“مصدر دبلوماسي” – مارلين خليفة
شدّد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري اليوم على 4 أساسيات ثبتها اتفاق الطائف: الحفاظ على الوفاق الوطني، صون صيغة العيش المشترك، محورية الكيان اللبناني والحفاظ على هوية لبنان وعروبته وذلك في المؤتمر الذي نظمه احتفالا بمرور 33 عاما على ابرام وثيقة الوفاق الوطني في مدينة الطائف في السعودية من قبل النواب اللبنانيين والذي انهى حربا لبنانية امتدت 15 عاما. فيما لفت ما قالته ممثلة الامين العام للامم المتحدة يوانا فرونتسكا من ان الطائف وضع نظاما سياسيا يلبي طموحات اللبنانيين.
أوقف اتفاق الطائف الذي اقره البرلمان اللبناني دستورا للبلاد في العام 1989 دورات العنف التي مزّقت لبنان “أرضا وشعبا ومؤسسات” كما أظهر شريط فيديو استعادي تمّ بثّه إبان المنتدى الحواري الذي دعا اليه اليوم السبت سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري احياء لمرور 33 عاما على اقرار اتفاق الطائف. كان الشريط الذي يلخص حقبة الحرب الاهلية ببضع لقطات دموية ومشاهد دمار شامل ذو وقع ثقيل على الجمهور العريض الذي استعاد مشاهد اقتتال عنيفة استمرت بين عامي 1975 و1989. تحمل الدعوة السعودية في هذا التوقيت بالذات مغاز عميقة، منها ما يحاكي الوجداني الذي ذكر برجالات الطائف الغائبين ومنهم رفيق الحريري، والحاضرين ومنهم الاخضر الابراهيمي، والغائب الاكبر لدواع صحية رئيس المجلس النيابي في حقبة الطائف الرئيس حسين الحسيني، ومنها ما يهزّ العقل اللبناني حول اهمية تجديد اعادة التوافق حول نهائية الكيان اللبناني وطبيعة الهوية اللبنانية وهي عربية بامتياز وضرورة القيام بالاصلاحات التي نادى بها هذا الاتفاق منذ 33 عاما مستبقا كلّ المنابر الدولية.
أزال اتفاق الطائف الذي أقر في عهد خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبد العزيز وبسعي من رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري وبتوافق دولي ملائم لموازين القوى في تلك المرحلة أي شبهة حول الهوية اللبنانية والنهج الذي يجب أن تتبعه الدولة في قيامها من تطبيق اصلاحات ينادي بها المجتمع الدولي اليوم فيما هي مختزنة في اتفاق الطائف وقد تنكّر اللبنانيون لاصلاحاته المنشودة على مدى 33 عاما ما يهدد الصيغة مجددا بالاندثار ومن هنا جاء تحذير البخاري.
فليس عبثا أن يحتفي السعوديون وهم آباء الطائف الروحيين باتفاق حقن دماء اللبنانيين لكنّه لم يدفعهم الى الصحوة التي تقود الى بناء دولة المؤسسات التي يطالبهم بها السعوديون ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية فيما هذه الاصلاحات مخبأة في اتفاق الطائف ولا تحتاج الا الى تفعيل. ولعل المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان مونيكا فرونتسكا كانت أكثر من وضع الاصبع على هذا الجرح، إذ قالت: “إن اتفاق الطائف وضع نظاما سياسيا جديدا يلبي طموحات اللبنانيين في ادارة الدولة ومؤسساتها من خلال تبني الاصلاحات وتنفيذها وتحسين البنية التحتية والتأسيس للانتماء الوطني في مجتمع متعدد الطوائف، من هنا تأتي اهمية هذا الاتفاق التاريخي الذي يستهدف شحذ الهمم لتطبيق كامل بنوده بما يؤسس لأمن واستقرار لبنان ويضمن ازدهار”.
وبسبب تنكّر اللبنانيين لهذه الاصلاحات استمرت الحرب اللبنانية بطرق جديدة وبقي الصراع مشتعلا تحت الرماد الى حين الوصول الى الانهيار الكبير في العام 2019 ولغاية اليوم. إن احتفال السعوديين بانجازهم اتفاق الطائف قبل 33 عاما ليس “فولكلورا” بل محاولة سعودية جدية لاعادة الصراع اللبناني القائم الى الوسائل السلمية والاطر الدستورية عوض التشابك بالايدي او رمي البعض بالرصاص.
