“مصدر دبلوماسي”
أطلّ أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله أمس عبر شاشات التلفزة مباشرة ملقيا خطابا بمناسبة مرور 3 اعوام على اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، وغصّ مجمّع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت بجمهور الحزب والممثلين عن الاطياف السياسية اللبنانية ومنهم ممثل عن التيار الوطني الحر. واوضح السيد نصر الله في بداية كلمته حقيقة مرضه إثر تأجيل خطاب له كان محددا يوم الجمعة الماضي بسبب اصابته بالانفلونزا. وقال نصر الله:” فكرت أن أتحدث يوم الجمعة الماضي وأُركّز على الملفات المحلية، وأتطرق إلى عدد من الأحداث التي حصلت في لبنان، وأيضاً إلى الموضوع السياسي ما يرتبط بانتخابات الرئاسة والعلاقات السياسية، وكنتُ مُتحمّساً وحضّرتُ نفسي وكالعادة، لكن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: “عرفت الله بفسخ العزائم ونقض الهمم”، الله سبحانه تعالى كان له مشيئة أخرى.
في كل الأحوال، أحببنا وقتها أن نكون صادقين معكم، شفّافين معكم، لأن إلغاء الكلمة بعد الدعاية والانتظار كان يمكن أن يترك تأويلات كثيرة وبعضها بالتأكيد كان يمكن أن يكون خاطئًا.
أنا أعتذر أنّني شغلت بالكم وأشكركم على المحبة والعاطفة، وكل الذين دعوا وتصدقوا وذبحوا وكل ما يمكن أن يُعمل في هذا السياق مشكورين وممنونين إن شاء الله.
لكن أنا أحبّ أن أُطمئنكم، لأنني شاهدت بعض ما قيل في الإعلام الإسرائيلي، بعض ما قيل أيضاً في بعض الإعلام الخليجي، هناك من قال ذبحة دماغية وهناك من قال في العناية، وهناك من قال أنه على أجهزة تنفس وما شاكل. ليس هنالك داعٍ للقلق نهائياً، أنا عندي هذه الحالة – حتى أكون شفّاف أكثر – تقريباً ثلاثين سنة عندي تحسّس في القصبة الهوائية، وحتى عندما استشهد مولانا الشهيد السيد عباس (رحمة الله عليه) أنا كنت في الفراش بسبب هذه الحالة، يعني قبل أكثر من ثلاثين سنة، هذا الإخوة يعرفونه جيدًا، ولكن عادة عندما تثور هذه الحساسية أنا أتجنّب المنبر، لكن فاجأتني يوم الجمعة فاضطرينا إلى الإلغاء، فليس هنالك شيء، الأمور الطبيعية، رشح، زُكام، مثل كل الناس. لو لم يكن هناك خطاب يوم الجمعة ما كان أحد أحسّ بشيء”.
وتحدث السيد نصر الله مطولا عن ذكرى سليماني والمهندس اللذين اغتالتهما غارة اميركية في العراق وتطرق الى عناوين سياسية لبنانية وهنا النص الحرفي لما قاله عن الوضع اللبناني:
“في الوقت المتبقي دعوني أتكلم قليلاً وبناءً على كل هذا الذي تقدم أنا أريد أن أختم بعنوانين:
العنوان الأول، توجيه رسالة للحكومة الإسرائيلية الجديدة والعنوان الثاني له علاقة بإنتخابات الرئاسة والملف السياسي في لبنان.
