاً، سأمشي نقطة نقطة من أجل الإختصار، من دون أن اقول أولاً وثانياً وثالثاً لأن النقاط أكثر من ذلك، أُريد أن أتكلم منذ البداية نحن نُريد إنتخاب رئيس بشكل قاطع وأكيد، لأنه عادة يحصل نقاش بالنوايا، أنه هناك ناس يريدون الفراغ الرئاسي وسعداء بالفراغ الرئاسي ويستهدفون الموقع المسيحي الاول والموقع الماروني الاول، ويُبنى عليها تحليلات طويلة عريضة، نحن نريد جدياً إنتخاب رئيس للجمهورية، ولا نريد الفراغ، هذه إرادتنا الجدية، وهذه المصلحة الوطنية الأكيدة، لأنه عندما ننتخب رئيسا يصبح لدينا بعد ذلك حكومة كاملة الاوصاف، لا يوجد نقاش بالموضوع الميثاقي والدستوري والشرعي، والمجلس النيابي يمشي من دون تعللات وتستقيم الامور، يعني إعادة تكوين السلطة مدخله ومفتاحه هو إنتخاب الرئيس، نحن ملتزمون بنصاب الثلثين في إنتخاب الرئيس، لماذا أقول هذا؟ تعرفون في لبنان يوجد أناس عندما يلحظون انهم قادرون أن يجمعوا 65 صوتا للمرشح الذي يدعمونه أو 70 صوتا أو أكثر يبدأون بالنداء بأن نصاب الدورة الثانية هو 65 صوتا، نحن نقول نصاب الدورة الاولى الثلثين والدورة الثانية من الانتخاب نصابها الثلثين لكن الفرق أن بالدورة الاولى علينا أن ننتخب بأغلبية الثلثين وفي الدورة الثانية يكفي أن ننتخب ب 65 صوتا، فكل مدة يخرج احد ليقول أن هناك من يضغط على رئيس الجلس وعلى هيئة رئاسة الجلس وأن الدستور والقانون يقول في الدورة الثانية النصاب 65 وليس الثلثين، بالنسبة لنا نحن ملتزمون بنصاب الثلثين في الدورة الاولى وفي الدورة الثانية، والمرشح الذي ندعمه عندما نحصل له 65 صوتا او سبعين صوتا او ثمانين صوتا، سوف نبقى ملتزمين بنصاب الثلثين، لن نقول مثلاً أن المخرج من المأزق في البلد هو بتعديل القانون ليصبح عبر الانتخاب نصف زائد واحد، الدستور يبقى دستور، ولا يكون له في كل يوم شكلاً آخر.
لا لرئيس مفروض من الخارج
النقطة التي تليها، لا نقبل أن يفرض الخارج على لبنان رئيساً، ليس على حزب الله فقط، على لبنان وعلى الشعب اللبناني، لا نقبل ذلك، والغريب انه هناك قوى تسمي نفسها سيادية تلجأ الى الخارج وتطلب منه أن يفرض على الشعب اللبناني رئيسا، وتطلب منه ايضا أن يستخدم سلاح العقوبات على من لا يوافق على رئيس مفروض، هذه تسمي نفسها قوى سيادية، ولا نقبل فيتوات خارجية على أي مرشح في لبنان، لا على من ندعمه ولا على من يرشحه غيرنا، وهذا أيضاً يتنافى مع السيادة، والجميل في لبنان أن بعض الدول التي يُقال ان لها فيتوات على المرشح الفلاني أو الفلاني، طبعا نحن لم نسمع مباشرة وعلنا منها ذلك، ولكن الذي ينقل لنا ذلك هي القوى التي تُسمي نفسها سيادية، وتستند إلى فيتو هذه الدول لتقول ان المرشح الفلاني ليس له حظ، لا نقبل أن يُفرض رئيس من الخارج على الشعب اللبناني ولا نقبل فيتوات خارجية على أي مرشح أياً كان هذا المرشح، سواءً كنا مدعمه او نرفضه، نحن كلبنانيين أو كجهة لبنانية، نعم نقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر، لا يوجد مشكلة، يوجد دول في الخارج، صديقة أو غير صديقة، نحن مختلفين اللبنانيين على