بوصلة الاثنين- مارلين خليفة
Marlenekhalife@
تتسابق المساعي الدبلوماسية في شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل والسماح للشركات الاجنبية البدء بالتنقيب اقله في البقع او البلوكات غير المتنازع عليها.
وباستثناء المفاوضين المباشرين المعنيين بالملف، لا يبدو خيار التهديدات الذي لجأ اليه “حزب الله” للدفع في اتجاه تسريع التنقيب من الجهة اللبنانية منعا لأن “تشفط” اسرائيل الغاز اللبناني بحجة عدم الاتفاق على ترسيم الحدود مزعجا لكثيرين بل العكس. ويمكن رصد 7 افكار جوهرية من خلال البيئة الدبلوماسية والسياسية اللبنانية راهنا:
اولا،إن خيار الحرب مطروح لنيل الحقوق اللبنانية لكنه ليس في مصلحة الطرفين لا لبنان ولا اسرائيل المتعطشة لتصدير غازها لاوروبا، ما يجعل حظوظ الحرب تتراجع، ولا ننسى الموقف الاوروبي الخائف من أي نزاع جديد على ضفة المتوسط سيجعل الاوروبيين يموتون من الصقيع شتاء.
ثانيا، إن معادلة “كاريش وما بعد كاريش” التي ارساها امين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله وبالرغم من انها لا ترتكز الى أي سند قانوني في الامم المتحدة لناحية تعديل المرسوم 6433 الذي وقعه رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي في العام 2011 والذي يعترف بالخط 23 الذي لا يتضمن حقل كاريش، الا ان هذه المعادلة على خطورتها تحظى ( بشكل ملحوظ ومدهش) باعجاب ورضى اطراف ليست بالضرورة من خط حزب الله، لكنها تعترف بان الضغط هو الوسيلة الوحيدة المتبقية والمفيدة لكي ينال لبنان حقوقه بثرواته هذه المرة، لا بل يذهب أحد السياسيين اللبنانيين المعروف بدماثته للقول: “اثبتت الوقائع أن الاسرائيليين ووراءهم الاميركيين لا يمشون إلا بالقوة”.
ثالثا، الوسيط الاميركي آموس هوكستين مدعو مرة جديدة للقدوم الى لبنان، لكن هوكستين لم يخبر احدا بعد ان كان سيأتي ومتى؟
رابعا، تثبيث لبنان لحقه في الخط 29 سيؤدي الى خيار الحرب ايضا، أي أن له المفعول ذتته لمعادلة “كاريش وما بعد كاريش”.
رابعا، المعارضون لمعادلة “كاريش وما بعد كاريش” يسألون عن المدى الحيوي للبنان هذه المرة إن دخل في حرب مع اسرائيل وخصوصا وان الدول العربية ضده.
خامسا، بيان قمة جدة جاء مهادنا لإيران، وقد رفضت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي فكرة الناتو العربي ما يجعل خيار الحرب ذات البعد الاقليمي ضعيف الحظوظ.
سادسا، اي دعوة لشركات صينية او روسية للتنقيب في لبنان هي غير واقعية مع سؤال جوهري: كيف سيتم تصدير الغاز الى اوروبا؟
سابعا، يتساءل الجميع دون استثناء: الحرب إن حصلت فعليا لا افتراضيا هل هي في مصلحة أحد؟ ويأتي الجواب: بالتأكيد لا.