بقلم جوزف ل. خليفة:
برغم الظرف الحرج الذي أمرّ به واضطراري الى الانصراف كلياَ اليه اجدني ملزماَ ادبياَ ودينياً بالقول والشهادة في ما اراه حقا.
إن امانات الداخل تزيد وتضاهي حاجة عن امانات الخارج والموضوع يتعدى وضعية رجل الدين وعمل الخير والاحسان، الموضوع يحكمه القانون وموجباته.
إذا كانت الكنيسة هي جماعة المؤمنين، فالمؤمنون- كما المطران- هي التي تتشكل من بينها جماعة المودعين، هؤلاء الذين حجزت ونهبت اموالهم وجنى عمرهم، وهم اليوم يستجدون الرغيف، ومن بين هذه الجماعة هذا القاضي الذي يكيلون له الشتائم والاتهامات والتهديدات.
وهؤلاء المؤمنين لم يُعقد لاجلهم مثل هذا المجمع الطارئ، الذي عُقِد للبحث في قضية المطران ولإصدار بيان يطالب بالمحاسبة والاقالة انما يفتقد العدالة وتملؤه الاتهامات وتنقصه المرتكزات والاثباتات.
ولم تجر المطالبة في مؤتمر طارئ ٱخر بحزم وحصرية ودون شمولية تضيِّع المسؤوليات… برد الاموال المنهوبة والمحتجزة والمهربة والعمل الجدي الدؤوب على إراحة جماعة المؤمنين المواطنين ومن كل الطوائف.
ولم تتم المطالبة بمساءلة ومحاكمة المسؤولين عن هذا الاحتجاز وهذا النهب، علماً أنه ومن دون لفّ ودوران فإن المسؤول عن النقد والحفاظ عليه وعلى الرقابة على المصارف وبحكم القانون هو الحاكم ومجلسه. إن المصارف وهي المتواطئة واقله، منذ ان اغرت المودعين بتحويل ودائعهم من الدولار الى الليرة لقاء فوائد فاحشة وبموافقة الحاكم تكون قد ارتكبت عملا اجراميا عن سابق قصد وتصميم لعلمها بأن الليرة ستنهار وهذا الاتهام واضح وتتوافر فيه كل نواحي الاثبات والكثيرون وقعوا في شباكه.
وبقيت الكنيسة عاجزة تتفرج على شعب يُسلب وتحجز مدخراته، لا بل اخذت تدافع عن اركان المصارف وتحمي الحاكم بخطها الاحمر، وتتغاضى عمّن هرَّب الاموال الى الخارج وهي تعرفهم واحياناَ تكرمهم وتستضيفهم.
ان كرامة المؤمنين افراداً وجماعة هي اهم بكثير من توقيف مطران وسؤاله من اين لك هذا؟
انا اعرف كنيستي جيداَ واعمل لها بالحق والقانون وبمحبة عارمة، وللجماعة كلها، وليس فقط لرؤسائها فقد وجدت ذاتي فيها وتربيت معها ونشأت على تعاليمها والتزمت بها، واصغيت الى عصارة عظات اركانها المتنورين الصادقين المضحين، وكم هم كُثُر، وواكبت إنجازاتهم في سبيل خير الجماعة وحفظ كرامة اعضائها ولم ابحث يوماَ فيها عن كرسي امامي.
حبذا لو كان الموضوع عولج داخل الابواب المغلقة، ومع المسؤوليين القضائيين والامنيين المعنيين وهم ايضاَ من جماعة المؤمنين، واقفلت الابواب وازيلت المنصة من امام هؤلاء المزايدين الذين ينفخون في عواطف ومشاعر المؤمنين تهديداَ وتهييجاً وعراضات واسترضاءات وقد يكون معظمهم مرتكباَ امام القانون.