“مصدر دبلوماسي”
نقل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبد الله بو حبيب بعد اجتماعه مع وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان أن نظيره الايراني اعرب عن “حرص إيران على استقرار لبنان وأهمية نجاح اللبنانيين في التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن”.
من جهته، أكد الوزير عبد اللهيان مجددا بأن ” ايران هي على أتم الاستعداد لاعادة بناء وتأهيل معامل إنتاج الطاقة الكهربائية في لبنان، لا بل بناء معامل جديدة لإنتاج هذه الطاقة إنطلاقا من التوافق الذي يمكن التوصل اليه مع الحكومة اللبنانية”.
وردا على سؤال طرحه موقع “مصدر دبلوماسي” حول العلاقات التركية السورية والمحادثات الايرانية السعودية ومآلها أجاب الوزير الايراني المستمرة زيارته 3 ايام:” نحن سعداء بهذا الحوار الذي يجري بين سوريا وتركيا واللقاءات بين مسؤولي هذين البلدين، ونعتقد ان هذا الحوار بإمكانه ان ينعكس بشكل إيجابي على مصلحة هذين البلدين. ونعتقد انها الطريقة الانجع والافضل لإيجاد مخرج لمسألة العلاقات السورية التركية، وبإمكاننا متابعة هذا الامر من خلال الالتزام بمفاوضات إطار آستانة مع إعطاء دور للحضور السوري في هذا الحوار.
وكما تعرفون خلال الفترات الماضية كانت هناك سلسلة من الحوارات الثنائية الايرانية السعودية والتي جرت في العاصمة العربية بغداد، وايضا خلال مؤتمر العراق 2 الذي انعقد اخيرا في العاصمة الاردنية عمان حيث كانت هناك فرصة لتبادل حوار قصير بيني وبين وزير الخارجية السعودية الاستاذ فيصل بن فرحان، وكان هنالك اتفاق في وجهات النظر بيننا وبينه على استمرار الحوار السعودي الايراني بالشكل الذي يمكن ان يؤدي في نهاية المطاف الى إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، ونحن نؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تبادر في اي حال من الاحوال الى قطع العلاقات مع اي دولة من دول العالم الاسلامي ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، ونحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بيننا والمملكة العربية السعودية وصولا الى افتتاح المكاتب الدولية او السفارات في الرياض وطهران في اطار الحوار الذي ينبغي ان يستمر بين بلدينا”.
استهلّ وزير الخارجية الايراني الدكتور حسين أمير عبد اللهيان زيارته الى لبنان باجتماع عقده في مقر وزارة الخارجية والمغتربين بحضور الوفد الايراني المؤلف من: سفير ايران في لبنان مجتبى اماني، الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، مدير عام دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الايرانية مهدي شوشتر والدبلوماسي المعتمد في السفارة الايرانية كرم مشتاقي والمترجم علي شرف الدين. في حين كان الجانب اللبناني مؤلفا من امين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني شميطلي، السفير علي المولى السفير وليد حيدر والدبلوماسي يوسف جبر. استمر اللقاء قرابة الساعة قبل أن ينتقل الوزيران الى قاعدة المؤتمرات الصحافية، حيث عقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا.
واستهل المؤتمر وزير الخارجية اللبناني الدكتور عبد الله بو حبيب قائلا:” تشرفت اليوم بإستقبال معالي َوزير خارجية الجمهورية الاسلاميه الإيرانية الدكتور حسين عبد الأمير اللهيان في إطار حرصه على التشاور الدوري معنا في الشؤون الإقليمية والتطورات الدولية وما يرتبط بالعلاقات بين البلدين. جرى التباحث في عدد من المواضيع، حيث سمعت من معالي الوزير حرص إيران على استقرار لبنان وأهمية نجاح اللبنانيين في التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن. كما استمعت من معالي الوزير الى الوضع في إيران على ضوء الأحداث التي شهدتها اخيرا ، وعبرت له عن حرص لبنان على الاستقرار في إيران ورفضه المبدئي لتدخل أية دولة في شؤون الدول الأخرى. ولقد وضعنا معالي الوزير في أجواء الاجتماعات الإقليمية التي شارك فيها مسؤولون إيرانيون وجرى البحث فيها في قضايا تهم لبنان والمنطقة حيث تبادلنا وجهات النظر حولها.
وفي هذا السياق، تم التباحث في استمرار الأزمة اليمنية ومعاناة الشعب اليمني في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وحيث عبرنا عن الأمل في نجاح الجهود الطيبة التي تبذلها عدة أطراف –ومنها ايران- في وضع الأزمة على سكة حل يضمن أمن واستقرار المنطقة ورفاه وازدهار الشعب اليمني.
وكان هناك تطابق في وجهات النظر حيال المخاطر الناجمة عن الحكومة إسرائيلية الجديدة التي تعتمد سياسات عدائية تجاه الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة، مما يقوّض فرص السلام العادل والشامل في المنطقة. كما أدنا قيام وزير الأمن الإسرائيلي في اقتحام المسجد الأقصى ونحن نطلب مجددا من المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته في ردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها بحق الفلسطينيين”.
عبد اللهيان
ثم تحدث وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور حسين عبد الامير اللهيان الذي قال: “اود بداية ان اتقدم بالشكر والتقدير لحفاوة الاستقبال التي لقيناها من معالي وزير الخارجية اللبنانية، وكما اشار معاليه في سياق كلامه لقد كانت فرصة طيبة أتيحت لنا اليوم لكي نتداول معه بالكثير من الامور ذات الاهتمام المشترك سواء على صعيد
العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين او على صعيد التطورات الاقليمية والدولية. وقبل كل شيء اود ان اتقدم بالتهنئة والتبريك بحلول السنة الميلادية الجديدة للشعب اللبناني عموما وللاخوة المسيحيين خصوصا وايضا اهنىء شعوب العالم كافة بهذه المناسبة. واود ان اؤكد من هنا، من بيروت، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستبقى دائما وابدا الصديق الصدوق الوفي للجمهورية اللبنانية الشقيقة في السراء والضراء على حد سواء”.
