مقالات مختارة
مجلة الامن العام
مارلين خليفة
تعتبر جمعية الموظفين الدوليين السابقين في الامم المتحدة “افكس” المكان الخاص لمخاطبة متقاعدي الامم المتحدة في لبنان وسوريا والاردن، وكذلك الجمعية الام للمتقاعدين “فافكس” في مقريها في نيويورك وجنيف
تضم الجمعية الموظفين الدوليين السابقين – فرع لبنان اعضاء من سوريا والاردن، ولها فروع في دول العالم، وهي تجمع الموظفين الذين عملوا في الامم المتحدة بكل فروعها وحتى المتعاقدين والاستشاريين. وتعتبر الجمعية جزءا من اتحاد عالمي يضم جميع المنظمات، ومقره في نيويورك مع فرع في جنيف هو “فافكس”.
الجمعية لبنانية رسمية لا تبغي الربح التجاري وهي مسجلة في وزارة الداخلية اللبنانية قسم العلاقات السياسية. وللجمعية المرتبطة رسميا بالامم المتحدة، فروع في لبنان والاردن ومصر.
تأسست الجمعية في لبنان في العام 2000، ويعود تأسيس اول جمعية الى اربعينات القرن الفائت مع تأسيس الامم المتحدة. يقول رئيس جمعية الموظفين الدوليين السابقين الدكتور حسن الشريف لـ”الامن العام” ان “الهدف الرئيسي للجمعية هو حل الاشكاليات التي تواجه متقاعدي الامم المتحدة، سواء لناحية رواتبهم او القضايا الصحية او لتنشيط العلاقات الاجتماعية، وهذا هو الدور الرئيسي في لبنان”.
يبلغ عدد الاعضاء المنضوين في الجمعية في لبنان قرابة 200 موظف كانوا يعملون في منظمات الامم المتحدة المتعددة وعددها 26، الا ان التواصل الفعلي يتجاوز هذا العدد ليصل الى 400 متقاعد يعيشون في لبنان مع عائلاتهم. تقدم الجمعية خدماتها للمتقاعدين بسبل شتى: “إن المشاكل التي نساعد فيها بشكل خاص تتعلق بمساعدة عائلة الموظف المتقاعد في حال وفاته، في تدبير التفاصيل الادارية للحصول على الراتب والضمان الدولي، فيتم ربط العائلة مع صندوق الضمان الدولي ونساعد في اتمام الاوراق، وللجمعية صفة رسمية تتيح لها المصادقة على توقيع زوجة المتوفى مثلا وصفتها. في بعض الاحيان، لا يعرف المتقاعدون الآتون من الخارج طبيعة المعاملات الادارية، فنساعدهم في ترتيب اوراقهم وارسالها الى نيويورك. كنا سابقا ننظم حلقات تدريبية في هذا الاطار، بحيث ندرب المتقاعدين او زوجاتهم او مَن هم مرشحون للتقاعد، على كيفية تحضير الاوراق، وبشكل اساسي بما يتعلق بالضمان الصحي. ان جميع موظفي الامم المتحدة، حين يكونون اعضاء يكونون مضمونين مئة في المئة من الضمان الصحي بحسب البلاد والمنظمات”.
تسقط الصفة الديبلوماسية عن موظفي الامم المتحدة بعد تقاعدهم، من هنا تأثر هؤلاء بودائعهم التي وضعوها في المصارف اللبنانية على غرار جميع اللبنانيين. يقول الشريف: “بذلت الامينة العامة للاسكوا رلى دشتي جهودا لابعاد هذه الكأس عن موظفي الامم المتحدة، وخصوصا منظمة الاسكوا، وهي اكبر منظمة للامم المتحدة في لبنان تضم حوالى 150 موظفا دوليا، 90 في المئة منهم لديهم صفة ديبلوماسية، ولديها اكبر عدد من الموظفين المحليين، حوالى 500 موظف. لحسن الحظ، ان الامينة التنفيذية بذلت جهودا مع وزارة الخارجية والمغتربين لاستثناء الموظفين الدوليين في الاسكوا تبعا لاتفاقية المقر التي تمنح هؤلاء امتيازات مماثلة للديبلوماسيين في كل السفارات، فتمت اعادة الودائع الى مَن هم في الوظيفة والمحتفظين بالصفة الديبلوماسية، بينما عومل الموظفون السابقون المتقاعدون كما بقية المودعين تماما بلا اي استثناء، والامر سيان للموظفين المحليين للاسكوا الذين ليست لديهم صفة ديبلوماسية”.
يضيف الشريف: “طلب منا احصاء لودائع المتقاعدين وتراوحت بين 30 و700 الف دولار، وبعض الموظفين عملوا في الخارج، حجزت اموالهم ويعاملون مثل بقية المودعين”.