اجمع المؤتمرون على أن اتفاق الطائف لم ينفّذ ببنوده كافة لذا فإنه لم يؤت بعد الثمار التي كانت مرجوّة منه، وهنا هدف آخر للسعودية في وجه من يبشرون بضرورة تعديل الطائف في محاولة للخروج منه، وبرأي السعوديين أن أي خروج على الطائف سيعيد عقارب الساعة الى المشاهد الدموية التي شاهدها الجمهور اللبناني في قصر الأونيسكو والتي اختصرت صراع اللبنانيين العنيف والدموي والمديد بين عامي 1975 و1989. يريد السعوديون طمأنة اللبنانيين بأن تعثّر اتفاق الطائف لا يعني نهايته، مشددين على نقطة محورية وردت في أكثر من مداخلة تتمثل بضرورة بسط سيادة الدولة على كل الاراضي اللبنانية، وتطبيق بنود الطائف بصورة تحترم روحيته.
أطلق المنتدى الموسّع الذي نظمه السفير البخاري هذه الدعوة للبنانيين في مرحلة مفصلية حيث البلد يغلي على صفيح ساخن مراكما الازمات الواحدة تلو الاخرى: شلل دستوري، انهيار مالي واقتصادي، استقرار امني هش، وذلك لبدء الخروج من الازمة السياسية والاستعصاء الدستوري والتوجه بسرعة الى انتخاب رئيس للجمهورية. في هذا السياق،[كان لافتا حضور رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مقدمة الحضور]، وربما كان الوجه “الممانع” الوحيد في هذا المؤتمر الضخم، ولدعوة فرنجية من قبل سفير السعودية رمزيّة لا يمكن تجاوزها وخصوصا وأن فرنجية المعروف بانفتاحه الكبير على المملكة منذ عهد جده رئيس الجمهورية السابق سليمان فرنجية هو المرشح الأقرب الى قلب “حزب الله”.
بالعودة الى رسائل الدعوة السعودية فيمكن تلخيصها بالعودة الى روحية اتفاق الطائف والى التطبيق الكامل له لا التطبيق الجزئي، أما تقويم نصوص الطائف فإن انتخاب رئيس للجمهورية يتجاوزها باشواط، يثبت ذلك ما كشف عنه السفير وليد البخاري من أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أكد له في خلال اجتماعات عقدها البخاري في قصر الاليزيه مع الخلية الدبلوماسية الخاصة الفرنسية من مستشاري ماكرون بأنه لا توجد أي نية فرنسية لتعديل دستور الطائف او البحث عن طائف جديد، وهذا أمر غير قابل للتأويل او الاجتهاد، وفي هذه المعلومة طوى البخاري تماما مبادرة السفارة السويسرية التي كانت دعت الى لقاء حواري حول بنود اصلاحية في جنيف في 8 و9 الجاري. وفي هذا السياق لا يمكن اغفال الكباش الحاصل اليوم حول هوية لبنان والنهج الذي سيقوده من هنا شدد السفير البخاري على ان “اتفاق الطائف يحفظ نهائية الكيان اللبناني وهويته وعروبته والبديل لن يكون الا المزيد من الذهاب الى المجهول(…)”.
إن المؤشرات التي ترافق مرحلة الفراغ الدستوري الذي دخله لبنان في الاول من تشرين الثاني الجاري بانتهاء ولاية العماد ميشال عون والاختلال في عمل حكومة مستقيلة والانهيار المالي والاقتصادي المتعمق والاصلاحات غير الممكنة في ظل هذه الظروف، كلها اسباب جوهرية لاعادة تحصين اتفاق الطائف الذي حفظ ميثاقية العيش المشترك وساهم في تطوير النظام الدستوري، هي فسحة امل حول القدرة على التعامل مع هذه الازمات عبر تطبيق هذا الاتفاق الحيوي، إنها الرسائل السعودية الموجودة في طيّات هذا المنتدى. فماذا في الوقائع؟
حضور شعبي حاشد ورسمي واسع
انعقد المؤتمر الوطني في الذكرى الـ33 لإبرام اتفاق الطائف بدعوة من السفير السعودي وليد بخاري في قصر “الأونيسكو”، تقدمه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وبحضور وزير خارجية الجزائر الأسبق الأخضر الإبراهيمي، رئيس الجمهورية الاسبق ميشال سليمان، رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، الوزراء: جوني القرم، زياد المكاري، جورج كلاس، أمين سلام، وليد نصار، عباس الحاج حسن، ناصر ياسين وبسام مولوي، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية”، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، النواب: فادي علامة، ياسين ياسين، أكرم شهيب، أيوب حميد، ابراهيم منيمنة، عناية عز الدين، حسن مراد، بلال عبدالله، وليد البعريني، أشرف ريفي، سامي الجميل، هاغوب بقرادونيان، آلان عون، سيزار أبي خليل، عبد الرحمن البزري،مروان حمادة، طوني فرنجية، وائل بو فاعور، فؤاد مخزومي، ميشال معوض، نعمة افرام، كميل دوري شمعون، ووفد من نواب القوات اللبنانية يضم: غادة ايوب غسان حاصباني بيار ابي عاصي شوقي الدكاش وفادي كرم.
