مقالات مختارة
موقع: الوطنية
الدكتور زكريا حمودان
مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والاحصاء
تعيش منطقة البحر المتوسط ازمة عميقة ومتعددة الأبعاد وخفية المضمون. في العمق يتحكم باللعبة دول متعددة بعناوين متنوعة وبأهداف وطموحات مشتركة، أما في الابعاد فتتنافس المشاريع بحسب ابعادها التي تقترن بتاريخ يستند اليه كل طرف وللايديولوجيات دور رئيسي فيه، أما الطموحات الاساسية فهي باتت شرعية وشبه واضحة، انه غاز المتوسط!!!
الحروب على موارد الطاقة ليست بجديدة، فالدول الغربية عندما أتت الى المتوسط في اول القرن العشرين لم تأتي من أجل انشاء حدائق عامة، بل أتت لوضع اليد في مكان ما من العالم حيث الموارد الطبيعية الغير محدودة. ومما لا شك فيه ان اسرائيل التي تحتل فلسطين كانت الذراع البريطاني الأول في المنطقة الشرق اوسطية التي اتت من اجل سرقة الغاز من بحر المتوسط. هذا الامر ينسحب على النشاط البريطاني في ايران قبل الثورة الاسلامية، ودور بريطانيا في العراق، وايطاليا في ليبيا، ومن ثم اميركا في صلب الخليج العربي.
ادوار متعددة بعناوين متنوعة واخلاقيات لا تمت الى الانسانية بصلة. هذا هو واقع الاجرام الذي مارسته سياسات هذه الدول في الشرق الاوسط، بهدف وضع اليد على ثرواته الطبيعية والتي لا تقدر بثمن.
منطقة شرق المتوسط
الأهمية الاستراتيجية لمنطقة شرق المتوسط تكمن في موقعها الجغرافي ومواردها وثرواتها الطبيعية، وبخلاف الموارد الحيوية، تمثل هذه المنطقة أبرز نقاط عبور البترول والغاز من الشرق الأوسط إلى دول الاتحاد الأوروبي، وإضافة إلى ذلك هي جزء من منطقة الشرق الأوسط التي تضمُّ حوالي 47 في المئة من احتياطي النفط و41 في المئة من احتياطي الغاز في العالم.1
كما أن انفتاح البحر المتوسط على تقاطع آسيا وأوروبا وأفريقيا، واتصاله بطُرُق التجارة العالمية عبر مضائق السويس والبوسفور وجبل طارق، زاد من أهميته في الجيوبوليتيك الدولي، خاصة بعد ارتفاع الآمال الجيوسياسية والاقتصادية والأمنية التي يحملها الغاز في تلك المنطقة بالنسبة إلى دول الجوار، والتي راهن البعض على أنها ستغيّر المعطيات السياسية والاقتصادية لدول المنطقة.
الموارد النفطية في الشرق الأوسط
في العام 2010 نشرت ادارة المسح الجيولوجي في الولايات المتحدة تقريراً عن ثروة الغاز والنفط في الحوض الشرقي للمتوسط تتضمّن التقديرات في المنطقة الممتدة من جنوب تركيا شرقاً وحتى المياه الاقليمية المصرية غرباً. والتقديرات المنشورة لمساحة توازي 83 الف كيلومتر مربع في المياه الاقليمية في البلدان المعنية، منها 22 ألف كيلومتر مربع خاصة بلبنان. هذه المساحة تحتوي على 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي ونحو 1,7 مليار برميل من المكثفات اي المنتجات النفطية السائلة الخفيفة.3
وضع مستشار الطاقة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تقريراً حول استغلال هذه الموارد هَدفَ إلى تطوير تنسيق الإنتاج بين مصر وإسرائيل وقبرص ولبنان وسوريا، ومدّ خطوط للغاز إلى تركيا حيث تنجز مصانع لتسييل الغاز وتصديره كما لتغطية قسم من حاجاتها من الغاز بدل الغاز الروسي. وكان من الواضح أنّ توجه الولايات المتحدة الأميركية يهدف إلى تقويض قدرة روسيا على تطوير علاقاتها الغازية مع تركيا من أجل الوصول الى أسواق أوروبا حيث روسيا تغذي دول غرب أوروبا وشرقها بـ40 في المئة من حاجاتها من الغاز.3
في الجنوب اللبناني، يتنازع لبنان وإسرائيل على عددٍ من البلوكات (أهمها البلوك رقم 9) التي تحتوي كميات هائلة من الغاز، وتعمل الولايات المتحدة اليوم كوسيط مشترك من أجل ترسيم الحدود بين البلدين. في هذا السياق، يربط لبنان عملية ترسيم الحدود البحرية بالبرية، في وقتٍ تشدد إسرائيل على فصل هذا الربط وترسيم فقط الحدود البحرية.
