“مصدر دبلوماسي”-خاص
خاض لبنان الدبلوماسي أمس اختبارا جديدا ونجح في تنظيم الاجتماع التشاوري العربي الثالث في بيروت (بعد الكويت والدوحة) الذي يسبق انعقاد المجلس الوزاري العربي في أيلول والقمة العربية في الجزائر في تشرين الاول المقبل. يمكن القول بأن الدبلوماسيين اللبنانيين من سفراء ورؤساء بعثات ودبلوماسيين متدرجين نظموا الامور على أتم وجه بـ”اللحم الحي” كما يقال بالعربية الدارجة، وسط ازمة مالية خانقة يمر بها الجسم الدبلوماسي في الادارة المحلية وفي البعثات اللبنانية حول العالم، إلا أن الارادة الحازمة بانجاح الاستحقاق الانتخابي الاغترابي انسحبت على اجتماع الامس الذي استضافته بيروت لأن وزير الخارجية اللبناني الدكتور عبد الله بو حبيب يترأس المجلس الوزاري العربي لمدة ستة اشهر تنتهي في تشرين الثاني المقبل.
ينبغي الاشارة مرة جديدة الى أن هذا الاجتماع تفاعلي تشاوري لا تصدر عنه قرارات او وثائق وبالتالي لا مجال للحديث عن فشل او نجاح، بل يكفي أن الحضور العربي والخليجي قد فتح كوّة في العلاقات كانت مغلقة طويلا، وأن الحضور السعودي ولو على مستوى سفير في جامعة الدول العربية كان موجودا فيما توّج وزيرا خارجية قطر والكويت بحضورهما هذا الاجتماع.
إلا أن الثغرة الرئيسية، تمثلت بالمستوى الذي تعاطى معه الاعلام اللبناني مع هذا الاجتماع، والذي تبدّى بالفوضى العارمة التي تعاطى معها المصورون والمراسلون، وقد تمكنت مسؤولة الاعلام في وزارة الخارجية والمغتربين الاعلامية القديرة نوال ليشع عبود من احتواء الموقف مرارا، ووقف “الاشتباكات” في ما بينهم لكنها بقيت بارزة للعيان وللمشاركين العرب. أما في المؤتمر الصحافي، فقد اضطر أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور أحمد ابو الغيط الى أن يوجه ملاحظات قاسية للاعلام اللبناني، وهدد بأنه سيغادر المؤتمر إذا استمرت مقاطعته، وصوّب سؤال صحافي آخر اعتبر أن سوريا خارج جامعة الدول العربية فيما هي معلقة العضوية فقط. وبحنكته رفض أبو الغيط الاجابة على سؤال مراسلة تلفزيون “أم تي في” التي ارادت استدراجه الى تسجيل موقف ضد “حزب الله”، في سؤال مستغرب لا يمتّ الى الاجتماع التشاوري بصلة، فقاطعها أبو الغيط بسرعة لافتة وقال لها:” أنا كامين عام لجامعة الدول العربية أرفض قطعا التدخل بالشؤون اللبنانية”.