حضر أيضا النواب والوزراء السابقون: ادمون رزق، بطرس حرب، ايلي الفرزلي، نهاد المشنوق، اوديس كيدانيان، مروان شربل، هادي حبيش، سمير الجسر، زياد بارود، وضاح صادق، طارق متري، وطلال المرعبي، المطران بولس مطر، المفتي أحمد قبلان، وفد من “تيار الكرامة” يمثل النائب والوزير السابق فيصل كرامي، وحشد من السفراء العرب والأجانب والسياسيين والإعلاميين.
بعد النشيدين اللبناني والسعودي، القى مقدّم الحفل الاعلامي وليد عبود كلمة افتتاحية ثم تم عرض شريط فيديو خاص عن المرحلة التي سبقت ابرام اتفاق الطائف وتلك التي تبعته إثر انهائه للحرب الاهلية.
البخاري: وعود فرنسية بعدم تعديل الدستور
بعدها ألقى سفير المملكة العربية السعودية في لبنان ولي البخاري قائلا “بداية أتوجه بالشكر لكل المشاركين والمشاركات في هذا المنتدى الذي يعكس اهتمام وحرص المملكة العربية السعودية وهي الرسالة اليوم.
تحرص قيادة المملكة الرشيدة على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة لبنان، والأهم في هذا التوقيت هو ان نحافظ على الوفاق الوطني الذي هو تجسيد لمرحلة مر بها لبنان وشعبه الشقيق، لذلك ارتأت جامعة الدول العربية وانبثق منها اللجنة الثلاثية التي حرصت برعاية خادم الحرمين الشريفين رحمه الله الملك فهد بن عبد العزيز ودعم وجهود الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تكللت بمخرج يعكس الحفاظ على امن واستقرار لبنان.
اليوم في أمس الحاجة الى ان نجسد صيغة العيش المشترك في ركائزه الأساسية التي عالجها اتفاق الطائف وخاصة في تحديد محورية الكيان اللبناني والحفاظ على هوية لبنان وعروبته.
لقد حرصت المملكة وتحرص والمجتمع الدولي الذي يتمسك بمضمون اتفاقية الطائف من منطلق الحفاظ على صيغة العيش المشترك والبديل لن يكون الا مزيد ا من الذهاب الى المجهول لا قدر الله.
نحن نعول دائما على حكمة القادة في لبنان وعلى تطلعات الشعب اللبناني الذي يسعى دائما للعيش بأمن واستقرار”.
وعن المبادرة الفرنسية لإطلاق حوار لبناني مشترك وبعد زيارة للسفير البخاري الى باريس أجاب: “أؤكد حرص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زياراتنا الى الاليزيه للقاء مستشاري فخامته، فقد طرحنا سؤالا حول احتمالية في نية فرنسا لدعوة القادة إلى لقاء وحوار وطني، أكدوا لنا أنه ليس هناك أي نية في طرح لدعوة أو نقاش طائف أو تعديل دستور”.
الابراهيمي يستذكر الرئيس الراحل رينيه معوض
وتحدث الاخضر الإبراهيمي عن إمكانية ان يكون الطائف “جوهرة لحل الأزمة اللبنانية”، وقال: “أود أن أشكر سعادة السفير على الحفاوة والدعوة، واسمحوا لي أولا أن أتوجه بتحية خاصة إلى الرئيس حسين الحسيني وإن لم يحضر، لما كان له من دور في اتفاق الطائف وما قبله، وقاد عمل النواب بحكمته الكبيرة، واتوجه بالتحية الى النواب الذين ساهموا بالطائف وهم معنا اليوم واترحم على من غادرنا منهم، وأخص مقدمة الشكر الرئيس رينيه معوض، الذي كان رئيس الطائف وشهيده. كما أود أن أترحم أيضا على روح الشهيد رفيق الحريري والوزير السعودي للشؤون الخارجية السعودية سعود الفيصل، اللذين كانا بطلين من أبطال الطائف، وعملا مع النواب أكثر من أي جهة أخرى”.
أما عن الهدف من اتفاق الطائف فقال: “الهدف من اجتماع الطائف والهدف من العمل الذي أوصلنا إلى اتفاق الطائف والهدف الذي تحقق في الطائف كان يعني أولا وقبل كل شيء إلى إنهاء الحرب. ثانيا الى ملء الشغور الذي حل بعد انتهاء ولاية الرئيس امين الجميل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ثالثا فتح الطريق أمام اللبنانيين جميع اللبنانيين لبناء دولتهم الجديدة وكان هناك أمل كبير ألا يتوقف عمل اللجنة الثلاثية بالخروج من الطائف، بل أنها ستواكب عمل لبنان من أجل إعادة بناء الدولة وإعمار لبنان.
