“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
أكد سفير اليمن في لبنان عبد الله عبد الكريم الدعيس أن وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي ” مطالب باعتذار شخصي عما صدر عنه من تصريحات تلفزيونية تتعلق باليمن”.
وأشار الدعيس الذي نقل صباح اليوم الاربعاء رسالة احتجاج رسمية من وزارة الخارجية اليمنية سلّمها الى الأمين العام لوزاررة الخارجية والمغتربين اللبنانية السفير هاني شميطلي لموقع “مصدر دبلوماسي” الى أن “أمين عام الخارجية تسلّم بيان الاحتجاج الرسمي وأبلغني عن صدور بيان صباحي عن وزارة الخارجية والمغتربين”.
وأضاف الدعيس:” نحن لا نكتفي ببيان وزارة الخارجية اللبنانية ونؤكد على طلب وزارة الخارجية اليمنية على اصدار اعتذار رسمي من وزير الاعلام اللبناني شخصيا. مع الاشارة الى أن تصريحاته بالأمس حملت تناقضات واضحة وهي زادت الأمور سوءا إذ بدا وكأن السعودية والامارات هما اللتان تسببتا بالحرب اليمنية بينما هما في حالة دفاع عن النفس وخصوصا تجاه العدوان الحوثي على الاراضي السعودية”. ولفت السفير الدعيس الى أن ” المملكة العربية السعودية تدعم الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي للعودة الى السلطة، وتدفع في اتجاه وقف الحرب. وقامت المملكة بمبادرة تنص على وقف الحرب وفتح مطار صنعاء وتسهيل ادخال المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة بموجب اتفاق استوكهولم والعودة الى المسار السلمي. وقد رحبت الحكومة الشرعية بهذه المبادرة التي نالت تأييدا دوليا واسعا وقد طرح بنودها ايضا المبعوث الاممي السابق مارتن غريفيث. وبعد ان رحبت الحكومة بالمبادرة نسفها الحوثيون بسبب تصعيدهم على مأرب وشبوة ومحاولة الاستيلاء على الحكم بالقوة وعبر ارسال صواريخ باليستية ومسيرات استهدفت اراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة”.
وسأل موقع “مصدر دبلوماسي” السفير اليمني عن تصريح الوزير قرداحي اليوم أمام المجلس الوطني للاعلام بأنه لا يدين بأي اعتذار” ولا أحد يملي علينا ما يجب القيام به” وهل يستدعي هذا الكلام تصعيدا دبلوماسيا يمنيا؟ أجاب السفير الدعيس:” نحن لا نرغب بالتصعيد لأننا حريصون على العلاقات مع لبنان الشقيق، وموقف الحكومة اللبنانية أمس كان واضحا في بيانها لكن كلام وزير الاعلام هو خروج عن الموقف الرسمي ونأمل أن يقدم اعتذارا عبر تغليب العقل والحكمة حرصا على العلاقات بين البلدين”.
السفارة اليمنية
ووزعت السفارة اليمنية في بيروت بيانا صادرا عن وزارة الخارجية اليمنية جاء فيه:
“تابعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين باستنكار بالغ واستهجان شديد، التصريحات الاعلامية الصادرة عن وزير الاعلام اللبناني، في أحد البرامج التلفزيونية، والتي تعد خروجا عن الموقف اللبناني الواضح التي عبرت عنه الحكومات اللبنانية المتعاقبة، عبر إدانتها للانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية، ودعمها لكافة قرارات الجامعة العربية وللقرارات الاممية ذات الصلة”.
وأعربت الوزارة عن “استغرابها الشديد من هذه التصريحات التي تسيء للعلاقات اليمنية اللبنانية، وتتناسى جرائم الميليشيات الحوثية ضد الشعب اليمني، وانقلابها على الحكومة الشرعية، ومحاولتها الاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة واستمرار رفضها لكل دعوات السلام، في تحد واضح للقرارات الاممية كافة، داعية الحكومة اللبنانية الى توضيح موقفها من هذه التصريحات التي لا تخدم العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين”.
وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان
صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان البيان الآتي:
” صدر كلام شخصي سابقا” عن وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرا ونشر بالامس وهو لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبر عنه رئيسها في البيان الصادر بالأمس، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب.
كما وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد ادانت مراراً وتكراراً الهجمات الارهابية التي استهدفت المملكة العربية السعودية وهي لازالت عند موقفها في المدافعة عن أمن وسلامة اشقائها الخليجيين التي تكن لهم كل محبة واحترام وتقدير وتنأى عن التدخل في سياساتهم الداخلية والخارجية”.
بيان رئاسة مجلس الوزراء
وكان أمس صدر بيان عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي جاء فيه:
“إن دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يعلن تمسك لبنان بروابط الاخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة .
اما بخصوص كلام وزير الاعلام جورج قرداحي الذي يجري تداوله والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة اسابيع فهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة اطلاقا، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي.
ان رئيس الحكومة والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويدينون اي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف أتى، فاقتضى التوضيح”.