“مصدر دبلوماسي”
ترأس السيناتور الأميركي كريس مورفي وفداً من مجلس الشيوخ في زيارة إلى لبنان. التقى الوفد رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون وممثلين عن المجتمع المدني والسياسي. وقد ركزت اجتماعات الوفد على آخر التطورات السياسية والاقتصادية والتعاون الأمني بين الولايات المتحدة ولبنان، إضافةً الى المساعدات الإنسانية الأميركية. كما زار الوفد مخبزاً في منطقة الكرنتينا كان قد أُعيد بناؤه بدعمٍ من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ابلغ وفد مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في المجلس السيناتور كريس مورفي Chris Murphy، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطا كبيرا وان الكثير من العقبات قد ذللت، معربًا عن امله في ان تُشكل الحكومة هذا الاسبوع، لافتا الى ان من ابرز المهمات المطلوبة منها هي اجراء إصلاحات واطلاق عملية النهوض الاقتصادي لمواجهة تداعيات ما شهده لبنان خلال الأعوام الماضية من احداث تراكمت فوق بعضها البعض وادت الى الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون راهنا.
واكد عون للوفد الأميركي بأن الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في ربيع 2022 وسنسهر على ان تتم في أجواء من الحرية والنزاهة، لان الحياة الديمقراطية تستوجب تجديدا في السلطتين التشريعية والتنفيذية، تحتاج اليه الحياة السياسية في لبنان الذي ينتقل من مرحلة الى أخرى بعد سلسلة إخفاقات حصلت منذ العام 1990 وحتى اليوم. وشدد رئيس الجمهورية على التزامه الاستمرار في عملية مكافحة الفساد، معتبرا ان اجراء التدقيق المالي الجنائي الذي اوكل الى شركة ” الفاريز ومارسال” هو من ابرز الخطوات الإصلاحية التي يعتزم لبنان تحقيقها خلال الفترة المقبلة.
وأشار عون الى العزم في معالجة نقاط الضعف في النظام الاقتصادي اللبناني، لافتا الى الحاجة الراهنة لمساعدات اقتصادية واجتماعية وإنسانية، إضافة الى استمرار دعم الجيش الذي تؤمنه مشكورة الولايات المتحدة الأميركية. كذلك ستكون لاعادة اعمار لبنان حصة كبيرة في اهتمامات الحكومة العتيدة، تعزيزا للاستقرار الاجتماعي.
وبعدما شرح رئيس الجمهورية ردا على أسئلة أعضاء الوفد، انعكاس تراكم الاحداث على لبنان بدءا من الحرب السورية وتداعياتها الاقتصادية والانسانية مع نزوح مليون و850 الف سوري الى اقفال المعابر وتوقف حركة التصدير عبر البر وصولا الى الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، اكد ان لبنان يتأثر سلبا بالتطورات في منطقة الشرق الأوسط، في حين ان تحقيق السلام العادل والشامل فيه ينعكس إيجابا عليه ويساعد على تخطي الكثير من العقبات. وجدد الرئيس عون التزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية ولاسيما القرار 1701 في الجنوب، منوّها بالتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية “اليونيفيل” التي تم التجديد لها قبل يومين لسنة إضافية جديدة.
وضم الوفد الأميركي الى رئيسه السيناتور كريس مورفي Chris Murphy، السيناتور Richard Blumenthal والسيناتور Chris Van Hollen والسيناتور Jon Ossoff وعدد من مستشاريهم، في حضور السفيرة الأميركية في بيروت السيدة دوروثي شيا.
ونقل أعضاء الوفد الى الرئيس عون تحيات أبناء الولايات التي يمثلونها وبينهم اعداد كبيرة من اللبنانيين الذين يلعبون دورا مهما فيها، كما نوهوا بدور الرئيس عون وتاريخه النضالي من اجل السيادة والحرية والاستقلال، وبالحكمة التي يدير بها شؤون لبنان في هذه الفترة من تاريخه. كما اكدوا انهم سوف ينقلون الى زملائهم أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ مواقف الرئيس عون وشروحاته، مجددين التزامهم الوقوف الى جانب اللبنانيين عموما ودعم الجيش خصوصا.