ومما يجب ألا ننساه أن هذه الإرادة التي كانت عند الرؤساء الثلاثة: الملك فهد بن عبد العزيز والملك الحسن الثاني والرئيس الشاذلي بن شديد، ومع الأسف أصيبت إصابة بالغة بسبب احتلال الكويت من قبل العراق والحرب التي أتت بعدها. لقد أوقفت حرب الخليج عمل اللجنة الثلاثية التي كانت تريد أن تستمر في مواكبة تنفيذ الطائف وهذا لم يحصل”.
السنيورة: انتخاب رئيس للجمهورية اولوية
وتحدث رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة قائلا: “أود بداية أن أشكر سعادة السفير السعودي على فتح باب الدعوة لهذا اللقاء لإحياء هذه الذكرى وبالتالي تأكيد وتعزيز العمل من اجل استكمال تطبيق اتفاق الطائف وتصحيح الممارسات التي أدت إلى هذه الأخطاء وهي ليست في صلب اتفاق الطائف حقيقة ولكنها من خلال الممارسات والاجتهادات التي شهدنا منها الكثير خلال هذه الفترة”.
أضاف: “أود الاستشهاد بأمرين:
1- ان الكلام الذي اطلقه البطريرك الياس حويك في مؤتمر السلام في باريس عام 1919 حيث قال: إننا نطالب بكيان وطني وعلى أساس الوطنية السياسية لا الدينية، وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ هذا الشرق.
ان الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من هذه التجربة اللبنانية القائمة على التنوع تفيد بأن لبنان كونه بلد العيش المشترك لا يقوم ويدوم ويترقى على أساس موازين القوى المتغيرة بطبيعتها أي على منطق الغلبة التي قد تنتقل حسب هذا المفهوم من مجموعة إلى أخرى بحسب تغير تلك الموازين، وبحسب تغير الظروف الداخلية او تغير موازين القوى الاقليمية الدولية، بل يقوم على قوة التوازن المستدام الذي يحقق الاستقرار الوطني والسياسي والاقتصادي والثقافي والمعيشي.
2-إن ما بينته الوقائع وعلى مدى سنوات طويلة أن لا حل طائفيا أو فئويا لأي مشكلة طائفية في لبنان، بل هناك حل واحد ينبغي أن يكون وطنيا وللجميع، ذلك أن لبنان وهو وطن الرسالة كما سماه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني “يقوم بالجميع أو لا يقوم، وللجميع أو لا يكون”.
وتابع: “أعتقد أنه بداية ما يجب أن نقوم به الآن وهو انتخاب رئيس الجمهورية فعندها تكتمل السلطات الدستورية ليبقى بعد ذلك الالتفات لوضع ممارسة صحيحة لتنفيذ اتفاق الطائف ولاستكمال تطبيقه. وهنا اؤكد انه في كل دساتير العالم، إن لم يتوفر حسن النية فبالتالي تصبح الدساتير عرضة لكثير من الاختلالات، وتصبح شرعة الدساتير التي اختصها اللبنانيون في خطر وهي التي كانت صناعة لبنانية بالكامل وجاءت استجابة لمصلحتهم ، اللبنانيين كل اللبنانيين”.
وختم: “اعتقد ان هذا الامر يجب أن يكون همنا الأساس وعند انتخاب رئيس جديد الذي يفترض ان يكون شخصيا مؤمنا حقيقة باتفاق الطائف وان يرعى عملية العودة الى تطبيقه بشكل صحيح”.
المطران بولس مطر: الطائف فرصة لا يجب تضييعها
وأكد ممثل البطريرك بشارة الراعي المطران بولس مطر في كلمته “اننا نعرف ان لبنان له خصائص في عيشه المشترك والسوي بين المسلمين والمسيحيين وهو مثال يحتذى في العالم كله. نجحنا في تركيز بلادنا تركيزا حقيقيا. وما يؤكد لي امكانية لبنان ووجود هذا الوجود، ما نقرأه جميعا عن اول دستور للدولة للاسلامية في المدينة، حيث يقول النبي العربي: ان المسلمين والمؤمنين امة واحدة. المسلمون نعرف من هم سموا بإسمهم، والمؤمنون كانوا اهل الكتاب. ان نكون أمة واحدة في هذا الدستور، يعني ان نستطيع ان نبني لبنان دولة واحدة ووطنا واحدا”.
أضاف: “امر ثان حول العروبة. نعرف تاريخ العرب جميعا، العرب العاربة والعرب المستعربة. العروبة دخلت مناطق كل الشرق، ودخلت الى حضارات تفاهمت معها اغنتها واغتنت منها. والتزمنا كلنا بهذه العروبة الحضارية الواسعة التي لها رسالة خاصة بالعيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين، في كل دول من دولنا.
قداسة البابا فرانسيس هو اليوم في البحرين مع امام الازهر الشيخ احمد الطيب، بدعوة من جلالة الملك، ليؤكد مرة ثانية الانطلاقة الكبيرة التي انطلقت عبر وثيقة ابو ظبي حول الاخوة الانسانية. نحن كنا نقول الانسان هو اخ لك في الدين او نظير لك في ال…. وهذا كلام جيد جدا. ولكن ان نقول اننا جميعا اخوة في الانسانية فهذه قمة من قمم الروح. ونحن في لبنان اخوة في الوطنية، اخوة في العروبة واخوة في الانسانية.