تصنيف الدول الصديقة وغير الصديقة، إذا كان هناك من يريد المساعدة فليساعد لا مشكلة في ذلك، ولكن لا يفرض، بل يساعد ويقرب وجهات النظر، بالنسبة لأصدقائنا في الإقليم وهم ليسوا كثرة على كل حال، إيران وسوريا، أنا أقول لكم بصراحة، لم تتدخلا ولا تتدخلان أصلاً في هذا الاستحقاق، لم يتدخلوا في الترشيح عندما نحن الحلفاء جلسنا لنتكلم ونتشاور مع بعضنا لنختار مرشحا، ولم يضعوا فيتو على أي أحد، ولا طلبوا منا أي أحد أصلا، وأيضا في عملية الانتخاب وعملية الاستحقاق كل من يتحدث مع طهران او دمشق يُقال لهم، راجعوا حلفاؤنا في لبنان، هذا شأن لبناني، إذهبوا الى حلفائنا في لبنان وأسألوهم هذا السؤال، اذا من جهتنا نحن هذا الموضوع منتهي، يبقى من جهة بقية القوى السياسية ماذا؟ هل سيبقون ينتظرون السعودية وقطر وأميركا وفرنسا ولا أعرف من، نحن في فريقنا السياسي لا ننتظر أي أحد لا في الإقليم ولا في العالم، ولم يتدخل معنا أحد ولم يطلب منا أحد شيئا ولم يضع احد فيتو على أحد، قرارنا بالكامل بأيدينا، نُرشح من نُريد ونَختار من نُريد ونُناقش من نُريد ونُحاور كما نُريد، لا ننتظر الخارج ودائماً دعونا اللبنانيين الى عدم إنتظار الخارج، لا نراهن على أوضاع إقليمية، لأن البعض ينتظر متغيرات اقليمية وأحداث أقليمية، وتطورات إقليمية ودولية وتسويات قد تحصل في المنطقة، نحن لا ننتظر شيئاً، نحن نعمل في الليل وفي النهار ليكون الانتخاب غداً اذا أمكن، ولا نُراهن على أي تطورات ولا على أي تسويات، وأيضا لا ننتظر تسويات، وأقول للبنانيين، لا تنتظروا التسويات، لأننا لا زلنا نقرأ بان البعض ينتظر تسوية إيرانية أميركية، قرأت في اليومين الماضيين الكثير عن هذا الموضوع، وان الملف النووي الايراني يوجد فيه إيجابيات ويفتح أفاق وزيارة رئيس وكالة الطاقة الدولية الى طهران، ويربطوها بالرئاسة في لبنان، ما هي علاقة هذا بذاك؟ للمرة ليس الألف بل للمرة المئة ألف، لا علاقة للملف النووي الايراني بأي شيء آخر في المنطقة، وليس فقط في لبنان أوفي ملف إنتخاب الرئاسة في لبنان، من ينتظر تسوية ايرانية أميركية يعني ذلك ان عليه ان ينتظر 100 عام، ومن ينتظر تسوية إيرانية سعودية ايضا سينتظر طويلا، لأن المشكل هنا ليس مشكل العلاقات الثنائية، موضوع العلاقات الثنائية عندما إجتمعوا في بغداد حلوه في أول جلسة وثاني جلسة، المشكل له علاقة بالوضع الاقليمي، والمشكل له علاقة بوضع اليمن، واليمن حله ليس عند إيران، ولا في لبنان ولا عند حزب الله، حل موضوع اليمن عند اليمنيين، حل موضوع اليمن في صنعاء، عند القيادة اليمنية التي تصدت وتتصدى وتتحمل كامل المسؤولية التاريخية، في مواجهة العدوان، في مواجهة الاحتلال الجديد، القواعد الأميركية التي يُراد إنشاؤها في جنوب اليمن كتلك القواعد الاميركية التي أنشأوها في شرق الفرات في سوريا، الموضوع في اليمن لا في ايران ولا في لبنان، ولذلك عليكم أن تنتظروا طويلا، نحن من جهتنا لا نراهن ولا ننتظر اي تطورات وأي تسويات إقليمية، ونقول: تعالوا الى ان نُعطي هذا الاستحقاق كاملاً البعد الداخلي والوطني.