الغاز في الشرق الأوسط وأهميته الإستراتيجية
يكتسي الغاز الطبيعي أهمية كبرى في العالم اليوم. إذ أصبح يعد في عام 2015 ثالث مصدر للطاقة الحرارية الاكثر استخداما في العامل بنسبة 6.21 في المئة من الطاقة الاولية، مباشرة بعد النفط 7.31 في المئة، والفحم 1.28 في المئة. وتنمو حصة الغاز في مزيج الطاقة mix Energy بسرعة إذ لم يكن يتجاوز نسبة 16 في المئة فقط في عام 1973 فضلًا عن زيادة كبرى حصلت في إنتاجه في جميع أنحاء العامل، إذ زاد إنتاجه بنسبة تزيد على 195 في المئة خلال الفترة 1973 - 2016 ،وعلى 5.23 في المئة خلال الفترة 2006 - 2016 وقد تعزز ذلك أكثر عبر استغلال الغاز غير التقليدي، مثل الغاز الصخري وغيره. وبعد أن شهد انخفاضا خلال الفترة 2010 - 2014، ارتفع استهلاك الغاز الطبيعي العالمي مجدًدا منذ العام 2015 مدفوعا بتزايد الطلب في الصين وأوروبا واليابان التي أخذت تستغني عن محطات توليد الطاقة بالفحم أو الطاقة النووية وتتجه نحو استخدام الغاز الطبيعي، لأسباب مرتبطة بالبيئة والاتفاقيات الناظمة لها مثل اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 أو لأسباب متصلة بالأمن والسلامة والتي ازداد الاحساس بالحاجة إليها بعد الكارثة التي تعرضت لها منشأة فوكوشيام النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في اليابان4. ويتوقع خلال العقدين المقبلين أن يتزايد الميل إلى إحلال الغاز الطبيعي محل المصادر الأخرى في إنتاج الطاقة الكهربائية.
وخلال العقد الاخير، بدأت منطقة شرق البحر الابيض المتوسط، التي يطلق عليها “حوض الشام” Sea Levantine ، ً تكتسب أهمية متزايدة في مجال الغاز بعد الاكتشافات الكبرى التي حصلت فيها؛ إذ تحتوي، وفق تقديرات “هيئة المسح الجيولوجي الامريكية” USGS, Survey Geological US ، على 3400 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. وإذا كان وجود الغاز الطبيعي معروف منذ أمد بعيد في شرق المتوسط، فإن هذه التوقعات لم تتأكد الا مع بداية الالفية الجديدة. فحتى عام 2009، كان احتياطي المياه العميقة المحاذية لمنطقة الدلتا يقدر بنحو 1400 مليار متر مكعب فحسب من أصل 1840 مليار تم تحديدها على الاجمال وكانت احتمالات اكتشافات جديدة تبدو منخفضة5. ولكن في عام 2010، كشفت هيئة المسح الجيولوجي الامريكية عن أهمية الاحتياطيات البحرية القابلة للاستغلال في “حوض الشام” من خلال حفر المياه العميقة التي تتجاوز 1500 متر6، وهي احتياطيات غاز مهمة يتشارك فيها لبنان ومصر وسورية والمناطق الفلسطينية المحتلة في عام 1967 وإسرائيل وقبرص.
حقول الغاز في قبرص
يصل الرقم الإجمالي لاحتياطيات الغاز القبرصية اليوم إلى 20 تريليون قدم مكعب، وهو رقم يمكن أن يغيّر من ثروات الجزيرة على الرغم من أنه لا يُعتبر كبيرًا بشكل خاص من الناحية الإقليمية.7
وفي عام 2011، كانت شركة “نوبل إنريجي” الامريكية أول من اكتشف الغاز قبالة السواحل القبرصية في حقل “أفرودايت”، الذي تقدر احتياطاته بـ 127.4 مليار متر مكعب من الغاز. ولأن حقل “أفرودايت” يضمن لقبرص اكتفاءها الذاتي من الغاز الطبيعي (حوالى مليار متر مكعب سنويا) ويقدر الانتاج القابل للتصدير من 70 الى 110 مليارات متر مكعب، فقد كان الهدف الاولي هو تسييل الغاز في ميناء فاسيليكوس Vassilikos وبيعه للبلدان الاسيوية. بيد أن الحفر لم يسمح بإيجاد ما يكفي من الغاز لتغطية تكاليف مصنع لتسييل الغاز بقيمة 15 مليار دولار أمريكي.
وفي شباط/ فرباير 2018، تم اكتشاف حقل “كاليبسو” Calipso ّ خلال أعمال حفر نفذها تجمع شركات يضم “إيني” الايطالية و”توتال” الفرنسية، في منطقة بحرية شمال غرب الجزيرة. وقالت شركة “إيني” إن هذا الاكتشاف واعد ويؤكد امتداد مساحة مامثله لحقل “ظهر” المصري داخل “المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص8.