نرجو من جميع اللبنانيين ان يضعوا خلافاتهم كلها تحت سقف الاخوة، عندها يصبح كل شيء ممكنا. نحن شعب واحد ومصير واحد عبر مئات السنين، والطائف بنى لنا امورا اساسية. لبنان له ثوابته وله متغيراته. الثوابت هي العيش المشترك والحرية والديموقراطية والكرامة لجميع الناس. هذه ليست لطائفة وحدها دون سواها. الكرامة والمساواة والحرية للجميع. افضل نظام سياسي خاضع للتغيير ضمن حوار يجب ان لا يتوقف. الحوار كالدورة الدموية، اذا توقفت مات الجسم كله. الحوار واجب علينا بمحبة وبأخوة. ونحن واثقون بأن الشعب اللبناني طيب، وبان رجالا كثر هم بيننا الآن يستطيعون انقاذ لبنان”.
وقال مطر ردا على سؤال حول موقف البطريركية المارونية الحقيقي من اتفاق الطائف: “البطريرك الصفير كان في روما واتصل به الفرنسيون والايطاليون وقالوا له بأن اتفاق الطائف فرصة للجميع ولعودة لبنان الى ذاته، والبطريرك اقتنع بذلك والطائف واقع. ربما نطمح نحو الاسمى ولكن نبقى في الواقع. فإذا انطلقنا فمن الطائف وحرام على لبنان وعودتنا الى الطائف هي فرصة حقيقية للبنان وليس لنا فرصة الا مرورا بها”.
تكريم الابراهيمي من وزارة الخارجية السعودية
وفي نهاية الجلسة الأولى من المؤتمر، قدم السفير البخاري درعا تكريمية وميدالية من وزارة الخارجية السعودية للابراهيمي لجهوده على صعيد إرساء الوفاق في لبنان والتوصل الى صيغة الوفاق الوطني في الطائف وقبل الطائف.
جنبلاط: قصفنا مقر اللجنة الثلاثية واعتذر منكم!
ثم تحدث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط،فبدأ مداخلته قائلا: “هذه القاعة تعود بي بالذاكرة 50 عاما إلى الوراء، حينما كان اليوم الأربعين لكمال جنبلاط، وهنا بدأت بحياتي السياسية”.
واستذكر المحطات السياسية والعسكرية التي سبقت الوصول إلى إتفاق الطائف، فأشار إلى أنه “سنة ١٩٨٨، تشكلت اللجنة السداسية العربية وكان هدفها مساعدة لبنان على إنتخاب رئيس، وخرجت بتوصية أن سوريا كانت وراء عرقلة الحل، هذا كان انطباعنا آنذاك، وفي آذار ١٩٨٩ أطلق ميشال عون “حرب التحرير” المدمرة التي أوصلت البلاد إلى درجة غير مسبوقة من الدمار والضحايا بإستثناء القصف الإسرائيلي على بيروت الغربية سنة ١٩٨٢، فكان القصف والقصف المتبادل طوال أشهر”.
ولفت جنبلاط إلى أنه “في تلك الأثناء، شكلت اللجنة الثلاثية العربية العليا، وحينها كان مقر إقامة اللجنة التي كانت تضم الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح (رحمه الله) والأمير سعود الفيصل (رحمه الله) والسيد الأخضر الابراهيمي في فندق البستان، وقد تعرض إلى قصف مدفعي من قبل مدفعية “الحزب التقدمي الاشتراكي”، وهو الأمر الذي أدنته مع الشيخ صباح والأمير سعود، واليوم أدينه أمامكم وأعتذر، وقد شكلت اللجنة في قمة الدار البيضاء في ٢٦ أيار ١٩٨٩ لإيجاد مخرج للأزمة اللبنانية في غضون ستة أشهر، وقد ضمت اللجنة الملك السعودي فهد بن عبد العزيز، والرئيس الشاذلي بن جديد، والملك الحسن الثاني. وتم تحميل ميشال عون المسؤولية عن تدهور الوضع، وكان السيد الأخضر الابراهيمي ممثل الجامعة العربية في هذه اللجنة”.