في نقطة تعطيل النصاب، سمعنا في الآونة الأخيرة، نحن في الانتخاب السابق أُتهمنا عندما كُنا نُعطل النصاب، فلنسمي الامور كما هي، صحيح، نحن في الانتحاب السابق عندما بقينا سنتين وسنتين ونصف إلى ان تم إنتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، نحن ككتلة الوفاء للمقاومة وكتلة التيار الوطني الحر وآخرون من الأصدقاء والحلفاء، وبالمناسبة كان معنا أيضاً الوزير سليمان فرنجية ونوابه، نعم كُنا نُعطل النصاب، وكُنا نَقول: أن هذا حقنا الطبيعي، وكنا نُتهم بالتعطيل وجلدونا وشتمونا وناقشونا دستوريًا وإلى آخره… وفي الآونة الأخيرة ذات الشيء.
اليوم نسمع بشكل واضح وصريح من قادة أحزاب سياسية وكتل نيابية أنهم يقولون اطمئنوا نحن إذا ذهبنا إلى الجلسة وكان يوجد 65 صوتًا أو أكثر من 65 صوتًا فإنهم سيختارون المرشح المدعوم من فريقنا السياسي، هم قالوا علنًا أنهم سيعطلون النصاب. واستعملوا تعابير مختلفة، شيء قال إذا كان مرشحًا من الممانعة، من محور الممانعة، طبعًا بين هلالين هناك أناس يتصورا أنه عندما يقولوا كلمة الممانعة أن هذا يؤذينا، بالعكس هذه كلمة تشرفنا، نحن ممانعون، ممانعون للذل، ممانعون للهوان، ممانعون للاستسلام، ممانعون للتخلي عن الأرض، عن المياه، عن النفط، عن الغاز، عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، نعم نحن ممانعون ونحن مقاومون، هذا شرف عظيم لنا.
أنه إذا من محور الممانعة نحن سنعطل النصاب. أناس قالوا أنه إذا كان مرشحًا لحزب الله، أناس قالوا إذا كان صديقًا لحزب الله، أناس قالوا إذا كان قريبًا من حزب الله، أناس قالوا إذا كان أحدًا من 8 آذار، أناس قالوا إذا كان مرشح الثنائي الشيعي، كل شخص يستخدم عبارات متنوعة ولكن المضمون واحد، التعابير مختلفة، أن المرشح الذين هم يعتبرونه قريبًا من هذا التكتل السياسي الكبير فهم يريدون تعطيل النصاب.
جيد، أنا سأعلق على هذا الموضوع، أولًا أنا أقول لهم هذا حقكم الطبيعي، حقكم، ليس عيبًا، هل هناك أكثر من ذلك؟ هذا حق قانوني وحق دستوري، ونحن منذ زمن كُنا نقول أن النواب من حقهم أن يحضروا ومن حقهم أن يغيبوا ومن حقهم أن يقاطعوا ومن حقهم أن ينتخبوا، وبالتالي نحن ليس لدينا مشكلة بهذا الموضوع. ثانيًا، هو هذا التساؤل، يعني ما عدا عما بدا، أنه ما كان حرامًا في الماضي أصبح حلالًا في الحاضر بل أصبح واجبًا، يعني انتقال من الحرام إلى الواجب، يعني طفرة غير مفهومة، لكن ليس هنالك مشكلة، أنه الذي كان حرامًا علينا ونُدان به ونُتهم به ويُهجم علينا به اليوم أصبح إجراءً طبيعيًا وهم يفتخرون بأنهم يريدون أن يقدموا على خطوة من هذا النوع، ليس هنالك مشلكة.
