“مصدر دبلوماسي”
يبدو أن الامور تحتدم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على خلفية مشاركة وزراء الحزب في جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين الفائت، وهو تصدّع ساوى بين جبهتي “الممانعة” من جهة وما يسمى بـ”التغييريين” من جهة ثانية. وجاءت مشاركة وزير الصناعة جورج بوشيكيان [تم فصله لاحقا من التكتل النيابي المشترك مع التيار] ضربة قوية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وكذلك مشاركة وزراء حليفه “حزب الله” في الجلسة ما شكل القشة التي قصمت ظهر البعير بين الطرفين. وجاء المؤتمر الصحافي لباسيل واصفا الجلسة بأنها غير دستورية وغير ميثاقية وغير شرعية ليصّب النيران فوق الزيت، مؤكدا ان الغاية منها وضع اليد على السلطة وقال أن “مشكلتنا هي مع الصادقين الذين نكثوا بالاتفاق والوعد والضمان وعندما تنكسر الشراكة الوطنية والحزبية تبطل الشراكة”، وقال أنه سيسعى للخروج من الورقة البيضائ رئاسيا واقرار اللامركزية الادارية الموسعة. هذا الكلام حدا بالعلاقات الاعلامية في “حزب الله” علة الرد على النائب باسيل للمرة الاولى ببيان رسمي تمّ توزيعه على الاعلام، فهل انكسرت الجرة بين الطرفين وافترق العشاق؟
في ما يأتي البيان الذي اصدرته العلاقات الاعلامية في حزب الله
تعليقاً على المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وعلى التصريحات الصادرة عن أوساط التيار:
“إنَّ الجميع في لبنان يعلم طريقة حزب الله في مقاربة المسائل التي يختلف فيها مع الأصدقاء والحلفاء وهي حرصه على مناقشة الأمور معهم من خلال اللقاءات الخاصّة والمباشرة ولأننا لا نريد أن ندخل في سجال مع أي من أصدقائنا رغم أن الكثير مما ورد في كلام الوزير باسيل يحتاج الى نقاش إلا أننا نجد أنفسنا معنيين بالتعليق على مسألتين لضرورة إيضاحهما للرأي العام:
المسألة الأولى:
حزب الله لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد.
ما قلناه بوضوح سابقاً وبعد التشاور والتوافق مع الرئيسين بري وميقاتي هو التالي:
أ- حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة.
ب- وفي حال اجتماعها فإن قراراتها ستؤخذ بإجماع مكوناتها ولم نقل أن الحكومة لن تجتمع إلا بعد اتفاق مكوناتها.
ج- ومن جهة أخرى فإنَّ حزب الله لم يقدّم وعداً للتيار بأنه لن يحضر جلسات طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراء التيار.
لذلك فإنَّ الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه.
المسألة الثانية:
نحن دُعينا للمشاركة في جلسة الحكومة وكان شرطنا أن يقتصر جدول الأعمال على المسائل الضّرورية والمُلحّة وغير القابلة للتأجيل والتي لا حلّ لها إلا بواسطة مجلس الوزراء وبعد التدقيق بالبنود وتعديلها وبعد التأكد من قِبَلِنا بأن الطريقة الوحيدة لحل هذه المسائل المرتبطة بحاجات الناس الأكيدة هو في اجتماع الحكومة قررنا المشاركة وشاركنا. وكنا قد أخبَرَنا الوزير باسيل بأنه إذا شاركتم ورفضتم أي قرار في الجلسة سيتم احترام ذلك بناءً على أن القرار سيُتّخَذ بإجماع مكونات الحكومة، إلا أنه عبّر عن موقفه المبدئي من أصل انعقاد الجلسة لحكومة تصريف الأعمال.
إنَّ إعطاء مشاركتنا في الجلسة تفسيرات سياسية على سبيل المثال رسالة ساخنة في قضية انتخاب الرئيس، أو الضغط على طرف سياسي في الانتخابات الرئاسية، أو لَيّ ذراع لأحد، أو استهداف الدور المسيحي أو أو… كلّها أوهام في أوهام، فحجم الموضوع بالنسبة إلينا هو ما ذكرناه أعلاه.
إن مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء هو تصرّف غير حكيم وغير لائق. ويبقى حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي للخروج من الازمات الصعبة التي يعانيها”.