“مصدر دبلوماسي”
مقالات مختارة
صحيفة “السفير”- 1 نيسان 2014
مارلين خليفة
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر مقابلة مع الوسيط الاميركي ومسؤول ملف الطاقة في ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن السفير آموس هوكستاين تعود الى الاول من نيسان من العام 2014 وقد نشرت في صحيفة “السفير” وذلك بعد احدى زياراته المكوكية التي كان يقوم بها بين لبنان واسرائيل حين كان وقتها مساعدا لوزير الخارجية الاميركي لشؤون الطاقة.
علما بأن هوكستاين يعود الى لبنان في 13 و14 الجاري للبحث في وصول سفينة الاستخراج والنقل انرجيان الى منطقة متنازع عليها بين لبنان واسرائيل.
وكانت لافتة بضع اجابات لهوكستاين منها توقعه الذي بدا صحيحا اليوم بأن استخراج النفط سيدأ بعد 7 اعوام وهذا ما يحدث الآن من الجانب الاسرائيلي. واللافت استبعاده لأن تقوم اسرائيل باستخراج الغاز والنفط في المناطق المتناوع عليها مع لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة المشتركة، إذ نفى هوكستاين أية إمكانية بأن تعتدي إسرائيل على النفط والغاز اللبنانيين وخصوصا أنها بدأت التنقيب قبل لبنان وقال:” إنها هواجس لا أساس لها من الصحة، فإسرائيل تنقب بعيدا جدا في الجهة الجنوبية من الحدود، ولا يمكنها أن تؤثر على ثروة لبنان، في الأساس لا أحد يعرف أين تقع حقول النفط اللبنانية لأنه لم يتم التنقيب بعد، لكن إسرائيل بعيدة جدا من أية حقول لبنانية محتملة وهي تعمل في حقول الغاز والنفط الخاصة بها جنوبا”.
وتحدث هوكستاين في مقابلته عن ان السرعة هي شيء ثمين وقال:” لكن لا يمكن إنتظار أن يتصاعد الغاز لوحده من باطن الأرض ما لم تتحرك قدما وحتى لو فعلت الحكومة ذلك فأمامها أعوام قبل أن يتم استخراج الغاز”.
وأشار هوكستاين:” ليس من مواعيد محددة ونهائية في هذا المجال، لكنّ التباطؤ يؤدي الى البطء في الحصول على الغاز، وما إن يبدأ لبنان بالعمل الفعلي فإنه يحتاج بعدها الى حوالي 7 أعوام لاستخراج الغاز، وبقدر ما يتأخر بقدر ما تتأخر العائدات والفوائد”. وعمّا إذا كان يوجد خطر بأن يخسر لبنان بعضا من ثروته في حال تأخره يقول هوكستاين:” لا البتّة لا خوف من خسارة ثروة الغاز – وربما النفط- لكنه سيحصل تأخر في الحصول على الفوائد، فإذا نظرتم الى جيرانكم في إسرائيل وقبرص ومصر فهذه الدول بدأت العمل منذ 7 أعوام أو منذ 10 أعوام، وإذا نظرتم الى الموازمبيق وتنزانيا وإفريقيا الشرقية فهي بدأت التقدم بسرعة للحاق بالآخرين، فبقدر ما تنتظرون بقدر ما تؤخرون جني الفوائد”.
هنا نص المقابلة:
حثّ نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لدبلوماسية الطاقة آموس هوكستاين الحكومة اللبنانية على الإسراع في إنجاز الخطوات اللازمة في ملف النفط والغاز ومنها إقرار المراسيم المتعلقة بالبلوكات والتراخيص، وأشار في حوار خصّ به “السفير” أمس الى أنه “لا يوجد متسع من الوقت لتعمل الحكومة ببطء وتمهل بل عليها اللحاق بالدول المجاورة”.
أما الخطوات اللازمة قبل بدء الشركات بالتنقيب فهي:” إقتناع الحكومة اللبنانية بأهمية التقدم بسرعة ثم الموافقة على المراسيم ثم فتح المناقصات أمام الشركات في البلوكات المحددة في المنطقة الإقتصادية البحرية للبنان، ثم توقيع العقود مع هذه الشركات بعد التفاوض عليها، وبعد تحقيق هذه الخطوات كلّها تبدأ الشركات بالعمل، ومنذ تلك اللحظة تحتاج العملية الى 5 أو 6 أو 7 أعوام لاستخراج الغاز”.