بهذه الحالة اللبنانيين سيكونون أمام خيارين، يا إما يستمرون بالذهاب إلى مجلس النواب حتى لو يمتلك أحد 65 صوتًا لمرشحه ويأتي الآخرون ويعطلون النصاب، ونحن نستطيع تعطيل النصاب ليس عيبًا وأنتم تستطيعون أن تعطلوا النصاب وليس عيبًا، فمعنى ذلك لا يوجد نصاب فلا يوجد انتخاب رئيس وهذه الحالة يمكن أن تستمر شهر واثنين وثلاثة وسنة وسنتين وثلاثة وأربعة إذا بقينا واقفين مكاننا، حتى نكون شفافين وواضحين مع بعضنا. حسنًا، الخيار الثاني الذي أمام اللبنانيين أنه وصلنا إلى نقطة كل شخص يقول مرشحه الجدي الحقيقي من هو، كل شخص يقول من هو مرشحه أو من هو المرشح الذي يدعمه، من أجل ألا يبقى أحد يختبئ أو يختفي أو يناور. يُعلن المرشحون ونذهب إلى مجلس النواب، تأمن النصاب ننتخب، لم يتأمن النصاب وحتى لا نقع في الخيار الأول نُجدّد الدعوة إلى الحوار، لكن هنا الحوار ليس بالمطلق، أصبح مفهومًا، هناك مجموعة كبيرة من النواب يدعمون المرشح الفلاني، مجموعة تدعم المرشح الفلاني، مجموعة تدعم المرشح الفلاني، هناك ثلاثة، هناك أربعة، نضع مندوبين لهذه القوى السياسية ويجلسون ويتحاورون، ليس هنالك خيار آخر إلا أن يجلسوا ويتحدثون مع بعضهم، ممكن أن نصل إلى تسوية، ممكن أن نصل إلى حل، ممكن أن نصل لعلاج، هذا الحل الوحيد ليس هنالك حل آخر.
سليمان فرنجية
بالنسبة لحزب الله ليس لدينا شيء اسمه مرشح حزب الله، لنكن دقيقين، ليس لدينا شيء اسمه مرشح حزب الله، طبعًا هناك أناس يصرون أن يقولوا أن زيد أو عمر أو بكر مرشح حزب الله لأهداف لها علاقة بالمعركة، لأنه بالنهاية نحن لدينا أعداء وخصوم في الإقليم ولدينا أعداء في الوضع الدولي، فيأتي ويقول له هذا مرشح حزب الله من أجل أن يحرقه، من أجل أن يُكثّر من أعدائه، ما لدينا نحن هو مرشح يدعمه حزب الله، هناك فرق بين الاثنين، مرة تقول لي هذا مرشح حزب الله، مرة لا هناك مرشح يدعمه حزب الله وهذا نوعين، هناك مرشح طبيعي، الآن عندنا في لبنان هناك مرشحون طبيعيون، فلان وفلان وفلان، أربعة، خمسة، ستة، معروفين، هؤلاء مرشحون طبيعيون، فندعم أحد المرشحين الطبيعيين، أو لا، هناك شخص أعلن ترشيحه رسميًا سواءً كان مرشحًا طبيعيًا أو لم يكن مرشحًا طبيعيًا فتأتي أنت وتدعمه. فنحن لدينا مرشح ندعمه وليس مرشحًا لنا. على كل حال، نفس هذه المعركة استخدمت في الانتخابات الماضية في وجه العماد ميشال عون، مع العلم أن العماد ميشال عون كان مرشح تياره ومرشح كتلته النيابية ومرشح ناسه، ونحن بعد مدة من الزمن وبسبب ضغط كوادر التيار الوطني الحر وقتها أعلنا دعمنا لترشيح العماد عون فمنذ تلك اللحظة أخذوا على الرجل أنه مرشح حزب الله، فقاتلوه بالسعودية وبأميركا وبالغرب وبدول الخليج الثانية لأنه مرشح حزب الله، هو لم يكن مرشح حزب الله بل هو مرشح طبيعي، من بين الخيارات المطروحة اختار حزب الله أن يدعم هذا المرشح الطبيعي، واليوم نفس الشيء بالذي سأقوله بعد قليل، سنتحدث وننتهي اليوم.