وأضاف: “في صيف ١٩٨٩، قررت أنه من الضروري القيام بعمل ما لتغيير مسار الأمور للخلاص من هذه المحنة، واستشرت القيادة السورية، بالتحديد العماد حكمت الشهابي (رحمه الله) رئيس أركان الجيش العربي السوري آنذاك، إذ نبهني إلى أن جبهة سوق الغرب محصنة وفيها أفضل ألوية الجيش اللبناني الموالية لعون. لكنني أصريت على المغامرة. وطلبت من المقدم رجا حرب (شفاه الله) قائد جيش التحرير الشعبي (قوات الشهيد كمال جنبلاط) آنذاك خوض المعركة ومحاولة الاستيلاء على سوق الغرب وعلى تلة ٨٨٨ الاستراتيجية، فكانت المعركة في ١٣ آب ١٩٨٩ التي خاضها الحزب التقدمي الاشتراكي وجيش التحرير الشعبي وحيدا، وفي ذاك النهار المشهور والمشهود، كان نهارا حافلا بدوي الراجمات والمدافع والرصاص منذ الخامسة فجرا حتى الرابعة بعد الظهر، موعد وقف إطلاق النار”.
وتابع قائلا: “إذ لم يتحقق الهدف العسكري بالاستيلاء على تلة ٨٨٨ وسوق الغرب، إلا أنه منذ تلك اللحظة، ساد الهدوء الكامل على الجبهات كافة وتوقفت المدافع عن القصف والقصف المضاد على كل المناطق”، معتبرا أن “هذه المعركة برأيي، بشكل أو بآخر، حركت التاريخ، وشهداء جيش التحرير الشعبي فتحوا طريق السلام، طريق الطائف. وفعلا، إبتدأت رحلة الطائف. لقد أثمرت المغامرة”.
وأشار جنبلاط إلى أنه “في بنود الطائف المتعددة التي لم تطبق، ورد إنشاء مجلس الشيوخ. من أين أتت هذه الفكرة؟ ورد هذا المطلب من بين مطالب عديدة أخرى في المذكرة التي رفعتها الهيئة العليا للطائفة الدرزية إلى المسؤولين والرئيس أمين الجميل في أيار ١٩٨٣. كانت الهيئة العليا تضم الأمير مجيد أرسلان، سماحة شيخ عقل الدروز الشيخ محمد أبو شقرا والعبد الفقير وليد جنبلاط، حيث كان الجبل محتلا من قبل إسرائيل ترافقها بعض الميليشيات اليمينية، وقد قررنا آنذاك وصولا إلى حل مقبول، بسحب الميليشيات وإرسال الجيش محل القوات الإسرائيلية، وهذه المذكرة كاملة سأعرضها على الجمهور لاحقا”.
وأضاف: “إصطدمنا مع النظام السوري الذي رفض بشكل قاطع مجلس الشيوخ، وكان سبب الرفض حينها أن النظام السوري لم يكن يريد إعطاء دروز لبنان إمتيازا إضافيا قد ينعكس على دروز جبل العرب، إنها الحساسيات التاريخية أو الهوس التاريخي للنظام السوري من تضحيات جبل العرب بدءا من ثورة الاستقلال السوري سنة ١٩٢٥- ،١٩٢٧ إلى الأمس القريب”.
وقال: “لكن، بالرغم من تعاطف العماد حكمت الذي تاريخيا، لعب دورا في إنصاف الدروز في سوريا من جبل السماق إلى جبل العرب، وعمل على تصحيح مغالطات وإساءات بحقهم، وهنا على سبيل المثال، في حرب ١٩٧٣، عندما استعاد الجيش العربي السوري القسم الأكبر من الجولان وصولا إلى بحيرة طبريا، الى جسر بنات يعقوب، فقد العقيد رفيق حلاوي، فخرجت الإشاعات بأنه إلتحق بإسرائيل، ثم وجد العقيد لاحقا محترقا في دبابته التي كانت في مقدمة الركب، وكان ذلك بنتيجة عمل العماد حكمت، وقد أصرينا على مطلب مجلس الشيوخ وساعدنا في هذا المجال الشهيد رفيق الحريري والقيادة السعودية، وعليه وضع مبدأ مجلس الشيوخ لكنه ربط بالبند القائل: “مع إنتخاب أول مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي، يستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته بالقضايا المصيرية”.
وسأل : “لماذا مطلب مجلس الشيوخ برئاسة درزي؟ في إطار إعادة توزيع الصلاحيات بين الرئاسات، يحق لنا كشريحة عربية إسلامية ومؤسسة في لبنان أن يكون لنا هذا الدور وهذا الموقع. لن نقبل أن نخسر في السلم بمعزل عما ربحنا في الحرب”.
وشدد جنبلاط على أن “قبل البحث في تعديل “الطائف” وحوار هنا وهناك، يجب تطبيقه وصولا إلى إلغاء الطائفية السياسية، التي هي كما ورد في الطائف “هدف وطني أساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية، وعلى مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين إتخاذ الاجراءات الملائمة لتحقيق هذا الهدف وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، تضم بالاضافة إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية. مهمة الهيئة دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية السياسية وتقديمها إلى مجلسي النواب والوزراء ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية””.