وفي شأن النزاع الحدودي البحري مع إسرائيل في ضوء رفض لبنان تقديم أي تنازلات في شأن المناطق المتنازع عليها مع إسرائيل بمعنى أن يبدأ الإستثمار في المناطق الواضحة وترك الخلافية الي وقت لاحق قال هوكستاين:” أعتقد أنه سيكون من المهم أن يحدد لبنان أهدافه في ما يخص كيفية تطوير ملف الغاز والنفط، وأن يستطيع جذب شركات عالمية جيدة للمجيء اليه لذا سيكون من المفيد جدا إنهاء هذا الخلاف الحدودي بينه وبين إسرائيل والطريقة الوحيدة لذلك تكمن في أن يشعر لبنان بأن توزيع الحصص يتم بشكل عادل -ليس بالضرورة أن يحصل عل كل شيء- لكن أن يحصل توزيع عادل وهذا ما نعمل عليه. علما أنه من الصعب جدا أن تأتي الشركات للإستثمار إن كانت هنالك شكوك حول أمن المنطقة حيث سيجري الإستثمار”.
يعكف هوكستاين المعني بملف النفط في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا على زيارة لبنان دوريا كل بضعة أشهر، ويلتقي في كل مرة مروحة من الشخصيات اللبنانية ذي المواقع المختلفة ليكون الجميع معنيين بإنجاز هذا الملف التوأم مع الإزدهار الإقتصادي للبلد. وهو التقى هذه المرة: رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة تمام سلام ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ووزير الطاقة والمياه أرتور نظريان ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى المنسّق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي وذلك برفقة السفير الأميركي في بيروت دايفيد هيل وغادر بيروت عصر أمس.
لا أحد بحسب هوكستاين قادر على معرفة كم يحوي باطن المياه من خيرات نفطية والطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك تكمن في استخراج الغاز من الباطن”، ويشير:” لا تصدقوا اية تقديرات قد يطرحها البعض صدقوا فقط ما تستخرجونه فعليا من الباطن”.
ونفى هوكستاين أية إمكانية بأن تعتدي إسرائيل على النفط والغاز اللبنانيين وخصوصا أنها بدأت التنقيب قبل لبنان وقال:” إنها هواجس لا أساس لها من الصحة، فإسرائيل تنقب بعيدا جدا في الجهة الجنوبية من الحدود، ولا يمكنها أن تؤثر على ثروة لبنان، في الأساس لا أحد يعرف أين تقع حقول النفط اللبنانية لأنه لم يتم التنقيب بعد، لكن إسرائيل بعيدة جدا من أية حقول لبنانية محتملة وهي تعمل في حقول الغاز والنفط الخاصة بها جنوبا”.
يوجز هوكستاين هدف زيارته ” بتقديم الدعم الأميركي للجهود التي يقوم بها لبنان من أجل أن يتحول الى منتج للغاز أو للنفط”، ويعلق:” أعتقد أنّ التوقيت الحالي لزيارتي ممتاز إذ تزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة ما يفتح صفحة جديدة حول ما يمكن إنجازه”.
السرعة مطلوبة
وعمّا إذا كان مارس ضغطا على المعنيين في الحكومة من أجل التوقيع على مرسومي النفط المتنازع عليهما محليا قال هوكستاين:” البتة فأنا لا أمارس ضغوطا على أحد، جئت لكي أستطلع عما تود الحكومة القيام به في هذا الملف ودعم جهودها للسير بها قدما، وقد قدّمت أفكارا واقتراحات تصبّ في هذا الهدف”.
هذه الأفكار يتكتم عنها هوكستاين ” حفاظاعلى سلامة العملية القائمة حاليا” لكنه يستدرك:” نحاول العمل على أجندة منظمة وواضحة وبأقصى سرعة ممكنة، وبالفعل نقلت رسالة الى الحكومة هنا بأن السرعة هي شيء ثمين، وبالتالي من المفيد التحرك بسرعة لأن الغاز مجال جديد ومثير للإهتمام وذي جانب إقتصادي مهمّ. أتفهّم إرادة الحكومة مقاربة هذا الملف بطريقة صحيحة لكن ينبغي إيجاد التوازن بين إنجاز الأمور بشكل صحيح وبين الإسراع في الإنجاز، لأنه إذا نظرنا الى دول الجوار نرى نشاطا متسارعا وبالتالي من الجيد للبنان أن تبدأ حكومته بإنجاز شيء ما لكي تبدأ الشركات والقطاع الخاص بالعمل”.