الحكومة الاسرائيلية خليط من الفاسدين
في العنوان الأول، هذه الحكومة الجديدة طبعاً نحن اختبرناها سنوات طويلة، إفتراضاً إذا كان هناك أحد يريد أن يُخيفنا بنتانياهو أو بوزير الحرب الجديد او ما شاكل، لا هؤلاء جميعهم نحن اختبرناهم في السنوات الماضية، نعم الجديد أنه هناك حكومة هي خليط من فاسدين بعضهم حوكموا وسُجنوا بتُهم فساد ومن مجانين ومتطرفين هذا جديد، جديد بهذا الحجم بهذا الوضوح، إذاً نحن أمام حكومة فاسدين ومجرمين ومتطرفين ومتشددين، طبعاً هذه الحكومة لا تُخيفنا ولا يوم من الأيام كانت هذه الحكومات تُخيفنا على الإطلاق، بل أكثر من ذلك يُمكن ان يتفاءل المرء – الآن خلافا لكل ما يتكلمون به – عندما تأتي حكومة فيها فاسدين ومجانين إن شاء الله هذا يُعجّل في نهاية هذا الكيان المؤقت، أي أن هؤلاء المجانين الذين نُشاهدهم هذه الأيام وما شهدناه باكراً صباح اليوم في المسجد الأقصى من قبل وزير الأمن القومي خاصتهم، هذه الإدارة إن شاء الله تُعجل( في نهاية الكيان الصهيوني)، تَعلمون في الكيان تحدثنا كثيراً والذين يُتابعون مخاطر داخلية على مستوى الإسرائيليين، انقسامات حادّة، عدم ثقة يالقيادة السياسية، بالقيادة العسكرية، بالزعامات الدينية، إنتصار الفساد و..و..و.. والحديث عن قلق الوجود ان إسرائيل باقية تقطع الـ 80 سنة أو لا تقطّع، إن شاء الله بعونه تعالى ببركة الحكومة الاسرائيلية الجديدة وهؤلاء “الخوت” والمجانين يعجل في نهاية هذا الكيان من خلال إرتكاب أخطاء وحماقات قد تُودي بهم الى الهاوية، نحن هكذا نَرى المشاهد، لا نُشاهد شيئاً مخيفاً أبداً، على العكس نحن نرى في هذا السوء أملاً كبيراً هذا أولاً.
ثانياً، بطبيعة الحال هؤلاء المجانين والمتشدين، موضوعهم الأساسي بالدرجة الأولى داخلي في فلسطين، موضوع الاستيطان في الضفة الغربية، موضوع المسجد الأقصى، موضوع بيت المقدس. ما جرى اليوم والمواقف الفلسطينية والعديد من المواقف العربية والاسلامية والدولية تؤكد أن هؤلاء يَدفعون بإتجاه وضع خطر، أنا أُريد الليلة أن أَضم صوت المقاومة في لبنان إلى صوت كل فصائل المقاومة في فلسطين وأَقول، إن التعرض للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وفي بيت المقدس خصوصاً من قبل هؤلاء الصهاينة لن يفجر الوضع داخل فلسطين فقط بل قد يفجر المنطقة بكاملها، شعوبنا لن تتحمل عدواناً بهذا المستوى من قبل هؤلاء المجانين على المقدسات الإسلامية والمسيحية، هذا قُلناه سابقاً ونؤكده مجدداً، ونقول لكل الدول في العالم ولرعاة هذا الكيان الغاصب: إذا كُنتم لا تُريدون حرباً ثانية في المنطقة أمام ما يَجري في الحرب الروسية الأوكرانية فعليكم أن تكبحوا جماح هؤلاء المجانين المتطرفين المتشددين.
في موضوع قواعد الاشتباك مع الحكومة الجديدة، قُلت نحن جَاوبنا نتانياهو لا شيء جديد، ولكن أيضاً مع بداية حكومة جديدة نحن نقول لهم: نحن مستيقظون وحاضرون وحذرون ولن نَسمح بأي تغيير لقواعد الإشتباك وموازين الردع مع لبنان بأي شكل من الأشكال، لذلك “ما حدا يغلط ويفكر ويتوهّم” وهم على كل حال شاهدونا قبل أشهر، عندما كُنا مستعدين في معركة الحدود البحرية والنفط والغاز أن نذهب إلى أبعد مدى، إلى أبعد مدى في المواجهة مع هذا لعدو، وهم كانوا يعلمون علم اليقين أننا كُنا جاهزين وحاضرين لذلك، لذلك لن نَتسامح مع أي تغيير في قواعد الإشتباك أو أي مس بما هو وضع قائم على مستوى الحماية للبنان لمقدراته وأمنه وسيادته. أيضا أُؤكد على أهمية استمرار مسؤولية الدولة اللبنانية في موضوع استخراج النفط والغاز، كانت هناك مخاوف عند البعض أنه عندما يأتي نتانياهو سيُلغي، أعلن إلتزامه بهذا التفاهم، المؤشرات من قبل الشركات المعنية تدعو إلى التفاؤل، لذلك من هذه الزاوية نحن لسنا قلقين، العين في الحقيقة مع هذه الحكومة يجب ان تكون أكثر متوجهة إلى داخل فلسطين المحتلة، إلى القدس، إلى الضفة الغربية وإلى المسجد الأقصى بالدرجة الأولى.