نحن منذ البداية أردنا أن ندخل في حوار داخلي ونقاش داخلي مع أصدقائنا وحلفائنا وهذا طبيعي عندما نُريد أن نذهب لدعم خيار معين. بدأنا حوارًا مع حلفائنا، مع الحليف وحليف الحليف وبقية الحلفاء، وصلنا إلى استنتاج داخلي، وأنا جلست مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير والصديق جبران باسيل، جلسنا جلسة طويلة حتى منتصف الليل، حتى 2:00 ليلًا، وسأقول مقطع لأنه كما قلت اليوم هذا الموضوع يجب أن ننتقل فيه إلى مرحلة جديدة، أنا قلت للوزير باسيل بالنسبة لنا نحن حزب الله هذه المواصفات التي نريدها بالرئيس – التي نتحدث عنها بالإعلام – ويهمنا أن يكون هناك رئيس لا يطعن ظهر المقاومة، لا نريد رئيسًا يدافع عن المقاومة ولا يحميها ولا يحملها على ظهره ولا نريد أن نضع عليه أي عبء، فقط نريد رئيسًا نطمئن أنه رجل شجاع وثابت ولا يطعن ظهر المقاومة ولا يبيع، وهناك تجارب سابقة، الجنرال عون، الجنرال لحود إلى آخره… طبعًا بقية المواصفات مطلوبة، أن يستطيع التحدث مع الجميع، أن ينفتح على الجميع، أن يستطيع أن يدير بمستوى معين الإدارة، وإلا بالنهاية المطلوب منه رؤية ومطلوب منه خطة ومطلوب منه إنقاذ ومطلوب منه إخراج البلد مما هو فيه هي السلطة التنفيذية مجتمعة، مجلس الوزراء، حتى لا أحد يُحمّل رئيس الجمهورية ما لا يدخل في صلاحياته، وهنا يجب أن نرجع لِنُنبّه لهذا الخطأ. أُنظروا أحد الأخطاء التي وقع فيها بعض أصدقائنا وإخواننا بالتيار الوطني الحر أنه في الست سنوات التي مضت أطلقوا وعودًا وحملوا فخامة الرئيس ما لا يحمله دستوريًا، وهذا كان ظلمًا للرئيس ميشال عون. حسنًا، فقلت له من بين الناس الذين نعرفهم، كبار القوم، هناك جنابك وهناك الوزير سليمان فرنجية، أنت تقول لا أريد – كان يقول لا أريد الترشح – وأيضًا أنت تقول أنه ليس لديك الآن فرصة، وهذا صحيح، نتحدث واقعيات وليس عواطف، فعندما يكون لدينا خيارين وأنت لا تريد وليس لديك فرصة فمن الطبيعي خيارنا هو الوزير فرنجية، بدليل ومنطق واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، كان نقاشنا هادئ جدًا ومحترم جدًا ودائمًا نقاشاتنا هكذا كانت. طبعًا الوزير باسيل عقّب وقال رأيه واستدل على رأيه وتناقشنا، أخذنا وأعطينا، طبعًا سألني يعني أليس لديكم خطة “ب”، قلت له نحن تعلمنا من فخامة الرئيس ميشال عون أن لا نضع خطة “ب”، وهذا طبيعي، حتى الآن عندما نجلس ونفاوض على اسم أنه من أول يوم تأتي وتقول أنا أدعم الترشيح الفلاني والخطة “ب” عندي كذا يعني “تخبز بالأفراح”، يعني أنك تخليت عن مرشحك، لا أحد يعمل بهذه الطريقة، وحتى المتمسك بمرشحه عادة يبقى جاهزًا لأن يناقش خيارات أخرى. بكل الأحوال انتهينا إلى وللبحث صلة، يعني اتفقنا أنه أصبحت الساعة الثانية ليلًا أنه خلص، نُكمل النقاش لاحقًا، أنت فكّر ونحن نفكّر، أنت تحدث مع إخوانك ونحن نتحدث مع إخواننا، نرى ونكمل النقاش. إذًا نحن ذهبنا إلى النقاش بالحقيقة، الآن لاحقًا نُقل الموضوع في وسائل الإعلام وأن حزب الله طارح الوزير سليمان فرنجية وفتحت