“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
عاد فجر اليوم الجمعة الى لبنان الطبيب اللبناني الدكتور ريشار خرّاط الذي اعتقل لمدّة 29 يوما في الامارات العربية المتحدة إثر وشاية حول تغريدة له كتبها منذ عامين، وقد صدر بالأمس قرار بترحيله. وقال الدكتور خراط فور وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن:” مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم اتصل بشقيقي مارون قبل 24 ساعة من اطلاق سراحي وطلب منه طمأنتي، وقال لي مارون اللواء يقول لك طمّن بالك. وبعد ان سمعت هذه الكلمة لم أتمكن من النوم إلا ساعة وفي اليوم التالي تمّ الافراج عني”.
لم يكن تحرير الدكتور خراط أمرا يسيرا وجاء عقب جهود مضنية بذلها مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عبّاس ابراهيم مع السلطات الاماراتية بمواكبة ثلّة من المحامين الذين انكبوا على الناحية القانونية من القضية التي تحولت الى قضية رأي عام في لبنان بسبب مواكبتها المكثفة من قبل الناشطين اللبنانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسط صمت هائل من وسائل الاعلام التقليدية.
وكان في استقبال الدكتور خراط في مطار رفيق الحريري الدولي عدد من افراد عائلته ومن اصدقائه، ومحاميته الأميركية سيلين عطاالله. وقال الطبيب خرّاط ردا على اسئلة موقع “مصدر دبلوماسي”: بأن اللبنانيين الذين تضامنوا معه كانوا مصدر قوة منحوه اياها خلال شهر من الاعتقال من الاول من نيسان الى 29 منه، وأضاف:”كان شقيقي يخبرني دوما بأن لبنان كلّه معك، كنا أغص ويعتصر قبلي لكن في الوقت عينه منحني ذلك الأمل حتى تمكنت من التحمّل 29 يوما”. وعما اشتاق اليه في لبنان قال الدكتور خرّاط:” اشتقت لهذا البلد الذين درجنا كلبنانيين على انتقاده مئة مرّة يوميا وهو في النهاية أحلى بلد وأجمل بلد في العالم وبلد الحريات الوحيد من المحيط الى الخليج”. ووجه كلمة الى مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم قائلا:”إن اللواء عباس ابراهيم هو لواء لبنان، ومنذ اليوم الاول لاعتقالي فإن اول شخص فكرت فيه هو الجنرال عباس ابراهيم لأنني اعرف كم يعطي من قلبه في هذه الامور ويجلب اللبناني من أي مكان وجد فيه في العالم”. وعن تعليقه عما حكي عن وشايات أدّت الى اعتقاله قال الدكتور خراط:” القافلة تسير…”.
وتحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي” محامية خراط الاميركية اللبنانية الاصل سيلين عطاالله فقالت بأن:” قضية الدكتور ريشار خرّاط ليست قضية قانونية بل تتعلق بحقوق الانسان، بالنسبة الي قد تكون الامارات العربية المتحدة قد استخدمت الغطاء القانوني لكن القضية بحدّ ذاتها ليست قانونية، وما نأسف عليه هو أن دولة الامارات التي تظهر لنا دوما جانب التطور والانفتاح، اثبتت في ملف الدكتور ريشار خراط بأن العكس هو الذي حصل، وان هذه القضية نقطة سوداء في ملف حقوق الانسان، في ما يخصهم”. وأضافت عطاالله:” أنا سعيدة بأن الدكتور خراط عاد اخيرا الى عائلته وهو بأمان، ولكننا نتمنى ألا يتكرر هذا الامر لأي انسان وبالأخص للبنانيين الذين يعيشون في دول الخليج وفي الامارات، هذا امر لا يجب ان يتكرر البتة. نحن سعداء جدا بعودة الدكتور خراط لأنه لو أمضى وقتا أطول كان ذلك سيرتّب نتائج سلبية جدا على الامارات”.