موضوع الرئاسة
في موضوع الرئاسة، أنا في آخر خطاب – أطلت عليكم لكن ما زال لدي كلام في كم دقيقة لا تُؤاخذوننا – بآخر خطاب عندما تحدثت عن انتخابات الرئاسة – الآن أنا جبت النص معي لكنني أحفظه – أنا قُلت أنه من حقنا في انتخابات الرئاسة أن نَبحث عن رئيس كُنت واضحاً، قُلت لا نريد رئيساً يدافع عن المقاومة ولا رئيساً يحمي المقاومة ولا رئيساً يحمي ظهر المقاومة حتى هذا التعبير انا استخدمته، كل ما هنالك حقنا الطبيعي أن نُطالب برئيس لا يطعن ظهر المقاومة، انظروا مثلاً من بؤس السياسة في لبنان، رغم أن هذا الكلام موجود في التلفزيون ونقلته عدة محطات وليس انه تسريب من جلسة وقد نُشر في الصحف، ومع ذلك أغلب الذين علقوا فيما بعد أن حزب الله يُريد رئيساً يحمي ظهر المقاومة، ولذلك خرج البعض لينظّروا أنه لا نُريد رئيساً يحمي لبنان وإذا حمى لبنان لا أدري ماذا.. أنا لم أقل على الإطلاق وهذا النصّ، نحن لا نُريد رئيساً للجمهورية يُغطي المقاومة، لا نريد رئيساً للجمهورية يحمي المقاومة، المقاومة في لبنان ليست بحاجة إلى غطاء والمقاومة في لبنان ليست بحاجة إلى حماية، هذا النص أحضروه الشباب من التسجيل، ما نُريده رئيساً لا يطعن المقاومة في ظهرها ولا يتآمر عليها ولا يبيعها فقط هذا حقنا الطبيعي، حق جمهور المقاومة بكل فصائلها أن يكون الحد الأدنى في مواصفات الرئيس أن يكون الأمر كذلك، هم ذهبوا أن الحزب لا يَرى إلا رئيس يحمي ظهر المقاومة، لا لا لا، وحينها أنا قلت أن هذا شرط أساسي طبعاً الشروط الاخرى مطلوبة، يُمكن أن كثيرين لا يطعنوا المقاومة، ولكن ليس لديهم الكفاءة والقدرة الشخصية واللياقة الشخصية على تولي منصب الرئيس، انا لم اضع مواصفات في ذلك الخطاب، بعد ذلك الإخوان يضعون مواصفات، في النهاية يوجد مواصفات طبيعية مطلوبة في شخص رئيس الجمهورية، انا اردت ان اضيف هذه الصفة فوق المواصفات الطبيعية، ولذلك لا، نحن لا نبحث عن رئيس يحمي ظهر المقاومة، نحن متواضعون كثيرا في هذا الهدف، وقلت ان من حق جزء كبير من الشعب اللبناني، مثل ما يوجد اجزاء من الشعب اللبناني حقهم ان يطالبوا برئيس من مواصفات معينة، هذا حقنا الطبيعي، وحقنا ان نتمسك بهذه الصفة، هذه ليست صفة للمزايدة، بل بالعكس هذا أمر طبيعي لانه رئيس لا يطعن المقاومة يعني لا يأخذ البلد على حرب أهلية، رئيس لا يطعن المقاومة يعني رئيس يريد الوفاق والحوار في هذا البلد، رئيس لا يطعن المقاومة يعني رئيس يساعد في حماية لبنان امام التهديدات والمخاطر الاسرائيلية، هذه مصلحة وطنية وليست مصلحتنا نحن كمقاومة، نحن لسنا خائفين من ان يطعننا احد، نحن اذا ما طعننا احد، نحن خائفون على البلد وخائفون على الناس، ولسنا خائفين على حالنا، هذا جزء في موضوع الرئاسة.