معركة لها أول وليس لها آخر، هذا على كل حال نتحدث به لاحقًا. لكن نحن الذين دعونا إلى حوار وإلى نقاش نحن كنا بدأنا النقاش وكنا نريد إكمال النقاش وقلنا للبحث صلة، وفي آخر لقاء حصل من وفد قيادي من حزب الله عند قيادة التيار أيضًا عرضنا أنه ليس عندنا مشكلة نعود ونناقش بالأسماء ونعمل لائحة ويكون من ضمنها الوزير سليمان فرنجية، وهذا طبيعي بالنقاش، بالنقاش كل شخص يضع الأسماء التي يريدها، لكن إذا أنا أريد أن أناقش ومسبقًا أقول أن هذا الاسم غير قابل للنقاش وهذا الاسم غير قابل للنقاش يعني أصبح النقاش بشروط، هذا يُعطل الحوار. المطلوب حوار بلا شروط، ما المشكلة؟ نضع الأسماء التي نريدها وتضع الأسماء التي تريدها وكل الكتل النيابية تضع الأسماء التي تريدها ونجلس ونناقش، حتى لو اسم مرفوض بالمطلق عندك أو عندي ولكن هذا لا يمنع أن نضعه باللائحة التي هي موضع نقاش. إذًا نحن كنا نحب أن نذهب على كثير من النقاش الداخلي وهذا أحد أسباب أننا ذهبنا في الاقتراع إلى الورقة البيضاء لأنه كنا نعطي وقتًا للنقاش الداخلي والحوار الداخلي وإمكانية التوافق الداخلي، وأيضًا احترامًا، هذه أيضًا سبب آخر، احترامًا للخيار الذي ندعمه، لأنه نحن عندما نسمي يا إخوان، يعني عندما نخرج من الورقة البيضاء نحن ليس عندنا هذه الطريقة أن نضع اسمًا للتجربة، أو نضع اسمًا للحرق، أو نضع اسمًا للمناورة، أو نضع اسمًا للمقايضة لاحقًا باسم آخر، أبدًا، نحن وجميعكم تعرفونا وكل لبنان جربنا على مدى سنتين ونصف بالانتخابات الماضية، سنتين ونصف يُقال عطّلنا البلد وعطّلنا المجلس وعطّلنا وعطّلنا، عندما أخذنا القرار وكتبنا الاسم يعني كتبنا الاسم، عندما نكتب الاسم على الورقة يعني التزام قاطع وجدي، لا نناور ولا نمزح ولا نلعب ولا نحرق أوراق ولا نُقطّع مراحل، هذا سبب ذهابنا إلى الورقة البيضاء، ليس خوفًا من أي شيء ولا خجلًا من أي شيء ولا ترددًا في أي شيء.
حسنًا، بعد كل النقاشات التي حصلت والمواقف التي أُطلقت والخيارات المطروحة والغير مطروحة، لأن هناك أناس خياراتهم أصبحت واضحة وهناك أناس خياراتهم ما زالت غير واضحة، يعني بعد لم يرشحوا أو لم يعلنوا عن دعم ترشيح، هناك أناس ما زال عندهم نقاش داخلي مثل التيار الوطني الحر، وهناك أناس ما زالوا ينتظرون الرضا الخارجي، الفيتوات الخارجية، هذا يؤثر على مسار تصويتهم، وهناك أناس حسموا خياراتهم وأعلنوا ترشيحاتهم.
طالما وصلنا إلى هذه النقطة، من المفيد أن أقول، أصبح الأمر واضحًا كل ما هنالك أنه ينتظر أن نقول، بالتالي نضم صوتنا إلى صوت دولة الرئيس نبيه بري، المرشح الذي ندعمه – لأكن دقيقًا – ليس مرشح حزب الله حتى تذهبوا وتقاتلوه، المرشح الطبيعي الذي نَدعمه في الانتخابات الرئاسية ونعتبر أن المواصفات التي نأخذها بعين الاعتبار تنطبق عليه هو الوزير سليمان فرنجية، وضوح، وعلى هذا الأساس تفضلوا أن نناقش ونحاور ونجادل ونرى إلى أين سنصل.
كلمة أخيرة، رغم أنه كنت أنوي أن لا أُطيل لكن نتحدث بعد عدة دقائق لأن هذا المقطع الأخير أيضًا مفيد.