حقول الغاز في لبنان
تقدر حصة لبنان من الغاز الطبيعي الذي يحتضنه هذا الجزء من البحر المتوسط بحوالي 96 تريليون قدم مكعب.9 كما توصلت مؤسسة رسمية أميركية عام 2010 درست أعماق شرق المتوسط من مصر الى تركيا (83 ألف كلم2) فوجدت ان الغاز متوافر بما يساوي أو يزيد على 124 تريليون قدم مكعب من الغاز و1,7 بليون برميل من النفط. وحصة لبنان 24 في المئة من هذه الثروة. أي ان حصة لبنان 850 مليارم3 من الغاز و425 مليون برميل من النفط. ومن المفترض أن تحصل الدولة على 40 في المئة من شركات التنقيب، بالتالي فإن حصة لبنان تتحدد فعليًا بحسب اسعار الغاز والنفط في حينه.10
وبحسب الاستكشافات التي حصلت، فإنَّ جميع الارقام المتداولة تبقى أولية الى حين البدء بالتنقيب والتأكد من هذه الكميات خاصة أن جميع الدول المحيطة بلبنان والتي بدأت في التنقيب اكتشفت تدريجيًا كميات أكبر بكثير من التقديرات الاولية التي تم الحديث عنها قبل بداية التنقيب كقبرص مثلًا.
حقول الغاز مقابل الشواطئ الفلسطينية
تُعدّ حقول الغاز الفلسطينية من أوائل الحقول المكتشفة حديثًا في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، ففي عام 2000 أعلنت مجموعة “بريتش غاز” البريطانية اكتشافها حقل “غزة مارين”، وهو يبعد نحو 36 كيلو مترا من الشاطئ، وباحتياطي يُقدر بنحو 1.4 ترليون قدم مكعبة، وبإنتاج سنوي يُقدر بنحو 1.5 مليار متر مكعب، ويقع بين محوري غاز يتوسعان بسرعة بين مصر وإسرائيل، وكلاهما اجتذب استثمارات ضخمة في السنوات الأخيرة. وبعد أقل من عقد بدأت إسرائيل في الإعلان عن اكتشاف حقول للغاز في منطقة شرق المتوسط، فمنذ عام 2009، أعلنت عن اكتشاف عشرة حقول، وهي “تمار” و”داليت” و”لوياثان” (ليفياثان) و”سارة” و”ميرا” و”تانين” و”شمشون” و”كاريش” و”شمن” و”دانيال”، وباحتياطي غير مؤكد يقدر بأقل من 46 ترليون قدم مكعبة من الغاز، تتركز أهمها في حقل “تمار” الذي يقدر احتياطي الغاز فيه بنحو 10 ترليون قدم مكعبة، وحقل “لوياثان” (ليفياثان)، وباحتياطي يقدر بأكثر من 16 تريليون قدم مكعبة، وحقل “دانيال” المكتشف مؤخرًا، وباحتياطي يقدر بنحو 8.9 ترليون قدم مكعبة.11
حقول الغاز في سوريا
الهيئة الجيولوجية الأمريكية قدرت احتياطيات سوريا من الغاز الطبيعي في البحر المتوسط فقط بـ700 مليار متر مكعب، في حين أن إجمالي الاحتياطيات السورية من الغاز بخاصة بعد إضافة العديد من الاكتشافات الجديدة تبلغ 28 تريليون متر مكعب، حسب تقديرات مركز فيريل للدراسات في برلين، في تقرير له توقع أن تحتل سوريا المركز الثالث عالمياً في إنتاج الغاز فيما لو تمكنت من رفع قدرتها الإنتاجية إلى حدها الأقصى.12 ومن الجدير بالذكر ان سوريا تتضمن العديد من حقول الغاز والثروة النفطية في الداخل السوري والتي كانت مستغلة منذ سنوات و تتوزع حقول النفط السورية على محافظتَي الحسكة بواقع 6 حقول، ودير الزور بواقع 4، ومنطقة تدمر التابعة لمحافظة حمص (وسط البلاد) بواقع حقلين.
خلاصة
منذ نشأة الكيان المحتل كانت الحسابات النفطية موجودة عبر بريطانيا التي كانت الراعية الرئيسية لهذا الكيان والمستثمر الاول للنفط في الشرق الاوسط. من دون ادنى شك، ان منطقة شرق المتوسط هي من اغنى مناطق العالم على مستوى مخزون الغاز وقد تصل لتكون المنطقة الاولى في العالم، وبالتالي فإنه من البديهي ان نرى هذه الحروب تشتعل حاليًا.