وهل من تأثيرات سلبية إذا لم ينجز لبنان الخطوات المطلوبة منه بسرعة؟ يقول هوكستاين:” لا يمكن بدء العمل بقطاع الغاز حتى تتخذ الحكومة اللبنانية خطوات محددة، وهذا ما ننتظره ، هي تريد أن تكون متأنية وأن تعمل بتمهّل وأنا أتفهم ذلك، لكن لا يمكن إنتظار أن يتصاعد الغاز لوحده من باطن الأرض ما لم تتحرك قدما وحتى لو فعلت الحكومة ذلك فأمامها أعوام قبل أن يتم استخراج الغاز“. وهل لدى الحكومة اللبنانية الوقت اللازم للتأني؟ يجيب هوكستاين بلا تردد:” لا” ويضيف:” ليس من مواعيد محددة ونهائية في هذا المجال، لكنّ التباطؤ يؤدي الى البطء في الحصول على الغاز، وما إن يبدأ لبنان بالعمل الفعلي فإنه يحتاج بعدها الى حوالي 7 أعوام لاستخراج الغاز، وبقدر ما يتأخر بقدر ما تتأخر العائدات والفوائد”. وعمّا إذا كان يوجد خطر بأن يخسر لبنان بعضا من ثروته في حال تأخره يقول هوكستاين:” لا البتّة لا خوف من خسارة ثروة الغاز – وربما النفط- لكنه سيحصل تأخر في الحصول على الفوائد، فإذا نظرتم الى جيرانكم في إسرائيل وقبرص ومصر فهذه الدول بدأت العمل منذ 7 أعوام أو منذ 10 أعوام، وإذا نظرتم الى الموازمبيق وتنزانيا وإفريقيا الشرقية فهي بدأت التقدم بسرعة للحاق بالآخرين، فبقدر ما تنتظرون بقدر ما تؤخرون جني الفوائد”.
تنويع التراخيص
وهل تؤيد الولايات المتحدة الأميركية التنويع في التراخيص للشركات التي ترغب بالتنقيب أم أنها تفضل حصر العقود بشركاتها؟ يقول هوكستاين:” أولا أعتقد بأن الشركات الأميركية ممتازة وهي الأفضل في العالم كلّه، ولكن في الوقت ذاته أعتقد أنه من مصلحة لبنان أن يستقطب عدة شركات للمجيء اليه”.
وعن استقطابه لغاية اليوم لـ46 شركة قال:” هذه الشركات تريد أن تكون مستثمرة لكنّ ستتم الموافقة على 12 شركة فحسب، لكن يجب التنبه الى أن الشركات الـ12 المختارة تكون قد أبدت اهتمامها بالعمل لكن ليس ثابتا بأنها ستقوم به حين يحين الوقت، وبالتالي ليس بالضرورة أن يرسو العدد على 12 شركة عاملة. أتمنى أن تقوم الشركات الأميركية بالإستثمار، لكن في النهاية ذلك رهن بالوضع الإقتصادي وبالإستقرار الأمني والسياسي”.
النزاع حول الحدود البحرية
وعمّا إذا كان يحمل أفكارا جديدة لحلّ النزاع حول الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قال:” أعتقد أننا في طور نقاش ممتاز ومستمر في هذا الإطار مع مكونات مختلفة من الحكومة اللبنانية وبرأيي أن الأمور ستكون جيّدة”.
يضيف هوكستاين:” ليست لدي أفكار جديدة بالمعنى الحرفي للكلمة بل صقل لأفكار قديمة والحصول على المزيد من التقييم والتعليقات حول تفاصيل محددة للتأكد من إمكانية التوصل الى اتفاق”.
وعمّا إذا كانت الأمم المتحدة تلعب دور الوسيط في هذا المجال وخصوصا أن هوكستاين التقى أمس الأول المممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي يقول هوكستاين:” نحن نعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة وقد قدمت مرارا أفكارا مختلفة للطرفين اللبناني والإسرائيلي في هذا الخصوص ونحن ننتظر ما الذي سيسير قدما وسيتم القبول به، ونحن نعمل على هذا الموضوع مع الحكومة اللبنانية، لمعرفة ما هو المسار الذي يؤدي للتوصل الى حلّ والسير قدما وأعتقد أننا أنجزنا الكثير من التقدم”.
وهل ستقبل إسرائيل وساطة الأمم المتحدة قال:” إننا في وسط تفاوض مستمر، والطرفان يتشاركان الأفكار وآمل أن يتوصلا الى اتفاق حول واقع الأمور”.
مارلين خليفة