كلمة موجهة للتيار الوطني الحر
كلمة أخيرة سأتوجه بها لإخواننا وأصدقائنا في التيار الوطني الحر، لأنه هذه لحظة حساسة، عندما أُعلن رسميًا أن حزب الله يدعم هذا الترشيح، ترشيح الوزير سليمان فرنجية، أنا أحب أن أقول هذا الكلام التالي باختصار:
منذ توقيع التفاهم في 6 شباط 2006 كنا دائمًا حريصين على هذا التفاهم وما زلنا حريصين على هذا التفاهم، وأنا شخصيًا كنت من أحرص الناس عليه وما زلت أحرص الناس عليه، صحيح نقول أنه في وضع حرج ولكن هذا لا يعني أننا لسنا حريصين عليه. التفاهم، هناك يجب أن نصححه بأذهاننا كلنا، يعني بأذهان كوادر وقواعد حزب الله وكوادر وقواعد التيار الوطني الحر والرأي العام اللبناني، التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر لم يُحولنا إلى حزب واحد، بقينا حزبين، ولم يجعل أحدًا تابعًا للآخر، يعني خارج ورقة التفاهم إذا بأي مسألة من المسائل أو نقطة من النقاط اتفقنا عليه جيد، إذا اختلفنا فيها أين المشكلة؟ لا نحن تابعين للتيار ولا التيار تابع لنا – أعود لاحقًا لبنود التفاهم – ليس في التفاهم ما يلزم أحدنا بأن يقبل مع الآخر بشخص رئيس الجمهورية، هذه ورقة التفاهم موجودة، لا يوجد في التفاهم شيء اسمه أنه يجب أن نتفق سويًا على رئيس الجمهورية وإلا كل شخص يقول للآخر في أمان الله، لا يوجد هكذا شيء في التفاهم، ولا يوجد شيء في التفاهم يقول أننا نتفق على رئيس المجلس، ولا شيء في التفاهم يقول أننا نتفق على رئيس الحكومة، ولذلك برئيس المجلس نحن اختلفنا، نحن صوّتنا لرئيس المجلس وهم لم يصوتوا، لم نقل لهم هذا طعن وهذه خيانة وهذا تخلف وهذا غدر، أبدًا، هذا حقهم الطبيعي، لأن تحالفنا، تفاهمنا، لا يلزمهم بأن ينتخبوا رئيس مجلس النواب الذي نريده ولا يلزمنا أن ننتخب رئيس الجمهورية الذي يريدونه أو نحن نريده، ولا يلزمنا ويلزمهم أن نسمي نفس رئيس الحكومة الذي يريدونه أو نحن نريده، هذا ليس له علاقة بالتفاهم، يعني لا نُحمّل كل شيء على التفاهم. نحن في الانتخابات الماضية عندما دعمنا ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية ليس على أساس أن التفاهم فيه بند يقول ذلك، ولا لأن التفاهم يلزمنا، أنا أحب أن أقول للبنانيين أصلًا العماد ميشال عون لم يطلب منا أن ندعمه بالانتخابات الرئاسية، لم يطلب عندما التقينا، نحن بادرنا وقلنا للعماد ميشال عون نحن في الانتخابات القادمة ضمن المواصفات ضمن الواقع القائم ضمن الرؤية نحن حزب الله أخذنا قرار أن ندعم ترشيحك يا جنرال قال ممنونين مشكورين، لم نعقد اتفاقًا ولا صفقةً ولا طلبنا منه شيء ولم نضع عليه شروطًا ولم يضع علينا شروطًا، والشهود ما زالوا أحياء من الطرفين، لأنه لم نكن جالسين أنا والجنرال عون لوحدنا كان هناك أناس، إخوان أعزاء كرام من الجهتين موجودين. إذًا دعمنا للعماد ميشال عون بالانتخابات الماضية ليس من لوازم التفاهم، بل هو موضوع سياسي مختلف، موضوع آخر، هذا ليس له علاقة بالتفاهم، التفاهم هذه بنوده واضحة، ولذلك اليوم عندما نأتي وندعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية هذا لا يعني أنه نحن خرجنا من التفاهم لأنه في التفاهم ليس هنالك شيء يقول نحن ملزمون بأن نختار رئيسًا للجمهورية من التيار الوطني أو من يقبل به التيار الوطني، ليس هنالك شيء بالتفاهم هكذا، أنتم أحرار أن تختاروا رئيس الجمهورية الذي تريدونه وتدعمون من تريدون ونحن أحرار أن ندعم من نريد ولا أنت تطعنني ولا أنا أطعنك، لا أنت تخونني ولا أنا أخونك، هذه الأمور هكذا ببساطة ووضوح.