أضاف الوزير عبد اللهيان:” خلال هذا اللقاء تداولنا مع معالي الوزير افضل السبل الآيلة الى تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا على الصعد الاقتصادية والتجارية والسياحية لاننا نعتقد ان هذا التعاون ينعكس إيجابيا على مصلحة البلدين والشعبين، ونحن نشعر بسعادة كبرى عندما نرى ان المشاكل والمتاعب التي يعاني منها لبنان الشقيق تخفّ يوما بعد يوم، وخلال اللقاء الاخير الذي جمعني مع معاليه اتفقنا على تفعيل العلاقات الثنائية وبدأنا نشهد بعض الخطوات الايجابية والملموسة في هذا الاطار. وكما تعرفون فإن فريقا تقنيا فنيا لبنانيا قام بزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية واجتمع مع المعنيين في إطار تأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من اجل تأمين الطاقة الكهربائية. ونحن مستعدون في إطار الدعم الكامل الذي نود ان نقدمه للبنان الشقيق ان نلتزم بالامور الملقاة على عاتقنا من خلال ذلك الاتفاق.
مرة ثانية اريد ان اؤكد وبشكل رسمي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال امتلاك الطاقات العلمية والتقنية والهندسية المتطورة والمتقدمة، هي على أتم الاستعداد لاعادة بناء وتأهيل معامل إنتاج الطاقة الكهربائية في لبنان لا بل بناء معامل جديدة لإنتاج هذه الطاقة إنطلاقا من التوافق الذي يمكن التوصل اليه مع الحكومة اللبنانية. نحن نعتبر ان الأمن والتطور في لبنان الشقيق هو من أمن وتطور الجمهورية الاسلامية الايرانية لا بل من أمن وتطور المنطقة برمتها.
وايضا اود ان اؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف داعمة وبشكل واضح للمقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية تجاه تعديات واعتداءات الكيان الصهيوني على هذين البلدين”.
3 اسئلة من الصحافيين
وسئل الوزير عبد اللهيان عن نظرة ايران للشغور الرئاسي وهل هناك من دور تلعبونه من خلال حزب الله في هذا الموضوع؟
اجاب الوزير عبد اللهيان:” نحن في الجمهورية الاسلامية الايرانية لا نتدخل بحال من الاحوال في الامور الداخلية للبنان الشقيق، وبطبيعة الحال نحن ندعو ونرحب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية اللبنانية من اجل التوصل الى حل في مسألة الشغور الرئاسي، ونحن على ثقة تامة ان التيارات السياسية اللبنانية لديها الوعي والبصيرة من جهة والتجربة الكافية من جهة اخرى كي تجد مخرجا للشغور الرئاسي وتنتخب رئيسا جديدا للجمهورية اللبنانية في اقرب وقت ممكن”.
سئل: تأتون في فترة من الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف اعمال، ما هي الرسائل
الاقليمية التي توجهونها من لبنان وهو دولة رئيسية في سياستكم في المنطقة، وما هي الرسائل الاقليمية وسط الحراك التركي – السوري والاماراتي تجاه سوريا؟ وماذا عن المحادثات مع المملكة العربية السعودية وما الجديد في ملف اليمن؟
أجاب عبد اللهيان: “نحن سعداء بهذا الحوار الذي يجري بين سوريا وتركيا واللقاءات بين مسؤولي هذين البلدين، ونعتقد ان هذا الحوار بإمكانه ان ينعكس بشكل إيجابي على مصلحة هذين البلدين. ونعتقد انها الطريقة الانجع والافضل لإيجاد مخرج لمسألة العلاقات السورية التركية، وبإمكاننا متابعة هذا الامر من خلال الالتزام بمفاوضات إطار آستانة مع إعطاء دور للحضور السوري في هذا الحوار.
وكما تعرفون خلال الفترات الماضية كانت هناك سلسلة من الحوارات الثنائية الايرانية السعودية والتي جرت في العاصمة العربية بغداد، وايضا خلال مؤتمر العراق 2 الذي انعقد اخيرا في العاصمة الاردنية عمان حيث كانت هناك فرصة لتبادل حوار قصير بيني وبين وزير الخارجية السعودية الاستاذ فيصل بن فرحان، وكان هنالك اتفاق في وجهات النظر بيننا وبينه على استمرار الحوار السعودي الايراني بالشكل الذي يمكن ان يؤدي في نهاية المطاف الى إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، ونحن نؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تبادر في اي حال من الاحوال الى قطع العلاقات مع اي دولة من دول العالم الاسلامي ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، ونحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بيننا والمملكة العربية السعودية وصولا الى افتتاح المكاتب الدولية او السفارات في الرياض وطهران في اطار الحوار الذي ينبغي ان يستمر بين بلدينا”.
من جهته، أجاب الوزير بوحبيب على سؤال حول تقديم ايران هبة الفيول وهل يمكن للبنان ان يتخطى العقبة الاميركية لوصول هذه المساعدات الى الشعب اللبناني وهو بأمس الحاجة اليها؟
اجاب الوزير بو حبيب: “هنالك محاولات جدية من اجل الاتفادة من المساعدات الايرانية للبنان، طبعا هناك عوائق واختلاف سياسي في لبنان وهناك ضغوط خارجية لكن المحاولة
مازالت قائمة ومتفقون مع الاخوان في إيران على استمرارها”.