بوصلة الاثنين- مارلين خليفة
@marlenekhalife
تزامن وصول رئيس الوفد الاميركي في المفاوضات التقنية غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية آموس هوكستين الى لبنان أمس الاحد مع بثّ الاعلام الحربي لـ”حزب الله” شريطا مصوّرا يظهر الاهداف المحتملة لأي هجوم محتمل من قبل الحزب في حال لم يتم قبول الشروط اللبنانية في ترسيم الحدود البحرية.
للتذكير فإن الشروط التي وضعتها الدولة اللبنانية بمكوناتها المختلفة أي الرؤساء الثلاثة والاحزاب والحكومة بعد تنازلها عن الخط 29 بعدم تعديل المرسوم 6433 هي: حصول لبنان عل كامل المنطقة المتنازع عليها ومساحتها 860 كيلومتر مربع زائد حقل قانا بأكمله الذي يتداخل مع الرقع الاسرائيلية وتحديدا الحقل 72 الاسرائيلي. أما المطلب اللبناني الثاني الذي يضغط “حزب الله” في سبيله اليوم فهو السماح فورا للشركات الثلاثة المتعهدة أي “توتال” الفرنسية و”إيني” الايطالية و”نوفاتك” الروسية ببدء التنقيب في شكل مواز مع عملية الترسيم التي يريد لبنان ان تستأنف في الناقورة وأن يكون التنقيب فوريا في البلوكات 8 و9 10 مع اعطاء الشركات ضمانات فورية ببدء العمل والتنقيب تمهيدا للاستخراج وعدم رضوخها لضغوط خارجية ومنها كما تقول اوساط دبلوماسية أوروبية ضغوط خليجية على الشركات بفك عقودها في الخليج إن بدأت العمل في المياه اللبنانية.
في غضون ذلك وافق الاسرائيليون على حصر التفاوض في المساحة 860 كلم عوضا عن تلك التي كان يمنحها الخط 29 والتي تدخل مباشرة الى المنطقة الاقتصادية الخالصة لاسرائيل، ووافق على ان ينقب لبنان في ما يسمّى اعلاميا بـ “حقل قانا” وهو غير موجود فعليا لأنه لا توجد داتا بحوزة لبنان تظهر الحقول وما تحتويه بينما الداتا موجودة لدى الاسرائيليين.
وفي جديد الموقف الاسرائيلي كما ظهرته وسائل اعلام اسرائيلية عدة انه إن وجدت شركة توتال أية ثروات في ما يسمى “حقل قانا” وفي حال امتد هذا الحقل في البلوك 9 أو امتدت الثروات في بقية البلوكات الى بقع مشتركة فإن اسرائيل تريد حقوقها الاقتصادية.
وفي حين يتصلب اللبنانيون على موقفهم بكامل الخط 23 زائد “حقل قانا” وكامل مساحة الـ860 كلم، فإن “حزب الله” يواكب هذا الكباش الدبلوماسي القائم للضغط من اجل بدء الشركات بالتنقيب الفوري خوفا من أن المماطلة الحاصلة قد تؤدي الى أن يبدأ الاسرائيليون الاستخراج في ايلول من حقل كاريش (الذي تخلى عنه لبنان طوعا) وشفط ما يمكن ان يكون من مكامن غاز مشتركة. فالعمل بكاريش يجب ان يقابله بدء عمل “توتال” بضمانات دولية. وبالتالي يعود آموس هوكستين اليوم في زيارته الثالثة الى لبنان بطرحه السابق وهو أن تبدأ “توتال” بالعمل بشرط ان اية مكامن تذهب ابعد من الخط 23 يمكن للشركة أن تدفع الحقوق الاقتصادية للاسرائيليين من حصتها لا من حصة لبنان، وبالتالي فإن المهم حاليا بالنسبة لهوكستين هو الاتفاق على 860 كلم وتقاسم مردود “حقل قانا”، أما شركة “توتال” ووراءها فرنسا فهم من يهتمون بتفاصيل التعامل المالي مع الاسرائيليين في حال وجود اي امتداد لحقول مشتركة في بلوكات 8 و9 و10 وخصوصا وأن التشدد الاسرائيلي في المطالبة بالحقوق الاقتصادية يشي بأن الاسرائيليين لا يريدون التنازل عما يعتبرونه حقوقا لهم في الخط 23 الذي يضم مساحة الـ860 كلم و”حقل قانا” الذي يقع جزءا منه جنوبي الخط 23، فيما يتشبث اللبنانيون بحقل قانا العتيد برمته والسؤال لماذا لم يكن هذا التشبث اللبناني بالخط 29 ليكون المفاوض اللبناني في موقع اقوى؟ المهم بأن اقتراح اسرائيل وهوكستين سيكونان في مرمى “حزب الله” الذي سينتظر الجميع موقفه الذي سيظهر جليا ما ان يغادر هوكستين الاراضي اللبنانية، وفي زيارته الاخيرة تظهر موقف “الحزب” بـ 3 مسيرات غير مسلحة أطلقها على مواقع العمل في كاريش.