خلال الفترة الماضية كان يحصل أحيانًا اختلاف في وجهات النظر في بعض الموضوعات، كان أصدقاءنا، إخواننا بالتيار، بعض الرموز، بعض الشخصيات يهجمون على حزب الله بوسائل الإعلام بالتلفزيون بالصحف بمواقع التواصل، لكن دائمًا كنا نحن نصمت، نحن أيضًا كان عندنا ملاحظات على أداء التيار لكن قلنا نقولها بالجلسات الداخلية، ولازلنا حتى الآن نقولها بالجلسات الداخلية، عندما يحصل مشكل أو خلاف مثل الخلاف الأخير الذي هو خلاف بدقة على الترشيحات لرئيس الجمهورية، بدقة، ليس على شيء آخر، لكن عادة عندما يحصل أي خلاف أصدقاؤنا بالتيار يستحضرون نقطتين ويتحدثون بهما على أن هذا إشكال على حزب الله، ما هي هاتين النقطتين؟ واحد بناء الدولة أن الحزب وقع معنا تفاهم بموضوع بناء الدولة ولم يساعدنا، والثاني موضوع مكافحة الفساد، وكل مدة ومدة يعود ويفتح هذا الملف، مع العلم أن هذا أنا ناقشته داخليًا وبجلسات متعددة مع الوزير جبران باسيل، ونوابنا ناقشوه مع عدد من إخواننا النواب في التيار الوطني الحر، طبعًا الآن لن أناقشه، لكن لا أحد يتصور أنه عندما لا نرد أننا نُسلّم بالذي يقال عن الاتهام الموجه لنا بموضوع بناء الدولة وبموضوع موقفنا بمكافحة الفساد، لا، نحن عندنا كلام طويل عريض وعندنا رؤية وعندنا ملاحظات وعندنا تقييم لأدائنا ولأدائكم، لكن هذا نناقشه في الجلسات الداخلية، أنا لست حاضرًا أن أتحدث الآن ولا لاحقًا، لا أعرف إذا يأتي يوم، طالما حريصين على العلاقة لأنه عندما نفتح هذه الموضوعات بالإعلام يعني سنذهب إلى السجال، سنفتح الباب لكل المصطادين بالماء العكر، سنفتح الباب لكل الذين يدعون أن تنتهي هذه العلاقة، ولذلك لا يا إخوان أنا لا أوافق على الإطلاق وأنا معروف بحزب الله إذا تفتشون في حزب الله، طبعًا نحن حزب كبير ولدينا أراء متنوعة ولكن كلنا نلتزم بقرار واحد، لتجدن أحرص الناس على هذه العلاقة وعلى هذا التفاهم هو شخصي الكريم، أنا لا أوافق على أي تقييم يقول أن حزب الله عمل تحالف، عمل تفاهم وغدر أو خان أو طعن أو لم ينفذ بنود التفاهم، أبدًا، وحاضرين يأتي يوم إذا كنا مضطرين أن نتحدث بالإعلام لنقول ببناء الدولة ماذا فعلنا وماذا فعلتم وماذا فعلنا سويًا، وبمكافحة الفساد ماذا فعلنا وماذا فعلتم وماذا فعلنا سويًا، لكن ليس صحيحًا أن يبقيا هذين العنوانين محمولين بكل لحظة خلاف على موضوع ليس له علاقة بالتفاهم ويُعاد ويفتح هذا النقاش من جديد.
أنا أحب أن أقول نحن حريصون على التفاهم، إذا اختلفنا ببعض المواقف السياسية وإن كانت أساسية مثل رئاسة الجمهورية، نبقى حريصين على التفاهم ونبقى حريصين أيضًا على الصداقة ونبقى حريصين على العلاقة، لبنان هو أحوج ما يكون إلى توسيع الصداقات وتوسيع العلاقات الإيجابية وليس مثل ما يأخذونه بعض الناس إلى عداوات وإلى أحقاد وإلى ضغائن لا تبقي في هذا البلد حجرًا على حجر، نكون في خلاف سياسي بعد قليل نستخدم كل العباراات التي فيها إساءة للموضوع الديني وللموضوع العقائدي وللموضوع المذهبي وما شاكل، لا، هذا البلد يحتاج إلى التهدئة، يحتاج إلى العقول الهادئة والباردة، يحتاج إلى الحوار، يحتاج إلى التواصل وإلا يجب أن نتعايش مع الفراغ الرئاسي، ليس لدينا حل آخر.
في كل الأحوال، كالعادة أطلنا عليكم وإن كان قد أجلنا موضوعات كثيرة للقاءات القادمة. (…).