“مصدر دبلوماسي”
علم موقع “مصدر دبلوماسي” من مصدر دبلوماسي أممي رفيع بأن فريقا ايرلنديا للتحقيق سيأتي الى لبنان من أجل المشاركة في كشف ملابسات مقتل الجندي في الكتيبة الايرلندية شون رووني ليل الاربعاء والخميس عند قرابة الحادية عشرة ليلا في بلدة العاقبية في جنوب لبنان، وكان الجندي متوجها ضمن موكب لآليتين تابعتين لقوات “اليونيفيل” الى مطار بيروت، حيث بدلت احدى الآليات التي يقودها الجندي الايرلندي (23 عاما) من مسارها فجأة لتترك الطريق الدولية وتسلك طريقا فرعية في بلدة العاقبية، وعند هذه النقطة لا توجد رواية متكاملة حول الذي حصل، لكن المؤكد أن مجموعة من الشبان تجمهروا، وحصل اطلق نيران وانقلبت الآلية رأسا على عقب وقتل الجندي (غير محسوم بعد كيف مات) وجرح ثلاثة جنود ايرلنديين آخرين حالة أحدهم حرجة بحسب آخر المعلومات. وقال المصدر الدبلوماسي:” بأن ملابسات الحادثة الأليمة لم تتكشف بشكل تام، لكن في المعلومات الاولية أن الحادثة غير مدبرة وخصوصا وانها وقعت في وقت متأخر وبشكل عفوي إذ يبدو أن الآلية التي تركت الطريق العام ضلّت الطريق أو اتبعت مسار “جي بي أس غوغل” ما أثار غضب شبّان لم يتم الكشف عن هويتهم بعد هاجموا الآلية من دون التأكد من كافة التفاصيل التي نتركها للمحققين اللبنانيين”. وأشار المصدر:” الى أن الامم المتحدة واليونيفيل ومجلس الامن يتطلعون الى الدولة اللبنانية لكي تجري تحقيقا جنائيا بشكل ناجز وواضح مع نتائج واضحة وهذا سيكون له وقعه الايجابي على هذه الجهات وسيقدم القليل من التعزية لعائلة الجندي الايرلندي”. ودعا المصدر الى “عدم التسرع واطلاق احكام سياسية لأن كل الجهات اللبنانية الرسمية والحزبية وبما فيها مسؤولون في حزب الله عبروا عن صدمتهم العميقة من الحادثة والجميع ينتظرون نتائج التحقيقات”.
وأمس انعقد مجلس الامن الدولي، واصدر بيانا صحافيا شديد اللهجة في تعبير عن موقف الدول الاعضاء في المجلس ومنهم ايرلندا وهي عضو غير دائم في مجلس الامن الدولي تنتهي ولايتها نهاية هذا العام. ويعمّ الحزن بسبب هذه الحادثة هذا البلد الذي يشارك في قوات حفظ السلام منذ أعوام طويلة تعود الى تسعينيات القرن الفائت، ويبلغ عديد حفظة السلام الايرلنديين الموجودين حاليا 343 جنديا وضابطا يعملون بالتضامن مع القوات الفندلندية ويشاركون في دوريات اليونيفيل اليومية وعادة ما تتركز مهامهم في المنطقة المحاذية لمارون الراس. في هذا السياق، ينتهج المسؤولون السياسيون في الامم المتحدة سياسة التهدئة وانتظار نتائج التحقيقات. من جهتها، عبرت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا لموقع “مصدر دبلوماسي” عن حزنها وعن “التقدير الكبير لايرلندا التي لها عدد كبير من الجنود، وهي قدمت خدمات ممتازة ضمن عمل “اليونيفيل” وتحترم حقوق الانسان”. شاهد (الفيديو اعلاه). وقالت فرونتسكا:” مباشرة بعد وقوع الحادث قدمت السلطات اللبنانية التعازي وكانت حريصة على التحقيق بشفافية واحترام حقوق الانسان ونتمنى من القلب معرفة ما حصل فعليا”. وعن ارتباط هذه الحادثة بالتمديد لليونيفيل في آب الفائت عبر القرار 2650 الذي ذكر في بنوده بشكل واضح للمرة الاولى بأن لليونيفيل حرية الحركة بمعزل عن مواكبة الجيش اللبناني؟ قالت فرنتسكا:”اتخذ مجلس الامن الدولي القرار ومدد ولاية اليونيفيل لمدة سنة، هذه الظروف الصعبة يجب ان تجعلنا نفكر بكفية الخدمة بشكل افضل، ومن المؤكد أننا سنبحث هذا الحادث بعمق واستفاضة لكي نرى إن كانت توجد اية اخطاء وهذا أمر يعود الينا وايضا الى الطرف اللبناني وسيكون درسا نستفيد منه”.
وجاء في بيان مجلس الامن الدولي الآتي:
ندد أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات بالهجوم الذي استهدف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في 14 كانون الأول / ديسمبر في منطقة العاقبية بجنوب لبنان والذي قتل على إثره جندي من قوات حفظ السلام من أيرلندا وأصيب ثلاثة بجروح.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن عميق تعازيهم ومواساتهم لأسر الضحايا وكذلك لارلندا. كما أعربوا عن تعازيهم للأمم المتحدة. وتمنوا الشفاء العاجل والكامل لمن أصيبوا. وأشادوا بجميع حفظة السلام الذين يخاطرون بحياتهم.
ودعوا الحكومة اللبنانية إلى إجراء تحقيق سريع في هذا الهجوم بدعم من اليونيفيل وتقديم الجناة إلى العدالة وفقاً للقانون اللبناني وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2589 (2021). وأشاروا الى ضرورة أن تضمن جميع الأطراف سلامة وأمن أفراد اليونيفيل.
وكرروا دعمهم الكامل لليونيفيل وأعربوا عن تقديرهم العميق للدول المساهمة بقوات في اليونيفيل.