أضاف: “من قال أننا نخاف أو نهرب من إلغاء الطائفية السياسية، المطلب التاريخي لكمال جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية على مدى عقود؟ من قال أنني وريث كمال جنبلاط معارض لإلغاء الطائفية السياسية؟ لكن تفضلوا شكلوا هذه اللجنة، وصولا إلى أن نحدث التغيير النوعي والكمي على الطائف في لبنان”، مؤكدا “ضرورة السير بـالاصلاحات الأخرى التي وردت في الطائف ولم تطبق كاللامركزية الإدارية وغيرها، ولا مانع من أن تناقش بهدوء بعيدا عن التوترات الطائفية الآنية والتي تهدف لحرف المسار عن إنتخاب الرئيس”.
وختم: “المعركة الكبرى ليست الآن في صلاحيات الرئاسة الواضحة دستوريا وسياسيا، المشكلة في إنتخاب الرئيس ولاحقا تشكيل حكومة ذات مصداقية تطلق الإصلاحات المطلوبة، للبدء بالانقاذ الاقتصادي والمالي. لكن لا معنى لكل هذا اليوم إذا لم ننتخب رئيسا للجمهورية”.
ممثلة الامين العام للامم المتحدة: الطائف وضع نظاما سياسيا يلبي طموحات اللبنانيين
والقت ممثلة الامين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا كلمة مكتوبة ذكرت فيها بأن القرار 1701 الصادر في العام 2006 عن مجلس الامن الدولي طالب بتطبيق اتفاق الطائف. وقالت فرونتسكا:” بأن اتفاق الطائف انهى الحرب الاهلية التي استمرت اعواما، وهو عزز التعايش السلمي وشكل نقطة تحول سياسية رئيسية في تاريخ الدولة اللبنانية. إن اتفاق الطائف وضع نظاما سياسيا جديدا يلبي طموحات اللبنانيين في ادارة الدولة ومؤسساتها، من خلال تبني الاصلاحات وتنفيذها، وتحسين البنية التحتية، والتأسيس للانتماء الوطني في مجتمع متعدد الطوائف، من هنا تأتي اهمية هذا الاتفاق الذي يستهدف شحذ الهمم لتطبيق كامل بنود هذا الاتفاق التاريخي بما يؤسس لأمن واستقرار لبنان ويضمن ازدهاره. لبنان ايها السيدات والسادة، هو رسالة وهو سحر العيش المشترك، حمى الله لبنان”.
حاصباني بعد تطبيق الطائف يمكن مناقشة اية ثغر
وانعقدت جلسة ثاني شارك فيها نائب رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني والنواب السابقون بطرس حرب وطلال المرعي وادمون رزق والدكتور نزار يونس والدكتور انطوان مسرة.
وقال حاصباني:”إذا نظرنا الى الاهداف التي وضعت على اساسها وثيقة الوفاق الوطني في الطائف والاعمدة التي قامت عليها من نهائية الكيان اللبناني أرضاً وهوية وشعباً وبسط سيادة الدولة على كافة اراضيها والتي كرست في الدستور برعاية المملكة العربية السعودية وبضمانات دولية ومن الامم المتحدة، وإذا نظرنا الى الممارسة وتطبيق الدستور اللبناني، فلا شك ان دستورنا صالح وتطبيقه هو الاساس بالرغم من النوايا التي رافقت ذلك من قوى داخلية او خارجية او قوى متحكمة بالوضع في لبنان.
خلال مراحل مختلفة كان هناك خلل وتأخير في التطبيق، وهذا لا يعني ان الدستور ليس مناسبا، ولا شيء مثالي في الوقت عينه، ولكن فلتطبق الوثيقة اولا وبناء عليه يمكن اجراء نقاش بشأنها. فشبه مستحيل ان يتم تحديد ثغرات او إشكاليات اي نص ما لم يتم تطبيقه بنوايا حسنة وبأفضل الطرق وبشكل كامل من قبل كل الاطراف التي وضعته.
من المهم ان نبقى باطار الوفاق الوطني الذي حصل وترجم دستوراً. نحن اليوم امام فرصة مفصلية لتثبيت تطبيق هذا الدستور كجمهورية ديمقراطية برلمانية. فليتخذ مجلس النواب الخطوات اللازمة لتطبيقه”.
حرب: الطائف قابل للتعديل إنما ضمن إطار المبادئ الوطنية التي قام عليها لبنان
وقال النائب السابق بطرس حرب : “إن اتفاق الطائف صنعناه بكدنا وعرقنا وجهدنا وتعبنا ، ولذلك يشكل جزءاً من حياتنا ، عندما ذهبنا الى الطائف كان هناك كبير معنا هو الرئيس صائب سلام، الذي وقف في اول اجتماع للطائف وقال”نحن ممنوع علينا أن نفشل، فنحن إما ندمر لبنان وإما نبنيه”.