الجزء الثاني، ايضا خلال كل هذه الفترة قرأنا وسمعنا الكثير ممن يقولون انه انتحابات الرئاسة مؤجلة بإنتظار نتائج المفاوضات النووية الاميركية الايرانية، بعد ذلك نفس الحكاية “الداية داية والطبيب الله” “دق المي وهي مي”، يعني في لبنان تعبنا ونحن نقول ايها اللبنانيون أيها السياسيون يا اصحاب القرار يا أصحاب الاقلام هذا فهم خاطىء، ليس له أي أساس من الصحة، لأقول لكم، الان بمعزل إن كانت توجد مفاوضات أو لا توجد مفاوضات، أعني غير مباشرة، لأنه لا توجد مفاوضات مباشرة، هل توجد مفاوضات أو لا توجد مفاوضات؟ هل تصل إلى نتيجة أو لا تصل إلى نتيجة؟ هذا بحث يتكلمون عنه الاخوة الايرانيين، ولكن منذ اليوم الاول للمفاوضات النووية الايرانية والى آخر يوم، الجمهورية الاسلامية لا تُفاوض إلا على الملف النووي فقط، ونقطة على أول السطر.
قُلنا هذا الموضوع ألف مرة وخلال السنوات الماضية كلها هذا ثبت، الاميركيون يحاولون ان يُدخلوا ملفات أخرى الى المفاوضات، ساعة يتكلمون بملفات المنطقة وساعة يريدون ان يتكلموا بالصاروخي والمسيرات، الآن يريدون ان يتكلمون بالموقف من الحرب الروسية الاوكرانية، هم يدخلون ملفات اخرى، أما الايرانيون ابدا نقطة على اول السطر، لا يُناقشون أي شيء آخر سوى الملف النووي، فمن يقعد لينتظر المفاوضات النووية بين ايران واميركا، يعني ذلك انه سينتظر ليس فقط شهر واثنين وسنة، يمكن ان ينتظر عشرات السنين، هل نبقى بلا رئيس للجمهورية؟ هذا فهم جاطىء وقاصر وجاهل أيضاً، هل تذكرون بموضوع كاريش، كان الكثيرون في لبنان من سياسيين واعلاميين وخواص وخبراء يُحللون، يَقولون بان نتيجة المفاوضات حول الحدود البحرية وموضوع النفط والغاز في المياه الاقليمية مرتبط بنتائج المفاوضات النووية، اذا نجخت هناك تمشي هنا، واذا فشلت هناك تفشل هنا، واذا توقفت هناك تقف هنا، لكن أنا يومها قُلت: ” يا أخي ليس له علاقة ليس له علاقة والايام ستُثبت ذلك”، والنتيجة ان التفاهم تم في الحدود البحرية والنفط والغاز، والمفاوضات النووية تعثرت، لا يوجد علاقة بين الأمرين.