يأتي اهتمام العالم اليوم بالطاقة النظيفة كبديل عن النفط من جهة، بالاضافة الى انخفاض المخزون العالمي من النفط والتحول التدريجي نحو الغاز في العديد من المصانع والشركات الرئيسية في العالم. كما انه ليس من محض الصدفة ان تظهر لنا المؤتمرات العالمية المتعددة المنددة باستخدتم النفط وذلك لان المستقبل هو للغاز، كما ان كميات الغاز التي تم اكتشافها في السنوات العشرة الاخيرة تفوق بكثير التقديرات التقليدية التي تم تداولها في مختلف دول العالم.
بعد استعراض توزع كميات الغاز المقدرة في منطقة شرق المتوسط، لا يمكن الحديث عن استخراج للغاز في هذه المنطقة دون الحديث عن امدادات الغاز والتي تشكل اشكاليات متعددة، هذا الامر يعني اننا امام معضلات جديدة لن يكون من السهل الخروج منها سلميًا، كما ان ساحة شرق المتوسط لن تكون ملعبًا فقط للاعبين التقليديين في هذه المرحلة، فغاز المتوسط مرتبط بشكل مباشر بملفات ساخنة كغاز قطر، وغاز روسيا، وغاز ايران، مستقبل تصدير الغاز الى اوروبا، التطبيع الخليجي مع العدو الاسرائيلي، حقوق الفلسطينيين بغازهم الذي يسرقه الاسرائيلي، مستقبل العلاقات السعودية الاسرائيلية، الاطماع الامريكية في المتوسط، الصراعات الجيوسياسية والجيواقتصادية في العالم، حرب اسقاط الدولار، مشروع زوال الكيان الصهيوني، مستقبل خط الحرير، …
المراجع
- أنيس العرقوبي، صراع شرق المتوسط.. لعبة البحث عن الغاز والنفوذ، موقع نون بوست، 25/12/2021. متوفر على الرابط التالي: https://www.noonpost.com/content/42703
- حنين ياسين، “غاز المتوسط”.. صراع على الثروة والنفوذ قد يشعل حرباً إقليمية، 15/01/2019، متوافر على الموقع: اقتصاد/غاز-المتوسط-صراع-على-الثروة-والنفوذ-قد-يشعل-حرباً-إقليميةhttps://alkhaleejonline.net/
- فتحية محي الدين طه أحمد، تطور العلاقات الروسية–التركية “2016–2000”، المركز الديمقراطي العربي، 27/07/2016، متوافر على الموقع: https://democraticac.de/?p=34696
- BP Statistical Review of World Energy (June 2017), pp. 26 -
- Pasquale de Micco, “The Prospect of Eastern Mediterranean Gas Production: An Alternative Energy Supplier for the EU?,” European Parliament/ Directorate-General For External Policies, Policy Department (April 2014), accessed on 25/5/2018, at: https://goo.gl/JRHGs6
- The U.S. Geological Survey, “Assessment of Undiscovered Oil and Gas Resources of the Levant Basin Province, Eastern Mediterranean,” World Petroleum Resources Project (March 2010), accessed on 26/5/2018, at: https://goo.gl/NAwDh6
- سايمون هندرسون، اكتشاف حقل غاز في قبرص يمكن أن يغير قواعد اللعبة في شرق المتوسط، معهد واشنطن، 01/03/2019. متوفر على الرابط التالي: https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/aktshaf-hql-ghaz-fy-qbrs-ymkn-yghyr-qwad-allbt-fy-shrq-almtwst
- اكتشاف الغاز في حقل قبالة قبرص يشبه حقل ظهر”، رويترز، 8/2/2018 ، https://www.reuters.com/article/oil-cyprus-ab6-idARAKBN1FS1JQ
- وسيم سيف الدين، البلوك 9.. إسرائيل تنازع لبنان على النفط (إطار – خريطة)، موقع الاناضول، 09/02/2018. متوفر على الرابط التالي: https://www.aa.com.tr/
- تقرير في الصفحة الاقتصادية في جريدة اللواء، مؤسسة رسمية أميركية: قيمة حصة لبنان من الغاز 1700 مليار دولار والنفط 21 ملياراً، جريدة اللواء، 03/03/2020. متوفر على الرابط التالي: https://aliwaa.com.lb/
- ايهاب محارمة، غياب الفلسطينيين عن الغاز في شرق المتوسط، موقع العربي الجديد، 28/08/2020. متوفر على الرابط التالي: https://www.alaraby.co.uk/
- تي ار تي عربي، النفط والغاز في سوريا.. أين تنتشر الحقول ومن المستفيدون؟، موقع تي ار تي عربي، 19/03/2020. متوفر على الرابط التالي: https://www.trtarabi.com/