ما اهمية وجود الامم المتحدة والاسكوا ببيروت وبقائها كمقر دائم؟
يقول الشريف: “ان منظمة الاسكوا هي الاكبر في لبنان وتضم 18 دولة عربية. تقيم الاسكوا علاقات مع جميع الدول الاعضاء، وتنضوي بفي حوار مستمر مع هذه الدول وهي اكبر موظف بين منظمات الامم المتحدة. في بداية تأسيس الاسكوا في العام 1973 وكان مقرها الموقت في لبنان، عقدت الدول الاعضاء في العام 1978 اجتماعا تخللته عروض لاستضافة الاسكوا، وقدم لبنان وكذلك الاردن والعراق عروضا وكان العرض العراقي غالبا بشكل كبير في ما يخص الارض والمباني ومكاتب الموظفين، فانتقلت الاسكوا بشكل دائم الى بغداد في العام 1982، قبل الاجتياح الاسرائيلي، وتم اجلاء بقية الموظفين بالبواخر بعد الاحتلال الاسرائيلي لبيروت. في العام 1990 اجتاح العراق الكويت، واخرج الموظفون من بغداد وبقوا عاما كاملا بلا مقر، فجمعت الدول الاعضاء موظفي الاسكوا في عمان في صيف العام 1991، وانعقد اجتماع للدول الاعضاء في العام 1995 في عمان لاختيار المقر الدائم، وتم تقديم عروض، وضغط وقتها رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري بشكل قوي مستخدما علاقاته ليتم اختيار لبنان مقرا للاسكوا، وهذا ما حصل”.
عن اهمية وجود الاسكوا في لبنان، يقول الشريف: “تعود اهمية وجود الاسكوا في لبنان الى الثقة التي يمنحها وجود الامم المتحدة الى لبنان والمعنويات التي ينقلها للناس من خلال وجود الدول العربية في لبنان”.
لكن خطر مغادرة الاسكوا للبنان حاضر دوما، يقول الشريف: “ان الخطر لاجلاء الاسكوا من لبنان قائم دوما. في حرب 2006 تم اجلاء الاسكوا وموظفيها الى عمان لفترة 3 اشهر، واخيرا، بعد التوترات الكبرى المستمرة منذ العام 2019 تحصل ضغوط لاجلاء الاسكوا الى بلد آخر. كثر من الموظفين الدوليين لا يرغبون في البقاء في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، بلا مياه وبلا كهرباء ولا خدمات على مختلف الصعد، وخصوصا ان عملهم يطال كل الدول العربية. لحسن الحظ ان كل الامناء التنفيذيين الذين تعاقبوا اصروا على بقاء مقر الاسكوا في لبنان، باستثناء فترة السيدة ريما خلف حيث تصاعد الكلام عن نقل مقر الاسكوا من وسط البلد الى منطقة محاذية في لبنان، اذ اعتبرت الحكومة اللبنانية بأن وجودنا في وسط البلد يشكل عقبة نظرا الى الاجراءات الامنية. فاشترطت الامينة التنفيذية، والمقر الرئيسي في نيويورك، تأمين الدولة اللبنانية لمقر بديل مواز لهذا المقر وموافق عليه امنيا من الامم المتحدة، فعمدت الحكومة اللبنانية الى تخصيص قطعة ارض للاسكوا في منطقة الضبية، قريبة من مجمع اميل لحود، وهي تحتاج الى تشييد المبنى على حساب الدولة اللبنانية وهذا جزء من اتفاقية المقر”.
يذكر بأن المقر الحالي للاسكوا قرب ساحة رياض الصلح في وسط بيروت تملكه شركة سوليدير واستأجرته منها الدولة اللبنانية وقدمته للاسكوا. يقول الشريف: “ان اي انتقال الى منطقة الضبية يرتب تقديم مبنى مقبول من الامم المتحدة لناحية المواصفات وعلى حساب الدولة اللبنانية”.
تقوم الجمعية بين الحين والآخر بنشاطات اجتماعية لموظفي الامم المتحدة الكبار على غرار تنظيم عشاء رسمي سنوي الى انشطة ثقافية ومحاضرات: “نقدم خدمات طوعية كمتقاعدين كل بحسب اختصاصه، واكثر منظمتين تطلبان خدماتنا هما الاسكوا والاونيسكو، اما اليونيسف ففي شكل اقل. زرنا اخيرا بعض منظمات الامم المتحدة وعرضنا خدماتنا، وفهمت ان منسقة الامم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي قد يستعينان بخدماتنا”.
هل تنسق الجمعية مع وزارة الخارجية والمغتربين؟ يقول الشريف: “ضمن الاتفاقية بين الاسكوا والدولة اللبنانية توجد فقرة مخصصة للمتقاعدين تنص على ان من حق المتقاعد في الاسكوا الحصول على اقامة دائمة ومجانية في لبنان، وهذه الاقامة الدائمة تقدمها الاسكوا الى وزارة الخارجية اللبنانية التي تتولى المعاملات المطلوبة لينال المتقاعدون الامميون اقامة كل 3 اعوام. في مطلع سنة 2000 كان عدد مَن سيتقاعدون كبيرا جدا، اذ اجتذبت مَن سيتقاعدون للاقامة فيها وقد ساعدت هذه الاتفاقية على ان يحصلوا على اقامات مباشرة وبشكل مجاني والدولة اللبنانية تتجاوب دوما”.
ويختم الشريف بقوله: “نحن كمتقاعدين مستعدون لتقديم خدماتنا في كل الاختصاصات بشكل مجاني لكل دوائر الحكومة اللبنانية في حال طلب منا ذلك”.