مارلين خليفة:
يبدأ الحديث الجدّي عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني في الاول من ايلول أي بداية المهلة الدستورية التي ستتوّج بانتخاب رئيس جديد للبنان في 31 تشرين الثاني المقبل. في هذا الوقت، يعتكف “حزب الله” عن الكلام المباح. إلا ان الزوار الموارنة الى حارة حريك هم بالعشرات، في ظاهرة تشي بأن هذا الحزب المصنّف كـ”إرهابي” من قبل الولايات المتحدة الاميركية والعديد من الدول سيكون ناخبا رئيسيا في استحقاق رئاسة الجمهورية، وأن كثرا ممن يطلقون على انفسهم تسمية “سياديين” يقصدونه لتقديم اوراق اعتمادهم نهارا وعلى مرأى من الجميع.
لكن القرار في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون مشتركا بين الكتل النيابية المتعددة، ويشير المعنيون بأن هذه الانتخابات لن تكون شكلية كما يعتقد البعض، بل “على المنخار” بحسب المثل الشعبي. يشير أحد السياسيين اللبنانيين انه في السنين الماضية كان يتم الاتفاق بين سعد الحريري نيابة عن فريق 14 آذار والرئيس نبيه بري نيابة عن حركة أمل و”حزب الله”، فيتظهر مناخ أي موضوع سيطرح في المجلس النيابي. في انتخابات رئاسة الجمهورية الماضية حصلت تسوية رئاسية بين سعد الحريري وميشال عون جاء بموجبها الاخير رئيسا. في هذه المرة، لا يوجد فريقان يستطيعان اقامة تسوية لانتاج رئيس لأن المجلس لا يتألف من كتل كبرى قادرة على حسم الموضوع لوحدها. والدليل انتخابات رئيس المجلس النيابي، التي حصلت بـ64 صوتا زائد واحد، وهذا يعني بأنه ستكون صعوبة حقيقية في انتخابات رئيس للجمهورية بشكل واضح بسبب تنوّع الكتل النيابية ما سيصعب أو يؤخر الاتفاق على رئيس.
حتى الآن لا توجد حركة فعلية بعد في ما يخص الاستحقاق الرئاسي اللبناني، بل تبادل لمعطيات وآراء ومواقف، ولكن لا توجد اجابات حول كم سيأتي هذا المرشح بنواب وهل يمكن انجاز الاستحقاق من دورة اولى او ثانية، او هل سيتوافر النصاب ام لا، كل هذه الاسئلة لا تزال في المراحل التمهيدية، ويبدأ النشاط والحوار بين القوى السياسية بعد 1 أيلول بسبب الدخول في المهلة الدستورية.
وفي ظل صعوبة تشكيل حكومة جديدة، لا يظهر اي مشروع لتوسيع حكومة تصريف الاعمال الحالية إذ سقطت فكرة توسيعها بــ6 وزراء دولة كذلك سقطت فكرة تعديلها لغاية اليوم.
لا يدخل “حزب الله” في موضوع المواصفات الرئاسية، بالنسبة اليه “الاسماء هي المواصفات” بحسب قول احدى الشخصيات الوثيقة الصلة بمناخه والتي تضيف:” لن نخوض في الاسماء ولن ندخل في هذا النقاش”.
ليس لـ”حزب الله” مرشح، لأنه بحسب المعطيات فإن اي اسم قد يطرحه “حزب الله” سيتعرض للمضايقات وللعقوبات وللاعتراض المحلي والخارجي، لذا سيكون “حزب الله” حليفا لمرشح او داعما له او من ضمن دائرة اصدقائه من دون أن يكون لديه مرشح يتبناه بصورة واضحة.
لكن إذا كان المرشحون الموارنة يتدفقون الى حارة حريك للتعريف بأنفسهم وببرامجهم، فهل ينسق “حزب الله” في هذا الاستحقاق الوطني مع بكركي؟
تشير اوساط واسعة الاطلاع لموقع “مصدر دبلوماسي” بأنه طالما كان “حزب الله” حريصا على ابقاء قنوات التواصل والحوار مع البطريركية الماروني ولم ينقطع عن زيارتها وارسال الوفود بين الحين والآخر، كما أن علاقته مع سائر اركان البطريركية وخصوصا المطارنة في المناطق هي ممتازة، وعلاقته بالسفارة البابوية اكثر من ممتازة، ويتعامل “الحزب” مع المسيحيين على أنهم الشركاء في وطن واحد، وغني عن القول بأن لدى الحزب علاقات جيدة جدا مع العديد من الشخصيات في الساحة المسيحية مثل التيار الوطني الحر وتيار المردة وآخرين.
وتشير الاوساط الواسع الاطلاع والوثيقة الصلة بـ”حزب الله” بأنه “بين فترة واخرى، تحصل اشكالات مع البطريركية المارونية، وأخيرا تسببت البطريركية بـ”صداع” بموضوع المطران موسى الحاج، وتم تحميل “الحزب” المسؤولية وفعليا لم تكن لديه علاقة بقضية المطران، وبالرغم من ذلك سمع “الحزب” هتافات على مسمع من البطريرك في بكركي تصفه بـ”الارهابي””. يتابع المصدر: “كيف ستتحاور كبطريرك معنا وانت تتهمنا كحزب بالارهاب”؟.
توجد لجنة حوار مع البطريركية كانت تجتمع بين فترة واخرى، “لكن الآن انقطعت الاتصالات كليا بسبب مواقف البطريركية والا فنحن حريصون على استمرار الحوار على افضل ما يرام”. اخيرا، دار نقاش مع البطريركية بطريقة سرية، وحاول بعض الاشخاص التابعين لها ترطيب الاجواء لكن لم تكن النتيجة ايجابية.
لم يتخذ حزب الله بحسب ما تصدّر اوساطه قرارا بمرشح رئاسي بعد وهذا القرار خاضع للتشاور مع حلفائه وخصوصا المسيحيين منهم وفي طليعتهم التيار الوطني الحر وتيار المردة والكثير من الشخصيات المسيحية الحليفة والصديقة للحزب.