“مصدر دبلوماسي”
بمناسبة العيد الوطني الإيطالي أقامت السفيرة الإيطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري حفل استقبال مساء أمس في قصر سرسق حضره وزير الاقتصاد أمين سلام ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، وزير المال يوسف الخليل، الاتصالات جوني قرم، البيئة ناصر ياسين، الإعلام زياد مكاري، الصناعة جورج بوشكيان، التربية عباس الحلبي، الطاقة وليد فياض، المهجرين عصام شرف الدين والنواب: عناية عزالدين، بولا يعقوبيان، ميشال معوض، سليم الصايغ وفؤاد مخزومي، النائب البطريركي العام المطران حنا علوان ممثلا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي وعدد من السفراء وفي مقدمتهم ممثلة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبد الله بو حبيب مديرة البروتوكول السفيرة عبير علي وشخصيات سياسية واجتماعية واعلامية.
والقت السفيرة بومباردييري كلمة جاء فيها:
تصادف اليوم الذكرى السادسة والسبعين للاستفتاء الذي أُجري في 2 حزيران 1946 وهو يوم مهم في تاريخ بلدي.
هذا أول عيد وطني إيطالي لي كسفيرة للجمهورية الإيطالية في لبنان نحتفل به معًا حضوريا. أنا متأثرة جدا بذلك. لا يمكننا أن ننسى عامين من جائحة فرضت علينا قيودًا ومعاناة شديدة.
لقد اخترت الاحتفال بالعيد الوطني الإيطالي في هذا المكان الجميل لسببين رئيسيين. الأوّل، لأن تاريخ هذا القصر وعائلته مرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ العائلات الإيطالية.
أما السبب الثاني، فهو أن هذا القصر – الذي يعود بناؤه إلى القرن التاسع عشر – فريد بهندسته المعمارية التي تعكس التأثير الإيطالي والشرقي معا، لا يزال يُظهر الجروح التي سببها انفجار 4 آب 2020 في مرفأ بيروت. تذكرنا هذه الندوب بتلك التي ما زالت ظاهرة على الكثير من المباني والمنازل في بعض أحياء بيروت. ندوب لم تلتئم بعد بالنسبة إلى عائلات الضحايا.
وقالت:”يختلف لبنان اليوم كثيرًا عمّا كان عليه عندما أقيم الاحتفال الأخير لمناسبة العيد الوطني للجمهورية الإيطالية في حزيران 2019. ومنذ ذلك الحين، أرخت الأزمة التي تعصف بالبلاد بثقلها بشدة على جميع القطاعات.
يجب أن تعلِّمنا كل أزمة، مهما كانت قاسية، دروسًا وتُلهمنا من أجل تغيير أفضل.
ستكون هذه السنة حاسمة بالنسبة إلى لبنان وبالنسبة إلى تجديد مؤسساته الديموقراطية ضمن التقويم الدستوري. تشكّل الانتخابات البرلمانية التي أُنجزت لتوها خطوة مهمة في العملية نظرا للدور الرئيسي الذي يضطلع به البرلمان جنبا إلى جنب مع الحكومة للمضي قدمًا في الإصلاحات التي بات لبنان بأمسّ الحاجة إليها ولتوفير الخدمات الأساسية للسكان.
يمكن للبنان مواجهة التحدّي بفضل خلفيته الحيوية على الصعيد الأكاديمي ودوره الريادي في مجال الأعمال، ومجتمعه التعددي والمتنوع، ورأس المال البشري الموهوب، والعديد من الأصدقاء في المجتمع الدولي من بينهم إيطاليا.
تجمع إيطاليا بلبنان روابط تاريخية قوية. تشهد الكثير من المعالم على هذا الإرث. لم تتوانَ إيطاليا عن دعم لبنان حتى في أصعب اللحظات وذلك من خلال التزامنا بأمن واستقرار البلاد منذ الثمانينيات بمشاركتنا في “اليونيفيل” وعبر مهمتنا التدريبية العسكرية الثنائية؛ من خلال التزامنا بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد عبر تنفيذ مشاريع في مختلف المجالات كالبنية التحتية والصحة والتعليم والمياه والإرث الثقافي والحماية الاجتماعية؛ وأخيرا من خلال التزامنا بتعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي وتوفير الفرص للطلاب اللبنانيين للدراسة في الجامعات الإيطالية.”
وأعلنت السفيرة بومباردييري:” ينتمي بلدانا إلى المصير المتوسطي عينه. تحدياتنا مشتركة. ولا يمكن للحلول إلّا أن تكون مشتركة ومن مسؤوليتنا جميعا حماية المنافع العامة المتوسطية المشتركة”. وتوجهت باللغة الايطالية الى مواطنيها الايطاليين قائلة:”للمواطنين الإيطاليين أقول أنّه منذ استقلال لبنان في العام 1943، لعبت الجالية الإيطالية دورًا مهمًا للغاية في التقدّم المادي والاجتماعي لوطن الأرز. يبقى الإيطاليون مكونًا حيويًا يحظى بتقدير المجتمع اللبناني. أنتم، أيها الإيطاليات والإيطاليون، المحرّك الحقيقي للصداقة بين الشعبين والبلدين”.