لا تنتظروا توافقا سعوديا ايرانيا
النقطة الثالثة، أيضاً من ينتظرون توافقاً سعودياً إيرانياً، أيضاً “إنتوا كتير ناطرين ومُطولين”، معنى ذلك “ان تُرتبوا أُموركم على انه ما في رئيس، اذا ناطرين اتفاق سعودي إيراني”، وذلك لسببين، السبب الأول مثل السبب الذي قبل، ايران لا نتاقش الانتخابات الرئاسية في لبنان مع احد، ولا تتدخل في الشأن اللبناني ولا في الشأن الداخلي لأي دولة، على مدى أربعين سنة لم تتدخل ايران في الشأن الداخلي اللبناني، لا في إنتخاب رئيس ولا بإنتخاب رئيس وزراء ولا في قانون انتخابات ولا في تشكيل حكومة ولا في اي شيء، وكل الذين كانوا يراجعون ايران خلال العقود الماضية في اي شأن من هذه الشؤون كانوا يقولون هذا شأن لبناني، اذهبوا الى اصدقائنا في لبنان وتكلموا معهم، والآن هم يسمعون نفس الجواب، وهذا ما ابلغني به الاخوة الايرانيون وقالوا: “هناك دول تتصل بنا أو ستتصل بنا، نحن سنقول للجميع كما هي العادة، هذا شأن لبناني فلتتكلموا مع اصدقائنا في لبنان”. ثانيا، حتى اذا اجتمع الايرانيون مع السعوديين، السعوديون أولويتهم ليس لبنان بل اليمن، رغم ان ايران لن تتدخل في الموضوع اليمني، السعودي يريد ان يحل موضوع اليمن يريد ان يتكلم مع اليمنيين، يجب عليه ان يتكلم مع السيد عبد الملك، ومع انصار الله، ومع المجلس السياسي الاعلى في اليمن، على كل حال، ايضا ماذا تنتظرون؟ أنا اقول للبنانيين للشعب اللبناني الذين نُجمع على اهمية انتخاب رئيس، لأنه أولاً الرئيس ومقامه ومكانته مهمة جداً في نظامنا السياسي، وأيضاً لأنه المدخل لإعادة تشكيل الدولة من جديد، الحكومة وما شاكل، يجب ان نعود الى بعضنا البعض، طالما دعونا الى حوار داخلي، ثنائي وثلاثي، بعض اللقاءات الثنائية التي حصلت في الاسابيع الماضية هي من وجهة نظرنا هي لقاءات جيدة ومطلوبة، ونحن نُؤيد ذلك، يوجد بعض اللبنانيين يأخذونها على اللعب وعلى الكيد السياسي، نحن لا نرى الأمور بهذا المنظار، بالعكس هذا ما نتمناه، ان يحصل لقاءات ثنائية وثلاثية وحوارات، طالما لا يُمكن حتى الآن ان يحصل حوار جامع بالطريقة التي دعا إليها دولة الرئيس نبيه بري.
حسنا، المزيد من الحوار والمزيد من اللقاء، وانا اقول لكم لا تنتظروا الخارج، لا نتنظرو الخارج، والكثير مما يُكتب في وسائل الاعلام حتى عن دور فرنسي وعن دور قطري وعن دور لا أعرف ماذا.. يوجد مبالغات كبيرة جداً بحسب معلوماتنا، الأصل هنا، الوقت طبعا كُلنا يجب ان نتفق ان الوقت ضاغط على الجميع، ظورف البلد اليوم مختلفة عن أي وقت مضى، الوضع الاقتصادي ووضع الليرة ووضع رواتب الناس، القطاع العام، الغلاء، الظروف الداخلية، تعطل مؤسسات الدولة، هذه كلها تضغط على الجميع ويجب ان تضغط على الجميع، وبالتالي دعوتنا اليوم مجدداً، لأنه عادة في لبنان هكذا يقولون لك فلنحاول في الداخل، عندما نتعب يأتي الخارج يضغط علينا او يساعدنا، الى الآن لا يظهر أنه يوجد خارج، وغير معلوم ما يمكن ان يفعل هذا الخارج، وغير معلوم ان هذا الخارج فعلاً قادر على أن يمون ويضغط ويوصل الامور الى نتيجة، في المرة الماضية بعد تجميد أو تاخير سنتين ونصف، المعالجة في الحقيقة كانت داخلية، تسوية داخلية حصلت على تأييد أو سكوت خارجي، ولو كُنا ننتظر الخارج في تلك المرحلة يعني مرحلة انتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لِكنا لا زلنا في حالة تجميد، اليوم الوضع اصعب، ولذلك المسؤولية المترتبة على القيادات السياسية وعلى الكتل النيابية اليوم أكبر من أي زمن مضى.
