“مصدر دبلوماسي”
الدكتور فيصل مصلح
صدر عن دار “أبعاد” في بيروت كتاب “ السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي في المتوسط – دراسة لأزمة الهجرة” للدكتور حمزة جمّول. يشرح الكتاب وهو باللغة الانكليزية الوسائل التي اعتمدها الإتحاد الاوروبي لمواجهة تداعيات الهجرة غير الشرعية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وذلك للفترة الممتدة بين العام 2011 والعام 2017 مع وذلك بسبب تداعيات ” الربيع العربي”.
يعرض الكاتب في الصفحات الـ255 الأدوات التي اعتمدها الإتحاد الأوروبي لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من التي كانت لها تداعيات جمّة في أوروبا. ضمن هذا السياق، يشرح الدكتور حمزة جمّول في كتابه عمل الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل -فرونتكس و مراكز إستقبال اللاجئين والإتفاقيات التي وقعها الأوروبيون مع دول ثالثة.
وبحسب الكتاب أدّى إستقبال الإتحاد الاوروبي لما يقارب مليون ونصف مليون لاجئ في العام 2015 إلى تنامي ظاهرة الشعبوية اليمينية وكرّس التباين بين الدول الأعضاء بسبب التفاوت في نسبة القدرة على تحمّل الأعباء بين دول الدخول الأول وهي الدول الأوروبية المطلّة على المتوسط وبقية دول الإتحاد الاوروبي وهي دول الشمال. أدّى هذا الأمر، إلى نقاش أوروبي حادّ، ما زال مستمراً حتى اليوم، حول فلسفة التضامن التي يقوم عليها الإتحاد الاوروبي والتي تفترض وفقاً لبعض الدول (إيطاليا واليونان) توزيع عادل لحصص اللاجئين بين الدول الأوروبية وبالتالي إعادة صياغة نظام دبلن الذي يحدد البلد الأوروبي الذي تقع عليه مسؤولية معالجة طلب اللجوء وهو الأن بلد الدخول الاول.
تناول الكتاب ايضا التعاون الأوروبي مع الدول المصدرة للهجرة من خلال تفعيل برامج التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في هذه الدول وذلك من خلال البرامج التمويلية الأوروبية التابعة لسياسة الجوار الأوروبية ومن أهمها التعاون العابر للحدود في المتوسط ودعم مسارات الحوار السياسي في تلك الدول.
ختاماً، أجرى الكاتب وهو دبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان تقييماً لمدى فعالية الإجراءات الأوروبية في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وعرض توصيات يمكن تلخيصها في أهمية أن يقوم التعاون بين الدول الاوروبية والعربية على أسس التضامن والشراكة الجدية، الدعوة إلى تحديث الشراكة الأورومتوسطية لتتماشى مع المتغيرات الطارئة والمتسارعة ووضع حلول جامعة للتحديات المشتركة على أن تعتمد الحلول قي المقام الأول على البعد التنموي الإقتصادي والإستقرار السياسي وليس على أُسس أمنية تقوم على نظرية إغلاق وعسكرة الحدود بين الضفتين.
*الدكتور حمزة جمّول دبلوماسي لبناني، يشغل منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية اللبنانية في جمهورية ألمانيا الإتحادية وعمل سابقاً كمستشار في البرامج الأوروبية العابرة للحدود في المتوسط والتي تُعتبر الآلية التنفيذية للسياسة الأوروبية لحسن الجوار.