وأردف حرب:” نحن كانت نيتنا إنقاذ لبنان، ولاسيما أن صور جثث الضحايا والاطفال العائمة على مياه البحر كانت لا تزال في ذاكرتنا، هؤلاء الضحايا الذين قضوا جراء القدائف التي أصابت البواخر التي كانت تنقل الناس هربًا من القصف، من السهل أن ينتقد البعض الطائف، لكن لم يكن سهلًا ما كان يعانيه الشعب يومها من قتل وقصف وتدمير للبنان الذي كانت سيادته مداسة ، وكان همنا أن نخلص لبنان من تلك المحنة.
نحن لم يكن لدينا خياراً، فإما أن نترك لبنان كما هو وإما أن ننقذه، وطبعًا كان قرارنا انقاذ لبنان، والسؤال الكبير الذي يسأل دائماً كيف تنازلتم عن صلاحيات رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء؟ أجيب فأقول:أولًا ، فلنذكر بالتاريخ، في سنة ١٩٤٣ عندما أعلن استقلال لبنان، اجتمع النواب، في المجلس على عجل، وأزالوا من الدستور كل المواد المتعلقة بالانتداب، لكنهم لم يبحثوا إطلاقًا كيفية حكم لبنان بعد زوال الانتداب الفرنسي، والذي كان (أي الانتداب) قد وضع دستور مرجح بالمطلق، ووضع نظامًا شبه رئاسي وأعطى رئيس الجمهورية كل الصلاحيات والتي هي غير موجودة حتى لرئيس جمهورية أميركا اليوم، آنذاك كان لا بد من أن ينتج عن هذا الامر مع الممارسة مطالبات بتعديل الدستور بشكل أن يتشارك اللبنانيون جميعًا في الحكم في لبنان ، وكانت طبعًا المباحثات الماضية التي جرت بين المسؤولين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين للوصول الى صيغة معينة بدءا بالصيغة الدستورية التي وضعها الرئيس سليمان فرنجية آنذاك انتهاءا بالوثائق العديدة التي أصبحت لاحقًا على أيام الرئيس أمين الجميل، كان لا بد أن نصل ، نتيجة ما طرح آنذاك ، الى صيغة جديدة .
وهذه الصيغة كان لا بد من أن تتنازل جميع الاطراف عما لديها لمصلحة لبنان، وليس لمصلحة أي طرف آخر. كل تنازل حصل، كان لمصلحة لبنان، وصلاحيات رئيس الجمهورية تحولت الى مجلس الوزراء مجتمعًا مسيحيين ومسلمين بالتساوي وهذا يعني أنه لم يكن هناك تنازل، بل كان هناك تكيف مع الممارسة التي حصلت قبل الطائف ، فقبل الطائف كان هناك الكثير من الامور الممنوحة دستوريًا لرئيس الجمهورية ولكن لم يكن ليمارسها ، وكان الدستور يقول أن يعين رئيس الجمهورية مجلس الوزراء ويختار منه الرئيس، لكن هذا لم يحصل فهو كان يقوم بالاستشارات النيابية، يسمي رئيس الحكومة ، ورئيس الحكومة يقوم بالاستشارات ، وكان هذا كله مخالف للدستور ، ولكنه أصبح عرفاً دستوريًا ، واتفاق الطائف جاء ليغير بالمعطى العام للنظام السياسي اللبناني الا أنه كرس العرف الذي كان ممارساً ما قبل الطائف”.
اضاف:” انا كنت في الطائف وشاركت فيه وكنت في “لجنة العتالة” كما اسموها، وشاركت في لجنة الصياغة”.
وتابع:” أنا أقول هناك ثغرات في اتفاق الطائف ولكن في ذلك الظرف لم يكن من الممكن سد كل الثغرات لذلك تقدمت بأكثر من مذكرة الى الرئيس الياس الهراوي والى الرئيس رفيق الحريري، رحمهما الله، تضمنت ملاحظاتي حول الثغرات التي يجب معالجتها وتبين في ما بعد، أن الممارسة أثبتت صحة ملاحظاتي حول الثغرات لذلك أقول وأكرر أن إتفاق الطائف ليس قرآناً منزلاً وليس انجيلاً مقدسًا لا يجوز مسه، الطائف قابل للتعديل إنما ضمن إطار المبادئ الوطنية التي قام عليها لبنان وهي وحدة لبنان عروبة لبنان ولا توطين في لبنان”.
رزق: جوهر الطائف شراكة حضارية
بدوره لفت النائب السابق ادمون رزق إلى أنّ “ما نشهده أن جوهر الاتفاق شراكة حضارية في نظام حر”، مؤكداً أنّ “لا إكراه في الوطنية كما في الدين”.
المرعبي يشكر السعودية على مساعدة لبنان
ودعا النائب السابق طلال المرعبي إلى “إنشاء مجلس شيوخ وإلغاء الطائفية السياسية لا العمل بالترويكا”، شاكراً “السعودية التي ترعى اتفاق الطائف ولبنان من دون مقابل، وتسعى فقط الى فرض الاستقرار”.