الاشكال مع التيار الوطني الحر
في هذا السياق فقط أُعبروأُعلق لأنه هذه اول مرة اتكلم بالموضوع في الاعلام بعد هذا الاشكال، الاشكال او الخلاف الذي حصل بين حزب الله وبين التيار الوطني الحر، هذا الموضوع طبعا إخواني تكلموا فيه، البيان الذي صَدر من حزب الله، نحن حريصون على معالجته بالتواصل، طبعاً ستكون هناك لقاءات قريبة، الأمر جدير بالمناقشة، جدير بالتقييم الداخلي، أنا أُؤكد أننا حريصون على العلاقة، أحد إخواننا في شورى حزب الله عندما كُنا نُناقش هذا الموضوع ذكّرنا بشيءٍ جميل، قال: “نحن مثل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يُنقل في الروايات أنه من جملة أخلاقياته العالية أنه عندما كان يُسلم باليد على أحد كان النبي لا يُبادر إلى نزع يده من اليد الأُخرى، كان ينتظر اليد الأخرى لينزعها صاحبها فينزع يده”، هذا موجود في الروايات في اخلاق النبي، في السياسة أيضاً نحن لدينا هذه الاخلاق، نحن اذا وضعنا يدنا بيد احد، لا نُبادر الى نزع يدنا، الآن اذا الطرف الآخر نَزع يده لا نُلزم أحداً، ولا نُجبر أحداً، نحن لا نُجبر احد لا على التحالف ولا على الصداقة ولا على التفاهم، دائماً في مراحل متعددة عندما كانت تحصل بعض الإلتباسات أو الضغوط، ويحصل نقاش داخلي فيما بيننا، أنا كُنت أقول لرئيس التيار الصديق الوزير جبران باسيل، كنت أقول له لأنه خلال هذه السنوات مع فخامة الرئيس لم تكن توجد فرصة لقاء، كُنت أقول له:” يا معالي الوزير في أي وقت تَشعرون بالحرج تشعرون بالضيق تشعرون بالعبء، تجدون ان الاستمرار في هذه العلاقة أو في هذا التفاهم ليس لكم مصلحة، يُشكل عليكم عبئاً، يُشكل لكم حرجاً، كُونوا مرتاحين ونحن لن نَكون مزعوجين، ونَقدر أن نَعمل اي صيغة اخرى، نُكمل فيها كأصدقاء ونتعاون فيها كأصدقاء”، هذا دائماً كُنا نقوله، طبعاً نحن ملاحظتنا الأساسية أنه سلوكنا دائماً مع كل حلفائنا واصدقائنا، ان بعض خلفائنا واصدقائنا يَنتقدوننا في العلن ولكن لا ننتقدهم، يُناقشوننا في العلن ولكننا لا نُناقشهم، لم نفعل ذلك إلا نادراً، أنا احتاط هنا عندما اقول “إلا نادراً”، لكن غالباً نحن نُفضل في دائرة الحلفاء والأصدقاء النقاش الداخلي، وحتى اذا ذهبنا الى انتقاد علني أو نقاش علني، فإننا نَحرص فيه على الكلمة والأدبيات واللغة التي نستخدمها مع الطرف الآخر، لا شك أنه حصل خلل ما في ما جرى بيننا في السياسة وفي الإعلام، هذا الأمر إن شاء الله نُعالجه، الكثيرون راهنوا والكثيرون كانوا ينتظرون على كل حال منذ شباط 2006، في كل مقطع في كل مرحلة، كانوا يُراهنون على سقوط هذا التفاهم، على تفكك هذا التحالف، على انتهاء هذه الصداقة، ولكنها صمدت كل هذه السنين وفي ظروف صعبة جداً، اليوم اللبنانيون أحوج ما يكونون إلى المزيد من الصداقات، إلى المزيد من التفاهمات، إلى المزيد من التحالفات واللقاءات، وأياً تكن الصعوبات أو الإلتباسات أو الإشكالات يُمكن مُعالجتها من خلال التواصل المباشر، من موقع الحرص ومن موقع المسؤولية، واللبنانيون على كل حال لديهم ابداع فيمكن ان ُيبدعوا حلولاً قد لا تخطر في بال أحد، في كل الأحوال أَود أن أُؤكد على حفظ هذه العلاقة وحُرصنا على العلاقة ومعالجة أي خلل حصل، وأي خلل يمكن ان يحصل مع حليف أو صديق، فليعرف الشعب اللبناني أننا كرسول الله صلى الله عليه وآ|له وسلم لن نَنزع يدنا من يد صديق أو حليف، ونَحرص على هذه العلاقة.